أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - مهران موشيخ - قانون النفط والغاز متى سيخترق الكواليس ويبصر النور في مجلس النواب؟















المزيد.....

قانون النفط والغاز متى سيخترق الكواليس ويبصر النور في مجلس النواب؟


مهران موشيخ
كاتب و باحث

(Muhran Muhran Dr.)


الحوار المتمدن-العدد: 2142 - 2007 / 12 / 27 - 10:23
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


مع اطلالة العام الجاري اعلنت حكومة السيد المالكي عن استكمال مسودة مشروع لقانون النفط والغاز وهي بصدد عرضه على مجلس النواب قريبا للمصادقة عليه , وقد استبشرت حينها الشريحة الواعية للنخب الوطنية لجماهر شعبنا وبضمنهم اكاديميين وخبراء مختصين في شوؤن الصناعة النفطية واقتصاديين وخبراء الشوؤن المالية خيرا لكون هيكلة وتنظيم والاستغلال العقلاني للثروة النفطية تشكل حجر الزاوية لازدهار اقتصاد البلاد والضمانة الوحيدة لنجاح عملية اعادة الاعمار، انه مفتاح التوجه الجاد نحو الانسلاخ من حالة التخلف الاجتماعي ومكافحة الامية والافكار الغيبية . ان الانطلاقة الى اعمار العراق تمر عبر تهيئة البنية التحتية للصناعة النفطية لانها توفرالاساس المادي لانتعاش اجواء الرفاهية والرخاء في الحياة والارتقاء بالمجتمع الى مصف الدول العصرية . وها نحن على اعتاب استقبال العام الجديد وقانون النفط والغاز ما زال مخفيا عن الانظار , يحوم حوله الغموض بعد ان تعددت اصالته الى اكثر من نسخة . فالنسخة التي شرعته مجلس الوزراء والتي نوقشت بنودها مع رئاسة حكومة اقليم كوردستان والنسخة التي وصلت الى رئاسة وبعض اعضاء مجلس النواب لا تنتميان الى عائلة واحدة ! ولحين وصول النسخة الى مجلس النواب انشطرت مسودة القانون وانجبت عدة توائم ( ملاحق ) !. ورغم هذا السراب الذي يهيمن على مصير وحيثيات مسودة القانون نجد ان هناك تعارض جدي وجوهري في تفسير وتطبيق البنود بين حكومة اقليم كوردستان ووزارة النفط العراقية ، بينما حكومة السيد المالكي ملتزمة جانب الصمت متناسية مسئوليتها في ادارة السلطة التنفيذية الاتحادية وكأنها ليست الجهة التي شرعت مسودة القانون . الى متى سيحجب مسودة قانون النفط والغاز عن البرلمان العراقي لمناقشته واقراره ، ومن يقف وراء هذه المماطلة ؟ من المستفيد من هذا التاخير ؟ هل المتضررين هم ابناء جالية المنطقة الخضراء وامتدادها ام الشعب العراقي المنكوب والفقير اصلا ؟

سنحاول الاجابةعلى هذه التساؤلات بالوقوف عند ثلاث محطات رئيسية و نؤكد مجددا من ان حجب الانظار عن القانون والابتعاد عن طرحه في الاعلام والتاجيل الغير المعلن لمناقشته واقراره لا يخدم مصلحة البلد بتاتا بل يزيد من صعوبات الحياة الاجتماعية والاقتصادية ويعقد الوضع السياسي القلق اساسا ، ناهيك عن استغلال مافيات الميليشيات المسلحة حالة اللادولة التي تعيشها البلاد بمواصلتها سرقة وتهريب النفط باقصى الوتائرفي ظل غياب الرادع القضائي وصمت الحكومة
اولا : قانون النفط والغاز وعامل الزمن
سارعت رئاسة الحكومة العراقية مباشرة بعد الانتهاء من اقرار القانون وفي سباق ماراثوني بالدعوة الى تمريره من قبل مجلس النواب بعجالة حتى انها حاولت اقناع البرلمان بالغاء عطلتها الصيفية بغرض المصادقة على القانون باسرع ما يمكن وشارك في هذا المسعى العديد من المسئولين الكبار في مجلس الوزراء والنواب فقد دعى د . حيدر العبادي رئيس لجنة الاقتصاد والاستثمار في البرلمان العراقي من لندن قبل اربعة اشهر الى ضرورة التعجيل في تنظيم قانون النفط والغازبسبب الفقر الذي يعانيه نصف المجتمع العراقي ! ، وفي نفس الفترة صرح السيد وزير المالية في بغداد بان البلاد بحاجة الى الاسراع في تمرير قانون النفط والغاز لاننا بحاجة الى موارد مالية اضافية ولان الانتاج قد تراجع هذا العام الى 1.5 مليون برميل ، ثم جاء تصريح السيد الشهرستاني في نفس الوقت من موسكو بقوله نحن بحاجة الى زيادة الانتاج باسرع وقت ... وكأن المصادقة على قانون النفط والغاز ودخوله حيز التطبيق ودراسة عروض الشركات الاجنبية والتفاوض والاتفاق معهم والمباشرة بالعمليات واستحصال الموارد النقدية من العملية هى مسالة اسابيع ام بضعة اشهر ! . اما مدير شركة ايرلندا للنفط صرح في تلك الوقت قائلا ... لو وقعنا العقد مع الطرف العراقي اليوم فسيكون بامكاننا المباشرة بالعمل ربما بعد 3 سنوات بسبب الاوضاع الامنية . من المناسب هنا الاشارة الى ان السيد وزير النفط صرح في المؤتمر الاستثنائي الاخير للاوبك والذي انعقد في 5 ديسمبر من السنة الجارية في ابو ظبي بان العراق سيزيد من التصدير بمقدار 250 الف برميل يوميا (فقط) والزيادة هذه " قابلة للتحقيق في مدى زمني يصل الى عام ...!!! ، ترى ما الفائدة اذن المغامرة والاسراع في توقيع عقود مع شركات اجنبية بهدف زيادة التصدير الى مليون، مليون ونصف او حتى مليوني برميل اضافية يوميا والعراق يواجه سقف تصدير تتحكم به الى جانب متطلبات السوق قرارات منظمة اوبك وغيرها ؟ علما اننا مؤهلون لتحقيق هذا الكم للتصدير بقدراتنا العراقية . ان تصريح السيد الشهرستاني هذا من ابو ظبي هوبحد ذاته دحض للتبريرات والتاملات المنتظرة من ان الاسراع في تمرير القانون سيؤدي الى زيادة العائدات المالية في فترة قياسية تعد بالاسابيع او الاشهر ! . ترى ما هو موقف وزارة المالية الان بعد ان ارتفع تصديرنا للنفط في النصف الثاني من العام الجاري الى مليونين برميل في اليوم وبموازاته ارتفع سعر البيع بمعدل يقارب 40 دولار للبرميل الواحد ليصل الى مشارف الـ90 بل واكثر؟ .وللامانة نقول ان جميع الارقام المتعلقة بانتاج وتصديرالنفط العراقي فيها الكثير من الافتراضية بسبب الفساد الاداري والسرقة وغياب العدادات وسوء استعمالها وهذا ما اكده التقرير الاخيرلمنظمة الامم المتحدة في جلستها بتاريخ 18 - 12 - 2007 .

نتسائل هنا عن الاسباب والدوافع التي ادت بحكومة السيد المالكي التخلي عن الاسراع بتمرير قانون النفط والغاز وطي صفحته وتركه جانبا ؟ هل اهمية القانون تراجع فعلا من اولويات البرنامج الحكومي ام انه الان رهن التوافقات السياسية المحاصصاتية خلف الكواليس؟ . غداة انعقاد مؤتمر دول الجوار العراقي في اسطنبول قبل شهرين ابلغ السيد المالكي الى وزيرة خارجية امريكا كونزاليزا رآيس " ان الاجواء باتت مهيئة للمصادقة على عدد من مشاريع القوانين التي اقرتها الحكومة واحالتها على مجلس النواب للمصادقة عليها مثل قانون النفط والغاز، ومشروع قانون المساءلة والعدالة
ثانيا : قانون النفط والغاز والتجاذبات السياسية لقوى المحاصصة

مضى على سقوط النظام الدكتاتوري الدموي 5 سنوات ولا يزال العراق الجديد دولة اشبه بسفينة بلا قبطان تتقاذفها امواج قوى المحاصصة الطائفية والاثنية ... حكومة يحكمها دستور زئبقي ، تختلف في تفسير بنوده جميع الاطراف السياسية التي ساهمت على صياغته والمصادقة عليه ، دستور يضم جملة من الابهامات ان لم نقل التناقضات لنصوص مفصلية كتلك التي تتناول موضوعة الفيدرالية وتوزيع سلطات الاقاليم والمحافظات وكذلك توزيع الثروات ومسالة كركوك . فلا غرابة إذن من تقاطع وتعارض مواقف حكومة اقليم كوردستان ووزارة النفط بخصوص مشروع قانون النفط والغاز فهي نتيجة حتمية في تحديد موقف من منظومة هلامية لمشروع متعدد الاوجه . والمسالة لم تعد تقتصر على اختلاف في فهم مشروع قانون النفط والغاز وصلاحيات التوقيع على العقود بل اعمق واتسع ليشمل موضوع الرقعة الجغرافية لاقليم كوردستان وعائدية كركوك الى الاقليم لا بل امتد مؤخرا مطالب حكومة اقليم كوردستان بالتوسع الجغرافي نحو الجنوب !، ان اصرار التحالف الكوردستاني على مواقفه هذه يثير التساؤلات عند الكثيرين عن مدى مصداقية حكومة اقليم كوردستان بالايمان بالعراق الواحد الموحد ...عراق كل العراقيين . يبدو لنا هنا ان اتفاق الجنتيلمان القائم بين التحالف الكردستاني والمجلس الاعلى بخصوص كركوك وفيدرالية جنوب بغداد قد جوبه برفض قاطع من قبل الاطراف الاخرى في الائتلاف الشيعي ولم تحضى بمباركة المرجعيات الدينية العظمى واسفر عنها الاسراع في تشكيل تكتل جديد ثنائي من التحالف الكوردستاني والحزب الاسلامي . ان اي مراقب سياسي يعجز في ايجاد الجديد في البعد الوطني لميثاق التفاهم هذا ومميزاته في التعامل مع الدستور عن سابقاتها . تشكلت سابقا العديد من الكتل واللجان ... كتلة الرئاسات الثلاث + واحد ، وكتلة اربعة + واحد ، وهناك لجنة منسية تشكلت من مؤتمر المصالحة الوطنية التي انعقدت في بغداد سميت لجنة تعديل فقرات الدستور! الى جانب لجنة برلمانية تضم قيادات التحالف الكوردستاني وشقي الاحزاب الاسلامية مهمتها ايضا تعديل فقرات الدستور ، ولم تفلح اية جهة لحد يومنا هذا من الوصول الى موقف موحد من الدستور رغم تجاوز السقف الزمني المحدد لها ! . ان هذه التعددية في التوافقات والائتلافات السياسية بين اطراف الرئاسات الثلاث تشير بوضوح الى غياب المشروع الوطني عند اركان هذه الاحزاب ، و يبدو جليا اليوم وبعد اكثر من عامين من اقرار الدستور ان النواة المركزية في اختلاف وجهات النظر بين اركان حكومة الوحدة الوطنية هي الثروة النفطية وتتفرع منها الاختلافات في موضوعة الاقاليم وتوزيع الثروات وكركوك ومؤخرا نشاط حزب العمال الكوردستاني . اليقين هنا ان قانون النفط والغاز اصبح مادة جوهرية لصفقات سياسية بين الاحزاب المتنفذة على حساب مصلحة الوطن وعامة الجماهير
ثالثا : قانون النفط والغاز ومستقبل العراق

العراق الجديد بحاجة ماسة الى سن قانون للنفط والغاز ، قانون شمولي يضمن تكامل انتاج النفط والغاز مع الصناعة النفطية والقطاعات الانتاجية الاخرى ووفق سياسة اقتصادية منهجية ، سياسة ذات ستراتيجية واضحة المعالم يشرعه خبراء واخصائيين محترفين تخدم مصلحة العراق الواحد الموحد ارضا وشعبا وليس للنزعة الاقاليمية والطائفية والفئوية لاحزاب المحاصصة . ان التشبث بحاوية تشريعية متمثلة بالدستور وبغطاء سياسي عنوانه المحاصصة قطعا لن تجدي اي نفع لكون الدستور هو زئبقي الخواص والمحاصصة عندنا خطوط مساراتها لا تعانق مصلحة الوطن ، وبالتالي المماطلة والتباطؤ في تشريع قانون النفط والغاز سيطيل من حالة اللاستقرار السياسي والامني وتعمق الازمة الاجتماعية بدء من البطالة وانتهاء بالاستمرار في الانخراط في الميليشيات المسلحة وامتهان القتل لسد رمق العيش ...! . ان الطريق الى بناء العراق الجديد ، عراق كل العراقيين رهن بالهوية الوطنية لقانون النفط والغاز باعتباره يشكل حجر الزاوية في هرم الدستور العراقي وبعكسه البلاد مهدد بالتمزق الجغرافي وفقدان السيادة على ثروته النفطية



#مهران_موشيخ (هاشتاغ)       Muhran_Muhran_Dr.#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علم جمهورية العراق نقطة نظام
- التهديدات التركية وقانون النفط والغاز والاقاليم
- لجنتان متوازيتان للوصول الى دستور واحد
- اطروحة التقسيم ..لا فرق بين عراقي وعراقي الا بقدر الخوف على ...
- عمال اتحاد نقابات النفط انهم حماة ثروة الوطن وسيادته وليسوا ...
- مناقشة قانون النفط والغاز واجب وطني لمهمة مصيرية تخص السيادة ...
- الركض الماراثوني لاقرار قانون النفط اصطياد في الماء العكر
- لجنة مركزية عليا لتسليح العشائر ....هل تنصلت حكومة مالكي عن ...
- الضرب بيد من حديد .. ديمقراطية من طراز جديد ! .
- مفهوم المحاصصة في القاموس السياسي العراقي المعاصر
- النفط والاقاليم موضوعان لسياسة واحدة تحدد مصير العراق


المزيد.....




- الأمم المتحدة: لم يبق شيء تقريبا لتوزيعه في غزة
- المغرب.. هيئات تطالب بإلغاء عقوبة الإعدام بعد 30 عاما من وقف ...
- الأمم المتحدة تعرب عن الفزع من تصاعد العنف في الفاشر بالسودا ...
- برنامج الأغذية العالمي: توسيع العملية العسكرية في رفح سيكون ...
- نشطاء حقوق الإنسان يطالبون وزارة العدل الأمريكية بإسقاط الته ...
- قبرص: 8 دول أوروبية تؤيد خطة لإعادة اللاجئين السوريين
- ثماني دول بالاتحاد الأوروبي تدعم إعادة اللاجئين السوريين
- قبرص تقود تحركا أوروبيا لإعادة اللاجئين السوريين لبلادهم
- الأمم المتحدة تحيي ذكرى النكبة الفلسطينية للعام الثاني على ا ...
- قبرص ضمن 8 دول أوروبية تدعم خطة لإعادة اللاجئين السوريين


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - مهران موشيخ - قانون النفط والغاز متى سيخترق الكواليس ويبصر النور في مجلس النواب؟