أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سندس جليل العباسي - كي تتعلم وتفهم














المزيد.....

كي تتعلم وتفهم


سندس جليل العباسي

الحوار المتمدن-العدد: 2188 - 2008 / 2 / 11 - 11:23
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


تأملات في رجل شرقي

شاهدت على احدى القنوات العربية البرنامج اليومي الامريكي الشهير (اوبرا) والذي تقدمه (اوبرا وينفري) وكانت تستضيف فيه احدى النساء الامريكيات والتي تعرضت طوال عشر سنين من الزواج للاساءة الجسدية واللفظية على يد زوجها وامام اولادها، فقررت الانتفاض وذلك بعدم الاستكانة لواقعها ورفعت دعوى ضد زوجها تتهمه بالعنف الجسدي واللفظي واذلالها امام اولادها ...فجاء قرار المحكمة منصفا لها بعد سماع الشهادات والحكم على الزوج بالسجن ست وثلاثين عاما!! وان احسن السيرة والسلوك فلن يطلق سراحه الا بعد مضي عشرين عاما... ولفت انتباهي كلام محامية المدعية، اذ ختمت مرافعتها بالرد على كلمة كان زوج المدعية يرددها دائما للزوجة لتبرير عنفه لها (كي تتعلم وتفهم!!)، ووجهت كلامها للزوج بانه قد حان الوقت له (ليفهم ويتعلم) ...
وبالطبع من المستحيل ان يحصل هذا في بلد شرقي مثل بلدنا المتخم بالعنف والتقاليد والاعراف والموروثات المدعومة بالفقه الديني بحيث لم تترك للمراة أي خيار لتبتعد عن سطوة واستبداد نصفها الاخر ... وبالطبع ايضا لا استطيع ان اطلب من قضائنا بان يحكم ولو بسنة واحدة على رجل لسوء معاملته للمرأة، في حين انه ومن سخرية القدر، ان قضائنا يحكم على الارهابي الذي يشارك في زرع العبوات وتفخيخ السيارات وتفجير الاسواق والجوامع والكنائس بالحكم لفترة تتراوح من ثلاثة الى خمس سنوات ...!!!
كما ان هناك الكثير من رجال الدين الذين يتداولون عدد من الاحاديث ونسبتها الى الرسول الكريم، وحاشى لله ان يقولها الرسول وهو الذي كرمه الله باحسن الخلق وارسله رحمة للعالمين، ومن هذه الاحاديث المنسوبة "ان من مبطلات الصلاة مرور امرأة امام المصلي أو سماع صوت الحمار..." ، والقصد جلي من وضع هذا الحديث وهو إذلال المرأة ليس إلا. فضلا عن ذلك، درج البعض على تعليم اطفالنا واولادنا عند مرورهم بفتاة او امراة متبرجة، حسب مفهومهم للتبرج، خلال شهر رمضان على ترديد عبارة(اللهم اجعلها في عيني بقرة او قرد..) .أما كان الاجدر بهم ان يعلموهم بدلا عن ذلك عبارة (اللهم اجعلها في عيني كأمي او اختي او اللهم اهدها ) مع التحفظ على الفكرة كلها...
ومن عبث الاقدار ...اعتراض رجال الدين في كل زمكان ومكان على القوانين الوضعية بحجة انها تنافي الاحكام الشرعية او انها من صنيعة الكفار او احكام غريبة لاتمت للاسلام والمسلمين بصلة، الا ان تلك الاحكام الوضعية ستتفق مع قوانينهم حين يتعلق الامر باذلال المرأة ..فقد اجاز القانون العراقي الوضعي في احد بنوده ضرب المرأة لغرض التاديب كما اجاز الشرع ضربها للسبب نفسه ..ولا أخفي ان والدتي رحمها الله قد تعرضت للعنف الجسدي واللفظي ومازالت اختي تتعرض للعنف ذاته من قبل زوجها الاسبارطي المطيع...
حسب علمي ان تطور الشعوب والامم مقرون بحفظ كرامة وانسانية افرادها، فكيف بشعوب تمتهن وتذل وتستعبد اهم ركن من اركانها وعلى يدها تبنى الاجيال!!؟ ..هل لهذه الشعوب مستقبل؟ أشك في ذلك ...لذا ادعو رجالنا باختلاف مذاهبهم وعقائدهم واتجاهاتهم الى حفظ انسانية نصفهم الاخر والسعي لعدم معاملتها ككائن خاضع هامشي يتخفى خلف جدران العرف والتقاليد ولا يرى العالم الآخر إلا بعيون مذعورة منطويا على نفسه متدثرا في حجاباته...
والوقت قد حان ليفهم ويتعلم نصفنا الاخر من ذوي ( العمامة والجبة والعقال والدشداشة والجينز والقميص) كيف يجتاز عقبة العصور الوسطى ويضع اقدامه بكل جرأة على عتبة عصر جديد ملؤه الاحترام المتبادل والتنافس الشريف لخدمة العراق، وان لا فرق بين رجل وأمرأة إلا بمقدار ما يبذل في خدمة العراق.



#سندس_جليل_العباسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابو الهول أكثر صخبا من برلمانياتنا


المزيد.....




- النظافة الشخصية عند النساء.. علامات يجب الانتباه إليها
- ورشة عمل مركزية مع لجان الحماية ورؤساء الأحياء ومقرري المجال ...
- امرأة تصل إلى سدة الحكم في المكسيك في سابقة تاريخية.. من هي ...
- نهى سالم وسمية عماش…تختلف الأماكن والغدر بالنساء واحد
- شينباوم.. أول امرأة ترأس المكسيك بعد الانتخابات -الأكثر عنفا ...
- -بصحبته 3 سيدات-.. داخلية مصر تعلن ضبط شخص استغل قاصرات في م ...
- ما هي خطوات الاستعلام عن أهلية الضمان الاجتماعي وقيمة الراتب ...
- بينهم امرأة حامل.. شهداء إثر قصف إسرائيلي عنيف طال منزلا بال ...
- المكسيكيون يدلون بأصواتهم في انتخابات تاريخية متوقع أن تؤدي ...
- -البيبي جيه ازاي؟- قصة للأطفال


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سندس جليل العباسي - كي تتعلم وتفهم