أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - قاسم حول - ذلك يذكرني














المزيد.....

ذلك يذكرني


قاسم حول

الحوار المتمدن-العدد: 2183 - 2008 / 2 / 6 - 11:06
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الفضائيات العربية .. الجامعة العربية .. بعض الفنانين، مشغولون كثيرا هذه الأيام بمساعدة اللاجئين العراقيين في بلدان الجوار. والإعلام مشغول كثيرا بإهتمام الجامعة العربية حيث حال العراقيين الهاربين من جحيم الإحتلال لا يدعو للمسرة ويبدو وكأنه يمس الشرف العربي، فالفضائيات ومقدمات البرامج الحسناوات ومقدمو البرامج العروبيون يرسمون مسحة الحزن والغضب على وجوهم وهم يستصرخون الضمير وتسند كلماتهم بمشاهد من حال اللاجئين في القطر العربي السوري والقطر العربي الأردني والقطر العربي المصري، وعيونهم تقطر دمعا، بل وتذهب بعض الفضائيات بعمل برامج خاصة في زيارة العائلات العراقية وتقديم هدايا تدمع عيون النساء وتفرح الصغار (بوتو غاز، براد، مدفئة) ويشعر الناس بالإمتنان للقناة ولصاحبها ولأمين عام الجامعة العربية.
عدد اللاجئين العراقيين بعد الإحتلال بلغ حوالي أربعة ملايين لاجئ يضافون إلى ثلاثة ملايين إحتوتهم بلدان أوربا وأمريكا وكندا وإستراليا. وبين الثلاثة ملايين أبان حكم الدكتاتور ما يقرب من ثلاثة آلاف مثقف في مجال الأدب والفنون، وبعد الإحتلال هاجر ما تبقى من الفنانين والأدباء.
ذلك يذكرني بالنازحين الفلسطينيين عام 1948 عندما تنادت الأمم المتحدة وشكلت منظمات إنسانية لعب الإعلام دورا هاما في الترويج لهذا الموقف الإنساني الذي بدونه كان صعبا على اللاجئين الحصول على الحليب والعدس، وتمكن الإعلام من إستقطاب الرأي العام العالمي لحال اللاجئين الذين بلغ عددهم في لبنان حوالي ثلثمائة وخمسة وسبعين ألف لاجئ، أما الآخرون فتوزعوا بين الأردن وسوريا، ولا زالت واقع اللاجئين يشكل مشكلة لبنانية وسورية وأردنية.
فماذا عمل الإعلام في خضم لتلك الهجرة الفلسطينية. لقد لعب الإعلام وعبر حوارات وبرامج وأفلام وثائقية كثيرة صورت بالأسود والأبيض وبثت من التلفزة وعرضت ضمن الأخبار المصورة السينمائية، تمكن الإعلام أن يلعب دور الإستقطاب ودخل في تفاصيل مشاكل اللأجئين وأوجد حلولا لحياتهم وأنقذ ربما حيوات كثيرة كان يمكن أن تموت في الطريق. فأنقذ النازحين ولكن فلسطين راحت. ومنذ عام 1948 وحتى اليوم وحتى إشعار آخر لا يزال الحديث عن مخيمات اللاجئين وحل مشاكلهم الحياتية والإنسانية ولم يبحث الإعلام عن جوهر المشكلة الفلسطينية ولم يبحث حقوق الأرض والمواطنة والتأريخ.
اليوم يتكرر المشهد بنفس الآلية الإعلامية وبنفس الصيغة والسيناريو ولكن بالألوان. يتم تصوير اللاجئين العراقيين بالأبعاد الثلاثة وعلى شرائح ذاكرة الكاميرا وبالبث المباشر وعلى أقمار إصطناعية تخترق أثير الكون وتصل كل البيوت وتؤثر عليهم وقد تدفعهم لجمع التبرعات وتشكيل اللجان المساندة لتقديم العون إلى اللاجئين العراقيين في مخيماتهم وهم لاجئون ليس من الصومال بل من وطن أسمه العراق يغفو فوق بحر من النفط والكبريت والزئبق الأحمر. والأعلام لا يجرؤ ولا يريد وبتوجيه مؤكد أن يتناول حقيقة الأزمة العراقية وجذورها، ولماذا تم إحتلال العراق ولماذا يصار إلى محو هويته الحضارية والثقافية ولماذا إستهدف رأس العراق ومن هم المستوطنون الذين يحلون محل العراقيين وكيف الحل لكي يستعيد العراق عافيته ويتمكن أن يحكمه أهله ويعيدون بناء الحياة والمعرفة والثقافة ويخلصون الأرض من الأوبئة والأسلحة التي تسقي الزرع سرطانات غريبة .. لا يتحدث الإعلام والإعلاميون عن إستعادة العراقيين لوطنهم ومطالبة الأمم المتحدة في إعادة الحق إلى أهله من المحتلين، بل بتحدثون في كل برامجهم عن توفير العدس والحليب لأبناء المخيمات.
ذلك يذكرني بالإعلامي الذي كان ينتمي إلى مديرية الشرطة السرية في العراق في الحقبة الملكية عندما حصلت جريمة قتل شاب في أحد أزقة بغداد وأصبحت الحادثة تروى كنكتة عربية حيث كتب لكي ينصع وجه الشرطة السرية قائلا (بعد أن سمعت الشرطة الوطنية بنبأ جريمة إغتيال شاب في أحد أزقة بغداد، سارعت للقيام بواجبها الوطني. وبعد جهد جهيد عثروا على المقتول والقاتل هرب)
بنفس المستوى ولكن بصيغة مختلفة وبالألوان تسارع الفضائيات ويسارع المثقفون للقيام بواجبهم الإنساني وعثروا على اللاجئين وتحدثوا مع الجامعة العربية التي بادرت لمباركة المشروع وتبنيه من أجل تقديم العدس والحليب وبناء مدرسة أيضا مثل ما فعلت الأونروا حيث بنت للاجئين الفلسطينيين المدارس ولكن القاتل هرب. واليوم فالذي كان سببا وراء هجرة العراقيين لا يجري الحديث عنه بل يطلب منه المساهمة في تقديم التبرعات إلى اللاجئين العراقيين وهو (يعد) بذلك، وكأنه سيسهم في حل مشكلاتهم في حين السلطة هي المشكلة وليست الحل والمحتل هو المشكلة وليس الحل، وما يطلق عليه المقاومة هي المشكلة وليست الحل، والمستوطنون من بلدان الجوار وأبعد من بلدان الجوار هم المشكلة وليس الحل.
والفضائيات بالتالي هي المشكلة وليست الحل!

والمثقفون الذي يقفون وراء حملات التبرع ويخلقون مشاعر جياشة تخرج من شاشات التلفزة وتلهب قلوب المشاهدين هؤلاء هم الأخطر في المعادلة عندما يلخصون بقدراتهم الثقافية والأعلامية مسألة الوطن العراقي المفقود والمهدد بالضياع، يلخصون ذلك بمشكلة اللاجئين والعدس والحليب. بذلك يشكلون جوهر المشكلة وليس جوهر الحل الذي يلزم المثقف قبل غيره بأن يقرأ التأريخ جيدا ويعيه ويقرأ الواقع جيدا ويعيه وهو الأكثر معرفة بأبعاد اللعبة أن لا يقع في شباك البحث عن العدس والحليب ويعتق نفسه من اللعبة ويبدأ بالحديث عن وطن تمتد جذور ثقافته إلى أكثر من سبعة آلاف عام وهذا الوطن هو الذي إخترع الكتابة المسمارية أول حرف في التأريخ مكتوب ومقروء صورة وصوتا. هذا الوطن يعاني من الأمية الآن وهذه الأمية لا تحلها بناء مدرسة لأبناء اللاجئين، فالأمية المتفشية في العراق جوهرها قبول الأمر الواقع ومعالجة توفير الحليب والعدس لشعب يغفو على بحر من الخيرات والإرث الحضاري، وأكثر من أخشاه أن نحصل على حليب وعدس ومدرسة من الأونروا ونخسر وطنا إسمه العراق.

سينمائي عراقي مقيم في هولندا
[email protected]



#قاسم_حول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دلالات مهرجان الفيلم الكردي


المزيد.....




- فيديو رائع يرصد ثوران بركان أمام الشفق القطبي في آيسلندا
- ما هو ترتيب الدول العربية الأكثر والأقل أمانًا للنساء؟
- بالأسماء.. 13 أميرا عن مناطق السعودية يلتقون محمد بن سلمان
- طائرة إماراتية تتعرض لحادث في مطار موسكو (صور)
- وكالة: صور تكشف بناء مهبط طائرات في سقطرى اليمنية وبجانبه عب ...
- لحظة فقدان التحكم بسفينة شحن واصطدامها بالجسر الذي انهار في ...
- لليوم الرابع على التوالي..مظاهرة حاشدة بالقرب من السفارة الإ ...
- تونس ـ -حملة قمع لتفكيك القوى المضادة- تمهيدا للانتخابات
- موسكو: نشاط -الناتو- في شرق أوروبا موجه نحو الصدام مع روسيا ...
- معارض تركي يهدد الحكومة بفضيحة إن استمرت في التجارة مع إسرائ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - قاسم حول - ذلك يذكرني