أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أنطوني دانيال - الشرطة في خدمة الشعب















المزيد.....

الشرطة في خدمة الشعب


أنطوني دانيال

الحوار المتمدن-العدد: 2132 - 2007 / 12 / 17 - 11:45
المحور: كتابات ساخرة
    


قدمت إلى مكان عملي المعتاد بسيارتي الصغيرة ( بيك آب ) وذلك بعد الساعة السادسة من يوم الخميس ولما كان شارعنا دوما الأكثر ازدحاما في اللاذقية. وبعد تطبيق مجمل قوانين صارمة وملاحقات يومية لكافة المخالفات من أشغال أرصفة و شوارع تفاجئت بان هذا المالك لأحد المحلات لم يسمع ولا يريد أن يسمع مستفشرا ضاربا بعرض الحائط لكافة القوانين والأعراف والأنظمة واللياقة الاجتماعية .
حيث وضع في أمكنة وقوف السيارات حوضين كبيرين من الزرع . لكي يظهر محله مثل بقية المحلات التي يملكها من عرق جبينه وسهر الليالي والتهريب والتشفيط والتخريب والتغنيج على الطرقات هربا من دوريات الجمارك وغيرها .
حاجزا مكان لوقوف سيارة ونيف . فلم يكن بيدي حيلة كما أسلفت بسبب الازدحام . وضعت سيارتي الصغيرة بجوار الحوضين وملاصق لهما من اليمين دون أن المسهما خشية منه فأكيد برزت سيارتي إلى اليسار.
ذهبت إلى عملي وبعد ساعتين تقريبا فوجئت بهاتف من احد الجيران طالبا مني الإسراع لان سيارتي تحمل على الرافعة لحجزها .
ركضت مسرعا ,دهشت لرؤية سيارتين تابعتين لشرطة المرور بقيادة احد الضباط الهمام مع بعض العناصر المرافقة له مع عنصر بلباس مدني غضنفر.أخبرت النقيب بان هذه سيارتي . اتركها بما انك كتبت المخالفة . اخبرني بأنني يجب أن استلمها من فرع المرور. لم افهم ما هو المغزى من هذه الطريقة وهذا العرف أو هل هو قانون, وجد صاحب السيارة,لماذا ؟هذا
ما الغاية هل هي المخالفة أم إزعاج وتعذيب المواطن أم جيوب المواطن . انزعجت جدا أنني غير ملام في هذه الحادثة بل صاحب المحل فلو احترم القوانين , أو الشخص الذي اخبر الشرطة بمخالفتي لماذا لم يخبرهم بمخالفة صاحب المحل قبل وقوفي كل ذلك نقلته وبعصبية إلى مسامع النقيب الهمام وعناصره صارخا فيهم أنا ادفع ضرائبي كاملة ومن حقي أن أوقف سيارتي في المكان المخصص لكل السيارات وليس من حق أي آخر أن يضع كرسي أو حوض أو غيره ليحجز مكان ليس من حقه فأين نحن نوقف سياراتنا .
طبعا انزعج النقيب من كلامي وطريقتي وقال : لا تتكلم كثيرا واذهب إلى فرع المرور وخذ سيارتك . أما صاحب المحل فسوف نخالفه .
شعرت بان هذه الجملة الأخيرة أتت لتخفف من غضبي وتثلج صدري فكيف ضابط شرطة مرور يخالف محل تجاري . بأية تهمة . ما هو القانون الذي يجيز ذلك .
وتذكرت تلك السيارات التي تقف فوق الرصيف في احد الزوايا المعروفة في اللاذقية والجميع يمر بقربها حتى قائد الشرطة ولكنه لا يراها فصاحبها لهو خفي مع سياراته .
ومثاله كثير في اللاذقية من الوطنيين الخفيين الظريفين .
ركبت سيارة أجرة خلف سيارتي تماما ظنا أنها ستصل إلى فرع المرور ولكنها وصلت إلى مرآب الحجز وكانت ليلة الخميس وكما نعلم بعدها عطلة علمت أن هناك من يريد أن يقاصصني على ما نطقت به وتصرفته أمام الجميع . بالإضافة إلى العذاب والمصروف حيث أن المرآب خارج المدينة .( اخبرني سائق الرافعة : اتصلوا به بأمر من الرائد قائد العمليات الميدانية والحربية , المقاتل الجبار, هرقليوس :اذهب إلى المرآب )
على كل اخذوا إجراءاتهم النظامية كاملة ودفعت أنا ما ترتب علي .وعلمت من قبل المساعد أولا ومن ثم الرائد ثانيا بأنهم يجرون اتصالاتهم لأخذ قرار بإغلاق ذاك المحل بالشمع الأحمر ولعدة أسباب( أكيد ما من اجلي ) أولا أهان النقيب الهمام بإنكاره بان الأحواض له ثانيا لأنه خالف ولم يعطهم هويته لتحرير المخالفة علما بان اسمه واسم المحل واضح للأعمى .
ولكنها إحدى حججهم الواهية للتهرب وعلما منهم بان إجراءاتهم جميعها ستذهب في مهب الريح .فصاحب المحل اكبر منهم ومن قوانينهم وسوف يسودون وجوههم أمام رؤساءهم ؟
شكرتهم طبعا رغم العذاب والمبالغ التي اعتبرها كبيرة جدا بالنسبة لي . انطلقت خارجا إلى مرآب الحجز لأفرج عن السيارة .
وأنا في طريقي تذكرت ما حدث أمام احد المطاعم المعروفة في حي الاميركان حيث كانت تقف عدة سيارات متتالية وبشكل مخالف وبينها سيارة صغيرة أتت الرافعة والشرطة وتنقلت لتصل إلى السيارة الصغيرة متناسية تلك السيارات الكبيرة والسوداء والمفيمة ربما لم يروها لان المساء قد حل كي لا نظلمهم .الدنيا ليل وسيارة سوداء . وصاحبها مدعوم . شو بدنا !
ومن كثرة ما ترجاهم صاحب هذه السيارة الصغيرة وهو في منتصف العقد الخامس من العمر بان يتركوها صرخ به احد المساعدين وطلب منه التراجع إلى الخلف وقام بعمله البطولي وأصحاب السيارات المخالفة البقية الفارعة السوداء جالسين في المطعم يدخنون النرجيلة دونما حراك رافعين أقدامهم في وجوه الشرطة غير مبالين .
والى هذه اللحظة تجدون السيارات تقف بشكل مخالف أمام هذا المطعم . فقلت في نفسي وأنا على الطريق هل ساجد سيارة كبيرة أو ثقيلة أو مفيمة في مرآب الحجز .
وصلت إلى المرآب سلمت المسؤول الأوراق للإفراج عن المعتقل المجرم السيارة المسكينة الصغيرة . وأنا في طريقي مشيا في الساحة باحثا عنها لم أجد في المرآب سوى السيارات التي يستدل المرء من مظهرها بان أصحابها دراويش أولاد دراويش فكلها سيارات عادية صغيرة وأجرة عمومي .
وبعد عودتي إلى الشارع علمت من الأصحاب والجيران.بعناد صاحب المحل حيث قال:( لو بدي وصلها للوزير لن ادفع أية مخالفة) (الظاهر الوزير رفيقو) ثم أتى إليه احد العناصر باللباس المدني (الغضنفر)والذي كان مرافق للدوريتين قام باعطاءه رقم تلفون ليتكلم مع العميد أي عميد لم يعلم احد ومع أي جهة أو عميد تكلم لم نخبر.(هذه هي الوطنية) .
وعندما اتصلت بالرائد بعد يومين هاتفيا استخبر منه عن الإجراء الذي اتخذه بحق صاحب المحل أو المحل . فأجابني ( نحن نعرف عملنا . وقد رفعنا إلى المحافظ والمحافظ هو من سيقرر ) شعرت بأنه يقول لي . ما دخلك وشو قلك علاقة . وحل عن .........
حتى أنني أخبرته عن طرطيرة تقف وصاحبها يستخدمها للتجارة في نفس الشارع فلم يهتم للأمر. رغم أنني قلت له أخبرك ليس من باب الأذية ولا أريد أن يتضرر هذا الشخص ولكن لماذا لا تطالون إلا ما تريدون أن توقعوا به وأين القانون / المرحوم / .
وحتى هذا اليوم والتاريخ . المحل ما زال مشرعا أبوابه وإنارته ولم يزعجه احد وربما أحواض الزرع الكبيرة التي وضعها الرائد(هرقليوس) أمام باب مكتبه من اليمين واليسار سيرجعونها إليه بعد فترة مع اعتذار هذا أكيد .
ما دفعني لقول ذلك . تناهى إلى مسمعي حادثة حصلت مع احد عناصر شرطة المرور في حي قنينص حيث تعرض للضرب والشتم والإهانة لشرفه المدني والعسكري. وبمعرفة نفس الرائد قائد العمليات المغوار وتم حل الموضوع بمعرفته أيضا بعد أن قبض الشرطي ثمن الإهانات المدنية والعسكرية مبلغ 2000 ل.س / ما ارخص الشرف عندهم / .
بعدها أوقف الرائد المغوار عمليات البحث عن مذل الشرطي, لينتهي الموضوع بسلام .
من يعرف اللاذقية يعرف بأنها دخلت موسوعة غنيس للأرقام القياسية في حل المواضيع سلميا , بتبويس الشوارب بعد القبض على الجيوب .
أيها المواطنين المساكين المستضعفين الفقراء يا من تسببون لنا وجع راس بتفكيركم وطروحاتكم وتصرفاتكم . لا بد أن نقتلعكم وندوسكم لان أسيادكم الكبار ملوا منكم ومن سياراتكم الصغيرة التي تزعجهم وتسير معهم على نفس الطريق . بئسكم . ويحكم .
القانون خلق لكم فقط أما نحن فوق القانون وفوقكم وسوف نبقى نوقف سياراتنا كما نريد حتى فوق سياراتكم ورؤوسكم .
عليكم لعنة الشرطة فماذا يستفيدون منكم , عليكم فقر الحال فهي تليق بكم .
عليكم أن تغادروا وتنسوا أن هذه بلدكم . ليس لكم وطأ قدم فيها .
وقفت للحظات طويلة ادرس وأفكر في أحوال وتصرفات هؤلاء الأبطال. فوجدت أننا أغبياء جدا لا نستحق العيش لأننا نسلم أرواحنا وأرواح أحبابنا وأصحابنا وأبناء بلدنا لشخص جاهل يحمل شهادة ابتدائية يفترش الطرقات ويقف بجانب الإشارة الضوئية مثل اللوح ومعلمه شهادة الجهل العالمية ومن جامعة الظلمات .
عمار يا بلد ......



#أنطوني_دانيال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسئلة بتخجل


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أنطوني دانيال - الشرطة في خدمة الشعب