بمناسبة اليوم العالمي للتطوع

حمادي الطاهري

الحوار المتمدن-العدد: 2120 - 2007 / 12 / 5 - 11:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

يحتفل العالم في الخامس من دجنبر من كل سنة بمؤسساته المدنية والحكومية باليوم العالمي للتطوع، وذلك منذ أن إعتمدت الجمعية العمومية للأمم المتحدة هذا اليوم بتاريخ: 17 دجنبر 1985 ، وأعتبرت أيضا حسب قرارها رقم 17/25 الصادر في: 20/11/1997 سنة 2001 عاما دوليا للمتطوعين.
وتعتبر هذه المناسبة فرصة لتكريم المتطوعين العاملين في هذا الحقل الخيري، في وقت طغت فيه المصالح المادية، وسيطرت فيه ثقافة الأنانية والذاتية، كما أنها أيضا فرصة لإعادة طرح سؤال -قديم جديد - يتعلق بدور العمل التطوعي في المساهمة في الأنشطة التنموية، وعن أي شراكة ممكنة للممؤسسات التطوعية في بلورة البرامج الحكومية والدولية؟
وإذا كان العمل التطوعي يعني المشاركة العفوية في مختلف الأنشطة الإجتماعية عبر مختلف المؤسسات الخيرية بإستحضار شرطي : الإرادة والمجانية بما تعنية الإرادة من إيمان وإستيعاب وبما تعنيه المجانية من مسؤولية وتضحية فإن ثقافة العمل التطوعي تبقى ثقافة محدودة في مجتمعاتنا، منحصرة فقط في قطاع محدود من الجمعيات التطوعية التي تعمل على تقديم المساعدات والقيام بالخدمات المختلفة.
وإذا كان العمل التطوعي في الغرب وفي أوربا على وجه الخصوص قد تبلور مع الحاجة الماسة إلى المساعدة والتعاون الإنساني، خاصة خلال فترة الحرب العالمية الأولى وبعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية، وما خلفته هذه الحرب من دمار وكوارث إنسانية إقتضت إحتياجات إجتماعية طارئة، فإنها هذا العمل التطوعي يبقى كثقافة أصيل في مجتمعنا المغربي وفي تراثنا الأمازيغي العربي الإسلامي، فالدين الإسلامي حث على ترسيخ قيم التعاون والتطوع بين مختلف أفراد المجتمع كبيره وصغيره، غنيه وفقيره ، كما أن بلادنا المغرب عرفت ضمن أعرافنا وتقاليدنا ومنذ القديم ما يعرف (بالتويزة) وهي شكل من أشكال تبادل الخدمات الإجتماعية خاصة في الأوساط القروية المغربية.
لقد عرف المغرب ومنذ فجر الإستقلال ظهور العديد من المنظمات التطوعية التي عملت على إشاعة ثقافة التطوع كممارسة وسلوك من خلال قيامها بالكثير من الأنشطة وتنظيمها للعديد من الأوراش التطوعية، بدءا بطريق الوحدة إلى مختلف الأنشطة في مجال المحافظة على البيئة والإسعافات الأولية وترميم المؤسسات العمومية والعمل مع المرضى وذوي الإحتياجات الخاصة وتنظيف الشواطىء ،وإعطاء دروس في محو الأمية .
ولعل ضمن الحديث عن المؤسسات التطوعية ببلدنا المغرب التي أصبحت تتزايد سنة بعد سنة تبرز بعض المؤسسات التطوعية الوطنية التاريخية والتي شكلت - بحق – مدرسة تكوينية خرجت الكثير من المتطوعين، منهم من يؤطر الآن بعض الجمعيات التطوعية أو يتقلد بعض مناصب الحكومية المهمة ، ونذكر على سبيل المثال لا الحصر : المنظمات الكشفية والعصبة المغربية لمحاربة الأمية والتربية الأساسية والإتحاد المغربي لجمعيات الأوراش الذي ما زال يؤطر عبر جمعياته المنضوية تحت لوائه العديد من الاوراش التطوعية الدولية والوطنية مستقطبا الكثير من المتطوعين من المغرب وخارجه .
فتحية لجميع المنظمات التطوعية بالمغرب وهي تحتفل باليوم العالمي للتطوع: المنظمات النسائية منها والحقوقية والثقافية والإجتماعية والتنموية والخيرية، وهنيئا لكل المتطوعين والمتطوعات الذين تعلمت منهم أن العمل التطوعي : إيمان وممارسة وليس خطابا ديماغوجيا إستهلاكيا لتحقيق مكاسب مصلحية ، وأعلموا جزاكم الله خيرا أيها المتطوعون والمتطوعات أنكم أنتم السعداء فعلا، ربما لو علمت حكومتنا قيمة هذه السعادة التي تنتابكم وأنتم تقومون بعملكم الخيري والإجتماعي لفرضت عليكم ضريبة مالية تؤدونها عن ذلك.
إنها مناسبة فعلا لتقييم حصيلة منجزاتنا التطوعية وتدارس موضوع التطوع في علاقته بإكراهاتنا التنموية وإستحقاقاتنا الحضارية
باحث في قضايا التنمية الإجتماعية
رئيس جمعية بلادي المغرب

#حمادي_الطاهري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات