أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - نازن حمدونه - حوار التناظر مع الأديب غريب عسقلاني... ما لم يقله غريب عسقلاني- البكر














المزيد.....

حوار التناظر مع الأديب غريب عسقلاني... ما لم يقله غريب عسقلاني- البكر


نازن حمدونه

الحوار المتمدن-العدد: 2163 - 2008 / 1 / 17 - 02:27
المحور: مقابلات و حوارات
    


حوار التناظر مع الأديب غريب عسقلاني... ما لم يقله غريب عسقلاني
الجزء الأول من المشهد الثاني
د.مازن حمدونه
[email protected]
أجندة غزة وشطب الذاكرة
حكايات عن براعم الأيام في الانتفاضة الأولى(2)
البكر ...
دوما كانت تطارد أحلام البكاري هواجس رائحة الموت ، وجنود الجيش الإسرائيلي لم يترددوا في نشر ثقافة الموت في شوارع فلسطين .اعتاد كل أهل الانتفاضة على عبير رائحة قنابل الغاز ، استخدموا أنواعا وألوانا من تلك القنابل اللطيفة ، تلك التي تشبه قارورة ناعمة ،إلا أنها تقدم لكل الضحايا همومها وتنفخ في وجوهم وعيونهم ألواناً لم يألفوها إلا في الانتفاضة الأولى ، هم أبدعوا في صناعتها ، أنتجوا منها الكثير ..الكثير ، وشهدت واستمشقت عيون كل الأطفال والنسوة غازات بألوان متعددة ، منها الأبيض ، والأخضر البرونزي ، والأحمر والقاني ، والأزرق، حتى الألوان السوداء أيضا كان لها مكانة بين هذه الألوان .كانوا يعززون ويسددون الضربات صوب البيوت المغلقة ،كانوا يعلمون ان في أزقة الشوارع والمخيم بيوتاً تآكلت من حدة الرطوبة ، ومن ندرة الهواء النقي ، إلا أنهم كانوا شديدي الحرص على الإغداق منها على أهل المخيم من كل ألوان هذه الغازات ... كانوا يعلمون ان خلف هذه الجدران المتأرجحة والآيلة للسقوط آلاف مرضى القلب ، والربو ، وآلاف النسوة الحوامل ..فكانوا حريصين على قتل كل هؤلاء لأنها معركة بدون لون الدم . هؤلاء الذين أرسلوا ذات مرة لذاك البيت هدية كباقي البيوت الحزينة ، تلك الدار التي لا تزيد مساحة حوشها عن مساحة غرف السجون في كل المدن الأوروبية ... عذراً فتلك السجون تحمل كل معاني القصور بالنسبة للمخيم .قتلوا حلم العروس البكر وهي لم تفك طرحتها بعد ، ولم تغيب ألوان الحناء عن يديها .. اغتالوا جنينها في رحم أمه ..عادت من مستشفى تعددت ألوان القتل فيه ، وعاد "عادل " زوج الضحية البائس ، المتعب ليشهد كيف ذبحوا الجنين والعروس الصبية ..شاهد كيف حولت بنادق الموت الإسرائيلية كيف بددت أحلامهم .. خيالهم الذي كانوا يداعبونه ويسترسلهم حين انتظروا كيف سيصبح الطفل يداعبهم ، يطاردونه ويطاردهم ... إلا لان بنادق هؤلاء اغتالت أحلامهم ، وبددتها لتعيش الصبية كابوساً حين فقدت من كان في كل لحظة يسمع خفقات قلبها ، فذهب هذه المرة ليودع أحلام أمه قبل أن تداعبه راحة والده المتعب والذي كان يحلم كيف سيتربع مولدوه على أحضانه ، على كتفيه حين يجول به شوارع وأزقة المخيم.رغم هذا مسح دموع عروسته الحزينة حين أغدقت مرارة كبدها ... حين سالت دموعها الحارة جدا على وجنتيها .. نعم أدرك الزوج أنها لحظة عذاب لم تنجوا منها وأصبحت ضحية ألوان صنعتها مصانع الحقد الإسرائيلية . أدرك حجم الكارثة حين هدهد على بطن الضحية وأدرك ان تكوير بطنها تجسيدا لا شك فيه ان جنود الاحتلال كسبوا معركة اغتالوا فيها جنين أحلامهم .. تنهد .. ابتسم ..وبكت عيناه وقرر أن المشهد لن ينتهي بعد أن طالت بنادقهم من جنين لم يرى النور بعد ، أدرك حجم التحدي فقرر أن تكون بطاقة التموين مزدحمة كزحمة الدخان الذي تلو في حوش الدار وفي باحة الغرف المزوية . وبكل رباطة جأش ترحم على عريس أحلامهم ليعلن انه في بداية المشوار وستزدان كل شوارع المخيم بأطفال لن تنال منها غازات الموت اللعينة .






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- في ظل أحداث السويداء.. روبيو: أطراف الاشتباك اتفقت على -خطوا ...
- واشنطن تتحدث عن قرب احتواء التصعيد بين إسرائيل وسوريا.. وروب ...
- بحكومة شابة.. زيلينسكي يسعى لكسب دعم الشعب الأوكراني وترامب ...
- على خطى الأساطير الكبار.. برشلونة يمنح يامال القميص رقم 10
- سوريا: إلى أين؟
- ردود فعل دولية تدعو إسرائيل لوقف الضربات وسوريا تطالب مجلس ا ...
- حزب -شاس- يستقيل من حكومة نتنياهو دون الخروج من الائتلاف
- وزير إسرائيلي ثانٍ يحرّض على اغتيال أحمد الشرع
- تحليل يظهر تحسن أداء صواريخ إيران وخامنئي: مستعدون للدبلوماس ...
- ستارمر يدعو لمحاسبة الضالعين في برنامج سري لنقل آلاف الأفغان ...


المزيد.....

- تساؤلات فلسفية حول عام 2024 / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - نازن حمدونه - حوار التناظر مع الأديب غريب عسقلاني... ما لم يقله غريب عسقلاني- البكر