خديجة موادي
الحوار المتمدن-العدد: 2149 - 2008 / 1 / 3 - 10:53
المحور:
الادب والفن
على الورقة العذراء كتبت :
مضت فترة طويلة ، اعتكفت فيها بمــــــــحراب الصمت ، تركتنـــــــي للفراغ
ينهشني ورحــــــــــيل طيورك عـــــــــــن غديري بات يؤرقني ،زرعتني وردا
لتقطفني اشلاء . سكبت ماء النار في اوراق شــــــــــجرة عشقنا الوارفة
الظل فوق ارض احلام بللتها بدموعك ولوعتـك ، حين ادعيت - كــــــــاذبا -
قراءة كل دواوين عيني . وعــــــــــدتني بزخرف القول ،وعبثك اوهمني اني
سيدة القصيدة ، التف بالحرف والحرف يلتف بي فنتمازج لنصنع حليبا لطفلنا ،
يرضعه مثلما رضعنا الحلم .. الوهم ..والهذيان . اهكذا اذن ترحل ؟؟ ارحل ...
ارحل .. ولاتنس يا نشاز لحني انك جوعت ورقي واحساسي لاشتــــــــهيك
مهتريء الاوتار ، ممزق الرؤيا ، مثلما اشتهيت - ظالما - قتل احلامي ..."
وضعت القلم .. تركت الورقة مبسوطة فوق المكتب غاضبــــــــة ، وكانت على
وشك ان تنام حينما رن جرس الهاتف . التقطت اذناها صوتا راعشا لم تسمع
ذبذباته منذ زمن ...
- قد لايكفي ان اعتذر ، لكني كنت ملزما بالتصرف لوحدي ، وفي غاية الصمت ،
سافرت الى الضفة الاخرى للبحر الابيض المتوسط ودون علم منك لاجراء عملية
جراحية عاجلة . كنت ستبالغين في تصور حجم مرضي ، فتلك عادتك ..
وهي تضع السماعة باضطراب شديد ، حملقت في الورقة طويلا .. ثم همست
بعيون تدمع :
- ماذا لو قرا ماكتبت ؟؟
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟