أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سارة نجيب - من غير -فخامة- الرئيس محمد حسني مبارك... مش سلامتك!!















المزيد.....

من غير -فخامة- الرئيس محمد حسني مبارك... مش سلامتك!!


سارة نجيب

الحوار المتمدن-العدد: 659 - 2003 / 11 / 21 - 04:12
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


كما فاجأنا الزميل العزيز عبد الوهاب خضر الفترة السابقة بسيل من المقالات المتميزة, يفاجئنا الأن بمقال أقل مايقال عنه هو انه مثير للتحفظ.  وبرغم أن مشاركاتي في النقاش من خلال المجموعة محدودة جداً, ألا ان إحترامي للزميل يجبرني أن أناقش بعض الأفكار الواردة في مقاله بعنوان " فخامة الرئيس محمد حسني مبارك.. سلامتك".
 من غير "فخامة" الرئيس محمد حسني مبارك... مش سلامتك
!!
منذ بداية المقال والزميل عبد الوهاب يحاول الظهور بمنطق المعارض الرزين ذو الرؤية العقلانية والبعيدة عن التطرف وهو مأخوذ بنموذج خلقه وروجه النظام المصري منذ الستينات,  منذ إستوعب هذا النظام أغلب الرموز الفكرية والسياسية اليسارية المعارضة بينما همش وقمع الباقي منهم. نموذجاً بغير طعم او لون..إلا طعم ولون النظام!!.  معارض ولكن على إستحياء.. صوته واطي وعينه مابتطلعش من الأرض!!
 (أتحدث هنا عن النموذج وليس الزميل عبد الوهاب), سخافة وجبن هذا النموذج إزدادت فجاجة وحدة خصوصاً بعد موقف صنع الله إبراهيم الذي قسم المثقفين المصريين الى قسمين واضحين: قسم يقف في صف الجماهير ويحسب نفسه واحداً منهم وقسم أخر يواري ضعفه خلف مظهر"مثقفاتي" مصطنع يهذي عن سلبيات وإيجابيات ليظهر محايداً بينما هو يخدم النظام ويردد أكاذيبه, ولا اكثر من الأمثلة!!
 يتحدث الزميل عن أن "حالة  البلبلة وعدم الإستقرار والفراغ السياسي هي ليست من مصلحة أي مواطن مصري"
ولم أفهم حقا أي بلبلة وعدم إستقرار وفراغ سياسي هذا الذي يتحدث عنه, أيقصد البلبلة وعدم الإستقرار السياسي من مفهوم مبارك وعصابته أم من مفهومنا نحن المعارضين لهذا النظام؟؟
 فمظاهرات 20 و21 مارس كانت بالنسبة للنظام المصري بلبلة وعدم إستقرار..  إضرابات العمال رفضا لبيع مصانعهم كانت زعزعة للأمن والإستقرار.. رفض الفلاحين لقانون الإيجارات الزراعية.. إحتجاجات العاطلين عن العمل في الأرياف.. إحتاجات جامعي القمامة  الأن.. مظاهرات الطلبة في الجامعات ضد التطبيع ومواقف الحكومة المتخاذلة من الإنتفاضة الفلسطينية هي بلبلة وعدم إستقرار.  وكما وصف السادات إنتفاضة 18 و19 يناير بهوجة الحرامية, يصف مبارك معارضيه بأنهم  "فئات مندسة" أو"مخربين" إلخ..
وبالطبع لا ينسى أن يكمل جملته المشهورة" ونحن سنضرب بيد من حديد عل كل من تسول له نفسه بزعزعة أمن وإستقرار هذا البلد الآمن!!"
 ومن هنا يواجه هذا النظام جماهيره  بقانون الطوارئ وما يتبعه من قتل وإعتقال ليس لمعارضيه السياسيين فقط بل لأي مواطن غلبان ماشي في الشارع لا بيه ولا عليه ليفاجئه حظه الأغبر بمن يستوقفه ليسأله عن بطاقته ومهنته.. ولا احتاج هنا لذكر الباقي!!
 ويبذل نظامنا مجهوداً ضخماً للحفاظ على الأمن والإستقرار السياسي في مصر ولكن بطريقته الخاصة, فهو يستهلك مواردنا القليلة لا ليوفر كسرة الخبز للجائعين, بل لتطوير آلته القمعية من أسلحة وهروات بالكهرباء وخراطيم ماء أزرق وأيضاً مدرعات على اخر موضة.. كما يتوافر لديهم(على طريقة الإعلانات التجارية)  أحدث أدوات التعذيب والتصنط!!   وعن إيجاد فرص عمل للشباب وحلاً لمشكلة البطالة, فهو و"بكل العطف" يعمل على تجنيد الألاف من فقراء الصعيد في الأمن المركزي ولا ننسى أبداً كلاب المباحث وهذا بالطبع  لضرب أي بادرة لحركة جماهيرية تحاول التعبير عن رغبتها في التغيير.
هذا هو النظام المصري وهذا هو مفهومه عن البلبلة وهذه هي طريقته في "فرض" الإستقرار السياسي. أما نحن, معارضيه,  فنحن نرى الأمور من زاوية أخرى,
 البلبلة وعدم الإستقرار السياسي في مفهومنا نحن هو أن نعيش أصلا في ظل هذا النظام الذي لا يخجل من أن يعلن-بمناسبة وبدون مناسبة- أن علاقاته مع الإمبريالية الأمريكية والكيان الصهيوني هي علاقة صداقة وشراكة إستراتيجية بينما يعاملوه هم على أنه أحد خدامهم في المنطقة ويطعمونه –وأقرانه- من فتات موائدهم.
 والبلبله وعدم الإستقرار أيضا هو أن تقفز اسعار السلع الأساسية واسعار الأدوية والطاقة..  هي ان نتخرج من الجامعه لنواجه البطالة والتهميش .. هي أن يعمل والدك ساعات غير محدودة كل اليوم ليحصل على ملاليم بينما يراكمون هم ملايين الدولارات في البنوك الأوروبية. هي أن يمتلك إبنه ما يكفي من "البجاحة" ليتحدث عن أهمية إلغاء مجانية التعليم وإلغاء كافة أشكال الدعم (إن وجدت)!!
 يعاني مبارك من الألفنونزا وسبب الإغماء (كما اعلن صفوت الشريف)  انه تناول كميات ضخمة من المضادات الحيوية بأمر الأطباء بينما يصر على الصيام  اثناء العلاج!!
 يذكرني هذا بآلاف الأطفال الذي فقدوا حياتهم في نجوعنا وكفورنا وحوارينا لعدم توافر ثمن حبة الأسبرين او دواء الجفاف او غيره من الأمراض التافهة والتي إن توفرت لعائلاتهم أبسط مقومات الحياة الإنسانية لعاشوا عمراً مديداً!!
 كما يذكرني صيامه أيضاً  بملايين الفقراء المصريين الذين يقضون حياتهم كلها في صيام لا ينقطع, ليس تديناً وإنما هو فقط الجوع والفقر!!
المشكلة في مقالك ياعزيزي ليست أنك وجهت تمنياتك بالشفاء لمبارك فقط, مشكلتي الأساسية هي مع فصلك الواضح (في رأيي)  بين مشكلات الإستبداد السياسي والأزمة الإقتصادية وبين طبيعة السلطة الحاليه وعلاقة ذلك كله بمبارك!! انت قمت مشكورا بسرد طويل لمشكلات جميعنا نعاني منها ومع ذلك إنتهيت بإعتبار ان الدفاع عن "صحة"  مبارك هو دفاع عن الأمن القومي والإستقرار السياسي, وهي حالة تكررت كثيراً عند المثقفين المصريين وسببها الأول من وجهة نظري هو الإفلاس السياسي وبالتالي تأتي الإنتهازية السياسية,
عندما كانوا  ضد الإحتلال الإنجليزي نادى البعض... إلى الأمام يارومل!!
ضد صدام حسين فيهتفون... إلى الأمام يا أمريكا!!
ضد أمريكا هذه المرة.. فيهتفون.. الى الأمام ياصدام!!
وأيام عبد الناصر, كان لا صوت يعلو فوق صوت المعركة!!
 مشكلة هذا الطرح هي انه يستبعد تماما إمكانية بناء حركة جماهيرية تستطيع التغيير وتنجح في القيام به!! تطلب منا ان نتعامل بمنطق " إن اللي نعرفه أحسن من اللي مانعرفوش" و" اللي مالوش كبير يشتريله كبير" وغيرها من الأفكار التي تدعونا أن نرضى بالقليل ونبوس إيدنا وش وضهر ونقول أهه  احسن من هتلر ومن بينوشيه!!
وتغفل أن اغلب مانعانيه الأن من عدم وجود تيار سياسي قادر على التغير الجذري, هو بسبب سياساته القمعية, وان هذا التيار لن ينمو أبدأ إلا بالنضال الدؤوب والسافر ضده وضد نظامه.
لقد أثار مقالك داخلي العديد من التساؤلات.. 
هل تتخيل وضعاً أسوأ من الذي نعيش فيه الأن في ظل هذا  النظام؟؟
هل تعتقد ولو لثانية واحدة ان نظام مبارك يحمينا بإبقاء الأمور كما هي - كما يشير إعلامه الكاذب؟؟
هل من الممكن ان يمنح هذا النظام لجماهيره أي نوع من الديمقراطية؟؟
هل يستطيع تجاوز المشكلات الإقتصادية التي تعصف بنا الأن بدون أن " يشحت علينا" طلباً للقروض والمنح وذلك خوفاً على  كرسيه وليس من اجل الجماهير؟؟ وهل أصبحت هذه المنح والقروض كافية لحل معضلة النظام؟؟
.. ماذا بعد كل مانعانيه من المشكلات التي ذكرتها انت وانا وغيرها من التي نواجهها جميعا؟؟
 أنطلب من مبارك هامشاً أوسع من الديمقراطية.. أم نناضل ضده من أجل الحصول عليها؟؟
ماذا نفعل في ظل ازمة إقتصادية طاحنة وعدم وجود بديل سياسي جماهيري وقوي يحمينا؟؟ أنوجه له برقيات التمنيات بالشفاء العاجل, أم نناضل لبناء هذه الحركة ؟؟
 
على من نراهن من اجل التغيير...  السلطة أم الجماهير؟؟ سؤال أتمنى أن نجاوب عليه سوياً.

وكما هتف البلاشفه علينا أن نهتف أيضاً: كما يعاملنا مبارك... علينا أن نعامله!!
 هو لا يهتم بمشاكلنا ويقمعنا ويذلنا عندما نطالب بحقوقنا ويهمشنا بكل أدواته العسكرية والإعلامية.. وهو بهذا  لايترك لنا مفراً, من حقنا إذن أن نستخدم كل أدواتنا وأساليبنا للنضال ضده وضد وجوده الكريه, حق التظاهر .. حق الإضراب ..  حق تشكيل نقاباتنا وأحزابنا السياسية التي تعبر عنا و الموازية والمناهضة لطبيعته وسياساته.. كل هذه حقوق بديهية سلبتها منا أنظمتنا وأصبح علينا الأن أن نعمل جميعاً من اجل أن نجد لنا مكاناً في حركة جماهيرية هي قادمة لا محالة  سواء بنا أو بدوننا.
 هذه هي الوسيلة الوحيدة في وجهة نظري لنقول لمبارك... صحتك تعبت... روح بيتكم عشان ترتاح!!



#سارة_نجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- القضاء التونسي يصدر حكمه في جريمة قتل بشعة هزت البلاد عام 20 ...
- -بمنتهى الحزم-.. فرنسا تدين الهجوم على قافلة للصليب الأحمر ف ...
- خلافات بسبب تعيين قادة بالجيش الإسرائيلي
- تواصل الحراك الطلابي بعدة جامعات أمريكية
- هنغاريا: حضور عسكريي الناتو في أوكرانيا سيكون تخطيا للخطوط ا ...
- تركيا تعلق معاملاتها التجارية مع إسرائيل
- أويغور فرنسا يعتبرون زيارة الرئيس الصيني لباريس -صفعة- لهم
- البنتاغون يخصص 23.5 مليون دولار لشراء أسلحة لكييف ضد أجهزة ا ...
- وزارة العدل الأمريكية تتهم سيناتورا من حزب بايدن بتلقي رشوة ...
- صحيفة ألمانية تتحدث عن سلاح روسي جديد -فريد ومرعب-


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سارة نجيب - من غير -فخامة- الرئيس محمد حسني مبارك... مش سلامتك!!