أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - نبيل عمان - السلفية من 16 ماي الى 11 مارس موضوعات لفهم دلالات ما يحدث















المزيد.....



السلفية من 16 ماي الى 11 مارس موضوعات لفهم دلالات ما يحدث


نبيل عمان

الحوار المتمدن-العدد: 2174 - 2008 / 1 / 28 - 09:16
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


1 / خلافا للمحللين الليبراليين الساعين لوصم تفجيرات البيضاء بطابع الفرادة و الانعطافة في تاريخ المغرب السياسي، لن يسقط المتسلح بأدنى حدود التفكير النقدي ضحية هذه الادعاءات والاضاليل .
فهل هناك سبيل للمقارنة المماثلة بين 45 قتيلا سقطوا في هذه العمليات الانتحارية مع المئات من المغتالين والمختطفين و ضحايا التعذيب الجهنمي لزبانية النظام الملكي منذ 1956 ؟ الا يكفي تذكر ان الحسن الثاني قاد مباشرة عملية قمع الثورة الريفية سنة 1958 وحصد ارواح المئات ؟ ألم يصرح عميل المخابرات السابق أحمد البخاري بان عدد الجتث التي دفنها النظام ابان قمع انتفاضة 23 مارس 1965 التلاميذية ، في مقابر جماعية بلغت 1500 من البشر في ظرف 3 ايام ؟ ناهيك عن العشرات ممن اغتالهم والعديد من النساء والاطفال في قرى بكاملها بالاطلس المتوسط اثناء قمع الكفاح المسلح لمناضلي المنظمة السرية في مارس 1973 ؟ بالاضافة الى ما تلاها ايضا من تقتيل في يونيو 81 ويناير 84 ودجنبر 1990 ناهيك عن القمع اليومي لمظاهرات واعتصامات الطلاب والعمال والمعطلين وسكان القرى دفاعا عن حقهم في العيش الكريم .
قبل اسابيع فقط من العمليات الانتحارية بالبيضاء في 2003 بدأ النظام الاستبدادي حملة قمع ومحاكمات بتهم المس بقدسية الملك والامن العام للبلد ، كان ابرز حالاته الصحفي علي المرابط ، الذي لم يقم سوى بالسخرية المصورة لابرز تعفنات الحكم الفردي . (1)
فاية فرادة لهذه العمليات الارهابية اذا قورنت بارهاب دولة يمارس يوميا على الكادحين المغاربة منذ 1956 ؟

2 / ليس في الأمر من استثناء سوى كونه يتعلق باعلان قوة لولادة تيار جديد داخل السلفية الرجعية المغربية يطرح فشل تاكتيك الحركات الاسلامية الاخرى ( العدالة والتنمية-العدل والاحسان – الحركة من اجل الامة – البديل الحضاري ) الساعية الى ايجاد موقع في اللعبة السياسية للنظام . وذلك بطرح بديل الجهاد المسلح ضد مايسميه بحكم "الطاغوت ". ان هذا المنظور السياسي الاكثر تطرفا يختلف بالفعل عن الحركات الاسلامية الاخرى لكن يجب الوعي بان الاختلاف يتعلق فقط بتكتيكات العمل السياسي ولا يمس الاهداف الاستراتيجية الموحدة لدى الجميع . وهو ما يخلق لوحة متكاملة لحركة سلفية رجعية تسعى لبناء نظام حكم تيوقراطي رأسمالي تابع ، مع تباينات في وسائل تحقيقه .
هذا التيارالجديد ينطبق عليه التحليل التالي :
1 / ترتبط السلفية الجهادية المغربية ( الصراط المستقيم-التكفير والهجرة – اهل السنة والجماعة – الجماعة الاسلامية المقاتلة بالمغرب …) بحركة أممية إسلامية أخذت اسم "الجبهة العالمية للجهاد ضد اليهود والصليبيين " سنة 1988 يشرف على هيكلتها تنظيم القاعدة بزعامة اسامة بن لادن و المنظر الايديولوجي ايمن الظواهري . وتفجيرات البيضاء منذ 2003 الى 11 مارس 2007 المتزامنة مع تفجيرات في دول اسلامية اخرى دليل تحول في استراتيجية عمل هذه الجبهة حيث لا توجه ضرباتها فقط الى رموز أمريكا والغرب "الصليبي " بل تضرب اهدافا داخل الدول الاسلامية بواسطة منظمات محلية توجهها وتمولها لفتح حرب مقدسة ضد ما تمثله الانظمة التابعة للغرب من انحلال وفساد اخلاقي ، بعدها لجأت الى اسلوب تنظيمي جهوي عبر خلق قيادة جهوية لتلك المنظمات المحلية . مما ينبئ عن منظور متقدم لعلاقة الاممي بالقومي على المستوى التنظيمي للقاعدة .
على المستوى الايديولوجي، تمثل السلفية الجهادية احدى اكثر تفسيرات الاسلام تزمتا لتبنيها المذهب الوهابي. فهذا المذهب، الذي أسسه محمد بن عبد الوهاب بالسعودية كتفسير للحنبلية، تحالف مع حكم آل سعود وشكل أيديولوجيتهم الرسمية. وبواسطته حاربت المد القومي التقدمي ( خاصة الناصري ) في الخمسينات والستينات بتأسيسها لمنظمة المؤثمر الاسلامي، الى جانب شبكة قوية من الجمعيات والمنظمات الخيرية داخل البلدان الاسلامية مستفيدة من قوتها المالية النفطية. وكان ذلك ايضا حصنها ضد المد الشيعي الراديكالي للثورة الايرانية نهاية السبعينات. كما وظف في بناء حركة المجاهدين الافغان باشراف الولايات المتحدة . وهذا كله في امتزاج فريد بين الاصولية والرأسمالية رغم البون الفكري الشاسع بالنظر للترسيمة التاريخية التي ترمز لها الثورة الفرنسية .
انه التداخل بين عقلية أصولية وعولمة تكتسح العالم منذ عدة سنوات بآلاتها المعلوماتية، ومطاعمها، وصورها، ومسلسلاتها، وموسيقاها الشعبية، ... الخ. " فالملا الايراني الذي يهيج اتباعه على الجهاد من جهة هو نفسه الشخص الذي يتمتع بمشاهدة منتوجات سينما هوليوود الاميركية على شاشة التلفزيون من جهة اخرى.. والكنيسة الارثوذكسية الروسية و شركات "الحرم المكي" بالسعودية اللتان تحاولان بعث الايمان القديم والاصولي بعد "سقوط" الشيوعية، هي نفسها التي تتعاون مع الرأسماليين الاميركان من اجل استغلال المياه المعدنية وتعليبها في زجاجات مباركة تحمل اسم « مياه الينابيع المقدسة»! وكل ذلك لكي يقبل عليها الشعب البسيط «المؤمن» ويشتريها دون غيرها.. وهكذا تختلط الرأسمالية بالاصولية، والحداثة بالرجعية، والمادية بالروحانية، اذا جاز التعبير. والمتعصبون الصربيون كانوا يلبسون ثياب التنس «اديداس» ويستمعون الى اغاني «مادونا» من جهة، ثم يقصفون المدنيين البوسنيين في سراييفو من جهة اخرى. واما اليهود المتعصبون والنازيون الجدد فإنهم يشتركون في صفة واحدة: وهي انهم جميعاً يستخدمون موسيقى «الروك» الاميركية لنقل رسالتهم «المقدسة» الى الاجيال القادمة! واما الاصوليون الاسلاميون فقد برعوا في استخدام مكبرات الصوت او شرائط التسجيل او حتى الانترنيت وأحدث وسائل المعلوماتية من اجل نقل افكارهم وخطبهم الملتهبة الى الجماهير الشعبية... هذا الخليط الغريب العجيب بين احدث انواع الوسائل التكنولوجية واعتق انواع الافكار وأقدمها واكثرها تخلفاً هو احدى سمات العولمة الرأسمالية بدون شك. (2)
إن هدفنا من ايراد هذه الامثلة هو التأكيد على ارتباط الرأسمالية الامريكية خاصة بالاصولية السعودية لوحدة مصالحهما ، وكيف ان هذه التبعية المفضوحة لامريكا منذ حرب الخليج الثانية والطبيعة العشائرية والقبلية لنظام الحكم وطبيعته الاكثر اطلاقية واستبدادا، وكذا تلك العصرنة الشكلية المفروضة بفعل الاندماج في الاقتصاد الراسمالي العالمي رغم كل التناقضات التي تحبل بها ، هي ما ادى الى تفجر التناقضات الاجتماعية والسياسية داخل الحقل الديني للدولة السعودية وداخل المذهب الوهابي نفسه .
هنا ظهرت سلفيتان وهابيتان كلاهما لديه امتدادات عالمية : الدعوية المرتبطة بالنظام السعودي مدافعة عن التحالف مع امريكا، والوهابية الجهادية المرتبطة بالفقهاء المعارضين للنظام وعلى رأسهم بن لادن الذي اعلن بعد نهاية حرب افغانستان معارضته للنظام السعودي بسبب وجود القوات الامريكية في الاراضي المقدسة ( خاصة مع وجود نساء مجندات يتجولن قرب الكعبة بسراويل الجينز ) معلنا : " اقسم بالله العظيم الذي رفع السماء بلا عمد ، لن تحلم امريكا ولا من يعيش فيها بالامن قبل ان نعيشه واقعا في فلسطين وقبل ان تخرج جميع الجيوش الكافرة من ارض محمد صلى الله عليه وسلم ".
ان السلفية الجهادية تعتبر الجهاد ضد الغرب والانظمة التابعة له فرض عين على كل مسلم ، لذلك فالقتل والسبي حتى في حق الشعوب الراضية بحكم الطاغوت حلال ايضا ، باعتماد العمليات الانتحارية أسلوبا للتغيير المأمول نحو الدولة الاسلامية . انه التشريع لقتل حتى للاطفال والمرضى والنساء ولو كانو مسلمين . فهذا احد منظري الجماعة السلفية للدعوة والقتال بالجزائر (وهي تابعة للقاعدة) الشيخ ابو قتادة الفلسطيني يعلن بأن "عامة الفقهاء يرون انه لو تمترس المشركون ببعض الاطفال المسلمين ونسائهم واحتموا بهم، فلا بأس ان يقاتلهم إن لم يكن هناك بد، ولو تعرض ذراري (ابناء) المسلمين للضرر، فأيّما عمل اوجع الكافرين واوقع بهم الهزيمة وكسر شوكتهم فهو مندوب شرعاً مرصود به الاجر. ‘ما كان لاهل المدينة ومن حولهم من الاعراب ان يتخلفوا عن رسول الله (3).
لكن يجب الا ننسى هنا ان هذا التصور ذاته مشترك بين الاصولية والعولمة الرأسمالية .
فالسلفي الجهادي يكره الآخر لأنه لا ينتمي الى عقيدته او دينه او مذهبه. انه يحلل الغاءه ـ او حتى قتله ـ لمجرد انه لا ينتمي الى الحقيقة المقدسة التي يعتنقها هو. انه في رأيه شخص غير موجود لأنه « لا ايمان في قلبه » انه نكرة، او حشرة، أو لا شيء على الاطلاق. ولذلك فإن قتله فرداً أو جماعة لا يثير مشكلة . على العكس فإنه حلال ومرض عند الله.. وبالطبع فإن كل سلفي يعتبر ان دينه هو وحده الصحيح، وبقية الاديان الاخرى على ضلال ولا يخطر على باله لحظة واحدة ان الاصوليين الآخرين يفكرون مثله بالضبط ولكن في الاتجاه المعاكس له : فالاصولي الكاثوليكي مثلاً يعتقد بأن عقيدته هي وحدها الصحيحة المقبولة عند الله. و الأمر ذاته عن الاصولي اليهودي، أو الهندوسي، أو البوذي، أو الكونفوشيوسي أو المسلم .. الخ. واما الرأسمالي العالمي فلا ينظر الى الانسان الا بصفته آلة استهلاكية او رقماً بين ارقام، وكل همه يكمن في توسيع تجارته او شركاته في شتى انحاء العالم اذا امكن. واما ما ينتج عن كل ذلك من دمار وخراب وجوع فلا يعنيه. وفي كلتا الحالتين هناك الغاء الاصولية والرأسمالية للانسان الذي لا يعني الدوس عليه أي شيء ان قورن مع الاهداف والمصالح .
أمام العولمة الراسمالية اذن متكيفون معها من الطبقات المستفيدة منها قامت بتكييف المنظور السلفي الوهابي مع مصالح الامبريالية والعولمة الراسمالية ، في حين يمثل السلفيون الجهاديون التيار المعادي للعولمة الراسمالية من منظور نقد شكلياتها الاخلاقية ممزوجة بعمل مسلح لفرض انسحابها من اراضي المسلمين وهو ما جعل السلفية الجهادية تستقطب وعي مضطهدي البلاد الاسلامية عبر تلك المعاداة الجذرية للامبريالية .


3 / هناك اعتقادان في تفسير احداث 16 ماي 11 مارس بالبيضاء، ناتجان عن عداء يساري (مفروش بالنوايا الحسنة ) لدى بعض الماركسيين يجب تفاديهما ، إذ لا يعبران سوى عن حذلقة وسداجة :

الأول هو الإعتقاد بكون هذه التفجيرات من صنع الدولة بغاية تبرير سياسته القمعية .فبناء على أن المخزن ساهم في خلق السلفية الرجعية وصنع رموزها فإن أجهزته السرية تسربت لهذه التنظيمات وكانت وراء هذه الاعمال الإرهابية .
إن من الخطإ الإعتقاد بذلك لأن النظام قمعي ودموي ولم يكن في حاجة طوال تاريخه للبحث عن مبررات لتسويغ سياساته القمعية بهذه الطريقة ، كما أن النظام هو أول من تمسه هذه العمليات الإرهابية بما لها من مخاطر على صورة الإستقرار السياسي وأسطورة الإستثناء المغربي في تعامله مع الحركة الأصولية (استيعابه لها، وحصانته بإمارة المؤمنين ) وكذلك المخاطر التي يحملها تصاعد العمليات الإرهابية على قطاع السياحة والإستثمارات الخارجية بالإضافة إلى الخطر الجوهري وهو ان النظام لن يدفع بمن ينازعه حول المشروعية الدينية .
كما انه يجب عدم الخلط بين صنع الحدث ، والاستفادة منه بعد وقوعه دون الضلوع في خلقه . فحكام امريكا لم ينظموا هجمات 11 شتنبر ولكنهم استثمروها كفرصة لشرعنة سياسات موضوعة سلفا لزيادة حجم هيمنتها العسكرية والسياسية في العالم بمبررات الثأر القومي . والامر ذاته بالنسبة للنظام المغربي الذي استفاد من هذه الاحداث لتمرير قانون الارهاب الذي لقي معارضة وازنة قبل أحداث ماي 2003 .
الإعتقاد الثاني هو أن هذه الحركة هي من " أصحاب الملايير " من البورجوازية الكبيرة ، وينبع هذا الإعتقاد من إرتباط هذه الحركة بمنظمة القاعدة التي يقودها ويمولها "الملياردير" أسامة بن لادن !( التركيز مثلا على السيارات الفارهة والمعدات المستعملة في التفجيرات الانتحارية )
يكمن خطأ هذا الاعتقاد في وهم ان تعبئة الجماهير ضد السلفية بهذا المبرر سيبعدها عن الانخراط في صفوفها ، في حين يتناسى ان النتيجة هنا معكوسة ، فوصف قادة السلفية باصحاب الملايير وهم متمترسون في الكهوف والمغارات مضحين بحياة الرفاه التي ستمكنهم منها اموالهم هو دليل قوة اعتقادهم وحزمهم وهو ما يجعلهم في نظر الشعوب والجماهير المسحوقة ابطالا تجب نصرتهم.
فالخطأ الجوهري اذن لهذا الاعتقاد هو تناسي ان قوة السلفية الرجعية لا تنبع من ملايير بن لادن وغيره ، وهو ما يحجب قوتها الحقيقية ، أي انغراسها الجماهيري وتمثلها الرجعي لمصالح المضطهدين . ففي ظل التفكك الاجتماعي والافقار الجماهيري الناجم عن المديونية وبرامج التقويم وكل آليات العولمة الرأسمالية ، ظهرت السلفية وتعززت كحركة تقاوم رموز العولمة بنزعة الدفاع عن الهوية الدينية والحضارية والقيم الاخلاقية التقليدية ، وهو ما يوفر للجماهير المضطهدة في غياب بديل آخر روابط اجتماعية تكافلية مسكنة تؤمن لها ادنى مقومات البقاء ، فالفكر الديني السلفي مناسب لعفوية الجماهير تعبر به عن معاناتها الخانقة وتطلق به انينها ليس بالزهد والتصوف فقط ولكن بالعنف الصاخب ايضا .


4 / مع الصخب الاعلامي المنافق الذي رافق تفجيرات البيضاء تعالت مجموعة من الاصوات التي تصف السلفية الجهادية بالفاشية . وبسبب غياب اعلام يساري ثوري سقط بعض ماركسيينا ضحايا هذه المماثلة الخاطئة مستبطنين السموم الفكرية التي تنفثها الجرائد الليبرالية (الاحداث-الصحيفة-الايام-الاتحاد الاشتراكي …) فرغم ان بعض مواصفات السلفية الرجعية الاسلامية تلتقي مع الفاشية في كون قاعدتها الاجتماعية مكونة اساسا من البورجوازية الصغيرة ، والطابع الرجعي لبرنامجها الاجتماعي ، ثم التعصب والعنف الرجعي في ممارستها السياسية ، وطابعها الشعبوي ، وبناء حركة جماهيرية واسعة متعددة الانتماءات الطبقية . رغم اوجه الشبه هاته ، فالسلفية الرجعية الاسلامية تختلف عن الفاشية التاريخية التي عرفتها اوربا سنوات العشرينات والتلاثينات .
فالفاشية التاريخية كانت تمثل مطامع البورجوازية الكبيرة التي اعتراها الذعر في وضع ما قبل ثوري وقررت اللعب بورقة الفاشية لتدمير قوة الحركة العمالية . في حين ان السلفية الاسلامية تمثل المصالح السياسية للطبقات الوسطى ، وهي لا تشكل اجابة للبورجوازية في مواجهة ازمة ثورية حيث توسعت وانغرست في ظروف جزر الحركة القومية البورجوازية وهزيمتها الكبرى في 1967 . ومن جهة اخرى فالفاشية نشأت في بلدان امبريالية وهو ما جعل الشعور الوطني الذي حفزته عدوانيا وتوسعيا لصالح البرجوازيات الامبريالية ببلدانها في حين ان السلفية الاسلامية نشأت في بلدان راسمالية تابعة وهو ما يجعل الشعور الديني الذي تحفزه رد فعل دفاعيا في وجه الاستيلاب الثقافي والتبعية الاقتصادية والقمع السياسي . فالسلفية الاسلامية لهذه الاعتبارات ليست تجليا لسياسة امبراطورية ورد فعل على صعود الحركة العمالية ، بل هي تجل لمعارضة السيطرة الامبريالية والانظمة التي تعتمد عليها من منظور الهوية الدينية .(4)
ان ما يهمنا من سرد هذا التحليل هو رفض النتائج السياسية المنطقية لاعتبار السلفية الاسلامية حركة فاشية سواء من منظور الاحزاب الليبرالية او من منظور العدمية اليسارية الطلابية (البرنامج المرحلي ) . فاعتبار السلفية فاشية يفضي بالليبراليين إلى دعوة النظام لقمعها واستئصالها بالقوة . اما العدمية اليسارية القاعدية فتعتقد ان مواجهة الفاشية الاسلاميية تتم بتنظيم مليشيلت تقضي عليها بالعنف . وكان هذا الموقف خلفية العديد من المواجهات المسلحة في القطاع الطلابي . وكلا التصورين ينسيان ان مواجهة السلفية الرجعية والقضاء عليها مستحيل دون معركة سياسية ايديولوجية وحدها ستفصل فقهاء السلفية عن قاعدة ارتكازهم الجماهيرية .


5 / تركز اغلب المنابر الاعلامية الرسمية والليبرالية على كون السلفية وارهابها نتيجة آلية للبؤس والفقر بطريقة لا تلامس جذوره الحقيقية .
وبالفعل فالقاعدة الاجتماعية للمشروع السلفي هم سكان الاحياء الشعبية الفقيرة في هوامش المدن، والباعة بالمفرق المتجولون، وشرائح من الشباب المقصي من نظام التعليم، وكذا ذوو الشهادات العليا العاطلين . ولعل لائحة الانتحاريين في عمليات البيضاء تؤكد هذا الحكم (عاطلون-باعة متجولون-معلم عرضي …). لكن تلاقي البؤس الاجتماعي وغياب بديل تقدمي ثوري هو الذي يولد لدى هؤلاء ما عبر عنه اميل دوركايم كما يلي : " يولد فقدان النظم في الواقع حالة سخط واشمئزاز يمكن ان تنقلب وفقا للظروف ضد الذات او ضد الغير، في الحالة الاولى يحدث الانتحار وفي الثانية القتل .اما الاسباب التي تحدد الاتجاه الذي تتبعه القوى المفرطة في الهياج على هذا النحو ، فمن المرجح ان تتعلق بالتكوين الاخلاقي للفاعل " (مأخوذ من كتاب صدام الهمجييات لـجلبير الاشقر ).
إن مفهوم فقدان النظم الذي يستعمله دوركايم يعبر بدقة عن الحالة النفسية لهذا الشاب الهائج المنخرط في مشروع السلفية الجهادية فهو منزوع الاستقرار ويعاني من تفكك القواعد والدلائل الوجودية الاجتماعية .وفقدان النظم هذا مقرون بالفارق بين التطلعات والواقع خاصة في حالة الشباب المتعلم الذي يمثل " الطليعة السياسية " لهذا التيار البورجوازي الصغير .إنهم يرون واقع الفقر والبؤس الذي يعيشون فيه بدون أية آفاق مهنية، ويعيشون في ظل قمع مؤسساتي مطلق ، كما يرون التقتيل اليومي للفلسطينيين والحرب على العراق وأفغانستان وينظرون بحقد للغطرسة الأمريكية على العالم أمام صمت الانظمة الحاكمة ببلدانهم .
وأمام غياب بديل تقدمي ثوري يمنحهم آليات تحليل هذه الوقائع محليا وعالميا ،ومنظورا لبديل مجتمعي تحرري يتماثل لديهم الأمريكي واليهودي والصليبي والدولة والشعب غير الملتزم بمنهجهم .فكل هؤلاء الكفار يمثلون تيارا عالميا معاديا للإسلام.

6 / لن يؤدي رهان الاستئصال بالقمع الذي تتبناه الدولة البرجوازية الملكية إلى نتيجة تذكر . فعدا الزج ببعض مئات من رموز وشباب التيار السلفي الجهادي في السجون ، لن يستطيع القمع البوليسي استئصال هذه الحركة. فقد تكونت هذه الحركة عبر شبكة من الجمعيات و المؤسسات الاجتماعية الخيرية و مجهود كبير في الاستقطاب الفردي و الجماعي المركز خصوصا على الأطفال و الشباب و النساء . كا يتم اعتماد طرق تقليدية، لكنها فعالة ، في العمل التنظيمي عبر نسج العلاقات الاجتماعية و التأطير الفكري و السياسي و توزيع الأدبيات بشكل لا يمكن مراقبته (من منظور امني) ، في المساجد و أزقة الأحياء الشعبية و التجمعات في المنازل و استغلال المناسبات و الاحتفالات الاجتماعية. ويمد هذا كله بقاعدة اجتماعية واسعة نصيرة للأفكار و البرنامج السلفي و يعوض وجود مؤسسات منظمة بشكل قانوني . و وسط هذه الشبكة الواسعة من الأنصار المختلفين من حيث درجة اقتناعهم و تفانيهم، تنشط المنظمات الجهادية في استقطاب الأنصار الأكثر اقتناعا و استعدادا” للجهاد” من أجل انتصار قضيتهم. ان منظمات نشيطة و قليلة العدد مسيجة بقاعدة واسعة من الأنصار لن تفلح أعتى الأجهزة الأمنية استئصالها و القضاء عليها.
• مباشرة بعد تقجيرات 16 ماي 2003، وفي سياق رأي عام يلقي على سياسات الدولة مسؤولة خلق شروط الإرهاب السلفي ، قامت الدولة بالإعلان عن مشاريع سكنية و اجتماعية موجهة للأحياء الفقيرة بالدارالبيضاء خاصة كاريان “طوما ” بسيدي مومن الذي انحدر منه أغلب انتحاريي 16 ماي . لكن بعد قرابة أربع سنوات فجر انتحاري آخر (ينحدر من نفس الحي الشعبي ) نفسه بأحد محلات الأنترنت يوم 11 مارس 2007 بعد فشله في القيام بالعملية ، صحبة رفيق له ، بالمنطقة المستهدفة أصلا بالتفجير . ينحدر الشاب ، 22 سنة ، الانتحاري من عائلة فقيرة تقطن براكة من 15 متر مربع و تعيش حالة العوز الشديد .
ألقى حدث هذا التفجير الانتحاري الأضواء مجددا على وضع الجماهير بالأحياء المسماة "أحزمة البؤس". فأين اختفت 335 مليون درهم المخصصة سنة 2003 لمشاريع سكنية بهذه الأحياء؟ اختفت تلك الملايين في بطون سماسرة الأجهزة الإدارية للدولة و تبين أن تلك المشاريع مجرد مسكنات وهمية لسكان الأحياء الشعبية الغارقة في البؤس. ناهيك أن دمج المغرب المتزايد في العولة الرأسمالية لن ينتج غير المزيد من أحزمة الفقر و البؤس الاجتماعي لا القضاء عليها .
ففي مغرب تبلغ نسبة الفقر النسبي فيه 16.5% بعتبة 3615 درهم للفرد في السنة بالوسط الحضري و 3272 درهم للفرد في السنة بالوسط القروي . أي أقل من 10 دراهم في اليوم تشمل التغذية و الملبس و السكن و التعليم و التطبيب ... إلخ. أما الفقر المطلق فحسب الأرقام التي يعترفون بها فتبلغ نسبته 5.6 % بعتبة 1687 درهم للفرد في السنة و نسبة 39.3% أي مابين 3440 درهم و 5160 درهم للفرد في السنة. تدل هذه الأرقام وحدها تدل على أن النظام الرأسمالي التابع يفرض على 60% العيش في شروط أكثر من أن ننعتها بكونها لا تليق بالبشر .
تعطي هذه الأرقام توصيفا واضحا لسياق الاضطهاد الطبقي للكادحين، و تدل على ان أغلبية الشعب المغربي قنابل موقوتة للإنفجار في وجه الحاكمين إن كانت لهم قيادة سياسية تمثل فعلا مصالحهم في التحرر من نظام الظلم الاقتصادي و الاجتماعي نحو بديل مجتمع اشتراكي ديمقراطي . وفي حالة العكس فهذه الملايين من الكادحين مجرد مشاريع انتحاريين ستجندهم السلفية الجهادية عبر حرف مسار وعيهم من القضايا الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية نحو عمليات انتحارية موجهة ضد رموز القهر او بخلفية اخلاقية شكلية لا تمس سلطة الطبقات السائدة.
• مقابل فقدان النظام البرجوازي الملكي بالمغرب لأي مشروعية شعبية و مقابل افلاس القيادات السياسية الاصلاحية التي ترى فيها غالبية الجماهير جماعة سماسرة وصوليين يسعون لمصالح شخصية، تبدو القيادات السياسية السلفية مكونة من أناس نزهاء مستحقين ثقتهم في خدمة مصالح الأغلبية الفقيرة . لكن عدا المؤسسات الاجتماعية و الخيرية التي يتم ضخها بأموال نفط أمراء السعودية و الخليج العربي لا تقدم هذه الحركات السلفية أي شيء لهذه الأغلبية المضطهدة. فهي لا تدافع عن أبسط المطالب الاجتماعية الاقتصادية ضد الهيمنة الامبريالية و البورجوازية المحلية على ثروات البلاد . فهذه الأحزاب من وجهة نظر سياسية هي أحزاب بورجوازية تدافع عن برنامج رأسمالي قائم على على الملكية الخاصة و على حرية المبادرة و الاستثمار، تطرح برنامجا رجعيا قروسطويا في مجالات الأسرة و الأخلاق و حقوق المرأة و مجمل الحريات الفردية . بل ان شعارات مناهضة قوى " الاستكبار العالمي "و "الشيطان الأكبر" لن تكون ذات منحى تاريخي ايجابي نحو التحرر من الهيمنة الامبريالية إذا لم يكن مقرونا بالنضال ضد سياساتها في المجال الاقتصادي ، أي ضد هيمنة الشركات المتعددة الجنسية على مجمل القطاعات الاقتصادية الحيوية و مناهضة كل أشكال التبعية. أما الاقتصار على نقد اخلاقي يركز على ضرب الامبريالية للتقاليد و العادات و الأخلاق و الدين فلا يصب في خانة مناهضة الامبريالية فعلا .
لم تتمكن السلفية الاسلامية من البروز بأعين الجماهير كحركة وحيدة تناهض الامبريالية سوى بمناهضتها لسياسات استعمار الشعوب و الممارسات الصهيونية في فلسطين، بفعل إفتقاد جماهير الشرق الأوسط ومجمل البلاد الاسلامية لقيادات سياسية مناهضة بحزم للمشاريع الامبريالية بالمنطقة.
يكمن المشكل هنا في فهم أن الطابع المتجذر للخطاب السلفي الاسلامي في مناهضة الامبريالية ، لن يوازيه تجذر على صعيد البرنامج الاقتصادي الاجتماعي ، بل على العكس تمنحها المعركة في الحقل الديني و الاخلاقي فرصة تفادي أي مطلب ملموس يعبر عن الحاجات الاجتماعية للجماهير التي تؤطرها و تقودها في هذه المعركة . بل إن المفارقة هنا تكمن في أن أي تحول نوعي في وعي الجماهير المسحوقة عبر بروز حركة شعبية مكافحة و جذرية في البرنامج الاقتصادي الاجتماعي الديموقراطي سيدفع الحركات السلفية الرجعية نحو التحالف مع الأنظمة الحاكمة لوأد تلك الحركة . ففي تلك الحالة يقع تحولها النوعي نحو دورها كخزان احتياطي للنظام البورجوازي.

7 / غالبا ما يتم نقد العمل الإرهابي أو المسلح عموما للتيارات السلفية ، بنفس مضمون النقد الذي بلورته الماركسية الثورية ( لينين و تروتسكي خاصة) ضد ظاهرة الإرهاب الفردي . ونعتبر أن المسألة خاطئة من هذا المنظور . فالماركسيون الثوريون يقصدون نوعا محددا من هذا الإرهاب الفردي، أي الحركات المرتبطة بالحركة العمالية أو بالمشروع العام التقدمي لتحرر المسحوقين، و التي ترى السبيل لدحر النظام الطبقي في بناء منظمة تأمرية من زمرة من أصلب الثوريين ينظمون عمليات الهجوم المسلح ضد هذه الدولة لحفز وعي الجماهير المضطهدة لمصالحها. لكن مضمون النقد الذي بلوره لينين و تروتسكي ضد حركات الإرهاب الفردي هاته ليس صالحا للإستعمال في الحالة السلفية.
• السلفية الجهادية حركة رجعية في مضمون برنامجها العام ، و لا تكافح من أجل نظام اجتماعي في صالح المضطهدين. وهو ما يجعل كفاحها المسلح في خانة الارهاب الرجعي. وهنا تكمن المفارقة الواجب توضيحها : حركة رجعية تكافح لأجل نظام ثيوقراطي ، لكنها توجه ضرباتها اليوم ضد الامبريالية و الأنظمة العميلة لها بالبلدان الاسلامية. لكن هذه المفارقة لا تلغي صحة الحكم . فإرهابها الموجه ضد الامبريالية و عملائها هدف آني لتحقيق الهدف الأساسي : إقامة الحكم الثيوقراطي الرجعي .
و الوعي بهذا هو ما يجعلنا نؤكد على أن هذا الارهاب رجعي لا يخدم مصالح المضطهدين و يحرف وعيهم ومسار معركتهم الحقيقية و اهدافها بخلفية أن مناهضة الامبريالية في جوهرها مناهضة للنظام الرأسمالي العالمي الذي أنتج صفتها البنيوية تلك، و هو نضال من أجل مجتمع يتجاوز الرأسمالية لأجل بناء نظام ديموقراطي و اشتراكي.

8 / ثمة تمييز آخر تقوم بعض التحليلات ( المقالات المنشورة بموقع المناضلة (5)) بين بعض الحالات السلفية كحزب الله مع التيارات المرتبطة بالقاعدة مبني على كون حزب الله يقوم بالعمل المسلح مسنودا بعمل سياسي و جماهيري في أوساط الفقراء الشيعة بجنوب لبنان مما يجعل حربه حالة كفاح جماهيري شعبي ضد اسرائيل و الامبريالية ، في حين أن منظمة القاعدة تعتمد وسائل الارهاب الفردي المعزول عن أي سند جماهيري . و في نظرنا تعتبر هذه المقاربة خاطئة لأنها مجرد وغير مبنية على تحليل السياقات الملموسة لكفاح هاتين الحركتين . إذ أن اعتماد القاعدة لأسلوب الارهاب الفردي مسألة مفروضة بفعل القمع و الاضطهاد الامبريالي الذي لاحقها و ليس مرتبطا بتصورها فكيف نصف ما قامت به طالبان المرتكز كفاحها على أوسع جماهير افغانستان ؟
و كيف نصف مزج القاعدة بالعراق بين كفاحها المسلح ضد الاحتلال مع محاولات دائمة لتشكيل مناطق محررة تنظم فيها حياة السكان بمنظورها ( الفلوجة- الأنبار) حيث أعلنت بعض المناطق كدولة اسلامية بديلة .ان هذه الأمثلة تعني أن القاعدة لا تدخر جهدا لبناء نفس نموذج "حزب الله " بجنوب لبنان ، لكن القمع والاجتثات هو ما منعها من ذلك .
إن فرادة حزب الله اللبناني تكمن في السياق السياسي والاجتماعي للبنان المتعدد دينيا وطائفيا ، مما فرض على حزب الله المضي في مراجعة برنامجية لقواعد تصوره التاسيسي (النضال من اجل بناء الجمهورية الاسلامية بلبنان المستوحى من النموذج الايراني ) نحو بعض "العلمنة" المفروضة بعناد الواقع وانسداد افقه البرنامجي والسياسي .

9 / بينت هذه الأحداث من جديد أن القوة السياسية التي تستطيع الوقوف بقوة أمام المشروع الثوري للطبقة العاملة مستقبلا هي قوة السلفية الرجعية بكافة تنظيماتها ،وهو ما يجب استحضاره بثقل في العمل السياسي الثوري المباشر وسط الجماهير العمالية وعموم الكادحين . فقد استطاعت هده الحركات تأطير شرائح اجتماعية لم تستطع القوى السياسية الاخرى بلوغها (سكان الأحياء الشعبية الأكثر بؤسا، باعة التقسيط ، الشباب غير المتعلم من العاطلين عن العمل - الشبيبة المتعلمة وبالخصوص الشباب المقصي من التعليم …) .
ثمة خطأن يتعين تفاديهما باستحضار الخطر المستقبلي لهده الحركات : يتعلق الأول بتفسير هذه الظاهرة والثاني بطرق الحل .
الأولى : يركن العديد من المناضلين إلى تفسير مبسط للظاهرة وهو سهولة الخطاب الديني المستعمل ،الذي يسهل الاستقطاب السياسي لهذه الحركات وقوتها المادية تنظيميا وماليا .
مهما كانت قوة الخطاب الديني أو الإغراء المالي (بغض النظر عن السياق العالمي الذي يعرف تصاعد المد الأصولي وتشجيع الدولة لهذا الأخير لمحاربة اليسار ) فلن تصمد أمام قوة الخطاب والمشروع الاشتراكي الذي تنبع مصداقيته من واقع الكدح اليومي والاضطهاد الطبقي الصارخ لهؤلاء الملايين من المسحوقين .
إن الأمر يتعلق إذن بضعف هذا العمل وسط الجماهير المضطهدة .وهنا يكتسي برنامج المطالب المادية والديموقراطية وآليات تنظيم الجماهير الذاتي وقيادتها بهذا البرنامج أهميته القصوى في المرحلة الراهنة .
أما بالنسبة للشبيبة، فبالإضافة لما سبق يجب ان تكون محاربة السلفية بإطلاق حركة فكرية لنشر الفكر العقلاني والعلمي والإشعاع لضرورة العلمانية ،وبالأساس نشر الكتابات حول الإسلام وتاريخ الإسلام والكتابات النقدية للفكر والبرنامج الذي تطرحه هذه الحركات من زاوية ماركسية تضرب في آن أسس هذا الفكر الرجعي وتتصدى أيضا لمل يسمى بحركة الحداثة والعقلانية التي تحتل الساحة الفكرية المقابلة للفكر السلفي (كتابات شراع- كتابات مثقفي الأحزاب الليبرالية- سلسلة إصدارات الزمن - فكر ونقد …) والتي تنشر عقلانية ليبرالية تنظر للحداثة والعقلانية بمنظور الاندماج في العولمة الرأسمالية ،وتنزع الدفاع عن العقلانية والعلمانية عن سياقه في مشروع إجمالي اقتصاديا وسياسيا لتحرر المضطهدين ومن منظور برنامج الثورة الديموقراطية .
+ أما المنزلق الثاني فيتعلق بمنظور خاطئ للحل ، إذ أمام ضعفنا السياسي في انجاز هذه الحلول الجذرية للتصدي للظاهرة السلفية ،يسقط العديد من المناضلين في وهم أن الدولة ستحل محلهم في القضاء على الإسلاميين . هذا التصور غير منطوق به لكنه مضمن في الخطابات ومعناه الرهان الواهم بأن النظام سيغير إستراتيجيته الاحتوائية للمد الأصولي بإستراتيجية إستئصالية ،ويتجلى وهم الرهان بتناسي أن علاقة الأنظمة الرأسمالية التابعة بالأصولية (ومنها نظامنا الملكي ) المتسمة بجدل القمع / الاحتواء هي في الحالة الأصولية ناتجة عن التناقض الذي تحبل به هذه الحركات ،إذ هي في بنيتها السياسية وخطابها قوى مضادة للثورة ومحافظة لأنها لا تسعى لتغيير علاقات الإنتاج ،لكنها في الآن ذاته قوى شعبية تعبر عن عفوية الجماهير وعن حالة فقدان النظم الاقتصادي -الاجتماعي (نتائج العولمة الرأسمالية ) وفقدان النظم السياسي -الإيديولوجي (فقدان البديل الاشتراكي لمصداقيته ) لذلك فإن هذا البعد الشعبوي العفوي هو الذي يرعب الدولة ويدفعها إلى الصدام معها .أما بعدها المضاد للثورة فهو يشكل احتياطيا رئيسيا للطبقات الحاكمة وأداة أساسية في صراعها الإيديولوجي والسياسي ضد الطبقات النقيض في الحالة التي تتململ فيها موازين القوى الطبقية لصالح الطبقة العاملة الثورية وحلفائها الموضوعيين .
بديهي إذن أن التيار الثوري والمنظمات الجماهيرية المكافحة لاتؤيد مسلسل القمع والاختطاف والتعذيب الذي يطال الحركات السلفية ،إذ هو من المنظور السياسي والتاريخي خاطئ لأنه يعزز النظام الاستبدادي ويكرس هذه الأساليب القمعية التي تطال وستطال أكثر المناضلين الثوريين حين يتقدمون صفوف الصراع الاجتماعي .ومن جهة ثانية لا يصح الرهان على استئصال النظام للأصولية بالقمع إذ لن يزيدها ذلك إلا صلابة وإنغراسا ، وتطور أكثر الأساليب العملية لاكتساح الجماهير .
ولكن هذا الموقف يجب أن يكون سياسيا وليس من منظور أخلاقي يتقزز من القمع الذي يطال هؤلاء .ولذلك فرهاننا يجب أن يستحضر بأن هذا القمع الذي يطالهم هو مناسبة لتصريف موقف سياسي ذي حدين : التنديد بقمع النظام ممزوجا بحملة فكرية وسياسية لفضح المشروع السلفي والبديل الاجتماعي الذي يطرحه .
خلاصة الأمر إذن هي الوعي من منظور سياسي ثوري أن الدولة لا تسعى إلى التصفية النهائية للسلفية بل فقط إلى الحد من بعدها العفوي الشعبي وترويضه للتحكم في مسارها ( إغلاق مؤسسات محو الأمية، حظر بعض جمعياتهم الجماهيرية خاصة دور القرآن والإمام مالك …ترهيب أنصارهم ). إن أرضية صراعهما اليوم هي من يتحكم أكثر في استعمال الإيمانيات المطلقة لأنها المشترك بين الدولة والأصولية ونستطيع القول إن تعبئة الجماهير بواسطة المقررات المدرسية وخطب المساجد والإعلام بالأفكار المطلقة يرمي الى إيمان هذه الجماهير بالحكم المطلق وبمضمون الفصل 19 من الدستور حول قدسية الملك (يا لها من حداثة وتقدمية تلك التي يدعي الاتحاديون بوجه خاص أن 16 ماي قد طعنها !!! هؤلاء الليبراليون الذين يقبلون يد الملك فور الانتهاء من كلامهم عن الحداثة والعصرنة !!!) في حين أن جهود الإنغراس السلفي في هذه الجماهير هي بغاية الإيمان بأن المطلق الحقيقي ليس هو القائم و الحاكم ولكن وجب النضال لاستبداله بحكم مطلق آخر وبأمير أكثر قدسية من الذي يحكمنا .فجوهر صراعها اليوم هو حول من يجني نتائج زرع الأفكار المطلقة الدينية وسط الجماهير الضحية لأوهامهم جميعا .وعلى المستوى السياسي العملي يتعلق الأمر بمحاولة الدولة تشديد الضغط على سلفيي حزب العدالة والتنمية ليرتموا اكثر في أحضان الملكية مع مجهود مخابراتي لمراقبة تسلل "الجهاديين "إلى قواعدها، وكذلك الضغط على جماعة العدل والإحسان لتغيير موقفها المبهم من إمارة المؤمنين .وهنا يجب الوقوف أكثر على دلالات تأسيس جمعية "اليقظة والفضيلة " (6) من طرف جناح الخطيب (محمد خليدي ) وفي نفس ظرفية التأسيس تلك لوحظت تحركات مكثفة لعبد الكريم الخطيب في اتجاه رموز الحركة السلفية (حسن الكتاني،أبو حفص …) لندرك أن الأمر يتعلق بخلق قاعدة جماهيرية لهذه الجمعية من أنصار السلفية لخلق قطبين متنافسين داخل حزب العدالة والتنمية بغاية شقه من الداخل وهو ما تعبر عنه حدة الردود على تأسيس هذه الجمعية من طرف قاعدة التوحيد والإصلاح. ورغم عرقلة تفجيرات 16 ملي لهذا المسار ستتواصل الخطة عينها لا سيما وأنها ستعزل المنظمات الجهادية الصغيرة (الصراط المستقيم ،التكفير ،الجماعة الإسلامية المقاتلة ..) باستقطاب القواعد السلفية الكثيرة العدد والتي تشكل الحزام الجماهيري الواقي لهذه المنظمات السرية .

10 / إن تحليل هذه الأحداث التي جرت بالبيضاء مناسبة جديدة لنقد بعض التصورات اليسارية الداعية إلى خلق حركة إسلامية متنورة تنطلق من مواصفات المساواة والعدل والحرية السائدة في الإسلام الشعبي الذي تتبناه الجماهير الكادحة ، وهو تصور حركة النهج الديموقراطي الذي فصله بوضوح مقال لعبد الله الحريف (7). لا تنطلق هذه الرؤية من منظور مادي تاريخي بأي وجه :
يقول الحريف : " لابد من فتح نقاش جدي مع العناصر الإسلامية المتنورة بهدف دفعها إلى حسم تناقضاتها في اتجاه القطيعة مع مشروع الإسلام السياسي وبلورة فكر إسلامي متنور وثوري يتبنى، على غرار لاهوت التحرير في أمريكا اللاتينية، مفاهيم الصراع الطبقي، ويناضل من أجلها ومن أجل تحرر المرأة " ويستدرك للتوضيح " إن بلورة مثل هذا الفكر ليس رهينا بنقاشنا وتفتحنا وصحة مواقفنا فقط، بل إنه رهين أولا وقبل كل شيء بتطور القوى التقدمية والثورية العلمانية واكتسابها لنفوذ واسع وسط الجماهير الشعبية (..) وهذا لا يعني معارضتنا لبروز قوة سياسة ديمقراطية حقا، قوة برجوازية ليبرالية، لها هوية إسلامية قوة ديمقراطية إسلامية على غرار الديمقراطية المسيحية في الغرب الأوروبي. "
يعني الاعتقاد بإمكان بروز حركة إسلامية تقدمية وجذرية على شاكلة لاهوت التحرير بأمريكا اللاتينية انتظار تطور الحركات اليسارية وانغراسها مما سيحد من تاثير تيارات الاسلام الرجعي وبروز تيار اسلامي تحريري تقدمي . ينطوي هذا المنظور، في غياب شرطه التاريخي وحتى الفكري، على وهم خطير هو انه عدم التشكل الموضوعي لهذا التيار يوجب على الثوريين المساهمة في تبلوره . وهو ما يعني رسما لمهمة سياسية لا تنبني على أي سياق تاريخي ملموس وإسقاطا مثاليا لسمات واقع تاريخي على واقع آخر مغاير ، فكيف سيعمل الماركسيون متبنين للمادية الجدلية كأساس فلسفي لكل منظوراتهم على خلق حركة دينية ، فقط بغية استعمال الدين إيجابيا لصالح مشروع الكادحين ؟ وهل مهمة الماركسيين هي الاعتكاف في المساجد وصياغة تأويل عقلاني للدين مقابل تأويلات رجعية ؟ إنه مشروع خاطئ من أصله لأننا لسنا بصدد حركة قائمة في الواقع ونسعى للتأثير فيها ، بل امام وهم ضرورة خلقها .
لا يكتفي الحريف باعلان دعمه لبروز احزاب اسلامية ليبرالية بورجوازية (هل ستكون احسن من العدالة والتنمية التي ينتقد احتوائها من طرف المخزن)، بل يراهن على التحويل الجذري لتصورات وممارسات المعارضة الاسلامية قائلا : " فلماذا لا تسعى القوى الديموقراطية الجذرية عبر الصراع الإديولوجي المبدئي والحوار والنضال في الساحة، إلى تحويل القوى الأصولية التي ترفض العولمة، وإن من منطلقات "ثقافية" وحضارية و"دينية" إلى قوى رافضة للعولمة الرأسمالية كنظام إقتصادي – إجتماعي رأسمالي وإمبريالي " فهل هناك اكثر من هذا الوهم ؟ ووفق فهم مثالي للدين يعلن الحريف : " الإسلام كما يعيشه (..) يرتكز إلى الاستقامة ورفض ومقاومة الظلم والتعطش إلى العدل والتشبع العميق بقيم التضامن و بروح التسامح. (..) إن الإسلام الشعبي يحتاج إلى مثقفيه العضويين القادرين على تطوير مقوماته الإيجابية وعلى إطلاق سيرورة الاجتهاد بالتمحيص النقدي للنصوص واعتماد المقاصد و الأهداف عوض الالتزام بحرفية النص بعيدا عن أسباب وشروط وملابسات نزوله " إن الارتكاز على فكرة أن الإسلام الشعبي مناهض للإسلام المخزني ويحمل انطلاقا من أصوله الخارجية (نسبة إلى الخوارج ) قيم العدل والمساواة فهو اعتقاد ميتافيزيقي يحدد للإسلام الشعبي ماهية مثالية مستقلة عن تطور الواقع ويتناسى أن العولمة الرأسمالية وتقوية النمط الرأسمالي وعلاقاته تحمل معها تدميرا للعلاقات الاجتماعية القبلية التي كانت الأساس الاجتماعي لتلك القيم والتقاليد .فهذه الأخيرة ليست مستقلة عن تلك العلاقات الاجتماعية وقد سارت نحو الزوال كانعكاس لزوال العلاقات التي تستند عليها .
أما المماثلة بين الإسلام الشعبي ولاهوت التحرير فخاطئة ، لأن نشوء لاهوت التحرير مرتكز على كون المسيحية كدين تشكلت كحركة وعظية معبرة عن طموحات الفقراء لفترة طويلة قبل أن تصبح مؤسسة مرتبطة بالدولة الرومانية .وذلك على عكس الإسلام الذي كان منذ بدايته مشروعا سياسيا للاستيلاء على السلطة السياسية وبناء دولة إسلامية مركزية توحد القبائل العربية ومن هنا فالارتباط بين الدين والسياسة أمر لازم الإسلام مند بدايته وسيلازمه إلى الأبد وبشكل نصي لا يسمح بالخروج عن مجمل تلك القواعد والأحكام المكتوبة في النصوص القرآنية والأحاديث النبوية .بالإضافة إلى أن نشوء لاهوت التحرير كان بحفز من نجاح الثورة الكوبية التي شكلت عاملا أساسيا للتجذر في منطقة أمريكا اللاتينية .وعلى عكس لاهوت التحرير ،لم تشهد البلدان الإسلامية في تاريخها الحديث نجاح ثورة اجتماعية قادتها حركة سلفية أعطتها مضمونا تقدميا . بل على العكس مثلث الثورة الإيرانية نموذج المشروع السلفي الذي وجه الانفجار الثوري لكادحي إيران باتجاه ديكتاتورية تيوقراطية أبقت على نفس أسس التراكم الراسمالي .
ليست مهمة الماركسيين، كما يعتقد الحريف، بناء سلفية تقدمية أوحتى الرهان على نشوئها الذاتي ، ولا محاربة السلفيين داخل الايديولوجية الدينية ودخول حرب التاويلات حول النصوص المقدسة، بل تتمثل مهمتهم في بناء قيادة سياسة ثورية تستطيع طرح برنامج إجمالي مبني على التطلعات المباشرة للمسحوقين ، يتضمن النضال من اجل العلمانية نقطة اساسية في البرنامج الديموقراطي . أما هذه الرهانات المثالية فهي تزيحهم عن مهامهم التاريخية واضعة اياهم في موقع الاختيار بين شكلين للهمجية ليس إلا.

11 / مهامنا الاساسية اليوم :
لايجب أن ننسى بأن تحليلنا للسلفية، بصفتنا مناضلي الطبقة العاملة الثوريين، هو كتحليل أي حركة سياسية أخرى لا يؤكد سوى الاساس التي ينبني عليه مشروعنا :ضرورة بناء منظمة ثورية بما هي الجواب التاريخي عن كل الإشكاليات المطروحة في مجتمعنا . لكن وعي الخطر الداهم الذي يمثله إنغراس الحركة السلفية وكونها القوة السياسية الأساسية التي يجب أخذ قوتها بعين الاعتبار ينبع من مسألتين :
_الأولى :كونها حركة قادرة على بناء حركة جماهيرية واسعة تستطيع نسف منظمات الكادحين خاصة إن طورت وجودها الفعلي في الحركة النقابية ،وتمثل حالة نقابة التعليم مثالا نموذجيا إذ ماذا سيكون الأمر إن توحدت كافة الفصائل الإسلامية (خاصة العدل والإحسان ) مع العدالة والتنمية في ذات المشروع ؟
_الثانية : كون الحركة السلفية خزانا احتياطيا للطبقات السائدة إن تطورت الحركة العمالية والشعبية وكسرت الهيمنة الليبرالية عليها، وتطور الصراع نحو حسم السلطة السياسية. فآنذاك قد تضحي الطبقات السائدة بالعائلة الملكية لصالح البديل السلفي الذي لا يرفض الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج وسيحافظ على علاقات الإنتاج الرأسمالية (مثال الثورة الإيرانية ) لقطع الطريق أمام البديل الاشتراكي الثوري .
رغم أننا لسنا اليوم ازاء وضعية صعود ساحق للسلفية الرجعية للتحقق من صحة هذه الاحتمالات ،إلا أننا بقاءنا في الحدود التي نقف فيها اليوم سيحيل تلك الاحتمالات واقعا تاريخيا ملموسا .
بناء حزب العمال الاشتراكي .
طرح برنامج ديموقراطي وانتقالي للثورة الاشتراكية .
الدفاع الحازم عن العلمانية في إطار البرنامج الديموقراطي . إن تخلفنا عن هذه المهام التي تشكل مدخلا أساسيا للبناء في شروط الأزمة الراهنة للرأسمالية التابعة ونظامها وأزمة الأحزاب الليبرالية ، لن ينتج سوى مزيد من ركون الجماهير وانكفائها نحو بدائل مثالية للتكافل الاجتماعي تشكل السلفية معبرا سياسيا عنها .

20/04/2007



--------------------------------------------------------------------------------
إحالات
* بعض الأفكار المنتقدة في هذا المقال والتي يشار إلى سقوط بعض الماركسيين فيها لا تعني كون هذه الأفكار مكتوبة بل للأسف قناعات يعبرون عنها شفويا في نقا شاتهم دون أن تكون متناسقة .
الحكم على الصحفي الليبرالي علي المرابط بثلاث سنوات ومواطن باقليم طاطا وآخر بورززات بتهم المس بشخصية الملك
الاسلام والحداثة – هاشم صالح / موقع محمد اسليم على الانترنت http://www.aslimnet.com
نشر بموقع الجزيرة http://www.aljazeera.net
جلبير الاشقر صدام الهمجيات الصفحة : 62 – دار الطليعة بيروت .
موقع جريدة المناضلة http://www.almounadil-a.info
لفهم تصورات هذه الحركة يرجى الاطلاع على مجلتها " منتدى الحوار " عدد 1 يوليوز 2003
مقال بعنوان : "في مسالة تعامل اليسار مع الاصوليين" موقع النهج الديموقراطي /www.annahjaddimocrati.org






#نبيل_عمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - نبيل عمان - السلفية من 16 ماي الى 11 مارس موضوعات لفهم دلالات ما يحدث