الفكر وسيلة الأبداع

عواد كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 2180 - 2008 / 2 / 3 - 11:39
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

كتب ( كانط ) الفيلسوف الألماني الشهير ، رسالة طويلة لها في عالم الانتقاد والعلوم لها إعتبار رفيع ، وتعد عند الباحثين رسالة ثقة ، في الإنتقاد يعول إليها ويرجع لها .وتدعى هذه الرسالة " انتقاد العقل الصافي " أو " البحث الإنتقادي في قوة الإدراك المجردة " .
ما غايتنا من ذكر هذه الأمور؟ وماذا يهمنا من الفيلسوف كانط ؟ . يهمنا من أمره شيء واحد .
لا نهتمُ له لأنه ألف رسالة مشهورة ومعتبرة وموثوقا ً بها ، لا لأنه من اكبر فلاسفة الجيل الثامن عشر الذين عاشوا إرقاء ْ التحديدات المنطقية والأوضاع الفلسفية كما عاش خصومهم أرباب علم الكلام . كلا . لنكلم القاريء فيها بفصلين عن( الزمان والمكان) مثل هذه المباحث الفلسفية العويصة الغامضة لا تلذ لنا ولا تفيدنا .
ولكننا نريد الأشارة ألى أمر واحد حملنا على تعريف القراء بالفيلسوف الألماني كانط . (بأن كانط هذا فكر في موضوع الرسالة التي ألفها ... خذ نفسا ً أيها القارىء كي لا يغمى عليك من الأنذهال ... فكر إثنتا عشرَ سنة ثم كتبها بمدة خمسة اشهر .

لماذا لا ينبغ بيننا نحن العراقيين عالم او فيلسوف يؤلف كتابا ً يترجم الى جميع اللغات المشهورة فيجعل الآداب العربية منزلة بين آداب العالم ويرفع مقام أمته العراقية في أعيين الأعاجم ؟!...
لأننا لا نفكر ، لا نعول على أنفسنا ، لا نصبر ، ولا نجاهد ، لانقرأ كتب الغربيين لانقابلها ونتمعن بها بل لانصدقها على الأطلاق ، إذا قام أحد منا وإنتقد كتاب ألفه عالم فرنسي أو كاتباً انكليزيا ً يستخف به أبناء جنسه قائلين " من هو حتى ينتقد فلانا ً ؟! ومن انتم لتعترضوا ؟ ! . يريد الكاتب العراقي أن يشتهر بسنة ٍ ويؤلف كتابا ً ضخما ً في شهرين . فيجيؤنا بالسخيف الركيك ويحكم على نفسه بالأعدام . ليست الكتابة كالصباغة أيّ كاتب عراقي يفكر السنين في موضوع ثم يكتب . أي كاتب عراقي يولع بموضوع واحد وينبغ فيه .
نريد أن نكون مؤرخين وعلماء وخطباء وقصصين وشعراء وفلاسفة ورياضيين وأطباء في وقت واحد .
لا تهبنا الطبيعة مثل يوغو وفريخو إلا واحدا في كل جيل . فعبثا ً نحاول أن نكون مثلهما .
بل يمكننا أن نكون مبتكرين غير ناقلين ومعربين وجامعيين وغالبا ً مقلدين . يمكننا أن نخترع ونصنف متى أصرفنا أكثر الوقت بالأفكار والمطالعة واقلهُ بالكتابة .

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات