أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - صالح الشقباوي - دخول الذات الفلسطينية في الغياب الاجباري














المزيد.....

دخول الذات الفلسطينية في الغياب الاجباري


صالح الشقباوي

الحوار المتمدن-العدد: 2156 - 2008 / 1 / 10 - 03:55
المحور: القضية الفلسطينية
    


بعد أن طردت الذات الفلسطينية من وطنها المكان بالقوة إلى المنافي والاغترابات الإجبارية، أدركت الذات الفلسطينية أنها موجودة لكنها لم تعد مرئية وتنظر إليها لترى من خلالها ما وراءها، بالنسبة للذين طردوها، فهي مطرودة من التاريخ والطرد من التاريخ يعني الخروج منه، فالاحتلال وإسرائيل "ككيان" فرض على الشعب الفلسطيني الغياب أو الخروج من الزمان بعد احتلالها للمكان واستعادة المكان شرط أساسي للذات الفلسطينية لاستعادة الزمان والانتماء إلى التاريخ من جديد وتدخل إليه من بوابة التي تزودنا بمعنى الماهية السياسية فمحاولة اعطائنا شكلا واقعيا "للدولة" المرجوه علما أن الذات الفلسطينية المغتربة والمنفية لم تفقد عمقها التاريخي بل حملت في منافيها جذورا اثقل من إحتمالها، فهي تعرف من هي ومن أين هي لذلك استمرت تحمل قضيتها، ولم تدخل في سؤال الهوية، لأنها أثبتت وجودها، وضعت هويتها وحددتها، وهي اليوم تقف على أبواب الغياب إستعدادا للحضور وإلغاء رحلة الخروج من الغياب الزمني والوطني. لتدخل من جديد لماهيات الحضور والتجذر وتمتطي موجة التاريخ لتسير على ميكانيزمات فعلها الإرادي فالذات الفلسطينية أعادت وجودها سياسيا والآن تسعى لعودة وجودها الجغرافي بعد أن أثبتت وجودها في خضم دائرة الأعداء هناك معجزة تاريخية حصلت إذ ليس هناك سابقة أن اختفى شعب ثم عاود الظهور خاصة وأن خروج الذات الفلسطينية من فلسطين إلى الدول العربية المجاورة قد ساعد في الحفاظ على الهوية ومنعها من الذوبان لأنها ذهبت إلى امتداد ذاتنا وهذا ما لم يفهمه الإسرائيليون حتى اليوم وهو أننا عرب من فلسطين.

• منفى الذات الفلسطينية والاغتراب عن الوطن.

إن جزء ًا مهمًا من الذات الفلسطينية قد اغترب عن الوطن وانفصل عنها وابتعد تحت تأثير عوامل قاهرة وهي الاحتلال وهنا لابد لنا من تصنيف عناصر الذات الفلسطينية إلى ثلاثة أجزاء هي :

1- جزء من الذات الفلسطينية التي بقيت على أرضها ولم تهجرها.

2- جزء منها أخرج من أرضه وهُجر فوقها "مهاجرين أراضي 48 إلى أراضي 67"

3- جزء في المنافي والشتات مهاجرين الـ 48 و67"

وسأركز على الصنف الثالث من عناصر الذات الفلسطينية، والتي تعيش حياة اغتراب من الوطن إلى المنفى إلى الوطن.

• المنفـى :

1- تعريف المنفى : إنه الطرد والاضطرار ألا تكون مكانك، والتهميش، بعد ان تزاح من حضورك المكاني تحت فعل القوة والإجبار "قوة الاحتلالي".

2- أنواع المنفى:

أ‌- إجباري : نفي بالقوة الخارجية يفرض علينا الغياب الإجباري عن الوطن.

ب‌- اختياري : نفي ذاتي إرادي أفرض الغياب بنفسي على نفسي واغترابي أنا كأن أهاجر الى كندا مع احتفاظي بكافة حقوقي في وطني.

3- عودة الذات من المنفى : هو مقدس !! سياسي وطني وهو جماعي، لكن ممارسته فردية، انه حق وطني لا يتجزأ ولا يمكن التنازل عنه، فأنا حر كذات في حالة حصولي على حقي المبدئي بحيث يكون حقي في الإقامة بوطني، فقد عمدت الذات الصهيونية إلى السيطرة على المكان والزمان والإنسان وأخضعت الأبعاد الثلاثة للوطنية الفلسطينية، وحاولت تفريغ المكان من أهله بغض النظر عن انتمائهم الطبقي، الكل يجب أن يرحل الكل مهدد ومن هنا انبثقت معالم اللحمة الوطنية.

ففي عودة الذات الفلسطينية إلى المكان يتحطم جوهر الصهيونية القائم على الترحيل والتغيب والإخراج من المكان، ومن هنا تتحدد معالم وأهداف جوهر التحرك السياسي الفلسطيني الذي تقوده الذات الفلسطينية الواعية المعقلنة والتي تدرك ماذا تفعل ولماذا تفعل، تدرك ماذا تريد؟

إن جوهر العودة إلى الأرض "الوطن" هو الهدف الآني للذات الفلسطينية، فالدخول إلى ارض الوطن الفلسطينية يعني عودة فلسطين للانطلاق من مكانها، وليس من مكان آخر، وكلما تسارعت حركة الفلسطيني السياسية في دخوله هذا، سارع في ضرب جوهر الصهيونية في عمقها، لهذا يكون الدخول الفلسطيني قد أدى إلى جعل إسرائيل تدخل في مأزق وتطرح على نفسها سؤالاً كبيرًا هو "من نحن" فجأة دخلت فكرة الهوية؟! وسؤال الهوية ؟!

لذا فان شارون اليوم وجميع من حوله ارتدوا إلى الوراء "اليمين الصهيوني المتطرف"، وأوقفوا عملية إعادة الذات الفلسطينية إلى مكانها الجغرافي، وآفشلوا العملية " المجازفة" "اتفاق اوسلو" التي دخلتها الذات السياسية الفلسطينية مجبرة ونجحت فيها، لذا فهم اليوم يمارسون أقسى أنواع التدمير المنظم للكينونة الفلسطينية وبنائها الوطني ومؤسساتها ذات المعنى الرمزي، إنهم يحاولون تدمير كل المعاني والدلائل التي تؤكد وجود الذات الفلسطينية، انهم يحاولون من جديد تحطيم بناء مشروعنا الوطني الذي بنيناه بالدم والشهداء والجرحى والمعتقلين طيلة خمسين عاما مضت، يحاولون اجتثاث حاضرنا من جوهر التاريخ كي يبدؤوا بطرح سؤال ولادتهم.؟

من جديد عادوا واحتلوا المكان، ويحاولون أيضا إخراجنا منه بعد ان عدنا إليه، يحاولون اغتصاب حدود اتساعه رافضين الاعتراف بأن المكان يمكنه ان يتسع لذاتين، فهو العامل المشترك بيننا وبينهم.

فنحن نتنافس ونتصارع على نفس المكان، كنا دائما نلتقي على تلك الفوارق ؟ ونفترق عند تلك اللقاءات ! فالجيل الصهيوني القديم لم يتمكن ولن يتمكن من تحويلنا من كينونة وطنية إلى فائض أشباح خارج الزمان والمكان، فصناع النكبة الأوائل فشلوا فشلا ذريعا في طرد الذات الفلسطينية ووضعها في حالة ضياع. لذا عليهم أن يرفعوا راية إعترافهم بالحقوق الوطنية الفلسطينية ومن أولويات هذه الحقوق إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وبذلك نصنع عهدًا جديدًا بيننا وبين الذات الاسرائيلية، عصرًا يقوم على التوافق والمصالحة، بدلاً من التناقض والتناحر.. فهل من إسرائيلي يصنع هذا الحلم المشترك، مع الرمز والقائد ياسر عرفات الذي تبنى السلام كمشروع استراتيجي؟!

*/باحث فلسطيني/مقيم بالجزائر



#صالح_الشقباوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسفة دولة اسرائيل


المزيد.....




- في أمريكا.. اكتشاف مفاجئ لآثار ديناصورات بعد فيضانات مدمرة
- فازت بلقب أقبح كلب في العالم لهذا العام.. تعرف إلى -بتونيا- ...
- سموتريتش: لم أعد أثق بقدرة نتنياهو وإرادته على -حسم- الحرب ف ...
- تزايد ضحايا الجوع في قطاع غزة.. واجتماع طارئ لمجلس الأمن
- اللوفر: القصر الملكي الذي أصبح أكبر متحف في العالم
- تحقيق للغارديان عن -نمط إسرائيلي مستدام- بإطلاق النار على با ...
- -هل يمكنكم أن تخبرونا كيف مات؟-... محمد صلاح ينتقد بيان -ويف ...
- مقال في هآرتس: إسرائيل تخطط لاحتلال غزة لكنها لا تريد تحمّل ...
- مستوطنون يقتحمون الأقصى والاحتلال يشق طريقا استيطانيا شمال ا ...
- ترامب وأفورقي.. ما تخفيه الرسائل المتبادلة بين إريتريا والول ...


المزيد.....

- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - صالح الشقباوي - دخول الذات الفلسطينية في الغياب الاجباري