أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي الآغا - مغامرة العقل المسلم الأولى














المزيد.....

مغامرة العقل المسلم الأولى


علي الآغا

الحوار المتمدن-العدد: 2190 - 2008 / 2 / 13 - 10:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أود أن أشير في هذه الأسطر المتواضعة الى العلاقة بين العقل و التربية النفسية و التي سوف تكون القاعدة الأساسية التي تضبط أبعاد الفكرة التي أتحدث عنها .
تشير كلمة التربية في هذه العلاقة الى مجموعة القواعد السلوكية التي نشأ عليها الانسان , وتشير كلمة نفس الى نوعية التربية التي تلقاها الانسان, أن جوهر العلاقة السابقة يقوم على أنه ما من تقويم للعقل أفضل من تربية نفسية متوازنة و متكاملة , والعقل كما هو معروف يخضع للانفعال و يتوافق مع العاطفة , إذاَ من الجدير بنا أن نعي أن نوعية العقل الذي يخص كل فرد أو فئة يتناسب مع نوع التربية النفسية التي حصل عليها .
كما إن مجموعة القواعد التربوية التي يحصل عليها الانسان مشروطة ؟ ... أي انها تشكل إشراطات عديدة لحياته المقبلة .
التوازن بين عقل الانسان و نفسه سوف يختل , وهذا ما ينتج سيطرة للنفس أو التربية النفسية الانفعالية المشروطة على العقل و بالتالي سوف تهتز أسس الشخصية و تسيطر التجزئة على الشخص و تحل محل التكامل .

إن انتشار العقيدة الاسلامية في منطقة شبه الجزيرة العربية في البداية , شكلت ثورة حقيقية على القيم الجاهلية التي كانت سائدة , فكان لها دوران هامان في تشكيل أسس الثقافة الجديدة وقيمها و قواعدها السلوكية.
الأول تركز على هدم القيم السلوكية الجاهلية التي كانت تسير بالركب الاجتماعي هناك نحو قيم الغابة .
أما الدور الثاني فهو دور بنائي تركز على فرض القيم والقواعد السلوكية الاسلامية الجديدة و التي شكلت أبعاد التربية النفسية الاسلامية الحقيقية و السامية التي تحقق التوازن و التكامل الانساني , هكذا بدأت ملامح البيئة النفسية الاسلامية بالتعمق و التجذر في مجتمع شبه الجزيرة العربية .

ومع انتقال الجيش الاسلامي الى بلاد الشام و مصر في إطار الموجة الاولى للفتوحات الاسلامية , كان احتكاك العرب المسلمين القادمين من شبه الجزيرة العربية مع سكان هذه المناطق ذووي البيئة النفسية المجتمعية المختلفة , القائمة على أسس و قواعد الديانة المسيحية و قوانين روما التي كانت تحتل المنطقة , هذا الاختلاف ساعد في ظهور و تبلور الحس القومي العربي بسمته الاسلامية .

وهكذا مع أول تجربة عملية لاكتشاف الذات العربية أخذت طابعاَ دينياً عقائدياً اسلامياً , تفجرت شرقاً و شمالاً و جنوباً معلنةً قيام الامبراطورية الاسلامية العربية على مساحة واسعة من منطقة الشرق الأوسط الجغرافي .
ارتبط السياسي الايدلوجي بالديني العقائدي ليشكل حالة متقدمة لتطور البيئة الاسلامية الاولى , وبالتدريج بدء السياسي بالسيطرة على الديني , أي بدء التوازن و التكامل بالاختلال , أقصد بالسياسي مجموعة المصالح الضيقة الانفعالية لبعض القادة العرب التي تقدمت على الصالح القومي العربي العام , و ما زاد الطين بلة هو بروز الحالة الكوليونالية الاستعمارية للامبراطوريات التي كانت تتصارع على الساحة الدولية من أجل السيطرة على العالم .
إن الاشراطات السابقة عمقت من الاختلال وقادت الحالة العربية المتوازنة الى التجزئة و التشتت , وحكمت على أول تجربة للوجود العربي القومي الحقيقي بالفشل ...
هذا الفراغ الفكري العقائدي دفع المفكرين والسياسيين العرب للبحث عن البديل , فانهالت الايديولوجيات الغربية تقتحم عقول العرب وتؤسس لظهور أحزاب و تيارات فكرية و سياسية مختلفة , في المقابل ظهر تيار اصلاحي اسلاموي يهدف الى إعادة الحياة للأمة الاسلامية , لكن التفوق السياسي على هذه الحالة الاصلاحية أودت بها الى أقصى درجات التطرف و الراديكالية لتبتعد عن الهدف الأصل القائم على أسس المحبة و التسامح , وبدأ الصراع يدور بين تلك التيارات بكل أشكاله
وتأصلت الاختراقات الاستعمارية و الأحلاف لتزيد من حالة التجزئة و التشتت التي يعيشها العرب, أما التيارات المعتدلة و والحركات القومية ذات النشأة العربية , كانت تسحق مع الهم الانساني العربي في إطار تلك الصراعات .
والنتيجة التي حصلنا عليها هي اختزال الأمة بالوطن و الوطن بالقطر و القطر بالفرد و الفرد بنفسه الانفعالية المشروطة بمصالحه و المصالح مرتبطة بأحلامنا الموؤدة .






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- تركيا تلاحق صحفيين رسما صورة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم
- تركيا: أمر باعتقال صحافيين في قضية نشر رسم كاريكاتوري يصور ا ...
- رحيم صفوي: سيتبلور شرق أوسط كبير محوره الثورة الإسلامية وجبه ...
- صحف إسرائيلية: الوكالات الأمنية فقدت السيطرة على المتطرفين ا ...
- آخر 4 بقوا بالمدينة.. جورج قسطنطين يسعى لإعادة الحياة للمجتم ...
- مفتي القاعدة السابق: أميركا حاولت اختطاف بن لادن والتنظيم سع ...
- الاحتلال يحول المسجد الأقصى إلى قاعة احتفالات استعمارية بإقا ...
- سموتريتش: إذا قدمنا تنازلات مقابل الأسرى سيضع ذلك اليهود في ...
- فوز زهران ممداني يكشف الوجه القبيح لمعاداة الإسلام في الولاي ...
- -الأعباء ثقيلة ولكننا لا ننحني إلا الله-.. السيسي يوجه خطابا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي الآغا - مغامرة العقل المسلم الأولى