المتابع للاعلام العربي في روسيا_وخصوصاً في العاصمة الروسيةموسكو ينحصر فعله_وليس تاثيره_على نقل التقاريرالاخبارية عن الواقع السياسي الروسي فقط،بحيث ان عامل الابداع والثقافة لدى المراسلين العرب،يكاد يختفي تماماً،بمعنى ان الفاعلية الاعلامية والرؤى الفكريةللصحفي العربي في روسيا،ليست كما هي عند الصحفين الغربين اوالصحفين الروس،هذا من جهة،ومن جهة ثانية، يكاد الاعلام العربي في موسكو ان يختنق من انانيته المفرطة،والمزاج المعكّر للعامليين فيه،إذ أن البغضاءوالحقد هو المميّزلأغلب علاقات الصحفين العرب،وتكاد تظهر(( الشللّية))هنا وهناك،الامر الذي افقدهم مكانتهم الاعلامية في الوسط العربي والروسي،على حد سواء،اللهم إلا قناة العالم الفضائية الجديدة،وهي_بشكل او بآخر_تابعةللاعلام الايراني،فهي الوحيدة التي تهتم بالشؤن الثقافية العربية والاسلاميةبين اوساط الجالية العربية.فيما ابدى مراسلوا الصحف والمجلات والمحطات الفضائية والتلفزيونات العربية مجافاة حقيقية لكل النشاطات الثقافية العربية في موسكواو غيرها من المدن الروسية،رغم أنهم يُدعون جميعاً الى تلك النشاطات،والتي كانت تقام من قبل_النادي الثقافي العربي،او اتحاد الكتاب والصحفين العرب،او المنتدى الثقافي العراقي في مـــوسكو، والغريب ان المراسلين العرب ،يدّعون ان ليس لديهم الموافقات او الاوامر، مـن قبل_الفضائيات العربية_لتغطية مثل هذه الانشطة الثقافية العربية،وهذا يعني ان الصحافة العربية بكافة وسائلها المقروءة والمسموعة والمرئيية،تساهم في طمس كل الفعاليات الثقافيةبشكل متعمّد ولا يعنيها_لا من قريب ولا من بعيد_وان يكون هناك نشاطاً عربياً ثقافياً في موسكو؟! وهذا أمر محيّر،فهل ياترى ان الصحفين العرب هم يشتغلون فقط لكسب المال،ام ان لهم مهمة ثقافية_إعلامية،او رسالة حضارية يقومون بإيصالها الى كل المشاهدين،ومن مختلف الجنسيات والاقوام،هذا السؤال نطرحه على المسؤولين في وزارات الاعلام العربية المختلفة ليبينوا لنا مدى الجدّية في خدمات ومهمات المراسلين والصحفين العرب هنا فــــي موسكو.
لطيف الساعدي
شاعر عراقــــــــي
يقيم في موسكــــــــو