أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمير العمري - فيلم -سكر بنات-: دوران حول الفكرة وحول الذات بلا جدوى















المزيد.....

فيلم -سكر بنات-: دوران حول الفكرة وحول الذات بلا جدوى


أمير العمري

الحوار المتمدن-العدد: 2147 - 2008 / 1 / 1 - 09:35
المحور: الادب والفن
    



الفيلم اللبناني "سكر بنات" (أو "كارميل" حسب عنوانه الفرنسي) تجربة جديدة على السينما اللبنانية المشغولة دوما بتصفية الحسابات مع الماضي، مع زمن الحرب الأهلية وتداعياتها.
وبعد أن استقبل هذا الفيلم في مهرجانات دولية عديدة، جاء إلى مهرجان دمشق ثم القاهرة ودبي، واستقبل بنفس الحفاوة المغالى فيها والحماس الذي يثير التساؤل. وفي القاهرة فُرش له البساط الأحمر، وسلطت الأضواء على بطلاته، وأساسا على بطلته الأولى وكاتبته ومخرجته نادين لبكي.
وقد كتب عن الفيلم الكثير، وهي كتابات امتلأت، في معظمها، بالترحيب النابع من كونه "فيلما نسائيا" مخرجته امرأة، وبطلاته من النساء، ويدور في أجواء نسائية، ويتعرض لاهتمامات نسائية حتى لو كانت صغيرة.
وقد أصبح "سكر بنات" موضة" سينمائية رائجة لعام 2007 دون أدنى شك، تماما كما سبق أن تحول فيلم آخر محدود القيمة والأثر، هو فيلم "الجنة الآن" لهاني أبو أسعد، إلى "صرعة" عالمية بعدما رأى موزعوه الغربيون أهمية "تعميمه" على المجتمع الدولي كـ "وصفة" مضادة لما يعرف بالعمليات الانتحارية.
هذه الموضات أو "الصرعات" السينمائية التي تعكس نوعا من الهيمنة البطريركية- الأبوية من جانب "محفل" محدد من محافل نقاد السينما في الغرب ومسؤولي المهرجانات ومنشطي البرامج السينمائية، عادة ما تمتد إلى عدد من النقاد العرب الذين يتبنون كل ما يتردد دون بحث أو تحقق من القيمة الفنية الحقيقية قبل إصدار الأحكام الجريئة القاطعة.
مخرجة الفيلم هي نادين لبكي، التي عملت أساسا مخرجة إعلانات، ثم حققت بعض الشهرة بعد إخراجها الأغاني المصورة (أو ما يعرف خطأ بـ "الفيديو كليب") لمغنية البوب العربي نانسي عجرم.
4 نساء
والموضوع يدور حول 4 نساء يعملن في صالون لتصفيف الشعر، مع المكملات التجميلية الأخرى وأشهرها إزالة الشعر الزائد. وهن يستخدمن العجينة المصنوعة من السكر والليمون والماء التي يطلق عليها في لبنان "كراميل" في إزالة الشعر.
وهناك امرأة متقدمة في السن تعمل في حياكة الملابس تقيم قرب الصالون مع شقيقتها العجوز، الاولى لم تتزوج لكنها رغم تقدمها في السن لا تزال تحلم بالحب، والثانية تكاد تكون قد فقدت عقلها بسبب الحب القديم الذي لم يتحقق.
والفيلم يمتلئ بالحوارات والمواقف البسيطة المصنوعة صنعا من أجل تسليط الضوء على نمطية حياة هاته النسوة واشتراكهن في البحث عن السعادة والتحرر بغض النظر عن معتقداتهن الدينية.
وتدور المواقف والأحاديث في الفيلم حول الحب والجنس والرجل والزواج، والخوف من الشيخوخة، ونظرة المجتمع إلى الفتاة التي فقدت عذريتها، وخوف المرأة من القادم المجهول.
هناك فتاة فقدت عذريتها وتخشى مواجهة خطيبها بالحقيقة، وتضطر لإجراء عملية "ترقيع" لغشاء البكارة.
وهناك الأخرى التي تكتشف ميولها المثلية بعد أن تتعرف على فتاة أخرى تبحث عن نفسها بعيدا عن قيود الزواج ومتطلباته.
وهناك المرأة ذات الجمال الذي بدأ في الزوال والتي تجاوزت منتصف العمر لكنها لا تريد أن تستسلم لأعراض الشيخوخة المبكرة.
بطلة الفيلم
وهناك في قلب هذه الشخصيات، البطلة الحلوة "ليال" التي ترتبط بحب رجل متزوج تقابله في سيارته بعد مكالمات هاتفية تليغرافية ، على ما يبدو، لكي يقضي وطره معها بسرعة ثم يعود إلى استئناف حياته مع زوجته.
وتشغلها كثيرا فكرة رؤية تلك الزوجة التي لا يستطيع الحبيب المجهول التخلي عنها، كما تشغلها فكرة انسياقها هكذا وراء رجل لا يمكنه حسم أمره تجاهها، ويعاملها كأداة للمتعة المجردة.
وقد حصلت نادين لبكي على منحة خاصة من فرنسا، حيث تمت استضافتها في باريس لمدة ستة أشهر لكتابة السيناريو، وأنتجت الفيلم منتجة فرنسية بدعم من وزارة الثقافة الفرنسية، وساهم في صنعه تقنيون وفنيون فرنسيون.
لكننا رغم هذا، لم نر فيما قدمته لبكي في فيلمها الأول جديدا، فقد سبق تصوير كل هذه الانماط في أفلام أخرى، ربما بصورة اكثر عمقا، كما لم نجد فيه عملا كوميديا يجعلنا نضحك كما أشيع فيما كتب عن الفيلم، بل رأينا الكثير من الاستطرادات والإطالة خاصة في المشاهد التي تظهر فيها السيدة العجوز "ليلي" والتي تكرر خلالها منولوجاتها الشخصية لدرجة الإحساس بالملل.
مسار أفقي
"سكر بنات" يتجه في مسار أفقي مسطح، في خيوط فرعية تفتقر إلى الركن الأساسي الذي تستند عليه، ويدفع الأحداث والشخصيات إلى أن تواجه نفسها والمجتمع بجرأة، مواجهة تكشف الأسس الزائفة للثقافة السائدة، وإنما بدا وكأنه يشير من بعيد إلى الجرح دون أن يقترب منه أو يحاول فتحه، أو كما لو كانت صاحبته تكتفي باطلاق "نكتة" عابرة وتتوارى.
لبكي تبدو وكأنها تلمس عددا من القضايا المتعلقة بوضعية المرأة في مجتمع "متخلف"، إلا أنها تخشى الاقتراب منها بشكل حقيقي جاد، لذا تكتفي بالقشور والأنماط السريعة العابرة، لأنها لا تقول لنا - بشكل فني بالطبع- من المسؤول عن التخلف، ومن المسؤول عن الخضوع والتبعية: تبعية المرأة للرجل، وتخلف الاثنين معا، ومن يقمع الجميع.
وهي تجعل من الرجل في الفيلم (ضابط المرور) شخصية كاريكاتورية، تمعن في السخرية منها عندما تجعل الفتيات داخل صالون الحلاقة يعبثن بوجهه، يغيرن من ملامحه ويقمن بازالة رمز الذكورة العربي التقليدي (الشارب).
التلقائية والحبكة
نعم هناك قدر من التلقائية في الفيلم نتيجة معرفة لبكي الجيدة بالمحيط الذي تصوره، لكن الفيلم يعاني من غياب "حبكة" قوية تربط الشخصيات والمواقف معا وتدفعها إلى الأمام، وتجعل المتفرج أكثر اهتماما، فأنت تستطيع أن تغمض عينيك بعض الوقت ثم تعود للمتابعة وكأن شيئا لم يحدث.
وتركز لبكي كثيرا على الشخصية التي تؤديها هي في الفيلم، أي شخصية "ليال" صاحبة صالون تصفيف الشعر، وذلك على حساب باقي الأدوار، خاصة وأنها تجعل الشخصية تبرز وتتمتع بتسليط الكاميرا عليها باعتبارها الأكثر رشاقة ونضارة وأنوثة من الأخريات، بل وتصبح مشكلتها مع الرجل الذي تحب هي المشكلة الأهم والأخطر، التي تجعلها تتمزق ألما بعد أن يعدها ويخلف الميعاد.
إيقاع مترهل
ويعاني الفيلم من الترهل في ايقاعه، بسبب المشاهد المحشوة حشوا بدون إضافة درامية، ومثالا على ذلك مشهد الموكب الديني المسيحي الذي يقتحم صالون الحلاقة أيضا دون أن نفهم لماذا.
ورغم وجود بعض الأغاني الموحية المعبرة في الفيلم، إلا أن الموسيقى التصويرية المصاحبة للفيلم بشكل عام ثقيلة وصاخبة وتفرض نفسها فرضا على الكثير من المشاهد من دون ضرورة.
وتشيع في لقطات الفيلم إضاءة ساطعة ناعمة لا تتلون حسب طبيعة الشخصيات ومشاعرها وتقلباتها، فهي إضاءة مباشرة مقصود منها تنوير المشهد وإضفاء لون "الكراميل" علي الصورة بطريقة تجرد الصورة من واقعيتها.
"سكر بنات" ليس بالتأكيد فتحا من فتوحات السينما اللبنانية، بل عمل أول بسيط، أو "تمرين" في الإخراج السينمائي قد يثمر فيلما أفضل في المستقبل، بشرط توفر سيناريو أكثر ثراء، لا يعتمد فقط على الانطباعات الشخصية المسطحة بل يغوص في أعماق الواقع.



#أمير_العمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألغاز وأفلام في مهرجان القاهرة السينمائي
- فيلم -هي فوضى- ليوسف شاهين: الدوران حول ثنائية الكبت الجنسي ...
- -السينما كفن تخريبي- أخطر كتاب عن السينما في العالم
- عن المثقفين المصريين والسينما والصهيونية والتطبيع
- فيلم -الملكة- لستيفن فريرز: دراما الصراع المكتوم بين الحكومة ...
- بعد مائة عام من التاريخ


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمير العمري - فيلم -سكر بنات-: دوران حول الفكرة وحول الذات بلا جدوى