قرار سياسي أم تخلف إسلامي

هاني الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 2146 - 2007 / 12 / 31 - 07:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

ما أثار حفيظتي هو قرارمن وزارة الإعلام الكويتية بتاريخ 24 ديسمبر2007م بمنع إقامة االحفلات الغنائية احتفالا بالسنة الجديدة وقد كان قرار المنع ارضاءا لأعضاء مجلس الأمة اللذين يلوحون بالمساءلة القانونية اذا لم يحدث ما يريديون ، وبرأي الإسلامين بأن هذه المناسبات ليس من العقيدة الإسلامية بشيء وانما دخيلة علينا من الأديان الأخرى .
ان مثل هكذا قرارات تؤكد لنا ما يمتلكه هؤلاء الاسلامين من قصر في النظر وديكتاتورية في القرار ، لقد نسيت هذه المجموعة أن التقويم السائد لعمران بلدهم هو التقويم الميلادي ، فعندما نريد تشييد بناء ضخم نتعامل في التاريخ الميلادي لانهائه، وحينما نريد ان نحدد متحانا لطلبة هذه الدولة فاننا نحدد تاريحا ميلاديا للامتحان ، ونهدي المتفوقين الشهادات بتاريخ ميلادي . ثم تأتي شلة من المعصوبة أدمغتهم وتقول أننا نحتفل في بيوم دخيل علينا ، ألم ينتبه الإسلاميين لهذا التقويم أنه دخيل الا في وقت الإحتفال بأول يوم فيه ، لم لم يحارب من الدخول في سجلات وزارة الأوقاف ، وإعلانات المساجد ، وجميع مايدور حولهم يعتمد هذا التقويم أساسا لتطوير شتى المجالات .
لقد كان نص القرار سخيف بحد ذاته فالقرار قد منع من إقامة الحفلات الغنائية والغنائية فقط بمناسبة هذا اليوم ، هل يوجد أحد على وجه الأرض يعتبر الاحتفال الغنائي يختلف عن الاحتفال الغير غنائي غير المتخلف عقليا ، ففي الحفل الغير غنائي يقود الحفلة دي جي يسمع حاضرينه ما يحلو له من المغنيين ، والغريب في الموضوع تهليل المجتمع لهذا القرار الذكي ، واعتباره منعا للفساد والانحراف ، والمجتمع الكويتي يعاني من ظاهرة الشذوذ بشكل متفاقم ، وعلما أيضا أن أبناء الخليج لا يصعب عليهم السفر لقضاء هذا اليوم خارج حدود الدولة ، فأي هدف يرمي اليه هذا اللذي يصدر القرارات والقوانين ، المشكلة الآن في أن هكذا أناس ، اللذين لايرون أبعد من أنوفهم، يقودون مجتمعات بأسرها الى الهاوية ، فهم يريدون أن يعيدونا الى أيام المجازر الخلافية والصراع على الخلافة ، وهم رافعين رؤوسهم بهذا التاريخ الدموي للخلفاء المسلمين ، فبنظرهم أن الامبراطورية الاسلامية قامت لأن الاسلام اللذي ساد في عروق خلفائها والتاريخ يؤكد لنا أن هؤولاء الخلفاء غالبيتهم ان لم يكونو جميعهم كان همهم مليء خزائنهم الخاصة بالأموال وقصورهم بالجاريات ، فتاريخهم يؤكد لنا انهم كانو لا يأخذون من الاسلام سوى صفحات تناسبهم وتناسب عروشهم ، فأي تاريخ يفتخر به المسلمين ، ويقولون أننا حكمنا العالم بالاسلام ، ولا أشك في أن الاسلام لا يستحق لعب دور القيادة السياسية .

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل