أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غادا فؤاد السمان - هل يتمرأى النخيل بغير النخيل؟














المزيد.....

هل يتمرأى النخيل بغير النخيل؟


غادا فؤاد السمان

الحوار المتمدن-العدد: 2102 - 2007 / 11 / 17 - 08:11
المحور: الادب والفن
    



http://www.al-jazirah.com.sa/culture/29102007/aoraq52.htm

لم أكن ضمن دائرة الضوء التي انبثق شعاعه المهذب فيها، ولم أضف إلى كثافة حضوره المرصع بالقصائد والهواجس والاشتغالات، فجأة أجدني هنا واحدة ممن تداهمهم غصة الفراق بشراسة، (علي آل عمر العسيري)، بدون مقدمات كان طائر الفينيق (عادل آل عمر العسيري) يحوم في سماء الحرف باحثا عن نهوضه الجبار لما بعد الفاجعة، فاجعة الرحيل المبكر، والغروب المقدر الذي لابد منه، بثقة لافتة، وبمثالية نادرة وطدها بإخلاصه ووفائه ونبله وبره خاطبني برسالة مقتضبة، موجزة، دالة: (إنه زميل لحرفك وحرفتك باسم الكلمة له عليك لا حجة لك عدم اللقاء، قولي بلا تردد ما ينبغي أن يُقال). هكذا وردتني الرسالة، ليس بحرفية دقيقة، ولكنها تنبئ بكل المعاني المتشابهة، والمُشافهة، والملحاحة، قطعت أنفاسي لاستقبالها، تأملتها بحذر شديد وبلهفة ضارية.

وفشلت في إعلان عدم الاكتراث، لم أتكبد أي عناء لأعرف العسيري عن كثب وجدارة، وحسب أنه الضلع المكتمل من أضلاع الشاعر (خالد الفيصل) والأقرب إلى نبض إبداعه المتواصل، ودربه الطويل.

خالد الفيصل! وتحملني الذاكرة على متن حدث جميل كان يوما في بيروت، واعتصر تفاصيل الذاكرة واعتصم ببقاياها الراسخة، أتراه كان حليف الفيصل في تلك الزيارة التظاهرة في قصر (الأونيسكو) التي عجت بحضور (الخالد) المكتظ.

بحالات لا تحصى؟ أكان شاهدا على جنوحي في استفزاز الضوء؟ أكان أمينا على سجال الروح الذي لا يُمل؟ وأتابع تصفح المشاهد في ذاكرتي، تستوقفني عبارتي في سجل التشريفات لخالد الفيصل: (صاحب المكرمة الإلهية، ليس إلا.. هل حقا يستوي الذين يملكون والذين يبدعون؟ ليتكم تخترقون المعادلة، مع وافر احترامي بعيدا عن البهارج الدنيوية) وإمعانا مني في مزاحمة الضوء وقتها وضعت اسمي سريعا مع رقم الهاتف، لم يطل ليل تلك الليلة حتى باغتني صوت الفيصل الواثق الوادع الرصين كشهاب وهاج، ولم يكن بوحا ذاك الذي تبادلناه الفيصل وأنا بل ربما كان أكثر، ولم يكن زمنا ذاك الذي اختزلناه الفيصل وأنا بل ربما كان أقل، المهم أنه كان الرجل الذي يمكن أن يرتقيه من كان أميرا بقدره، وكان كبيرا بمنتهى التواضع قلّ أن يكونه كبير مثله، وكان إنسانا بكل ما ترتجيه كلمة الإنسانية من إنسان مثله، هكذا أستطيع أن أجزم من هو علي آل عمر العسيري؟ لأنني عرفتُ وإن بإيجاز مركز من جالسه يوما وتآنست وإن بأنس عابر من آنسه بحضوره الممتلئ جمالا وجدوى على الدوام، وهل يتمرأى النخيل بسواه، وهل يدرك قامة النخيل غير النخيل؟ هكذا أفهم أن يحتفي شاعر كخالد الفيصل هذا الكبير بتواضعه وموضوعيته، بقراءته نص للشاعر علي آل عمر العسيري في مهرجان الجنادرية ذات مناسبة، هكذا تدون العرب أصالتها، هكذا تسجل الكلمة والشعرية والمعاني فحواها، وهكذا

يظل الضوء (ضوءاً) لكل الأزمنة ليمحي العتمة من ثناياها وثنايانا الموحشة بالغياب. فهل غاب العسيري حقا، وقصائده تحتل مكانتها الرفيعة في الأذهان، هل غاب العسيري حقاً، و(عامله) البار يحرص كل الحرص على تخليد الذكر والذكرى؟ لعله سيظل الأكثر حضوراً.. لبياض السيرة والسريرة من كثيرين بيننا. عرفنا غيابهم الحقيقي قبل الغياب، لغياب نبلهم في زحمة الفوقية والادعاء.



#غادا_فؤاد_السمان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المأساة المزدوجة بعين الجزيرة
- عاصمة ثقافية
- نقل مباشر
- الحيرة فيما اختاره الأخيار
- عزيزي عزمي هذا الكلام لكَ وحدك
- حوار مفتوح
- رسالةمفتوحة إلى جبران تويني
- البقاء في لبنان واجب والهرولة للخروج منه عار
- روابط الأخوّة اللبنانية السورية المفككة
- ليس دفاعا عن صدّام حسين
- فساد المواطن في إصلاح التغيير
- تضامن مع مجلس إدارة منتدى جمال الأتاسي للحوار الديمقراطي
- قلم قاصر


المزيد.....




- الجزيرة 360 تشارك في مهرجان شفيلد للفيلم الوثائقي بـ-غزة.. ص ...
- النيابة تطالب بمضاعفة عقوبة الكاتب بوعلام صنصال إلى عشر سنوا ...
- دعوات من فنانين عرب لأمن قطر واستقرار المنطقة
- -الهجوم الإيراني على قاعدة العُديد مسرحية استعراضية- - مقال ...
- ميادة الحناوي وأصالة في مهرجان -جرش للثقافة والفنون-.. الإعل ...
- صدر حديثا : كتاب إبداعات منداوية 13
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...
- ميسلون فاخر.. روائية عراقية تُنقّب عن الهوية في عوالم الغربة ...
- مركز الاتصال الحكومي: وزارة الثقافة تُعزّز الهوية الوطنية وت ...
- التعبيرية في الأدب.. من صرخة الإنسان إلى عالم جديد مثالي


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غادا فؤاد السمان - هل يتمرأى النخيل بغير النخيل؟