|
شرعيّة الدّولة أو البقاء على قيد الدّولة وما يحصل في المطار الإسرائيلي
و فا ء حز ّا ن
الحوار المتمدن-العدد: 2116 - 2007 / 12 / 1 - 11:19
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في عودتي من باريس يوم الإثنين (07/11/05 ) ، وتحديدًا ، خارج اسرائيل على أرض باريسيّة في مطار شارل ديغول ..... أعيش ضياع َ الإنسان ِ في ظل ّ الحَيْرة والجهل ِ والقبول بالمُسلّمات ! وأتذكّرُ حكاية قديمة ً ، تتحدّث عن مجموعة ٍ تُنز ِل ُ بالهراوات والضرّب المبرّح علي يديه ، بطنِه ، كتفيه ِ، رأسِه ورجليه ِ ، فيصرخ ُ - صاحبُنا - : آخ يا ظهري ! ...... يتوقّفون عن ضربه لإندهاشهم ، ويسألونه ُ : لم نضربْك على ظهر ِك َ ؟! ، فيُجيب ُ : لوكان لي ظهر ٌ لما تجرّ أتُم على ضربي وأذكّرُكُم !..... برفاقِنا الشّيوعيّين والجبهويّين والوطنيّين من أبناء شعبنا ، الّذين اتّكلوا على أنفُسِهِم وعلى ايمانهِم بصدق ِ نضالِهم ، وحقّهم وحق ّ شعبهم بأرضهم ، وبقائهم عليها ، وحقِّنا جميعًًا بالحياة الكريمة والحريّة والمساواة ، وطالبوا بكل ّ ما أوتوا من قوّة ٍ وعناد وإصرار .... إن ّ الله منح الإنسان ظهرًا واحد ًا ، عن ما يكفيه ....... ويكفيه وعلى أرض مطار شارل ديغول ، أفتِّش ُ على محطّة ِ الطّيران إلى إسرائيل ... وتحديد ًا محطّة إل-عال . فأستولي على عربةٍ ، تحملُ حقائبي ... وتكون مُعيني ومتّكئي ، ورفيقي في طريق ٍ طويلة ٍ ، أمرُّ بها على بعض المراكز لشركات ٍ خاصّة بدول ٍ عربيّةشقيقة ٍ – والله أعلم - ، وأسأل ُ هنا وهناك ، مسافة ً تزيد ُ على نصف ساعة ٍ وضياع . أقتربُ من سلسلة محطّات باص، تتلو الواحدة ُ الأخرى، تُجاور مراكز استقبال المُسافرين ...في مؤخّرتِها ، تتبيّن شركة َ " إل-عال " ... إلى إسرائيل . يا الله..... لو أنّي أخذت ُ الباص لنزلت ُ مباشرة !.... إلى محطّة إل-عال ... فتراني اتذكّر ُ العمليّات التّفجيريّة والإستشهاديّة والإنتحاريّة ِ ... و 11 سبتمبر -على سبيل الملل - فأقول لنفسي : هل سيخد ُم ُ أنابولس السّلام ، أو على الأقل هل سيساهم في الإ ستقرار ؟!! ولو كان كذلك ، هل سيسمح الأمن ُ الإسرائيلي ، أو - على وجه الإعتدال - هل سيفشل الأمن الإسرائيلي ... في منع " العمليّات " من تفجير السّلم وال" أنا ... بوليس " العزيز ! عجيب ٌ اختيار هذا المكان ، بالذ ّات ، للسّلام ! في مسار المُسافرين على متن طائرة إل-عال ، أتقدّم ُ ... فتعترض ُ طريقي فتاة ٌ ، شرقيّة الملامح ، تلبس ُ الكحليّ الغامق ، تعلو وجهَها ابتسامة ٌ مهذ ّبة ٌ ، وتبدأ بالأسئلة ِ- كما هو متّبع ، بأسئلة ٍ من المفترض أن تعني أمني وأمن المسافرين : - هل تتكلّمين الفرنسيّة ؟ - لا ، العبريّة ! ..... ظننت ًُ أنّني أساعد ُها ،... – ما اسمُك ؟ - .... حز ّان .... حسبتُ أن ّ ذلك سيُهوّن عليها .... حسنًا ، وعلي ّ!.... - أنت وحدك ، من أي ّ بلد ة ٍ ؟ فاجد ُني ، من شدّة شوقي إلى بلدي وبلدتي وجيراني وأهلي وفخري بهِم ، مسرعة ً في الإجابة - انا من " أبو- سنان " ! ..... - ولكن ...... تستطيع أن ترى بوضوح إختفاء َ الإبتسامة ِ الجميلة ِ .... وحضورَ الإرتباك .... تتتالى الأسئلة ُ ، ولا مُستمعًا ... تتكرّرُ الأسئلة ُ ، ولا اتّجاهًا .... وأكثر ُ ما تُميّز ُ كلمة َ " ولكن "... ولكن ....ولكن ....ولكن .... وتتركنُي ... فتعود ُ وتسأل ُ.... ولكن ... وتتركني وتعود... ولكن !! أيّتُها الرّياح ُ الحائرة ... بلون ِ الكحليّ الجنائزي ّ... كيف المسيرُ إلى بلاد العجائب ! و" تفضّلي " .... هي كلمة ٌ من ضمن الآداب .... والأدب . لذلك !، لم أسأل إلى أين؟ من أنتم ؟ .... ماذ ا تُريدون ؟ أين أنا على أرض ٍ فرنسيّة أم إسرائيليّة ؟ افترضت ُ .... بدون الإستعانة بصديق .... أنّهم رجالُ أمن ٍ إسرائيليّ .... ويحق لهم في أي ّ مكان وزمان أن يخافوا على الأمن الإسرائيلي !!!! ولكن هل هم عمّال في شركة إل – عال ... أو أنّهُم عمال في المطار الإسرائيلي ، بن - غوريون ( يعملون في باريس ) ... أو أتّهم أمن إسرائيلي يعمل ضمن وزارة الد ّاخليّة / الخارجيّة / المواصلات .... البوليس / الجيش ؟ ...... من هؤلاء ؟ من خوّلهم للعمل الأمنيّ ؟ ما هي واجباتهم ، وبماذا تزيد ُ حقوقُهم عن حقوقي ؟!..... أسال في إطار المواطنة والجنسيّة والشّرع ( القانون الإسرائيلي ) ؟ أجلس في غُرفة التّفتيش مد ّة َ ثلاث ِ ساعات ، لا يدخُلُها يهوديّ إلا ّ العاملين الأمنيّين . يفتّشون العربي فقط !؟ هل الأمن الإسرائيلي مسؤول عن أمن اليهود في الدّولة ، فقط ؟ وهل العرب في دولة إسرائيل يهد ّدون الد ّولة وأمنَها ....... كنت أظن أن ّ المسألة هي ديمغرافيّة فقط ! حيث ستُلغي نسبة ُ الولادة عندنا - بمشيئة الله - يهوديّة الدّولة – كما يُعلنون يوميّا.. ولماذ ا علي ّ أن أترك أغراضي بين أيديهم ، وإذ ا دسّوا شيئًا مشبوهًا في أغراضي؟ ومن قال إن ّ الأجهزة الالكترونيّة مفحوصة من وزارة الصّحّة ؟! أين حقوقي كمستهلك خدمات شركة الطيّران ؟ هل هذه أيضًا تنحني أمام التّمييز العُنصُري ؟! لماذ ا هم متلبّكون ؟! الباب الدّاشر لغُرفة التّفتيش ، محطّة الباص المُلتصقة ،ألأسئلة الّتي لا يسمعون الإجابات ِ عليها ، عدم تفتيش أصحاب التأشيرات اليهود ، التّفتيش الدّايخ والمُتأرجح بين العنصريّة وعدم الثّقة بالنّفْس ! " لعززيل " ! هل تنتهي رحلتي ليبدأ ترحيلي من بين المُسافرين ... إلى طائرة ٍ أخرى؟ لمعلوماتكم ! .... والإشارة إلى السيّد المحترم مدير شركة إل – عال : بالرّغم من حُزني لِحالهم ، وتحسُّبي على سلامتي الصحيّة ، واعتراضي على التّمييز العُنصُري، سأسافر كلّما رغبتُ أنا ... في طائرات إل – عال .... . فالأرض لنا .... والبنايات لنا ، والأشجار والطّائرات ... والسّماءُ .... والله . ( يتبع )
#و_فا_ء_حز_ّا_ن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل
...
-
-التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم
...
-
أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
-
ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
-
-حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع
...
-
زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا
...
-
تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
-
ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
-
زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
-
-بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس
...
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|