الرفيق سيمون

رياض أبي صعب

الحوار المتمدن-العدد: 658 - 2003 / 11 / 20 - 04:59
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

يوم جال مراسل إحدى الشبكات الأجنبية على منطقة سوق الغرب خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان صيف 1982، أشار في تقرير كتبه إلى وجود <<بلدة صغيرة (عيتات) قريبة من سوق الغرب، بيوتها مهدمة وفيها بعض مسلحين أشبه بكائنات أسطورية>>، كان رياض أبي صعب (لم نعرفْه بهذا الاسم إلا بعد انتهاء الحرب) واحداً من هؤلاء الذين نقضوا العلوم العسكرية بصلابتهم فقرروا البقاء في البلدة والعيش في أقبية وممرات ترابية.
في مثل هذه الظروف تعرفنا إلى <<الرفيق سيمون>> مناضلاً قارع المحتل الإسرائيلي بالحديد والنار، يوم نسجت عيتات <<أسطورتها>> في سجل الوطن؛ وإن تحولت في ما بعد إلى موقع عصيّ في الحرب الأهلية. لم يكن <<الرفيق سيمون>> يحب التسديد إلا في الاتجاه الصحيح؛ ولذلك ما إن وضعت الحرب أوزارها حتى أعاد افتتاح محطة المحروقات التي يملكها؛ وكانت شبه مدمرة وسط حقول ألغام ما تزال إلى الآن تحصد الأبرياء من أبناء عيتات والجوار.
في المحطة وقبل انطلاق مشروع العودة، استعاد <<الرفيق سيمون>> علاقاته مع أبناء الجوار. وغالباً ما كنا نلتقي أبناء سوق الغرب في المحطة؛ وكأنه كان يمهد لمشروع المصالحة والعودة قبل استحداث وزارة المهجرين، انطلاقاً من قناعاته في نبذ حرب لا معنى لها، وهو الذي تولى فترة من الزمن مسؤولية متابعة أوضاع شهداء الحزب الشيوعي اللبناني وجرحاه وأسراه ومعوقيه، وكأنه كان مسكوناً بهاجس الخروج من الحرب، من أجل أن تكون كل البنادق مصوبة إلى الموقع الصحيح، جنوباً حتى القدس أو أبعد من أسوارها العتيقة.
شيع الحزب الشيوعي اللبناني والحزب التقدمي الاشتراكي وبلدة عيتات ومنطقة غرب عاليه، رياض نسيب أبي صعب (60 عاماً) في مأتم حزبي وشعبي حاشد أقيم في <<قاعة شهداء عيتات>>، تحول حفلاً تأبينياً حضره نواب <<اللقاء الديموقراطي>>، النائب السابق بيار دكاش، رئيس المجلس الوطني في الحزب الشيوعي اللبناني موريس نهرا ومسؤول محافظة الجبل في الحزب منير بركات، ممثل الحزب التقدمي الاشتراكي جمال عمار وفاعليات ووفود شعبية.
وألقيت كلمات تأبين للفقيد من كل من: مسؤول منظمة الغرب في الحزب الشيوعي اللبناني كمال الذيب، نظام الحلبي باسم الحزب التقدمي الاشتراكي، الأمين العام السابق للحزب جورج حاوي، الذي القى كلمة أمين عام الحزب فاروق دحروج، فانتقد النظام <<الفاسد المفسد وحكم المحاصصة والشبيحة السياسيين والماليين>>. ثم صليّ على جثمان الراحل وووري الثرى في مدافن البلدة

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات