أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نوال الغانم - الخروج عن متن المدونة














المزيد.....

الخروج عن متن المدونة


نوال الغانم

الحوار المتمدن-العدد: 2188 - 2008 / 2 / 11 - 08:12
المحور: الادب والفن
    


هي ، لم تقل كل الذي تريد أن تقوله :
أشارت الى النخلة وأغمضت عينيها ،
أشارت الى فضاء ركلَ غيمتها ،
ومضى بعيداً
الظل ، لم يلتفت إليها ،
ترك الجسر يعبر حافياً فوق الماء
لتكتمل ، صورة الخروج ، عن متن المدونة .
النخلة قالت : هذا ليس ظلي ،
أنه أصلع وممسوخ الوجه ،
كان ظلي ، ذا شاربين طويلين ، مثل جديلة مهرة ،
قبل أن يسقطها الجري المتواصل .
قال الظل : هذه ليست النخلة التي أنتمي اليها ،
يمكنك أن تسمها ماشئت ، إلا نخلة ،
النخلة التي أنتمي إليها ، كانت نخلة !!
الذي أراه الآن : جذع خاو يكاد
أن يسقط فوق جدار البيت المائل .
الفراغ قال : أجل لمحتها جالسة هنا،
قبل أن ينطلق السهم من قوسه ،
ولما إلتفت ، رأيت المقعد فارغا ،
لذلك لم يعد بالامكان ، إعادة السهم إلى القوس ثانية .
المرأة قالت : سأصعد على كتفي ، وألقي بنفسي إلى الهاوية .
ـــ الوطن ، مثل قطعة شكولاتا،
بيد طفل جائع يقف على الرصيف ،
بإنتظار الحافلة .
المرأة قالت : أتقصد الذي أخبئه ،
بين الفواصل والحروف ،
في المساءات الباردة المزروعة فوق رعشة الدماء ،
في التراب
المعبأ برائحة السردين ؟ .
أتقصد ، قلبي الذي تلاقفته العجلات ؟ .
لقد تعبت ، وأنا أحمله أينما أذهب ،
حتى لم تعد الحقيبة بمستطاعها ،
أن تعبر المنحدر .
وطني المتسكع في شوارع المدن الأخرى ،
الممنوع من دخول شارع الرشيد .
الكلبة التي تهز ذيلها للعابرين ، نبحت ،
الفراغ لوح لها بعصاه ،
المرأة قالت : سأمزق ظلي ،
وأكشف عن مفاتني للغرباء ،
وأجعلكم إضحوكة ،
تقرأ بجميع اللغات ،
النخلة قالت : هذه ليست المرأة
التي كانت الريح تتهجى ملامحها ،
كلما داهم الأرض المخاض ،
الظل ، يرقب بريبة ،
سقوطه المدوي .
ـــ البلاد ، أمنا التي ولدتنا بغتة ،
من غير أن تلتفت لحاجة المكان ،
وضعتنا على قارعة الطريق ،
ومضت ،
تفرقنا بين الشعاب والأودية ،
الأول : أصبح نجاراً ، إفتتح باب مهارته ، بتابوت يسع الأرض ،
الثاني : خماراً ، أقام مملكة باهرة ، لخمور ، تغري الطير بفتنتها ،
الثالث : بحاراً ، شق جدار البحر الى نصفين ،
الرابع : دليلاً ، قاد الى البيت الشجرة ،
الخامس : دجالاً ، لم يترك زاوية ، إلا وذر عليها ، ما تمليه الرغبة على ماجنها ،
السادس : أفاقاً ، أنشأ سوقا رائجة لمساحيق شتى ،
السابع : بليداً ، يأكل لحم الموتى ، ويلقي بعظامها لكلبته .
ـــ بلادي أتعبها المنفى ، وما زالت بلادي ،
المرأة قالت : إلاما يحط على كتفي غراب أسود ،
يأكل القصائد ،
ومن ثمة يصفق بجناحيه ، ويطير ؟
أعيدو إليَّ ، الساقية ، والوردة ، وكتابي المسروق ،
أعيدو إليَّ ، ترابي ، ويدي المتوغلة عميقاً فيه ،
النخلة قالت : هه .. ، إنظر ، تبحث عن يدها ،
والأرضة تنهش جذري ،
الظل ، جلس يعد ثقوب فجيعته ،
دون أن يلتفت اليهن ،
المرأة صرخت : آه ، من الطائرات اللواتي ،
ينثرن الصداع برأسي ،
النخلة رفعت يدها مستئذنة الموت ،
ليعيد المشهد لحالته الأولى ،
الظل ، أدرك أن لاخلاص له ،
من ثرثرتهن ، بغير وئد حائطه ،
ـــ البيت ، مصيرنا الأبدي الذي نسير إليه
بأقدامنا دون أن نلتفت إلى الوراء ،
كنا إخوة فيه ، رأينا الغامض يركض ،
تبعناه ، وتركنا البيت وحيداً ،
أخذتنا الطرقات ، فأنفرط العقد ، وضاع البيت .



#نوال_الغانم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نوال الغانم - الخروج عن متن المدونة