أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - نسرين ناضر - مانيفستو : من أجل يسار حديث















المزيد.....

مانيفستو : من أجل يسار حديث


نسرين ناضر

الحوار المتمدن-العدد: 2119 - 2007 / 12 / 4 - 11:32
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


مجتمع أكثر عدالة.
اليسار هو قوّة من لا قوّة لهم وصوت من لا صوت لهم.

إنّه كذلك على صعيد الامم عبر المناداة باسم قيمه الكونية بنظام عالمي قائم على السلام والحق والتنمية. وهو كذلك أيضاً على صعيد كل مجتمع عبر الكفاح ضدّ الحتميّة التي تحتجز الأشدّ بؤساً في قدرهم الاجتماعي. يناضل من أجل إعادة خلط الأوراق باستمرار وتقدّم المساواة في الفرص، ومن أجل أن تصحّح إعادة التوزيع بمختلف أشكالها عدم المساواة في الأوضاع. عبر الدفاع أولاً عن المقصيّين والعمّال والموظّفين والطبقات الوسطى، يسعى اليسار لتحقيق مصلحة الجميع: المجتمع الأكثر عدالة هو أيضاً مجتمع أكثر سعادة وديناميّة وأمناً.

يرفض اليسار جَبريّة الولادة وحتميّة الإقصاء وجمود الاستسلام. يناضل من أجل خلق مزيد من الثروات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. ويناضل من أجل توزيع أفضل لهذه الثروات على الأفراد، والطبقات الاجتماعية، والأجيال. يعرف أنّ العدالة ليست هنا والآن فقط، بل هي مرتبطة بالمدى الطويل، بمقتضى إنشاء عالم أفضل لمن سيأتون بعدنا. لهذا يعتبر الثورة البيئية بعداً أساسياً لنظرته إلى العالم. ويؤمن بالتقدّم.

على غرار اليسار في مختلف أنحاء العالم، يسارنا مسؤول عن روح العدالة هذه. لكنّه لا ينجح في تطبيقها في المدى الطويل. فهو لم ينجح قط في الانتخابات العامّة لمرّتين متواليتين، وكأنّه حُكِم عليه أن يخيّب الآمال. تبتعد الطبقات الشعبية عنه وكأنّه ترف يقتصر فقط على من يملكون الوقت للحلم. ومع ذلك، فإنّ فرنسا بحاجة إلى يسار يرغب في الفوز، ويتحلّى بالقدرة لتغيير الحياة لدى وصوله إلى السلطة.

سياسة حقيقيةً أكثر

إنّ السعي بكل ما أوتينا من قوّة إلى مثال أعلى من العدالة الاجتماعية لا يعني مطلقاً أنّه يجب رفض الواقع وخداع أنفسنا والتمسّك بمواقف يمكن أن تتحوّل تضليلاً. فعلى سبيل المثال، لا يكفي أن نقول إنّنا نقبل السوق – وهل يمكننا ألاّ نقبله؟ - إذا فعلنا ذلك بطريقة مذعنة ومخزية وغير فاعلة في الوقت نفسه. يجب أن يقول اليسار بوضوح إنّ اقتصاد السوق أمر جيّد لكن من دون أن تكتسح قيم السوق كلّ شيء. يجب أن يفهم الديناميّة الإيجابية، تلك التي تسمح بخلق ثروات جماعية وفردية، وبخدمة العدالة الاجتماعية في نهاية المطاف. ليس هناك تناقض بين اقتصاد السوق ومقتضيات إعادة التوزيع. العدالة الاجتماعية هي أولاً رفض الطبقات المحميّة ومجتمع الورثة. وهذا ما تسمح به ديناميّة السوق لأنّ السوق المنظَّمة كما يجب هي وسيلة لإعادة النظر في الأوضاع المكتسبة والامتيازات والإيرادات.

يريد اليسار الحديث أن يطبّق إعادة التوزيع حيثما وُجِد السوق، والسوق المنظَّمة حيثما وُجِدت ريوع. ويجب أن نتوقّف أيضاً عن اعتبار روح المبادرة احرة عدواً. ينبغي على اليسار أن يشجّع المبادِرين، وأن يعترف بالمبادرة التجارية مصدراً للثروات والدمج الاجتماعي. حبّ المجازفة هو عامل ابتكار ونموّ. ويجب أن نتركه يعبّر عن ذاته إلى أقصى الحدود من أجل خلق الدينامية الاقتصادية التي يحتاج إليها المجتمع بأسره.

ويجب أن نتوقّف أيضاً عن خداع أنفسنا حول نمو التبادلات الدوليّة. يجب أن يصرخ اليسار عالياً أنّ العولمة تَقدّمٌ. انفتاح التبادلات هو الذي يحفّز النمو العالمي إلى حدّ كبير. فهو الذي سمح لمئات ملايين الرجال والنساء في البلدان النامية بالخروج من بؤس معيب للبشرية. اليسار الحديث مناهض للخطاب الديماغوجي للوطنية الاقتصادية ولكلّ أشكال الحمائية التي لم تولّد سوى التراجع في أفضل الأحوال، والحرب في أسوئها. ويشجّع التنقّل الحرّ للسلع والرساميل والخدمات والأشخاص.

في المقابل، يؤمن اليسار الحديث بتنظيم التبادلات العالمية لضمان النزاهة في التعامل من كلّ الفاعلين، والانفتاح في الاتّجاهَين. ويناضل أيضاً من اجل إستراتيجيات المصاحَبة القويّة التي تستوجبها العولمة في بعض قطاعات اقتصادنا أو في بعض مناطق بلادنا، كي لا يتكبّد العمّال تكاليف هذا التحوّل.

أخيراً، يجب أن يقول اليسار إنّ الدولة ليست كلّ شيء، وإن لدى المجتمع المدني دوراً أساسياً يؤدّيه في ديناميّة التقدّم. ويعتبر أنّ المجتمع الجيّد هو مجتمع تشارك فيه الهيئات الوسيطة – الجمعيّات والنقابات والمحافظات المحلّية – بفاعلية في التنظيم. ويعتبر مثلاً أنّ الثورة ضروريّة في ديموقراطيّتنا الاجتماعية لإنتاج نقابات قويّة وأكثريّة، وترك المفاوضات بين الشركاء الاجتماعيين تحدّد أساس القانون الاجتماعي الذي تسيطر عليه الدولة الآن. كما أنّ اليسار الحديث ينادي باللامركزية إنّما شرط أن تكون مصحوبة بتبسيط الهرميّة في المحافظات، وكبح النفقات العامّة المحلية، وبنظام ضريبي متماسك.

كي يتجدّد اليسار، ينبغي عليه أن يبدّل أسلوبه، ويحدث تغييراً عميقاً في طريقة تفكيره ونماذجه وخطط عمله ومفهومه للدولة وعلاقته مع المواطنين. كان اليسار التقليدي ينظّم ويؤمّم ويجبي الضرائب وينفق. لم تعد هذه الاجراءات تلبّي الحاجات. من أجل محاربة الأشكال الجديدة لعدم المساواة والفقر والإقصاء والتمييز والفصل، وخلق الحرَكية الاجتماعية التي يجب أن تكون هدف اليسار، لأنّه لا عدالة من دونها، باختصار من أجل التزام التقدّم من جديد، ثمّة حاجة إلى أساليب أخرى.

يجب رفض "النزعة المحافظة لدى اليسار" التي تخون مصالح العمّال لأنّها لا تستطيع أن تشغّل آلة النمو الاقتصادي والتقدّم الاجتماعي في الوقت نفسه. لكن يجب أيضاً نزع القناع عن "نزعة التحديث لدى اليمين" التي تقترح تسيير كلّ شيء بالمقلوب بما في ذلك إعادة التوزيع؛ وبناء مستقبل أولادنا عبر زيادة العجز؛ وإعادة إطلاق الاقتصاد من خلال الاستهلاك من جانب من لا يحتاجون إلى شيء لأنّهم يملكون كلّ شيء؛ ورفع قيمة العمل من جديد عبر إلغاء الضرائب عن الإرث.

انطلاقاً من هذه الخيارات الأساسية، يجب أن يؤكّد اليسار قيمه أي قيم الحداثة في خدمة العدالة.

15 قيمة للعمل

اليسار الحديث ديموقراطي في التقليد المستمرّ منذ روسو إلى الحركة المناهضة للتوتاليتارية. يؤمن بسلطة الشعب، بالشعب، ومن أجل الشعب. ما زال يجب فعل الكثير ليتفوّق بلدنا في هذا المجال، مثلاً من خلال التمثيل العادل لتيّارات الرأي في الهيئة التشريعية، وللعمّال في الشركات، وللمستهلكين في الخدمات العامّة. لا تعني سلطة الشعب وضع السلطة في أيدي الشعبويّين. نجيب من يظنّون أنّنا نربح عبر تبسيط الرهانات، وعبر إيقاظ الغرائز وإلهاب المشاعر، أنّ الشعب يتفهّم تعقيدات الواقع. ليس هناك واقع عصيّ على الفهم، ووحدها الحقيقة تدوم. اليسار الحديث ليبرالي في تقليد مونتسكيو أو سبينوزا. يرفض أن يتخلّى لليمين عن هذه الكلمة الجميلة [ليبرالي] المولودة في اليسار. يؤمن بشرعيّة دولة القانون وفاعلية المبادرات الصادرة عن المجتمع المدني وبضرورة وجود السلطات الموازنة. يحترم الحقوق الفردية. ويعتبر أنّه ما زال يجب اكتساب حرّيات جديدة للتغلّب على الجهل والقمع، وحرّيات جديدة للأقلّيات والنساء، وأنّه ما زال يجب فعل الكثير لإنشاء دولة منصفة بكلّ معنى الكلمة.

اليسار الحديث اندماجي. يؤمن بحرية الرأي والمعتقد في مجتمع متعدّد الثقافة. وينادي أيضاً بضمان حرّية الحياد العلماني للمساحة العامّة. ولا يبرّر الدمج الجيّد للمجموعات القادمة من بلدان أجنبية في المجتمع الفرنسي، أيّ استثناء لهذا المبدأ. على العكس، يفرض تطبيق سياسة "العمل الإيجابي" لمصلحة هذه المجموعات، لأطول فترة ممكنة، والذي يجب أن يشمل التمييز الإيجابي.

اليسار الحديث عمّالي. يرى في العمل قيمة أساسية للاندماج في مجتمعاتنا، يشهد على ذلك المصير الحزين لمن لا يملكون عملاً. ويعتبر أنّ مهمّته هي إضفاء قيمة على العمل والعمّال والموظّفين والكوادر، وتوفير فرصة الحصول على عمل للجميع. ويعرف أنّ الاقتصاد الدينامي ليس اقتصاداً لا يدمّر وظائف بل اقتصاد يستحدث عدداً من الوظائف أكبر من العدد الذي يلغيه. ليست أولويّة اليسار الدفاع عن كلّ وظيفة بل جعل كلّ عامل يشعر بالأمان عبر إتاحة المجال أمامه للحصول على وظيفة وتغيير وظيفته إذا أراد وعدم الشعور بالخشية من تغيير وظيفته إذا اضطُرّ. وأولويّة اليسار أيضاً هي تطوير إمكانات التقدّم المهني. وهي أخيراً مكافحة أشكال المعاناة الجديدة في العمل التي يولّدها العالم الحديث.

اليسار الحديث تنظيمي. فهو يؤمن بالدور المنظِّم للسلطة العامّة ومهمّة تصحيح اللامساواة الاجتماعية الملقاة على عاتقها. ويعتبر أنّه يجب إعادة النظر في طريقة عمل دولة مهدّدة بالعجز عن الاضطلاع بسلطتها، وفي تدخّلاتها، فهذه الدولة تقوّض بعجوزاتها وديونها، مستقبل أولادنا. المال العام ملكية نادرة وسيظلّ كذلك. يجب إنفاقه على أولويّات النمو والعدالة الاجتماعية، وليس على تجديد الوضع القائم أو إرضاء مصالح فئوية. يعتبر اليسار الحديث أنّ إصلاحاً عميقاً لتنظيم الدولة مستنداً إلى استقلالية القرار وتحرّك الموظّفين وتحميلهم المسؤولية، هو شرط ضروري لتحقيق فاعلية أفضل في الإنفاق العام وإرضاء مستهلكي الخدمات الجماعية ومنتجيها بصورة أكبر. ويسعى إلى تطبيق هذه الآليّة على كلّ الجماعات التي تتعاون من أجل تطبيق السياسات العامّة. ويعتقد أخيراً أنّه يمكن ممارسة مجالات عدّة للخدمة العامّة في إطار قطاع خاص تحت سيطرة عامّة. يعمل اليسار الحديث على إعادة توزيع الموارد. ولا يعتقد أنّ تكديس الثروات من قبل البعض شرط ضروري لتقدّم الجميع. على العكس، يعتبر أنّ النضال المستمرّ من أجل المساواة عادل اجتماعياً وفعّال اقتصادياً. المساواة في الفرص أولاً من خلال النضال ضدّ إعادة توليد الهرمية الاجتماعية في المدارس. ثم تصحيح اللامساوة في مجال الدخل إنّما أيضاً في الولوج إلى الوظيفة والمسكن والنقل والصحّة...

يعتبر اليسار الحديث أنّ هذه المعركة لا تمر بزيادة الضرائب بل تتطلّب إعادة توزيع النفقات العامة في شكل أفضل: أي جعل الأثرياء يدفعون حصّة أكبر في الخدمات التي تُقدَّم لمجموع السكّان، وتأمين مزيد من الخدمات العامّة للناس الذين هم بأمسّ الحاجة إليها. يجب ألاّ تجعل الخدمة العامّة أبداً الشعب يموِّل حاجات المحظيّين؛ بل يجب أن تكون وافرة للفقراء ومنتجة للجميع. يؤيّد اليسار الحديث فرض ضريبة مرتفعة على إرث الأسر الثريّة، فالمساواة في الفرص تمرّ حكماً بإعادة النظر في الإرث المكتسب ولو مرّة كلّ جيل.

اليسار الحديث تقدّمي. فهو يعتبر أنّ التقدّم العلمي والابتكار التكنولوجي هما دائماً عامل رفاه لأكبر عدد ممكن، كما يشكّلان أحياناً فرصة لإعادة النظر في الإيرادات الموروثة من الماضي. يعتبر أنّ تنافسيّة اقتصادنا والقدرة على توليد العمالة الكاملة باستمرار تتوقّفان دائماً على خيار الابتكار والتكيّف بدلاً من الحفاظ على عالم الأمس. ويعتبر أنّ أحد رهانات النضال من أجل المساواة هو السماح للجميع بدخول عالم المعرفة في شكل متساوٍ. ويثق بالباحثين والعلماء لتوليد معرفة حول ما يسيء إلى الصحّة وتحقيق إنجازات بشأن ما يفيدها. ويريد أن يتمكّن الجميع من الإفادة من التطوّرات العلاجية كما من العناية المتوافرة.

اليسار الحديث هو حزب التعليم. فهو يسعى في الوقت عينه وراء التفوّق الأكاديمي وإتاحة الفرصة للجميع للولوج إلى المعارف. ويرفض أن يُضطرّ إلى الاختيار بين التعليم السيّئ النوعية للجميع والتعليم العالي النوعية إنّما المقتصر على النخبة. مفتاح التقدّم الاجتماعي هو نظام تربوي متاح للجميع يعمِّم التفوّق ويروّج نفاذ الجميع إلى الثقافة، ويكافح مضاعفة اللامساواة الاجتماعية عبر تحضير الطلاّب لسوق عمل متطلّب ومتحرّك. يعاد خلط أوراق المصير الاجتماعي في المدرسة أولاً ثم في النفاذ إلى التدريب المستمرّ. يناضل اليسار الحديث سعياً وراء الفاعلية القصوى للنظام التربوي والتدريبي، خدمةً للنضال من أجل المساواة في الفرص.

اليسار الحديث يدافع عن الحقّ في الأمن الذي يعتبره عنصراً أساسياً في العقد الاجتماعي. سوف ينكبّ اليسار الحديث، القاسي مع المجرمين إنّما أيضاً القاسي مع أسباب الجريمة، على تحقيق إصلاح عميق للعدالة والشرطة والسجون التي تستحقّ أن نضعها في مأمن من الضغوط السياسية أو من الإدارة الإعلامية نظراً إلى وظيفتها البارزة التي تقتضي إعادة إرساء الثقة الجماعية وتثبيت النسيج الاجتماعي. يريد اليسار الحديث أن يثق الفرنسيون بالقضاء في بلادهم في المجالات المدنية أو التجارية أو الجنائية.

اليسار الحديث مدافع عن البيئة. يريد أن يعيد تعريف علاقات الإنسان مع الطبيعة بصورة دائمة. يجب ألاّ يكتفي جيلنا بإدراك الرهانات، بل يجب أن يتصرّف للدفاع عن بيئتنا المباشرة واليومية وكذلك عن حقّ كل الناس في التمتّع بالخيرات الأساسية أي نوعيّة الهواء والوصول إلى المياه.

يعتبر اليسار الحديث أنّ تطوّر العلوم والتكنولوجيات يقود أيضاً إلى تطوير حلول مبتكرة في خدمة البيئة. ويدعم القيام بتحرّك خاص موجّه نحو القوى الاقتصادية الناشئة كي تُدمج بيئتها في نموذج النمو لديها. ويؤمن بوضع تنظيمات دولية وتنظيم عالمي للبيئة.

اليسار الحديث أوروبي. لأنّ أوروبا هي الوسيلة لتجاوز الأنانيات الوطنية على مستوى القارّة القديمة. ومن أجل أن يرتفع في قلب مجموعة الأمم صوت ينادي بنظام عالمي جديد قوامه التضامن والحق. يريد اليسار الحديث أوروبا ذات حياة ديموقراطية تسمح لنا بأن نشعر بأنّنا مواطنون فيها تماماً كما أنّنا مواطنون في بلداننا. يريد أوروبا تعمل من أجل مستقبلها ومن أجل السلام. اليسار الحديث اممي. يؤمن بالتأسيس الجماعي لدولة القانون على صعيد الامم، وبفائدة المنظّمات الدولية النافذة. ويسعى إلى تحقيق الحلم القديم بإنشاء نظام دولي جديد قائم على السلام والحق والتنمية. ويعتبر أنّ واجب التدخّل يساهم في تقدّم الحضارات. ويعرف أيضاً أنّ التحرّكات الجماعية كفيلة وحدها بأن تعالج بفاعلية آثار النمو على المناخ، والهجرات الجماعية، والنزاعات الإقليمية، والإرهاب، والإجرام الدولي، ويعتبر أنّ هذه التحرّكات ممكنة ويجب المباشرة فيها من دون أيّ تأخير. اليسار الحديث أخلاقي. فهو يؤمن بوجوب أن تكون الطبقات الحاكمة القدوة في القطاع الخاص كما في إدارة الشؤون العامّة. لا تستطيع النخب أن تدافع بشرعيّة عن الحراك الاجتماعي والتكيّف والمرونة وتفيد في الوقت نفسه من امتيازات في العمل أو من وضع قانوني يعود إلى زمن آخر. يحبّذ اليسار الحديث تالياً زهداً معيّناً في نمط حياة الدولة والشخصيات العامة، وعدم تراكم المناصب العامّة، والحدّ من مدّة ولاية الوظائف المنتخبة، وإلغاء الحمايات التي يتمتّع بها من يشغلون مناصب رفيعة بحكم عملهم. لكنّه يسعى أيضاً وراء القدوة في السلوك، وكذلك وراء الشفافية وتنظيم أجور المسؤولين عن الشركات وامتيازاتهم. لا نصنع مشروعاً سياسياً من خلال الأخلاقيات، لكن من دونها لا نستطيع أن نفعل المزيد.

اليسار الحديث واقعي. يؤمن ببيداغوجيا التغيير، والتفسير المعمّق الخاضع للتدقيق والحقيقة الذي يؤدّي في نهاية المطاف إلى الإقناع. ويسعى إلى بناء عقد بين الأجيال يحمي الشبّان بدلاً من اغتصاب حقوقهم، ويشجّعهم بدلاً من كبحهم. اليسار الحديث يسعى وراء إحداث تحوّل. يريد أن يغيّر الحياة عبر إلغاء ما هو غير مقبول كلّما كان بالإمكان تفاديه. يرفض الحتميّات الخاطئة. يريد أن يبثّ الأمل من دون أن يزرع الأوهام. يريد أن يفهم الواقع وينظر إليه مباشرةً، كي يتعامل معه في شكل أفضل ويسير نحو الأمثل.

حرية، مساواة، أخوّة: هناك ميثاق قديم بين قوة المثال الفرنسي الفرنسية وتقدّم العالم، وعلى اليسار أن يعيد العمل به. فلنستعد زمام المبادرة للدفاع عن مجتمع منفتح ينسجم مع المثال الأعلى للعدالة والتقدّم.

ترجمة من موقع http://www.lesgracques.fr
ترجمة نسرين ناضر



#نسرين_ناضر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- من اشتوكة آيت باها: التنظيم النقابي يقابله الطرد والشغل يقاب ...
- الرئيس الجزائري يستقبل زعيم جبهة البوليساريو (فيديو)
- طريق الشعب.. الفلاح العراقي وعيده الاغر
- تراجع 2000 جنيه.. سعر الارز اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 في ...
- عيدنا بانتصار المقاومة.. ومازال الحراك الشعبي الأردني مستمرً ...
- قول في الثقافة والمثقف


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - نسرين ناضر - مانيفستو : من أجل يسار حديث