العنصرية في اسرائيل : من تصرف مشين إلى ثقافة مستهلكة

رماح مفيد

الحوار المتمدن-العدد: 2136 - 2007 / 12 / 21 - 12:40
المحور: مقابلات و حوارات
    

تقرير جديد يصدر عن منظمة حقوق المواطن يشير الى ارتفاع نسبة العنصرية في السنوات الأخيرة تجاه المواطنين العرب في إسرائيل .
الجديد الذي كشفه لنا هذا التقرير هو إن العنصرية لم تقتصر على العرب فقط بل أنها موجودة بين اليهود من أصول اشكنازية واليهود من أصول شرقية .
كان هذا تفسير جملة الأديب سامي ميخائيل رئيس جمعية حقوق المواطن المركزية في مقابلة أجرتها معه جريدة هأرتس العبرية حيث قال: أن المجتمع الإسرائيلي ينظر إلى المركز بنظرة مختلفة عن تلك التي للأطراف، وعادة ما يتمركز الاشكنازيون وهم اليهود الأوروبيون في المركز، بينما يتوزع في الأطراف اليهود الشرقيون والإثيوبيون والروس .. و بطبيعة الحال العرب ايضا .. وهذا ما كان قد أكده اولمرت في تصريح له لمسؤولين يهود أمريكيين بان هنالك 400 ألف شخص في هذه البلاد يجب مدهم بالأمل لأنهم القائمون على هذه الدولة .. و يقصد بهم الأشكنازيين وقد أكد الأديب سامي ميخائيل رئيس الجمعية انه قصد اليهود الاشكناز تحديدا الذين يسيطرون على المراكز السلطوية في الدولة حيث يحظى المركز بالتطور الاقتصادي والاجتماعي ، فيما تهمل الأطراف وتحرم من الاهتمام والعناية اللازمة من قبل الحكومة
وقد جاء في التقرير
أن 55% من اليهود الإسرائيليين موافقون على تشجيع عرب الـ 48 للهجرة
وان 78% يعارضون مشاركة الأحزاب العربية في الحكومة
وفي عام 2006 كان 75% من اليهود يرفض ان يسكن العرب في مبانيهم السكنية
وان% 61.5 من اليهود يرفضون أن يكون لهم أصدقاء عرب
وان 55.5 % من اليهود يؤيدون الفصل في الأماكن الترفيهية بين اليهود والعرب
وبأن الحوادث المعادية للعرب زادت بمعدل 26%
وجاء في استطلاع أجرته جامعة حيفا في صفوف الشبان أن 69% من الطلاب اليهود يعتقدون أن العرب "أغبياء"،واعتبر 75% منهم أنهم عنيفون، في حين أقرّ ثلثهم بأنهم يخافون منهم.
وأضافت الجمعية في تقريرها أن "الخوف والحقد والعنصرية يمكن أن تترجم إلى أفعال، ابتداء من هتافات (الموت للعرب) في ملاعب كرة القدم، وانتهاء بتشريع قوانين عنصرية في البرلمان
انتهت نتائج التقرير .
لم تكن نتائج هذا التقرير لتفاجئنا بشيء فنحن نكتشفها ونكتشف ما هو أفظع منها في حياتنا اليومية ولم نكن لننتظر هذا التقرير لينصفنا بشيء أو ليزيد من معلومتنا عن مدى المأساة والمعاناة التي يعيشها عرب ال48 لكن الجديد في هذا التقرير هو اكتشافنا أن العنصرية لدى اليهود أصبحت ثقافة
كان هذا ما لمسناه من حديثنا مع الأديب سامي ميخائيل رئيس جمعية حقوق المواطن يهودي من أصل عراقي إذ بادرناه بالسؤال عن سبب تصاعد مشاعر العنصرية لدى الإسرائيليين فقال إن هذا التزايد يعود لعدة أسباب
أهمها وأبرزها هو -
ثقافة العدو : التي تكونت لدى أبنائنا(سامي ميخائيل يتحدث) من خلال الكتب المدرسية والصورة التي نصور بها العربي كعدو يجب التخلص منه وقد شارك كتاب وأدباء في تكوين هذه ا لصورة المخيفة للعربي كإرهابي يهدد كياننا .
إضافة إلى الجهل وعدم معرفة الأخر .. وهو العربي مضيفا إلى أن وسائل الإعلام أيضا ساهمت في عدم تعريفنا بالأخر واقتصر تعريفها لنا به فقط على الجانب السلبي مشيرا إلى ان الحكومات أيضا قامت بدورها في تنمية هذه العنصرية من خلال سياستها تجاه العرب وسنها لقوانين عنصرية في فترات متقاربة مما شجع ونمى الشعور بالكراهية للعربي في هذه البلاد
بمعنى آخر: إسرائيل ليست عنصرية فقط تجاه العرب وهذا أمر مفهوم ضمنا وفي حالة ارتفاع نسبة العنصرية فهذا لا يزيد من العنصرية بشيء
الجديد والخطر هنا هو تنامي فهم العنصرية لدى الشرقيين بأنهم أيضا مستهدفون من قبل الأشكنازيين
وقد طرح لنا الأديب سامي ميخائيل مثالاً لهذه العنصرية .. ففي مدرسة يهودية تم الفصل بين الطلاب اليهود الأثيوبيين والطلاب اليهود الاشكنازيين في صفوف مستقلة وتم وضع توقيت مختلف لفرصة الغداء حفاظا منهم على عدم اختلاط الطلاب الاشكنازيين بالطلاب الإثيوبيين وكان هذا اخرما تعرض له اليهود الأثيوبيون من اليهود الاشكنازيين ولا اظن انه اخرها .
يضيف الأديب سامي ميخائيل بأن الاحتلال الإسرائيلي للضفة والقطاع هو من الأسباب المباشرة والرئيسية لتزايد وتنامي العنصرية في أوساط اليهود .
وقد نوه بأن تصاعد العنصرية بين اليهود أنفسهم قد يؤدي على المدى البعيد إلى عدم القدرة على استمرارية الدولة .

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل