أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - نبيل عثمان - ملاحظات حول حركة مناهضة الغلاء على ضوء ورقة المناضل عبد الحميد أمين : تطوير الحركة بتصحيح الأخطاء وليس بتغيير الأسماء















المزيد.....

ملاحظات حول حركة مناهضة الغلاء على ضوء ورقة المناضل عبد الحميد أمين : تطوير الحركة بتصحيح الأخطاء وليس بتغيير الأسماء


نبيل عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 2169 - 2008 / 1 / 23 - 11:26
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


تكمن أهمية ورقة "شبكات التضامن الاجتماعي من أجل الدفاع عن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية" من أهمية الموقع السياسي والحقوقي لعبد الحميد أمين، خاصة داخل الجمعية المغربية لحقوق الإنسان التي قامت بدور ريادي في تحفيز عملية تشكيل تنسيقيات مناهضة الغلاء. وبالتالي فهي تعتبر أرضية تفتح نقاشا في غاية الأهمية حول الإشكالات السياسية و البرنامجية التي تعتري حركة التنسيقيات، بغاية بلوغ خلاصات مشتركة لجميع الفاعلين في الحركة .

--------------------------------------------------------------------------------

يبدأ عبد الحميد أمين بتشخيص أزمة التنسيقيات بعد مرور سنة على ولادتها، ويسرد أربعة عوامل:

التراجع الملحوظ للحركة في مسارها العام ثم ارتباطها بتموجات أسعار المواد و الخدمات الأساسية
أظهر نجاح مسيرة بوعرفة أن حصر الحركة في مناهضة الغلاء هو ضمان للنجاح و الاستمرارية
سيادة التسييس الفج و الشاذ للحركة و هو بينته المسيرات الوطنية
بينت انتفاضة صفرو ضعف القدرات التأطيرية للحركة في تنظيم مسيرة ذات طابع جماهيري شعبي .

إنها تفسيرات تبسيطية في نظرنا، ولا نظنها كافية للحكم على تجربة التنسيقيات بالفشل وتبرير الانتقال لإعادة تأسيسها تحت اسم "شبكات التضامن الاجتماعي". إن تشخيصا حقيقيا لوضع التنسيقيات بهدف تقويم الاعوجاج و تصويب الحركة نحو الإسهام في إعادة بناء أدوات النضال الشعبي على أسس صلبة يقتضي الملاحظات التالية:

1 . توسعت التنسيقيات بسرعة كبيرة، وأبانت الاستجابة الشعبية في المناطق والمدن التي شهدت تعبئة جدية (آسفي، أيت ملول، طنجة، زاكورة، بعض أحياء الدار البيضاء...)، أو جاء فيها النضال ضد الغلاء في سياق دينامية سابقة وأدرج كنقطة ضمن مطالب محلية ) طاطا، إفني، بوعرفة...)، عن الاستعداد الذاتي لدى الجماهير المكتوية بنار السياسات اليبيرالية للمقاومة. وبرزت أشكال نضال جريئة ) الامتناع عن الأداء مثلا)، وساد الإبداع الكبير أشكال العمل و التعبئة في هذه الحالات النموذجية. لكن هذه الدينامية أبانت أيضا عن عقم أو ضعف أشكال التعبئة الجماهيرية والأشكال النضالية المتبعة، وعدم قدرة التنظيمات المشكلة لهذه التنسيقيات عن تحفيز بناء حركة جماهيرية واسعة.

2- ساهم الموقف السلبي للقيادات النقابية التي رفضت الإنضمام إلى التنسيقيات في اضعاف الحركة، وفي إعاقة تطورها نحو حركة اجتماعية شعبية واسعة، وذلك بحرمانها من أكبر قاعدة جماهيرية منظمة وقادرة على الضغط بحكم موقعها في الإنتاج و بحكم تجربتها التنظيمية و النضالية. إنه موقف ناتج عن تبني هذه القيادات النقابية الخيار الليبرالي والاصطفاف عمليا إلى جانب الدولة البرجوازية التي تحاول تحميل أعباء الأزمة للفئات الشعبية.

3- ليست التنسيقيات بشكلها الحالي حركة اجتماعية و لا تنظيما ذاتيا للجماهير. إنها تنسيق بين التيارات السياسية و الإطارات الجماهيرية التي يشتغل فيها مناضلوها. و هي كشكل تنظيمي مقبولة في الوضع الحالي للحركة الجماهيرية بالمغرب. لكن لابد من فهم دقيق لدور هذا الشكل من التنظيم.

ليس المطلوب هو ترسيم هذا الشكل من التنظيم كهدف في حد ذاته، و لكن كخطوة أولى تقوم بتنظيم المشاركة الجماهيرية و تحفيزها في المرحلة الحالية وإعداد شروط تحولها نحو التمثيل المباشر للجماهير. وسيتم ذلك عبر خلق لجن الأحياء و الجمعيات الاجتماعية و الوداديات، و إبداع كل أشكال التنظيم الذاتي للجماهير لتتمثل في التنسيقيات. وهذا هو السبيل لتحجيم دور التيارات السياسية كي تلعب دورا توجيهيا للحركة أكثر من الدور التنظيمي الحالي الذي يختزل في التحكم المباشر في حركة الجماهير لتنسجم مع تكتيكاتها السياسية التي تختلف من مرحلة إلى أخرى. فلا معنى مثلا لأن يتحكم في حركة الجماهير )من خلال هدا الشكل التنظيمي التمثيلي السائد في التنسيقيات( بضعة مناضلين لا يمثلون في الواقع سوى أنفسهم لكن قوة قرارهم و تحكمهم نابع فقط من اسم سياسي يحملونه. إن المطلوب إذن هو اعتبار التنسيقيات الحالية تحالفا بين تيارات سياسية و منظمات جماهيرية وشكلا تنظيميا مؤقتا، و العمل على تجاوزه عبر بناء أشكال تنظيم ذاتي للجماهير تجسده تنسيقيات شعبية حقيقية .

4- ساد داخل التنسيقيات منظور نمطي للأشكال النضالية (وقفة احتجاجية – اعتصام – مناشير – مسيرة). ولم تمر سوى بضعة أشهر حتى سادت أحكام باستنفادها. إنها ممارسة مترسبة في التربية السياسية لليسار الجذري المغربي تؤشر على عدم القدرة على الإبداع و تنويع أشكال النضال، و تدل أيضا على نخبوية الحركة و نخبوية قادتها . يكمن العلاج في الحسم مع منظور للاحتجاج بهدف إعلان موقف من الإجراءات الحكومية بشكل عام، وفي ضرورة إبداع و تنويع أشكال النضال و عدم الاكتفاء بأية ترسيمة كلاسيكية . وهذه العملية لن تكون ناجحة إلا إذا كانت الجماهير المعنية تشارك بشكل مباشر في التنسيقيات و في بلورة القرارات النضالية .

5- بعد الهبة الشعبية الواسعة التي عرفتها مدينة صفرو في 23 شتنبر انتشرت بعض التقييمات غير الموضوعية عبر عنها عبد الحميد أمين بضعف القدرات التأطيرية للحركة. فإذا كان المقصود بضعف التأطير هو عجز الطاقات النضالية المتوفرة على توجيه النقمة الجماهيرية بعفويتها نحو أشكال منظمة وواعية للنضال، كالاعتصام الجماهيري أو الإضراب العام المحلي إلى غيره من الأشكال النضالية المنظمة و الواعية التي ستفوق نتائجها نتائج عفوية جماهيرية تحرق السيارات و تخرب المباني ... الخ، فان هذه الأشكال بحد ذاتها قد تحمل معها بشكل واعي ضرورة أشكال من العنف الجماهيري المنظم للرد على العنف الرجعي للدولة التي لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي سواء أمام عفوية جماهيرية أو أمام نضال جماهيري واعي و منظم . أما اذا كان المقصود هو مايسمى بالأشكال الحضارية و السلمية و الظهور للسلطة كتنظيمات مسؤولة قادرة على ضبط الجماهير في حدود معينة لا تتجاوز الطابع السلمي و الحضاري فهو مرفوض إطلاقا . فالجماهير لا تمارس العنف إلا ردا على عنف أجهزة الدولة القمعية. أما ضعف القدرات التأطيرية للحركة فهو نابع من طابعها النخبوي و الانعزالي عن حركة الجماهير. و هو ما يعني أن الحل لا يكمن في تغيير اسم التنسيقيات بشبكة التضامن الاجتماعي، بل يكمن الحل في تطوير أشكال العمل الدؤوب داخل الجماهير لغرس التنسيقيات في محيطها الجماهيري و تحويلها إلى أدوات تنظيم ذاتي للجماهير. حينداك لن تضعف القدرات التأطيرية للجماهير لنفسها . فتحرر الجماهير لن يكون سوى من صنع الجماهير.

6- إن الحديث عن التسييس الشاذ و الفج للحركة في مقالة عبد الحميد أمين يتطلب تفسيرا صحيحا للظاهرة و ليس طرحا تبسيطيا يسرد مساوئها و يرى الحل في " إن العامل الأساسي لضمان قوة الهيكلة هم الأشخاص المنتدبين لتمثيل التنظيمات )...(...إن هؤلاء الأشخاص لهم دور أساسي في إنجاح أو إفشال عمل الشبكات ". إن الحل المطروح ينم عن غياب تحليل صحيح للظاهرة. فالمعنى الملموس لهذا التسييس الفج هو ما يسود اجتماعات ومسيرات التنسيقيات محليا ووطنيا من أجواء مزايدات لفظية باسم مصالح سياسية ضيقة، و من طغيان الشعارات السياسية المباشرة على الشعارات ذات الطابع الاقتصادي الاجتماعي بشكل فج. وهو مؤشر على غياب فهم صحيح للفرق بين بناء التنظيم السياسي و بناء حركة جماهيرية، مما يؤدي للسعي إلى استخدام أدواتي مباشر للحركة الجماهيرية لصالح هدا التنظيم السياسي أو ذاك .

لكن هذا الفهم من وجهة نظر أخرى لا يجب أن يعني الفصل بين النضال السياسي و النضال الاجتماعي بوضع جدار صيني بينهما. فلا يمكن للحركة الاجتماعية أن تتطور إلا إذا ارتكزت على أرضية سياسية مضادة للسياسات الليبرالية للدولة . و الحركات الاجتماعية بهذا المنظور تمارس نضالا سياسيا ضد الدولة. لكن الفرق الجزئي و لكن الأساسي بين حركة اجتماعية أو نقابية مع الحزب السياسي ، ليس في ممارسة نضال سياسي من عدمه لكون الأمر ليس اختياريا فالممارسة السياسية ضرورية في جميع حقول النضال. فإما سياسة ديمقراطية أو ثورية، و إما سياسة ليبرالية تصطف لجانب مالكي رؤوس الأموال . إن الفرق يكمن فقط في أن الحركة الجماهيرية تمارس نضالا سياسيا ليس بأفق الاستيلاء على السلطة، في حين أن الحزب السياسي على عكس ذلك يسعى للاستيلاء على للسلطة لتنفيذ مشروعه المجتمعي .

و ليس تجميع كافة القوى الديمقراطية المعنية بالنضال ضد الغلاء المعيشي في تنسيقية أو شبكة مرتبطا بإيقافها في حدود طابع حقوقي و اجتماعي كما يقول عبد الحميد أمين. بل يرتبط بالأساس بوضعها في حدود عامة لأرضية سياسية مبنية على مناهضة مجمل السياسة الليبرالية للدولة . لا يعدو أن يكون الأمر تكريسا لتربية يسارية تدعي فصل النضال السياسي عن الاجتماعي و ادعاء الطابع الحقوقي للحركة عبر إخفاء لفظي لطبيعتها السياسية ( أي النقاشات السياسية المشوهة المبنية على منطق الوزيعة و الكوطا السياسية في الكواليس، و الادعاءات الحقوقية اللفظية أمام عموم الناس ) .

إن التسييس الفج و الشاذ يرتبط بهذه المنظورات المشوهة و يرتبط بالطبيعة اللاديموقراطية للعلاقات التنظيمية السائدة سواء داخل الإطارات الجماهيرية أو في الشبكات التنسيقية التي تؤسسها . ولا يكمن حل المسألة في وجود أشخاص منزهين عن هذه الأخطاء بل في ضرورة تسييد منظورات التعددية و العلاقات الديمقراطية السليمة.



#نبيل_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- تركيا تطلق برنامج تأشيرة الرحّل الرقميين
- فيديو خاص: تعرف على أرض الذهب الأسود في إيران
- -نحن بحاجة إلى معجزة-: الاقتصادان الإسرائيلي والفلسطيني متضر ...
- بركان في القارة القطبية الجنوبية -ينفث الذهب-!
- هل ستؤدي زيارة رئيسي لإكمال مشروع نقل الغاز إلى باكستان؟
- بوتين يحدد أولويات السلطات في التعامل مع أضرار الفيضانات
- مستقبل التكنولوجيا المالية في منطقة المشرق العربي
- بعد تجارب 40 سنة.. نجاح زراعة البن لأول مرة في مصر
- كندا تسمح لـ-إيرباص- بشراء التيتانيوم الروسي
- -أرامكو- السعودية توقع صفقة استحواذ ضخمة


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - نبيل عثمان - ملاحظات حول حركة مناهضة الغلاء على ضوء ورقة المناضل عبد الحميد أمين : تطوير الحركة بتصحيح الأخطاء وليس بتغيير الأسماء