أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علوان جبر - المحطة - قصة قصيرة















المزيد.....

المحطة - قصة قصيرة


محمد علوان جبر

الحوار المتمدن-العدد: 2111 - 2007 / 11 / 26 - 09:07
المحور: الادب والفن
    


-حين تغادرين مكانك هذا............
انتظرت حتى يكمل الجملة ، وانشغلت بمراقبة المروحة التي كانت تدور
ببطء ، ادار الواقف قرب النافذة وجهه اليها واكمل ..
- وتسيرين ثلاث ساعات متواصلة فلن تصلي الى بداية المجاميع التي اكتظت بها الشوارع .
امتصت الجملة المهلهلة وبقيت على صمتها وهي تراقب المروحة

- انها تدور ...
رددتها مع نفسها كأنها تفسر الصوت المنبعث من الدوران البطىءللمروحة
- انهم يسيرون بلا توقف .. امواج جديدة تنظم الى امواج ..ويتصاعد غبار .
لم تعلق بل ازداد احساسها بالوحشة وهي تراقب زوجها الذى تخشب امام النافذة ووجهه يكاد يلامس الزجاج ، وهو يصيح ، منذ الصباح وهو يصيح ، وحينمالايجد اهتماما من زوجته يخفت صوته ، لكنه لايتوقف عن الكلام مع نفسه حتى وهو يخاطبها، وكلما يطلب منها ان تقترب من النافذة تمضي بلا مبالاة تدور في زوايا البيت الكبير وكأنها لم تسمع طلبه ...
- انهم يغادرون ...
سبق لها ان سمعت هذه العبارة عشرات المرات لكنها لاتريد ان تعرف مايعقبها من اشارات مبهمة ، فهي تعلم ان من الصعب ان يغادر احد " والا اين يمكن ان تذهب المجاميع التي يتحدث عنها" ...
- الشارع يرتج تحت اقدامهم .. الارض تنبسط والغبار يتصاعد سحابات بيض كما... ضحك ، " كما في الافلام " ادارت زر المذياع فتصاعد صوت ممطوط اضاف بجهد حاول ان لايظهره امامها ..
- لاينتهون .. المشهد ذاته .. المشهد نفسه، يتكرر ...
- اقترب من النافذة وامسك جريدة ، ارتشف قليلا من الماء وبصق على الزجاج وبدأ يمسح زجاج النافذة ببطء وانبعث من احتكاك الجريدة بالزجاج صوت يشبه العواء،
اطفأت المذياع ، واصل مسح زجاج النافذة بالجريدة
- جميع الاغاني متشابهة ..




ردد مع نفسه وهو يواصل المسح بقوة دون ان تسمعه " تشبه هذا ".... هزت رأسها كانها تذكرت شيئا مزيحة صوت العواء المنبعث من احتكاك ورق الجريدة بالزجاج ، مختلطا مع صوت الرجل والصوت الممل والرتيب المتصاعد من المروحــة . مسحت بيدها صورة لفتاة صغيرة في ثياب المدرسة موضوعة على المائدة ، واصلت مسح الصورة ، وبعينين ساهمتين دققت في وجه الفتاة وهي تقف بين مجموعة اشجار متداخلة وجسد الفتاة يحجب جزءا كبيرا من بوابة حديدية مشرعة خلفها ، ركزت في الفسحة الصغيرة التي يتيحها الانفتاح القليل للبوابة حيث يظهر جذع عملاق لنخلة ، وبدأت تسمع اصوات زيزان ونقيق ضفادع على ارض رخوة وتصاعدت الى انفها رائحة العشب الندى ، كان سطح الصورة مدعوكا قليلا تحت زجاجتها المغبرة ، مدت يدها وداعبت الجزء الذي يظهر من خلال البوابة لجذع النخلة العملاق ، كانت وقفتها تظهر يدها اليسرى متقدمة على اليد اليمنى ، ركزت على المكان الذى تطوقه ساعة يد كبيرة استعارتها من ابيها ....
-- ( من اجل الصورة ابي ..)
ضحك ونزع الساعة من معصمه وساعدها على تثبيتها في يدها ، التقط لها الصورة ، وطلب منها ان تبقيها في يدها ، يومها امسكها من يدها وعبرا الشارع المقابل للبيت ، مرا على محلات بيع حقائب وحوانيت ، اشترى لها ساعة ملونة ، وفي عشب اخضر كثيف يقابل سياج المحطة ، طلب منها ان تقف والتقط لها صورا اخرى ، كانت تمسك يد ابيها وهي تطالع المحلات والشوارع المكتظة والحوانيت التي تبيع الزهور والحقائب ، وحينما يقفان في مكان ما تصلها رائحة الاصابع قبل الصوت المحسوس المتواصل الصادر من الملامسة الرقيقة لخصلاتها النافرة وبعد ان ينتهيا من جولتهما اليومية تفلت يدها من يد ابيها وتركض نحو الحديقة ، كانت في كل مرة يصلان فيها قرب الباب تفعل هذا ، اذ تقف قرب الجذع العملاق للنخلة ، تكاد ان تلصق جسدها النحيل به وتركز عيناها على الارض امامها حيث يرسم ظل النخلة وسعفاتها شكلا هلاميا يطغى على الظل الصغير لجسدها الملاصق للجذع فتتداخل الظلال ، ظلها وظل النخلة وتبقى تراقب الاشكال الهلامية المتداخلة تبحث عن اشكال اخرى تكبر او تصغر تتداخل حينا او تنفصل حينا اخر . وتدرك حينها انها جزء من تلك الموجودات الصغيرة تحت تلك الشمس حيث تتعمد ان تضع ظلال خصلاتها تحت ظل السعفات التي تحركها الريح وتستعيد تلك الرائحة الصارخة لتلك الاصابع التي كانت تمسد لها رأسها صعودا وهبوطا ‘ و رقصة السعفات صعودا وهبوطا فيسرى في جسدها خدر لذيذ يجعلها تنسى نفسها لساعات ، كان باستطاعة من يراها واقفة قرب النخلة ان يتبين اشباحا انسانية تلتحم وسط دخان اخضر مصفر ، شىء يشبه غابة سوداء ، ومن حدود الغابة كان يبرز شبح وحشي لفتاة ونخلة وهما متوحدان




ويظهران من الزوايا الاربع لمسطحات الرؤية ، حيث كانت تسير وهي تقطع الحديقة من اليمين الى اليسار وخصلاتها تندفع امامها وخلفها في ايقاع ترسمه خطاها المحسوبة . وقبل ان يحل الليل ، تحركت بكسل بين النافذة وممرات الدار ، وهي تتمنى ان تنفض عنها كابوس المروحة والصراخ الذى بدأ يطغى على كل شيء ، سمعت زوجها يطلب منها ان تأتي لترى ، تحركت بكسل حتى وقفت قربه ، ولم تستطع ان ترى الشارع بوضوح ، اذ كانت سحابات من غبارتتصاعد سرعان ماانقشعت وبدا الشارع امامها ساكنـا وفارغا ولم يقطع السكون الا الصوت الذى تعودت على سماعه ...
- انهم يدورون حول المحطة ....
ساد صمت غريب حينما لمحت رجلا يقود فتاة صغيرة من يدها وهما يسيران ببطء ، رفعت الطفلة يدها الى مكان ما في السماء ، تطلعت الى السماء فلم تشاهد شيئا لكنها سمعت ازيــــــــز طائرة يتصاعد ويخفت بالتدريج ، قال زوجها وهو يركز نظره الى مكان ما في السماء ..
- طائرة ...
قالت الطفلة لابيها وهي تشير باصبعها نحو السماء" انها صغيرة ابي"
قال الرجل بعد ان ادرك ان ابنته رأت الطائرة ايضا كما يراها هو
- انها طائرة كبيرة ، لكنها حينما تطير وتصل الى مكان ما في السماء نراها صغيرة ...
واصلت الطفلة كانها لم تسمع كلام ابيها ..." انها صغيرة وحمراء.."
صمت الاب ، مسحت الطفلة عينيها وازاحت خصلة كثيفة من شعرها كانت الريح تداعبها وتمتد ذؤاباتها على وجهها الدائري الصغير وواصلت " - لماذا هي حمراء ابي "
- انها ليست حمراء .. ربما هي بيضاء او أي لون اخر عدا الاحمر .
- اذن ...؟
- مانراه هو انعكاس الشمس على بدنها .
- اذن هي صغيرة وبلون احمر ....
- ربما .....
اجابها الاب متبرما ازاء اصرارها ، واصلت الفتاة
- طالما هي صغيرة هكذا .. فصواريخها صغيرة ايضا ..
- نعم ..




- وكذلك هو حال الطيار ، فهو قزم بحجم نصف هذا ، واشارت الى اصبعها الصغير
- نعم ... واضاف .. " ربما " ..
- مادام هو قزما ، فكيف يستطيع ان يرى شيئا من نافذتها ؟
قال الاب : ربما يضع شيئا على المقعد .
- ابي ، هل يضع وسادة تحته ؟
- ربما عدة وسائد .
- ابي ، لماذا تتلون الطائرة بالاحمر مرة وبالاصفر مرة اخرى
- .........
صمت الاب وكذلك الطفلة ، سارا في نهر الشارع الذي فرغ الا منهما ، لكن الاب اضاف بهمهمة كانه يحدث نفسه " مرة اخرى اقول لك ، انها الوان الشمس تنعكس على صفيحها الابيض "
- هل هي بيضاء ....؟
لم يجبها الاب بل اكتفى بالنظر الى نوافذ البيوت التي تحيط الشارع ، سحب يد ابنته واتجه نحو شجرة عملاقة محاطة بسياج كانت تظلل البيت الذى امامه .
- ابي ، هذه الشجرة عملاقة ...
كانت عيناها تراقبان الشجرة من فتحات في السياج واضافت
- بل كبيرة ... ولايستطيع اى عملاق ان يطوق جذعها بيديه
- اجل ... وافقها الاب ، لكنه صمت حينما التقت عيناه بعيني رجل النافذة ، سحب يد الفتاة حينما رأى النافذة تفتح واتجه بخطوات متعثرة ووقف تحت النافذة وهو يمسح بيده شعر الفتاة . بدأ رجل النافذة يرفع عينيه الى السماء كلما كانت الضجة تعلو ، رفع رجل الشارع عينيه نحو السماء، تابع الرجلان كل من مكانه نقطة رمادية بدأت تختفي في السماء .
- مرحبا ....
- اهلا.....
صمت الرجلان لبرهة ، ثم بدأ رجل النافذة الكلام
- ماذاتفعل في الشارع المقفر ..؟ واصل رجل الشارع مسح رأس الفتاة الصغيرة ولم يجب ...
- هل انت غريب ؟
كان الرجل يحدق في حديقة الدار التي لم ينجح السور الصغير من الحصران في حجب مابداخلها واجاب بهدوء
- انا انتظر قطارا .




كانت الفتاة ساهمــة تحدق خلف الحصيرة وعيناها تتنقلان بسرعة من مكان الى اخر. افلتت يدها ومضت نحو الحديقة ، ووقفت قرب البوابة الحديدية التي كانت موصدة ...
- اعرف كل الازقة والبيوت والحدائق .. حتى الاشجار التي كانت مزروعة هنا او هناك اعرفها واشار بيده نحو الجانب الاخــــر الذي يقابل البيت ، لم يلتفت رجل النافذة اليه كان يراقب الفتاة وهي تتجول في الحديقة .
- كانت هناك شجرة ضخمة تقابل المحطة واشار مرة اخرى نحو الفضاء الذى يقابلهما ...واضاف ..
- وحولها غابة من الاشجار العملاقة وبيوت من طين محاطة باسوار تشبه هذه ... اشار بيده نحو الحديقة وبوابة الدار الموصدة واضاف بصوت خافت " و نهر جميل يخترقها كلها " . كان رجل النافذة مشغولا بمراقبة الفتاة وهي تعبث بتراب الحديقة التي هجرها هو وزوجته منذ زمن طويــــل ولم يفعلا شيئا لسياج الحصران التي تأكلت وتداخلت معها كتــل من النباتات البرية ، ولم ينتبه الى رجل الشارع وهو يمد رأسه عبر النافذة لرؤية مابداخل البيت .
- ابــــــــي .....
صرخت الفتاة بفزع ، انتبه الرجلان وهرعا نحوها ، ركض رجل النافذة سالكا الممر المعتم وفتح البوابة الحديدية وجد نفسه وسط الحديقة وكان الليل قد نشر ستارة معتمة ، بحث وسط الظلمة عن الفتاة ، لم يجد لها اثرا ، راقب جدران الحديقة الحصيرية ،بحثا عن اثر لحركة ما وسط الليل ، كانت الحصران مهلهلة والريح تعبث بها وهناك الكثير من الفجوات التي احدثتها القطط والفئران والامطار ، ومن خلف السياج حيث كانت النافذة تبدو قريبة بحث عن الرجل فلم يجد له اثرا ، سمع ضجة في الجهة البعيدة عن السياج ، اتجه كالمحموم نحو المكان الذى كان الرجل يقف فيه لم يجد احدا سمع ضجيجا يأتي من بعيد وثمة اضواء خافتة تشق ستارة الليل .حينما عاد الى الغرفة ، تجنب ان يقف خلف النافذة، جلس على الاريكة ، اقتربت المرأة منه ، كانت صامتة كعادتها ، لكنها حينما شاهدت زوجها شارد الذهن سألت :
- مابك ...؟
جفل من الصوت الذي احس انه يأتيه من مكان بعيد
- لاشىء ، لكنه اضاف " .. خرجت قليلا حالما سمعت صراخ الطفلة ....
- أي طفلة .. ؟
- كانت تصرخ كالملدوغ...



- ................
- حالما وصلت لم اجد لها اثرا ، بحثت عنها في الشارع ... حتى الرجل الذى كان يحدثني ... اختفى هو الاخر
- أي ... رجل ..؟
انتبه الى سؤالها خارجا من شروده لكنه واصل " ... حدثني عن المحطة و النخـــيل و الابواب المشرعة وبيوت من طين .. ونهر يخترق المدينة ....
- أي رجــــــــــل ؟
- صعقتني نيران عينيه والاسترخاء الهادىء في تعبيرات وجهه .. قال انه ليس غريبا ، ويعرف هذه المدينة شارعا شارعا وبيتا بيتا ، تصوري انه حدثني عن المحطة وقال انه ينتظر قطارا .. لكنه حالما صرخت الطفلة ذات الجدائل النافر بعضها على جبهتها ، تصوري .. رأيت انا واياه والطفلة طائرة غريبة وهي تخترق الفضاء فوق المدينة والشمس تعكس اشعتها على صفيحهـا مما اثار استغراب الطفلة ، وسألت الرجل .. اسئلة " ضحك بهستيريا " .. الف سؤال .. لماذا هي حمراء ؟ .. لماذا هي ملونة ..؟ لماذا هي صفراء ؟ هل هــــــي بيضاء .. والرجل يجيبها بصبر .. ابي لماذا هي صغيرة" واصل الضحك حتى بدأ يسعل " .. ابي هـل ان الطيار قزم ..؟ حتى يستطيع .. وهكذا ، والرجل يجيب .. سألت عن كل شيء .
سادت فترة صمت قطعها سعال الرجل .. والمرأة متخشبة امام النافذة تراقب السماء والشارع ، حيث يلوح جزء من جذع النخلة العملاق .. واصل الرجل بعد ان هدأت نوبـــــة السعال " حدثني قبل ان تصرخ الطفلة عن بوصلة تشــير الى اتجاه واحد .. تركض مؤشراتها نحو المكان ذاته سواء سقطت من السماء او انبعثت من اعماق الارض .. فهي تشـــير الى المكان ذاته مصحوبة بارتجاج، وتصاعد روائح وكذلك ضجة سواء سمعناها او لا فانها تتسلل الينا دون عناء منا .. انها كالمحطات بالنسبة للقطارات .. القطارات تتراكض نحوها وهي تقف ساكنة تستقبل او تودع .
بحث عن كأس الماء الذى اعتاد ان يضعه على الطاولة امامه وشرب قليلا .واضاف " حالما وصلت اليه لم اجد له اثرا وكذلك الفتاة التي رأيتها تدخل سور الحديقة بعيني هاتين .
قطع استرساله صوت قوى داهم المكان بقوة ، وقبل ان يفعل اى شيء ، اهتز السكون بانفجــار حاد تردد صداه في الزوايا والجدران لبرهة قبل ان تنتشـــــــر ستارة من الغبار جعلت الرجل يسعل ، واهتز البيت بانفجاراخر كان اشد من





سابقه ، بحث عن المرأة وجدها ملتصقة بالجدار ، اقترب منها وضمها اليه بعد ان قرفص امامها ، لكنها حينما سمعت انفجارا اخر دفنت رأسها في صدره وواصلت الضغط ، كان يسمع بوضوح اختلاط انفاسهما مع تأوهات يعرف مصدرها .. ولم تحتج حينما وضع رأسه على رقبتها وتلمس بشفتيه الجلد الطري الناصع لرقبتها .. حاولت ان تتكلم لكنه منعها حينما ضغط جسده على جسدها كانه يريد ان يخترقها في اماكن معينة وكانت اصابعه تربت على كتفها ..
- المحطــــــــــــــــــــة ....
رددت الكلمـة لمرات .. وهي تهز رأسها
- هل يمكن ان يكون قطارا ..؟
- انت تعلمين ان لاقطارات تأتي الى هنا
راقب تدفق دموع انسابت من العينين المتسائلتين ، ورفع اصابعه نحوهما كأنه يريد ان يمنع الدمع من التدفق .....
- مضت سنوات حبيبتي ، لم يدخل هذه المحطة المهجورة قطار .
تداعت الى اسماعهما اصوات خارج الليل المعلق على سماء المدينة..
- انها قريبة جدا ..
- ربما قرب الجدار .. او بمحاذاة النافذة
كانت الضجة تتصاعد.. ارهف السمع وواصل الكلام وشفتاه تنفثان زفيرا ساخنا ينساب على رقبتها كالماء يزداد سخونة مع كل كلمة يتفوه بها .
- انها اصوات مطارق واشياء ثقيلة تسحب على الارض
- وهذا اللغط ؟ لم يشأ ان يتحرك ، بقي ملتصقا بهـــا واضاف ....
- ربما انهم ينصبون خياما .
- أيــــن ؟
- قبالة النافذة .. فهم ينتظرون شيئا ما .
- لماذا قبالة النافذة ؟
- لانها المكان المفترض لما كان يسمى منذ زمن طويل رصيف المحطةالوحيدة في هذا المكان .
واضاف " . ولان محطتنا هي الاخيرة فهي تشبه ارضا تلم حدودها وتخومها وقطاراتها ورسم بيده دائرة حول النافذة ... كان ثمة ضباب ابيض قد حل فحجب عنهما الرؤية اكثر مما يفعله الليل ، ولم ينقشع ، بل ظل يحيط البيت

كانه شيئا صلبا وبالتدريج ارتفع ببطء كستائر نوافذ عملاقة وباتت ترى هي وزوجها عبرالنافذة الاشجار ودغل الحديقة يملأن الارض بالوان ترابية وهما محاطين بصراخ منبعث من الشارع حوم حول البيــــت .

بغداد
ايلول 20



#محمد_علوان_جبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علوان جبر - المحطة - قصة قصيرة