أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الختيار - مشكلة القدر والتناقض بين التسيير والتخيير















المزيد.....

مشكلة القدر والتناقض بين التسيير والتخيير


الختيار

الحوار المتمدن-العدد: 2103 - 2007 / 11 / 18 - 11:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مشكلة القدر :
كثير من المسلمين يفسرون مسألة القدر من منطلق واحد و هي أن علم الله الأزلي الأبدي ، و ذلك بأن الله علم ما الذي سيختاره المرء لذلك و شاءه فجاءت مشيئة العبد موافقة لتلك المشيئة الأزلية ، و يذكرون في هذا السياق "و ما تشاؤون إلا أن يشاء الله" و آيات أخرى تتحدث عن صفة العلم .

و هذا يعني أن الإنسان مخير أن يرتكب المعصية أو لا يرتكبها ، فإن ارتكبها فيكون قد وافق ما تم كتابته في اللوح المحفوظ أنه سيرتكبها ، لأن الله علم أنه سيختار المعصية ، و إن اجتنبها ، فهذا يعني أنه وافق ما كُتِب في اللوح الحفوظ أيضاً و وافق علم الله الأزلي الذي يعلم أنه سيجتنبها و كتب ذلك عليه و شاءه له . و تنتهي المسألة عند هذا الحد .

و لكن مسألة القدر أعقد من ذلك بكثير ، إذ يدخل فيها المشيئة و الإرادة و القضاء ، و كلها أزلية غير حادثة نافذة بلا تأخير أو تأجيل .

و هنا يتبادر لذهني سؤال :

هل كان باستطاعة الله (قدرته) أن يمنع الكافر من ارتكاب الكفر ؟؟؟؟

إن كان جوابك أنه لا يستطيع فهذا يجعل منه إلهاً عاجزاً ، و يجعل المخلوق مستطيع فيما عجز الإله عنه ، و هذا رد لكماله و ألوهيته و قوله "على كل شيءٍ قدير"

أما إن كان جوابك : نعم يستطيع ، فهذا يعني أنه يستطيع منع الكفر لكنه أراد/شاء للكافر أن يرتكبه بل يغضبه ذلك و يسخطه مما يعني أنه يغضب مما يريد و يشاء منذ الأزل .

و مثال ذلك قوله " يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً ولو شاء ربك ما فعلوه "

و مثال آخر قوله :
" ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين "

فهنا نجد أن الله كره لهم القيام و المشاركة في المعركة ، و كرهه لهذا الأمر أزلي ليس بحادث ، و أدت هذه الكراهية إلى تثبيطهم ، و أن يقول لهم اقعدوا على التكوين و القضاء و ليس على الطلب ، أي أنهم لن يقدروا على القيام أبداً إلى المعركة ، و هذا يشبه قوله لإبليس "أخرج منها مذؤوماً مدحورا" لا رادّ له ، و لكن يتم من خلال تكتيكه المعهود إذ يخلق الأسباب الظاهرية لهذا الأمر و يشاؤها كالفسق هنا ، بل يأمر به ، ثم يستخدم هذه الأسباب -التي هو شاءها و أرادها و خلقها و لا رادّ لمشيئته و قضائه - كذريعة لتدمير القرية ، أي تنفيذ مشيئته في تدميرها .

و عليه فإننا نجد أن علم الله الأزلي مرتبط بمشيئته و إرادته المؤثرة النافذة و ليس سابقاً عليها ، فلا يصح أن يكون عَلِم ثم شاء ، أي لا يصح أن تكون مشيئته لاحقة لعلمه كما يتوهم البعض ، و بالتالي لا يصح أن يُقال : أنه علمَ أن فلان سيرتكب الكفر فشاء له ذلك . لأن الصفات لا يصح فيها الحدوث في ذات الله و إلا دل على تغير الحال و هذا يناقض مبدأ الكمال و الألوهية ، و لكنه علم أنه سيرتكب الفاحشة و شاء له ذلك و أراده منذ الأزل ولا رادّ لقضائه .

مما يعني أن البشر أسرى هذه المشيئة الأزلية و الإرادة و القدر و لا فكاك لهم منها . و هذا ما يفهمه آدم عن القدر حين احتج بالقدر في محاججته الشهيرة مع موسى كما ورد في الصحيحين وموطأ الإمام مالك وسنن أبي داود والترمذي عنه صلى الله عليه وسلم بألفاظ متباينة حيث قال و اللفظ للبخاري :

‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏رضي الله عنه ‏
‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏‏ حاج ‏‏ موسى ‏‏ آدم ‏ ‏فقال له أنت الذي أخرجت الناس من الجنة بذنبك وأشقيتهم قال قال ‏ ‏آدم ‏ ‏يا ‏ ‏موسى ‏ ‏أنت الذي ‏ ‏اصطفاك ‏ ‏الله برسالته وبكلامه أتلومني على أمر كتبه الله علي قبل أن يخلقني أو قدره علي قبل أن يخلقني قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فحج ‏ ‏آدم ‏ ‏موسى

فكما نرى كيف احتج آدم بالقدر المكتوب ليبرر خطيئته أمام موسى ، و هذا الحديث محل خلاف شديد بين من يثبت القدر و من ينكره ، كالأشاعرة و المعتزلة ، و فيه جدل كثير لا نحتاج إلى الدخول فيه ، هل هو احتجاج بالقدر على أكل التفاحة أم على التنزيل .

و حتى نفهم مسألة الإرادة الإلهية لا بد أن نقرأ آيات أخرى ، فهو يقول :

" أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم ".
" وَمَنْ يُرِدْ اللَّه فِتْنَته فَلَنْ تَمْلِك لَهُ مِنْ اللَّه شَيْئًا "

وقال نوح لقومه " ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم "
"إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ"

"وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ"

"فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا"

"وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ"
من الآيات السابقة نجد أن الله إذا أراد شيئاً فهو نافذ لا محالة ، لأنه إذا أراد شيئاً و لم ينفذه فهو يناقض صريح الآيات السابقة و يناقض الكمالية فيجعله عاجزاً غن تنفيذ إرادته و مشيئته .

و السؤال الذي سعى أصحاب التخيير إلى تمويه إجابته هو :

إذا لم يشأ الله للكافر إلا أن يكفر ، أي إذا أراد له أن يكفر ، فهل يملك هذا الإنسان إلا أن يكون كافراً ؟؟؟؟؟

و إن كان الأمر كما يعتقد هؤلاء الناس ، من أن اختيار العبد يوافق مشيئة الله الأزلية ، فنحن نسألهم :

من الأزلي و من الحادث ؟؟؟
مشيئة الله أم اختيار العبد و مشيئته ؟

طبعاً مشيئة الله هي الأزلية السابقة على مشيئة العبد الحادثة

و إن كانت مشيئة العبد ستأتي مطابقة لمشيئة الله ، فهذا ينفي الاختيار للعبد ، لأن الله لديه مشيئة واحدة سابقة على مشيئة العبد و ليس عدة مشيئات متضاربة يختار العبد منها ما يشاء كما يتوهم بعض الناس .

و هذا يمكن توضيحه ضمن التفريعة التالية :
فإن قال أحدهم أن لله عدة مشيئات يشاؤها للعبد (أي احتمالات مفتوحة للاختيار) ، نقول له أن هذا تخليط و ظاهر الفساد ، لأن الله إذا شاء للعبد أن يكون كافراً من جهة ، و شاء له أن يكون مؤمناً من جهة ، ليختار العبد أحد المشيئتين ، للزم أحد ثلاثة أمور لا رابع لها : إما أن تنفذ المشيئتين و يكون هذا الإنسان كافر و مؤمن في نفس الوقت ، و هذا واضح التناقض ، و إما أن تنفذ إحدى المشيئتين و لا تنفذ الأخرى ، فيكون حال التي لم تنفذ عجزاً و هذا يناقض الكمالية ، و إما أن لا تنفذ أي من المشيئتين و هذا حاله حال المشيئة العاجزة ، لذلك هناك مشيئة واحدة لله لا تتضارب و لا يعتريها الحدوث .

إذاً ، بما أن الله شاء شيئاً واحداً للإنسان ، و أراد ذلك و قضى به ، فعندها تنتفي جميع الخيارات أمام الإنسان ، و لا يجد أمامه إلا طريقاً واحداً .

و هذا يشبه أن تأتي بشخص ، و تعصب عينيه ، و تضعه في مركبة في منحدر زلق واحد يؤدي إلى الهاوية ، و تضع في طريقه أطفالا صغارا ، و تقول له : انحدر كما تشاء ، و بالسرعة التي تشاء (و أنت تعلم أنه لن يستطيع التحكم بسرعته لأنك أزلتَ المكابح ) ، و لكن احذر أن تسحق الأطفال و تقتلهم ، لأنك بعدها ستسقط في الهاوية ، فينحدر هذا الإنسان في طريقه الوحيد الأوحد ، و يسحق و يسحق جميع الأطفال في طريقه و هو يشعر بالأسف و تأنيب الضمير لكن لا يقوى على الرجوع ، و ينتهي سقوطاً في الهاوية ، و يسمعك و أنت تسرّ إلى حاشيتك و تقول لهم : (لقد وضعته هناك ليسحق الأطفال و يسقط) .
فهل يكون هذا ذنبه أم ذنب المركبة ؟؟؟؟

بل له الحق أن يسألك حين يسمعك تقول لحاشيتك أنك وضعته هناك من الأساس لينتهي بالهاوية ، له الحق أن يسألك بكل حرقة "لِمَ لم تلقِ بي في الهاوية من الأساس دون أن توهمني أنني قتلت كل هؤلاء الأطفال و فشلت في إنقاذ نفسي !!!!! "

و هذا ما نفهمه من الآية التي تقول :

"إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ


فأي عقل هذا الذي يتكلم عنه بعض الناس و يقولون أن الله أعطاك عقلاً به تختار وأرسل الرسل لكي يرشدوك إلى الطريق القويم !!!!

هو لم يعطنا عقلاً بل أعطانا تذكرة سفر باتجاه واحد فقط ، و هذا يصدّق ما ورد في الحديث الصحيح "كل ميسر لما خلق له "

أعتقد أن المسألة باتت واضحة الآن ، و بات واضحاً أن الله اختار كل شيء منذ الأزل ، و أن الإنسان لا يملك أن يرد هذا الاختيار أو المشيئة أو القضاء مهما سعى إلى ذلك . و هذا بصريح الآيات إذ يقول :
"وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً" أنظر هو يستمع إلى كلام الرسول ، لكن الله لا يريد له أن يفقه هذا الكلام ، ثم يغضب عليه لأنه لم يفقهه و يحشره في جهنم داحراً إلى ما لا نهاية له من العذاب المتواصل .

كذلك قوله " وَمَنْ يُرِدْ اللَّه فِتْنَته فَلَنْ تَمْلِك لَهُ مِنْ اللَّه شَيْئًا "

و وقوله :
"وَأَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءتْهُمْ آيَةٌ لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِندَ اللّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءتْ لاَ يُؤْمِنُونَ (109) وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (110) " الأنعام

لاحظ كيف هو التدخل الإلهي و أنه يقلّب أفئدتهم و أبصارهم مثلما فعل معهم أول مرة حين أنكروا الآيات ، فهل بعد هذا الكلام تقولون لي أن الإنسان مختار في أفعاله !!!!

كذلك قوله :
"وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجاباً مستوراً وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقراً "

لاحظ هذا التدخل الإلهي و المشيئة الملزمة للعبد ، فكيف سيختار الإيمان و قد اختار له الله الكفر و حرص على أن يحرمه أي فرصة أخرى للإيمان أو حتى لفهم الإيمان فقد وضع حجاباً ساتراً بينهم و بين الرسول (المفروض أنه بُعث لكل الناس) على القلوب- و يقصد بها العقل كقوله "لهم قلوبٌ لا يفقهون بها"- أكنة و في الآذان وقراً .
ثم يقول لك :" إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ "
شيء محيّر !!!
فكيف سيسمعون إن أنت خرقت آذانهم و جعلت بينهم و بين الرسالة ستراً و أردتَ لهم الكفر بإرادتك النافذة الملزِمة !!!!!

و من شاء تقصّي الآيات التي تشير إلى هذا المعنى ، و هي أن كل شيء يحدث لأن الله هكذا شاءه و هكذا أراده و هكذا قضى كثيرة ، سأذكر منها على سبيل المثال لا الحصر :

" ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعاً أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين - وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون "

" ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم "

" ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين "

" ولو شاء الله لجمعهم على الهدى "

" ولو شاء الله ما أشركوا "

------------

" إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين"

"مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ"

"وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِهِ"

"ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا"

" من يشأ الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم"

و قال حكاية عن إبراهيم " لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين "
"ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده "

" وَمَنْ يُرِدْ اللَّه فِتْنَته فَلَنْ تَمْلِك لَهُ مِنْ اللَّه شَيْئًا "

"فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا"

"إِنْ تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ"

" ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء "
حكاية عن نوح أنه قال لقومه : " ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم "

حكاية عن موسى أنه قال يخاطب الله : " إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء ".
------------

"كذلك يطبع الله على قلوب الكافرين"

" ختم الله تعالى على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم"

" أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم ".
" ونذرهم في طغيانهم يعمهون ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلاً ما كانوا ليؤمنوا إلا إن يشاء الله " فلا المعجزات و الأنبياء كفيلة بجعل من يؤمن يؤمن و من يكفر يكفر ما لم يشأ الله له هذا أو ذاك .


هل تريدون أكثر من هذه الأدلة على أن القرآن يقول بالجبر و التسيير شاء المدافعون عنه ذلك أم أبوا ؟؟؟


لكن القرآن لا يستقر على هذا الرأي ، و يسعى إلى تحييرنا كأغلب الأفكار التي يقول بها ، فتجده من جهة ثانية يقول بالتخيير :

" إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعاً بصيراً إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفوراً إنا اعتدنا للكافرين سلاسل وأغلالاً وسعيراً ".

" ألم نجعل له عينين ولساناً وشفتين وهديناه النجدين "

فألهمها فجورها و تقواها"

و هذا التناقض في الرؤيا أوقع الأمة في خلاف كبير و فرق الفرق و شرذمها في مسألة القدر ، و هذا ليس بمستغرب إذ يشهد القرآن على نفسه و يقول :

" ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً "

و لأنه ليس من عند الله ، فقد وجدوا فيه اختلافاً كبيراً جداً ، و على رأس هذا الخلاف مسألة القدر .



#الختيار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جلسة مع سورة الرحمن 2
- جلسة مع سورة الرحمن 1


المزيد.....




- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الختيار - مشكلة القدر والتناقض بين التسيير والتخيير