أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحيم علي الربيعي - الحزن يلف العاصفة














المزيد.....

الحزن يلف العاصفة


رحيم علي الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 2124 - 2007 / 12 / 9 - 10:27
المحور: الادب والفن
    



... في تلك الليلة الحانية عاد أحمد إلى بيته في الساعة الحادية عشرة ليلا .. وكانت زوجته وولده بأنتظاره خوفا عليه من المجهول .
قالت ليلى : حمدا على سلامتك يا زوجي العزيز .. كان النور ضئيلا يتوهج في غرفة النوم .. من مصباح قديم أبتاعه أيام دخول الإحتلال .. وقبل أن يناما .. راحا يناقشان الوضع في العاصمة .. إنه زمن ضائع يلفه الظلام .
قالت ليليى : هنالك بصيص من الأمل .. وقبلا أحدهما الآخر .. وخلدا إلى النوم .
في الساعة الواحدة ليلا .. دوى إنفجار هائل .. أهتزت له أرجاء العاصمة .. وبعد لحظات سمعا صوت صفير الإسعاف .. لم يستسلما بعد ذلك للنوم ولم يغمض لهما جفن عين قط .
.. في الصباح .. جاءهما الخبر الأشد وقعا ... سيارة مفخخة مركونة بالقرب من أحد العمارات القديمة أنفجرت وسقط على أثرها الكثير من الشقق التي يسكنها أقرباء الزوج والزوجة .. وهنالك الكثير من الشهداء بينهم أم الزوجة وأخا الزوج .. كان يوما مفزعا لهما ...
.. في الليله الثانية ... وعند الساعة الثالثة صباحا .. والأحزان المفجعة تنتاب الزوجين وقد هدهما التعب .. وقد استسلما إلى نوم عميق .. سمع الزوج ضجة في البيت ... فجلي متماسكا بحذر .. وإلى جانبه زوجته تنام ضجة في البيت .. فجلس متماسكا بحذر .. وإلى جانبه زوجته تنام في هدوء كفراشة تستمع بالنوم . على رحيق زهره .. كان خياره الأول أما أن يوقظ زوجته .. أو يبقى صامتا لكي لا يثير من يعبث بأثاث البيت . وخلال تلك اللحظات من الشك المريب بدا له الزمن بلا نهاية وقرر أن يوقظ زوجته محاولا أن لا يصيبها شيء من الخوف . تمتم بإسمها .. ليلى .. ليلى .. فتحت عينها وكأنها تخرج من صمت رهيب في دياجير الظلمة المعتمة . أعتقد بأن شيء ما .. يحدث في المطبخ .. وكان المطبخ يطل مباشرة على الفناء الخارجي للحديقة .
.. بعد لحظات حذره قررا الخروج من غرفة النوم والذهاب إلى المطبخ في خطوات بطيئة هادئة .. ومن دون أن يشعلا ضوءا .. وراحا يتلمسان المكان مخلوعا الفؤاد .. ولم يجدا شيئا وقررا أن يشعلا ضوءا خافتا وجلسا بصمت لم يحسدا عليه .
كان هنالك شيئا غريبا في المطبخ .. منفضة مليئة بأعقاب السكائر وقصاصه ورق كتب عليها
( الحالمون ).
.. قالت الزوجة لزوجها : ما المقصود بهذه العبارة .
قال أحمد : لا أدري , لم يلاحظا شيئا قد سرق وظلا يحدقان بعضهما بالآخر .. مرتكبين .. وفي الصباح ذهب الزوجان إلى أقاربهم الذين فجعوا من حادث التفجير المأساوي .. لتأدية مراسيم العزاء والخوف ينتابها .
في الليلة الثالثة .. وفي تمام الساعة الواحدة ليلا .. إنتابهما الخوف وهما يسمعان صوت نباح كلب في الحديقة .. وبعد لحظات أبتعد الصوت بعيدا الجنوب .
.. في الصباح أخذ الزوجان يتفحصان الحديقة بأزهارها الجميلة وفجأة وجدا بقايا لمخلفات كلب الليلة الماضية .. ولم يجرؤ الزوجان لأعتبارات ما على رمي المخلفات في حاوية النفايات .
قالت ليلى : إلا نستدعي الشرطة .
قال احمد : ليس لدينا أدله كافية .
.. في الليلة الرابعة .. جلسا الزوجان صامتين يتحدث كل واحد منهما لنفسه ولوقت طويل .. وسمعا ضجة جديدة قبل أن يغلبها النوم .. نعم حدث الشيء نفسه وفي نفس الساعة .
كانت الحديقة تعج برجال مدججين بالسلاح .. وكانت الحراب مشرعة تتلألأ على ضوء القمر .. كان الجميع .. يأكلون .. ويشربون .. ويضحكون من دون تحفظ .
حاول أحمد والخوف ينتابه بشده أن يتصل بالشرطة ولكن كانت كل الخطوط عاطلة عن العمل ..
... عند الساعة الرابعة غادر الجميع مخلفين ورائهم الفوضى في الحديقة .. لكونهم لم يرموا النفايات في الحاوية .. بل تركوا ورائهم دفتر ملاحظات كتب في احد أوراقه عبارة جديدة ( نحن قادمون ) .. وبينما كانت ليلى تنقض الغبار عن المكان لم تستطع أن تقادم أغراء دفتر الملاحظات وفتحته ووجدت عبارات أحمرت لها .. خجلا ومع مرور الليالي وسع الزوار حفلاتهم لتشمل بقية غرف المنزل فضلا عن استخدام المطبخ والحمام .. وأصبح الخوف ينتاب العائلة الصغيرة .. مما حدى بها للرحيل صوب محافظة السماوة حيث أستأجرا بيتا صغيرا وفارقوا الأحبة منتظرين هدوء العاصفة .






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- أبرز إطلالات مشاهير الموضة والسينما في حفل مهرجان البحر الأح ...
- رغم حكم بالسجن بتهمة -القيام بأنشطة دعائية-... المخرج الإيرا ...
- المشاهير العرب يخطفون الأنظار في المهرجان الدولي للفيلم بمرا ...
- خمسون عاماً على رحيل حنة آرنت: المفكرة التي أرادت إنقاذ التف ...
- احتفاء وإعجاب مغربي بفيلم -الست- في مهرجان الفيلم الدولي بمر ...
- عيد البربارة: من هي القديسة التي -هربت مع بنات الحارة-؟
- افتتاح معرض فن الخط العربي بالقاهرة بتعاون مصري تركي
- عام فني استثنائي.. 5 أفلام عربية هزت المهرجانات العالمية في ...
- صناع فيلم -الست- يشاركون رد فعل الجمهور بعد عرضه الأول بالمغ ...
- تونس.. كنيسة -صقلية الصغيرة- تمزج الدين والحنين والهجرة


المزيد.....

- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحيم علي الربيعي - الحزن يلف العاصفة