أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رنا كامل مدحت - اوفيليا الصغيرة














المزيد.....

اوفيليا الصغيرة


رنا كامل مدحت

الحوار المتمدن-العدد: 2144 - 2007 / 12 / 29 - 10:30
المحور: الادب والفن
    


اوفيليا الجملية ..أذكري في صلواتك خطاياي كلها.."
"تنكري بزي البلهاء .. لتعرفي نيات الأخرين "
"إليك حتما"
"صغيرتي"
"ملهمتي"
"حبيبتي"
أرادت بشدة ان تتأكد أنه لن يستخدم تلك الكلمات مع اخرى قد يقع في حبها في المستقبل
لكن بم سيفيدها هذا الان ..؟؟
وكيف ستكون واثقة من أنه لم يستخدمها أصلا؟؟
ألان .. قد إعترفا هما الأثنان بخسارتهما الكبيرة .. بعد مرور عامان على رفضها له..
فقد هو الأمل منذ فترة طويلة .. التصق بأخرى .. قال لها أنه يحبها..أخبرها عن نصفه الموجود في مكان أخر..عن ذكريات إحدى عشر عاما.. قال لها..
" كانت أمي التي أحب..كانت صديقتي التي ترعاني وتشاركني أفكاري..عاشت معي سنوات تديني..وتقبلت بصدر رحب وعقل متفتح إلحادي..كانت أختي التي أتشاجر معها على المصروف وعلى بقايا الطعام في الطبق..وأخيرا كانت حبيبتي...التي قررت الارتباط بها..التي قرأت على مسامعها قصائدي وأفكاري..ورغباتي..مخاوفي"
.......
يعرفه كل من يعرفها ..!
تتحدث عنه كثيرا ..حتى أصبح عسيرا على المستمع أن يصدق ..أنه إنسان اعتيادي.. يمتلك خمس حواس..وأعضاء بشرية ..!!
ها هما الأن لكل منهما سنوات ذكريات ..حزن عميق..حزن فقدانهما لبعضهما..
هي توقفت عن المحاولة منذ زمن طويل الان..لا تريد نسيانه..إن محته من ذاكرتها ستعاني من "فقدان الذاكرة"..ستفقد كلماتها الجميلة، تعابيرها الغريبة..حسها الغريب في تذوق الجمال..ببساطة .. لن تكون هي!
..
يريد هو الحفاظ عليها..يريدها صديقة مرة أخرى..أما..أختا..يريد نسيان حبيبته !
يريد أن يسمع من صديق عابر لهما .. أنها قد مضت في حياتها ..أنها سعيدة مع شخص أخر ..يريد أن يقابلها فجاة في أحدى مقاهي المغتربين فاقدي الهوية .. يلقي عليها التحية .. يحاول أن يذكرها به..يطبع على جبهتها قبلة صغيرة..يجلس معها لساعة أو أكثر للتحدث عن ما حصل معه في السنوات الماضية .. دون المرور على سنواتهما معا..
يريد أن ينظر لعينيها ليجد فيها الثقة ..لا التساءل عن ما مضى ..ولا عن كيفية أصلاح الامور..
هو أناني لهذه الدرجة..
.....

مر عام ونصف على أخر مرة تقابلا فيها..
كانت تعاني من ضغط كبير في العمل..
أخبرته على الهاتف إنها متعبة ..يعتقد من حولها أنها حاولت الإنتحار ! ... الكل يتساءل لم فعلت ذلك..فهي في قمة نجاحها وبريقها..فسّرت له قائلة..
" كنت أحاول النوم..وكاد الصداع أن يقتلني..كان لدي اجتماع في الصباح الباكر..أنا متعبة..متعبة جدا..مرهقة أنا..لمّ لم يعاود الاتصال بي؟!!!..هل أثير خوفه؟؟..أني أثير رعب الرجال!.........." ظلت تثرثر..كان يسمعها بهدوء.. لم يعلق..توقف ذهنه عن التفكير منذ ان ذكرت عبارة "حاولت الانتحار"..
إتفقا على اللقاء..
التقيا.. بكت كثيرا على كتقه..لم يكن بوسعه أن يقول لها "حبيبتي" يعرف ماتسبب لها تلك الكلمة من رعب..لم يكن بحاجة لسماعها تتذمر..لديها مايكفي..
تتذكر هي كم كان جميلا هذا اللقاء..يمنحها الامان..الدفء..الهدوء..تسا
ءلت بينما كانت تنظر الى عينيه .. لم رفضت الاستمرار معه؟؟..لكنها تداركت نفسها بسرعة ..لا تريد ان تتجادل معه الان ..
.......
مر ذلك على ذاكرتها ..ككل الذكريات الاخرى التي تقض مضجعها من فترة لاخرى!
قررت أن الاختفاء التدريجي هو الحل..
لا وجود لأمل أخر .. لا أمل في لقاء أخر..لا داعي للتمسك بتلك الفكرة .. انتهى الزمن بالنسبة لهما..لا مستقبل..
..
لا يزال هو يدعوها "حبيبتي" في كل مرة يلقي عليها التحية .. لم تعد تتذمر من تلك الكلمة ومن الكلمات الاخرى المشابهه..فليقل "حبيبتي" "ملهمتي" "صديقتي"...
لا فرق لديها الأن..






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- لا تفوت أحداث مشوقة.. موعد الحلقة 195 من قيامة عثمان الموسم ...
- أزمة فيلم -أحمد وأحمد-.. الأكشن السهل والكوميديا المتكررة
- بي بي سي أمام أزمتي -والاس- و-وثائقي غزة-... هل تنجح في تجاو ...
- من هم دروز سوريا؟ وما الذي ينتظرهم؟
- حسان عزت كما عرفناه وكما ننتظره
- -الملكة العذراء-: أسرار الحب والسلطة في حياة إليزابيث الأولى ...
- مكتبة الإسكندرية تحتفي بمحمد بن عيسى بتنظيم ندوة شاركت فيها ...
- زائر متحف فرنسي يتناول -العمل الفني- المليوني موزة ماوريتسيو ...
- شاهد فنانة إيرانية توظّف الفن لخدمة البيئة والتعايش
- إسرائيل تحتفي بـ-إنجازات- الدفاع الجوي في وجه إيران.. وتقاري ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رنا كامل مدحت - اوفيليا الصغيرة