ركان الصفدي
الحوار المتمدن-العدد: 2111 - 2007 / 11 / 26 - 09:06
المحور:
الادب والفن
(1)
رجل ينهض من أيامه
يبدد الضوء صدى ظلامِهِ
يلقي على الفراش نظرة غائمة
لكنه يرى مدينة تضجّ فجأة
تمرّ من أمامِهِ
أدرك أن بيته
محطة لروحه
عظامِهِ
شغّل تلفزيونه
على الحروب تنهش العالم من حوله
كانت وردة
في قلبه تشتعلُ
وذكريات تنطفي
ترتحلُ
زرّر معطفاً على آلامِهِ
ثم مضى...
ليترك الفراش فاغراَ غيابه على
الظلال
ترثي رجلاً ينهض من أيامِهِ...
(2)
صباح
صباح
تثقبه قذيفة عابرة للدم...
لهاث أغنية في النزع الأول...
أبجدية عشب على
ضفاف القلب.
صباح
موغل في الضوء
- في مدينة تندلع دونما بداية-
مارة سود
في غابة الظلال
يلطخون الأرصفة
باللعنات والبصاق
والتحيات عديمة اللون...
صباح
كالحريق
يلذع النوافذ
بشغب الوطن...
صباح يتسلل
إلى فراشي
ويبعثر حلمي
بضجيجه...
مخبرون يمضون إلى أعمالهم
برهافة السكين...
صباح يتقيّأ صخبه
سماءه
شمسه
برده
ثم يتدلى مشنوقاً
تحت
النشيد الوطني...
(3)
رجال
شمس الأصيل
تسيل على الشوارع
تندلق من النوافذ
تزحف إلى الأبواب
تفتحها...
وهم وحدهم
يفسرون أحزانهم...
* * *
يضرمون جمر الأسئلة
فتضيء أجسادهم
في هزيع الوطن
* * *
يمضغون الوقت
ويشربون خمرة الأسى
وحين يستبد بهم الغياب
يطبقون على الوطن العيون
ويصعدون إلى
موتهم...
(4)
السر
أطلق أحلامه في كل اتجاهْ
حاول أن يدنو من السر القصيِّ
باحثاً
عن أصله المخبوء
في نور الإلهْ
وكلما دنا نأى
وكلما نأى دنا...
أدرك أن السر في المركز
لا في الاتجاهْ!
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟