أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - .زهير دعيم - مطر ودستويفسكي وموقد














المزيد.....

مطر ودستويفسكي وموقد


.زهير دعيم

الحوار المتمدن-العدد: 2172 - 2008 / 1 / 26 - 10:11
المحور: الادب والفن
    


في مثل هذه الأيام والليالي حيث البرق والرعد ينهشان وجه السماء , وحيث البرد ينخر العظام , والمطر يغسل خدود الطرقات , بمثل هذه الليالي اموت حُباً , فهذه الايام أيام البركة , تنفتح كوى السماء فيصبُّ الله فيها خيراته على الارض , فينتشي الانسان والحيوان والنبات وحتى الجماد . الكل يفرح وينمو , حتى الأفكار والخواطر والإبداع فتعال معي نزر هذه الناحية من العمر , واجلس معنا حول موقد النار , حيث الجمرات ترقص فيه , واحتس كوباً ساخنًا من الشاي , واقضم على مهل رغيفاً مُحمّصاً مع اللبنة او زيت الزيتون والزعتر , ورافق معنا الاحاديث وصادق الكتاب المُقدّس وكلّ كتاب, وقل بعدها الا تجد ان الحياة حلوة . لا شك ان هذه الظروف هي البيئة الطبيعية للابداع والخلق والتحليق مع الخواطر الى ابعد الحدود . من منا لم يسمع بالكاتب الروسي العظيم دوستويفسكي صاحب " الجريمة والعقاب " و " مذلون ومهانون " و " المراهق " و " الإخوة كارامازوف " وغيرها من الإبداعات الأدبية ، والتي يقف عندها الإبداع بنفسه مشدوهاً متحيّراً .

لقد كتب دستويفسكي هذه اللوحات الادبية الخالدة حول موقد النار وزخّات المطر وندف الثلج يملأ اركان روسيا , فلقد استمتع هذا الكاتب بالشتاء – وشتاؤهم حقيقي – فراح يغزل على نوله فجاء بساطاً ربيعياً دافئاً نجلس عليه واليه ولا نملّ ولا نضجر .
كثيرون امثال دستويفسكي يميلون الى كانون ويعشقون شُباط والبرد والزمهرير , الا اولئك الذين لا بيت يلتجئون اليه , وكثيرون هم الذين يعشقون الكتاب ويمتهنون الإبداع وارتشافه , حتى في هذا الزمن المهرول نحو الانترنيت .
حَريّ بنا ان نعود الى عهد الكتاب والمطالعة والرواية الاحلى والاجمل نغفو عليها وتغفو في أحضاننا .
لا اريد ان اتهم جُزافاً , فالربيع لونه ومذاقه ورونقه , وللصيف المُثقل بالثمار والفواكه وعناقيد العنب طعمه الابهى ولونه الاجمل , وحتى للخريف واوراقه المتناثرة , ورياحه النائحة له في النفس البشرية موقع جميل , يزيّن النفس البشرية بشتّى الالوان وشتى الأطياف .
فكلها لوحات رائعة , حالمة , نابضة بالحياة رسمها الله بريشته الأزلية على صفحات الأديم , فأضحت هذه المسكونة لوحة واحدة خلّابة يعيش في زواياها الجمال ويقبع الحسن .
فاختر يا صاحبي ما شئت , اختر لوحة ربيعية او خريفية او صيفية , او اختر مثلي لوحة شُباطية يُكوكب فيها المطر وترقص فيها الريح على وقع الرعد ووميض البرق ، بينما يروح الكتاب يغازل الموقد والجمرات والارغفة المُحمّرة تُعسِّل شفاهها اللبنة والزعتر . اختر ما تريد فالروتين لا مكان له في صنع وابداع الخالق







ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بُكْرا مع الأيام
- حُبّي قَدْ حدود الكوْن


المزيد.....




- شعوذة.. طموح.. حب.. موسيقى وإثارة.. 9 أفلام تعرض في سبتمبر
- قصة ملك ليبيا محمد إدريس السنوسي الذي أطاح به القذافي
- كيف أصبح مشروب شوكولاتة للأطفال رمزا للاستعمار الفرنسي؟
- المخرج الأميركي جارموش مستاء من تمويل صندوق على صلة بإسرائيل ...
- قطر تعزز حماية الملكية الفكرية لجذب الاستثمارات النوعية
- فيلم -ساحر الكرملين-.. الممثل البريطاني جود تدرّب على رياضة ...
- إبراهيم زولي يقدّم -ما وراء الأغلفة-: ثلاثون عملاً خالداً يع ...
- النسخة الروسية من رواية -الشوك والقرنفل- تصف السنوار بـ-جنرا ...
- حين استمعت إلى همهمات الصخور
- تكريم انتشال التميمي بمنحه جائزة - لاهاي- للسينما


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - .زهير دعيم - مطر ودستويفسكي وموقد