أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مثنى السعيدي - الزلزال السياسي الذي ما زالت ارتداداته مستمرة الى الآن















المزيد.....

الزلزال السياسي الذي ما زالت ارتداداته مستمرة الى الآن


مثنى السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2160 - 2008 / 1 / 14 - 09:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المتتبع للإحداث السياسية في المشهد العراقي يجد إن الكتل السياسية العراقية التي دخلت للانتخابات قد تكونت على أساس طائفي ومذهبي وعرقي وهذا شيء واضح لا غبار عليه .
فالتحالف الكردستاني المتمثل بالحزبين الكردستانيين يمثلون الأكراد، وجبهة التوافق العراقية والتي تمثل عدة مكونات سياسية سنية قد جعلت نفسها تمثل العرب السنة، والائتلاف العراقي المتكون من سبعة كيانات سياسية قد مثلوا الشيعة. عدا كتلة سياسية واحدة وهي القائمة العراقية برئاسة أياد علاوي والتي هي ايضاً لم تمثل كل المكونات العراقية بشكل حقيقي ووطني واعتمدت على بعض السياسيين وكان اغلبهم غير معروفين على الساحة العراقية .
فالنتيجة اذاً باقية على حالها لان الأعم الأغلب من المكونات السياسية هي مؤتلفة فيما بينها على أساس طائفي وعرقي كما أسلفنا، وعلى اثر ذلك انعكس هذا التخندق الطائفي على الساحة العراقية بشكل سلبي وواضح فالبرلمان العراقي هو عبارة عن مهاترات كلامية وشتائم تحصل في كل يوم وهذه المعارك التي أصبح يألفها الشارع العراقي والتي تحدث داخل قبة البرلمان أصبح أثرها سلبي على الشارع العراقي وبذلك استغل تنظيم القاعدة وبقية الإطراف الأخرى التي تستفيد من تدهور الأوضاع في الساحة العراقية وأرادوا أن يستمر هذا الوضع المرتبك الى ما لا نهاية .وكثر المهجرون في داخل العراق وخارجه وبقيت الأوضاع تزداد سؤا يوما بعد يوم حتى اضطر على أثرها الرئيس الأمريكي بان يهدد رئيس الوزراء العراقي بالاستقالة وسحب الثقة وكافة الدعم السياسي والعسكري إذا لم يعمل بشكل فعال على إصلاح الوضع السياسي في العراق . لكن جميع محاولات رئيس الوزراء العراقي لم تفلح.
وعى اثر هذه الأوضاع المتدهورة حصل هناك تغييرا سياسيا كبيرا ومفاجئاً لكل التوقعات السياسية في داخل العراق وخارجه هذا التغيير السياسي هو الذي أحدثه حزب الفضيلة الإسلامي عندما أعلن وبكل جرأة وشجاعة - كما وصفه المحللون السياسيون في حينها- بانسحابه من قائمة الائتلاف العراقي وإعلان مشروعه الوطني والذي كان ينص في أساسه على حل الائتلافات والكيانات السياسية المبنية على أساس طائفي وتشكيل كيانات على أسس وطنيه ، وكان هذا الانسحاب هو(( الزلزال))السياسي الذي افزع زعماء الائتلاف وبدءوا يصرحون بتصريحات تسقط من شان حزب الفضيلة الإسلامي وأهمية ذلك الانسحاب ، حتى إن السيد رئيس الوزراء صرح ببعض التصريحات ضد حزب الفضيلة الإسلامي وقراره بالانسحاب في حين كان من الأحرى بالسيد رئيس الوزراء العراقي أن يقف على نفس المسافة التي يقفها مع بقية الكيانات والأحزاب السياسية العراقية باعتباره يمثل رئاسة الوزراء.
وخرجت زوبعة من الاتهامات والتحركات السياسية وحتى العسكرية ضد حزب الفضيلة الإسلامي والتي كان من أبرزها التحرك في مواجهة وإسقاط محافظ البصرة( الذي كان ينتمي الى حزب الفضيلة الإسلامي)ولكن انتهت كل هذه التحركات بالفشل الواضح والمفضوح من السياسيين الذين كانوا وراء هذه الأحداث .
ولم يسلم من ردت الفعل تلك حتى سماحة آية الله العظمى الشيخ محمد اليعقوبي الذي كان حزب الفضيلة الإسلامي على قرب مستمر منه ويأخذ منه النصائح والتوجيهات باعتباره مرجعية دينية ذو عقلية راجحة. وعلى اثر ذلك وعند فشل التسقيط السياسي وحتى العسكري اتجهت الاتهامات والتسقيطات الى هذه المرجعية الدينية ، فحاولوا أن يجردوه من ( مرتبة ) الاجتهاد التي هي شرط أساسي للمرجعية الدينية حتى وصلت بهم الدرجة الى توزيع بعض المنشورات داخل قبة البرلمان تقلل وتنفي اجتهاد الشيخ محمد اليعقوبي ، وأيضا ذهبت هذه المحاولات أدراج الرياح وعلى اثر ذلك وصفهم سماحة آية الله العظمى الشيخ محمد اليعقوبي بوصف شهير والذي كان في محله حينما قال عنهم بأنهم((أخوة يوسف)).
وكانت هذه التغييرات السياسية الكبيرة في المشهد العراقي هو بداية( الزلزال) السياسي الذي فجره حزب الفضيلة الإسلامي بإعلان انسحابه من قائمة الائتلاف العراقي الموحد وكانت أول ارتدادات ذلك الزلزال السياسي هو انسحاب الكتلة الصدرية( ذات الثلاثين مقعد) من قائمة الائتلاف العراقي الموحد . الذ1ي فاجأ هو الآخر زعماء وقادة الائتلاف العراقي مرة أخرى في وقت لم تنته فيه صدمة انسحاب حزب الفضيلة الإسلامي من الائتلاف . وبدء التحرك السريع من الكتل السياسية المتبقية من الائتلاف بإرجاع الكتلة الصدرية الى إن تلك التحركات لم تنجح هي الأخرى .
وعندها بدء الارتداد الثاني لذلك الزلزال عندما قرر المجلس الأعلى وحزبا الدعوة بالاتفاق مع قادة الحزبين الكردستانيين على بعض الأسس ألعامه فيما تخص بالطبع بالدرجة الأساس مصلحة الأحزاب المتفقة فيما بينها.
وأعلن التكتل الرباعي وخرجت أخبار في حينها عن نيتهم بتشكيل حكومة أغلبية برمانية . إلا إنهم لم يحصلوا على مقاعد الأغلبية ، واتجه الحديث مرة أخرى الى حكومة الوحدة الوطنية.وعبروا عن هذا التكتل الرباعي بأنه (اتفاق) وليس تكتل وهو مجرد اتفاق لإنقاذ حكومة المالكي والعملية السياسية .إلا إن هذا التكتل أو (الاتفاق) كان قد ولد ميتاً ولم يقدم شيئا للعملية السياسية لأنه مكون من نفس الأحزاب التي كانت متفقة أصلا فيما بينها على بعض النقاط والتي كان من أبرزها قضية كركوك وكان هذا الاتفاق حتى قبل دخول قوات الاحتلال الى العراق.
وفي خضم هذه التحركات أو كما أسميناها (الارتدادات) نجد هنالك شخصية سياسية كانت غائبة عن المشهد السياسي العراقي ألا وهي شخصية الدكتور إبراهيم الجعفري والتي بدأت تتسرب أخبار عن انفصاله من حزب الدعوة الإسلامي وتشكيل كيان وطني جديد والذي أصبح يطلق عليه في وسائل الإعلام بحزب الدعوة ( جناح الجعفري) وحصل بعض الحراك السياسي مع بقية الأطراف الأخرى لتشكيل كتلة تتفق فيما بينها بالرؤى السياسية وأعلن( فالح فياض) احد ابرز السياسيين الذين الى حزب الدعوة ( جناح الجعفري) عن هذه التحركات وبشكل علني وواضح وأعلن عن حقهم كمكون سياسي مثل هكذا اتفاقات أو حتى تكتلات كبقية الأحزاب الأخرى التي بدأت تتفق فيما بينها .
وهذا ايضاً يمكن أن نعتبره( ارتداداً) آخر لما أحدثه زلزال انسحاب حزب الفضيلة الإسلامي من قائمة الائتلاف العراقي وإعلان تشكيل الكيانات على أسس وبرامج سياسيه وليست طائفية في وقت كان جميع من كان موجود في داخل الائتلاف يخشى حتى التكلم بنية انسحاب أو اتفاق مع كيانات أخرى خارج الائتلاف فضلا عن الانسحاب ، وذلك لان زعماء الائتلاف صبغوا ذلك الائتلاف بصبغة دينية وقدسية كبيرة جعلته وكأنه كيان ديني مقدس لا يمكن التجاوز عليه مهما فعلت الكتل السياسية المنضوية فيه من أفعال حتى وان كانت خارج الأطر الإسلامية.
وجاءت كلمة سماحة آية الله العظمى الشيخ محمد اليعقوبي الشهيرة عندما انتقد فيها المرجعيات الدينية التي بقيت ساكتة من تدهور الوضع السياسي ولم تسحب تأييدها من الحكومة التي تعتبر المسؤول الأول عن تلك الأوضاع المأساوية في العراق .
ولم تنتهي ارتدادات هذا الزلزال لحد هذه اللحظة ، لان هناك اتفاق في الأفق تنبأ به سماحة آية الله العظمى الشيخ محمد اليعقوبي وذلك في خطبة عيد الأضحى المبارك 1428هـ ، وفعلا في وقت قريب جدا من خطبة العيد أعلن ومن وسائل الإعلام ومن إقليم كردستان عن التحالف الثلاثي بين الحزب الإسلامي العراقي والحزبين الكردستانيين الرئيسين ، وبذلك تصدعت قائمة جبهة التوافق العراقية( السنية) . وبدء قادة الكتل السياسية المكونون لهذه الجبهة بالبحث عن اتفاقات سياسية أخرى ، ولكن هذه المرة ليس بالضرورة على مع كيان سني( طائفي) وإنما مع أحزاب وطنية يتفقون فيما بينهم على أسس عامة.
وبذلك أصبحت تحولات سياسية وتغييرات كبيرة لم تكن كذلك لولا تلك الخطوة التي خطاها حزب الفضيلة الإسلامي والتي كانت سباقة وشجاعة كما وصفها ( طارق الهاشمي) رئيس الحزب الإسلامي العراقي.هذا هو الزلزال السياسي الذي ما زالت ارتداداته مستمرة لحد الآن والذي كسر كل التوقعات وجعل البعض ينتقد حزب الفضيلة الإسلامي في بداية الأمر على هذه الخطوة الغريبة على السياسيين لان الحزب السياسي الذي يترك اكبر كتلة في البرلمان ويكتفي بـ (15) مقعداً هو حزب خاسر وفقا للحسابات السياسية . ولكن المبدأ الذي سار عليه حزب الفضيلة الإسلامي ومنذ البداية هو مبدأ التضحية من اجل المصالح العليا وليس مبدأ الربح والخسارة. وهذا ما تعلموه من المرجعية الدينية لسماحة آية الله العظمى الشيخ محمد اليعقوبي الذي اخذوا بنصائحه وتركه الآخرون.



#مثنى_السعيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قبل ان يناقش اعضاء البرلمان الموازنة المالية لعام 2008
- موعظة للاعلاميين
- المرجع اليعقوبي في خطبتي العيد...( العراقيون يعيشون حالة الا ...
- الاسلام وحوار الاديان


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مثنى السعيدي - الزلزال السياسي الذي ما زالت ارتداداته مستمرة الى الآن