أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد الربيعي - الدكتور فخري البزاز في ذمة الخلود















المزيد.....

الدكتور فخري البزاز في ذمة الخلود


محمد الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 2189 - 2008 / 2 / 12 - 10:06
المحور: سيرة ذاتية
    


في 6 من شباط 2008 فارقنا العالم العراقي الكبير والمتميّز على الصعيد العالمي، الأستاذ الدكتور فخري البزاز (1933-2008) عن عمر ناهز 75 سنة، بعد مرض عضال أقعده الفراش لفترة طويلة وهو ما يزال في قمة عطاءه العلمي، وبذلك فقد العالم والعراق أستاذا جامعيا وعالما فذا وهب حياته من اجل علمه وبحوثه، وتلامذته، فكانت حياته درسا كبيرا تعلمنا منه الإصرار على تحمل أعباء البحث والتنقيب والمثل العلمية، وتجسيدها بالإنتاج الغزير في المستوى العلمي العالمي، وكان خير مثال لكفاءة العراقيين وخير سفير لهم في الخارج.

ولد هذا العالم الجليل في السادس عشر من أيار 1933 في بغداد لعائلة عريقة أنجبت رجال تميزوا في الحياة العراقية السياسية والاجتماعية منهم أخيه الدكتور عبد الرحمن البزاز، رئيس وزراء العراق السابق. حصل البزاز على شهادة البكالوريوس من دار المعلمين العالية عام 1953 ودخل سلك الدولة الوظيفي كمعاون مدير تربية الرصافة. وبرز توجهه العلمي منذ تلك الفترة حيث توجه للبحث العلمي مع الدكتور عبد الكريم الخضيري الذي اصبح من علماء العالم المتميزين.

في 25 آب عام 1958 تزوج من السيدة مأرب درويش بكري وسافر في نفس يوم زواجه مع زوجته الى الولايات المتحدة ليبدأوا حياتهم الدراسية في جامعة إلينوي. حصل الفقيد على شهادة الدكتوراه عام 1963 في موضوع البيئة النباتية وأصبح أستاذاً مساعداً ومن نفس الجامعة حصلت زوجته على شهادة الدكتوراه في علوم فسلجة النبات عام 1972. ترك جامعة إلينوي في السنة اللاحقة ليعود الى وطنه العراق ويلتحق بجامعة بغداد كمدرس في كلية العلوم وهناك تعرفت على شخصيته الرائعة عام 1965 حيث درَّسني علم النبات في السنة الأولى، وكان بحق من افضل من قام بتدريسي في حياتي الجامعية واكثر من ترك تأئيراً جيدا على مسيرتي العلمية.

لم يستمر الراحل طويلا في جامعة بغداد فقد تركها ليرحل مرة أخرى إلى الولايات المتحدة عام 1966 وليعود إلى جامعة الينوى كأستاذ مساعد في قسم بيولوجيا النبات. تمت ترقيته إلى مرتبة أستاذ في عام 1978 وليتبوأ بعد ترقيته منصب رئاسة القسم في الفترة 1980 إلى 1984، وبعدها كرئيس لمدرسة علوم الحياة في الجامعة. وخلال فترة وجوده في الينوي اشرف على دراسات عدد من الطلبة العراقيين منهم المرحوم أ.د. حسين ابو الفتح، الأستاذ السابق في جامعات الخليج العربي ومن القسم ذاته تخرج ايضا الدكتور خضر حلو الاستاذ في فرجينيا بوليتكنيك. وكان الفقيد لهم صديق واب ومشرف يمدهم بكل ما يحتاجونه من دعم معنوي ويذكرهم بمهمتهم في التفوق العلمي والتميز وبأن مهمته هي حل معضلات العلم واكتشاف المعرفة.

في عام 1984 عرضت جامعة هارفرد كرسي الأستاذية في علم البيولوجي، فانتقل الى بوسطن ومعه زوجته مأرب وابنته سحر وولده عمار، ليبدؤوا رحلة علمية جديدة يتبوأ فيها الصدارة العلمية في العالم في علم البيئة وليحوز على الجوائز العلمية التقديرية سواء على صعيد جامعة هارفرد او على صعيد الولايات المتحدة والعالم اجمع.

عند انتقاله أصدرت جامعة هارفرد بيانا صحفيا في 2 مارس 1984 جاء فيه:
(اقنعت جامعة هارفارد رائد علم البيئة النباتية لترك منصبه في جامعة الينوي وقبول منصب دائم في قسم تطور الكائنات والبيولوجيا التطوريه. ان تعيين فخري البزاز هو جزء من سلسلة من التعيينات التي تهدف الى تعزيز البحوث التجريبية لعلم النبات في الجامعة ضمن سياسة جذب افضل العلماء. نشرت للبزاز عدة بحوث عن البيئة النباتية كما نشر له مؤخرا كتابا حول الموضوع. وهو يحظى باعتراف واسع النطاق لدراسته حول "رطوبة المناطق الاستوائية" ودراساته عن أهمية تأثير البيئة النباتية على السكان والمجتمع والبيئة. كما ساهم في العديد من الكتب التي أُنجِزت مؤخرا على النظم البيئية. البزاز شخصية محترمة ومحبوبة حيث يمكنك ان تدخل مكتبه في اي وقت، ويأتي الطلاب من جميع أنحاء العالم للدراسة معه.)

في الفترة من 1988 الى 1997 حاز على لقب H.H.Timken Professor of Science
ومن عام 1997 الى 2005 اصبح يحمل لقب Mallinckrodt Professor of Biology وهي كراسي مرموقة في جامعة هارفرد التي تعد من أرقى جامعات العالم.

استمر البزاز في عطائه العلمي منذ دراسته الأولى في جامعة بغداد إلى أن أقعده المرض عام 2005 ، وكنتيجة لنتاجه العلمي المرموق من بحوث علمية أصيلة وكتب متميزة ومساهمات فعالة في دراسة المشاكل البيئية وتوفير الحلول الصائبة لها، انهالت عليه الدعوات للمشاركة في المؤتمرات العالمية والسمينارات في جامعات العالم ومنها الجامعات العربية. وكرمته المؤسسات العلمية الأمريكية والعالمية بعدد من الجوائز والشهادات ومنها:

Clare Hall,Cambridge University Fellow; Life Member (1981)
American Association for the Advancement of Science Fellow (1987)
John Simon Guffenheim Fellow (1988)
American Academy of Arts and Sciences Fellow (1989)
Japan Society for the Promotion of Science Fellow (1993)
Humboldt Research Prize, Germany (1996)
Candidate for King Faisal Prize in Biology (2000)
Leverhulme Professorship in British Universities (2000) (Bangor, Sheffield, Edinburgh, Cambridge, Oxford and Imperial College)


في عام 1999 زار الراحل برفقة زوجته مأرب لندن فكانت فرصة لتكريمه من قبل رابطة الأكاديميين العراقيين حيث تم منحه العضوية الفخرية، هو والدكتور محمد مكية في حفل رائع حضره عدد كبير من الشخصيات الأكاديمية العراقية. وخلال تواجده في لندن ألقى الراحل محاضرة علمية مشوقة حول البيئة وبالخصوص بيئة الشرق الأوسط وكانت فرصة جميلة للجالية العراقية للقاء هذا العالم الجليل.

هذا العالم الجليل الذي طواه الموت تاركا وراءه دموعا وأحزانا لجميع الذين عرفوه وصادقوه. لقد كان العالم البزاز عراقيا مخلصا احب وطنه وكان فخرا للعراق وللعراقيين، إذ كان بحق رمزا للعالِم والباحِث والأستاذ الجامعي المتفاني.

وهكذا غاب عنا هذا العالم والتربوي القدير، واليوم لم يبق لنا إلا كتبه وبحوثه الأصيلة وثروته العلمية الهائلة، وذكراه الطيبة. ونقول وداعا أيها الأستاذ البارع والصديق الحميم والعالم الجليل، ستبقى ذكراك خالدة مملوءة بالحب عند زوجتك وعائلتك وأصدقائك وطلابك ورفاق مسيرتك العلمية في العالم والعراق، وسيبقى إنتاجك العلمي ثروة خالدة للعالم وعلمائه.




#محمد_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المؤتمر العالمي للتعليم العالي في العراق- نظرة تقيمية للبحوث ...
- هل ستلتحق جامعاتنا بركب الجامعات العالمية في القرن الواحد وا ...
- الحريات الاكاديمية


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد الربيعي - الدكتور فخري البزاز في ذمة الخلود