أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - رمضان مهلهل سدخان - تأملات في البطاقة التموينية














المزيد.....

تأملات في البطاقة التموينية


رمضان مهلهل سدخان

الحوار المتمدن-العدد: 2159 - 2008 / 1 / 13 - 05:46
المحور: كتابات ساخرة
    


لاشي يتجدّد مثلها .. فهي تطل علينا في بداية كل عام بحلّة جديدة ورقم جديد ولون جديد وختم جديد .. وهي الوحيدة التي تدخل في كل معاملة ومهما كان نوعها: في معاملات الزواج والطلاق والميلاد والوفاة والسفر والمساعدات الإنسانية و(غير الإنسانية) وفي القبول في المدارس والجامعات ... واستخدمت أيضاً في توزيع جريدة الزمان بُعيد السقوط عندما كانت توزَّع مجاناً!! وبهذا فهي بقدر ما تكون مصدر عيشنا وديمومتنا، هي من جانب آخر سيف مسلط على رقابنا. إذ كان يمكن سحبها في أية لحظة وإبقاء العائلة نهباً للجوع وأهواء السوق لأسباب لا تمت بصلةٍ للتموين لا من قريب و لا من بعيد. فهي تُسحب عندما لا يلتحق احد أفراد العائلة إلى الجيش، أو عندما لا يخرج في مظاهرة، أو حينما لا يهتف عالياً، أو ... لدرجة أن احد الأساتذة هدّد طلابه في قاعة الامتحان بسحب البطاقة التموينية إن أقدم احدهم على الغش!!

لذلك كان مَن يمتلك بطاقة تموينية يعني انه لم يهرب من الجيش وليس لديه أقارب خارج القطر أو خارج المحافظة ولم ينتمِ إلى أي حزب أو تنظيم أو حركة معادية ومتميز ومخلص ... وهكذا فبها كان يثاب المرء وبها يُهان.

لكن العجب العجاب في أمر البطاقة التموينية الآن إنها حافظت وبكل جدارة على سطوتها السابقة حتى وقتنا الحاضر وأخذت تدخل في معاملات جديدة أخرى دون سبب ظاهر سوى إثقال المعاملة، أية معاملة، بأوراق إضافية لتبدو معاملة ليس إلاّ!!! فمن مستحدثات البطاقة التموينية حالياً: دخولها في الحصول على خط هاتفي نقال، أو شراء سيارة منيفست، أو فتح مطعم فلافل أو غيره، أو التقديم على قطعة ارض (وهمية)، أو استلام صكوك بدل المواد الغذائية غير المستلمة أو المتأخرة... الخ.

إذن، وبسبب الأهمية الفائقة التي تتمتع بها هذه البطاقة السحرية، أرجو إصدارها بحجم اصغر ووضع صورة حديثة وملونه لرب الأسرة (أو صاحب البطاقة الشرعي) كي يتم استخدامها كجزء أساسي، مثلما هي عليه الآن، مع أوراق رسمية (اقل أهمية!!!) كهوية الأحوال المدنية وشهادة الجنسية، وكذلك أيضاً من اجل (كبسها) لمنع تلفها من فرط استخدامها طبعاً.

وبعد دخولها في أدق تفاصيل حياتنا، يدور لغط في هذه الأيام على إلغائها نهائياً أو على الأقل إلغائها جزئياً بعد إجراء وزارة التجارة مسح شامل لتمييز الفقراء من الأغنياء وبذلك سيبتلي بها هؤلاء الفقراء وستكون دليل فقرهم وعليهم إذ ذاك استخدامها لوحدهم في الموارد التي تم ذكرها آنفاً!! هذا طبعاً لو تمّ تطبيقها بشكل صحيح، أما لو كان حال تطبيقها الجزئي هذا حال تطبيق قانون شبكة الحماية الاجتماعية التي ضمت الموسرين والتجار وأصحاب رؤوس الأموال، فسوف نقرأ على الفقراء السلام لأنها لن تشملهم وستبقى حكراً على الأغنياء أيضاً!! وبذلك سيضيع هؤلاء الفقراء بين الأرجل..

سؤالي الأخير هو: هل سيُلغى استخدامها في المعاملات الرسمية وغير الرسمية؟ أم يصار إلى استصدار بطاقة تموينية دائمية على سبيل الذكرى؟



#رمضان_مهلهل_سدخان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل التلفزيون صديق ام عدو؟
- الصحافة في العالم العربي : 100 عام من الحرية المكبوتة


المزيد.....




- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - رمضان مهلهل سدخان - تأملات في البطاقة التموينية