أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بوبوش - روسيا والغرب معارك قوية على.. لا شيء














المزيد.....

روسيا والغرب معارك قوية على.. لا شيء


محمد بوبوش

الحوار المتمدن-العدد: 2102 - 2007 / 11 / 17 - 10:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يمكن إرجاع الوضع الذي يكتنف عملية النشر المقترح لمنظومة الدفاع الصاروخية في أوروبا والتهديد بالانسحاب الروسي من معاهدة القوات التقليدية في أوروبا إلى الطموحات ورفض الطرفين فهم بعضهم البعض.وهذا أمر حقيقي بالنسبة لكل من روسيا والغرب.وربما تكون النتيجة هي تأزم كبير وغير مرغوب فيه في العلاقات بين الجانبين.
ثمة كثير من الأسباب المنطقية وراء عدم رضا روسيا على نشر مكونات منظومة الدفاع الصاروخية الأميركية في أوروبا والموقف حيال معاهدة القوات التقليدية في أوروبا.فمن الناحية العملية فان كل الخبراء العسكريين الروس يدركون أن منظومة الدفاع الصاروخية الوطنية الأميركية في شكلها الحالي وبالتسليم بقدراتها الفنية لا تشكل تهديدا للقوات النووية الإستراتيجية الروسية.ومع ذلك فانه لا يزال يحير المراقبون الروس اختيار بولندا وجمهورية التشيك بوصفهما مواقع لمنشآت منظومة الدفاع الصاروخي.والشيء المؤكد هو أن الجيش الأميركي لا يمكن أن يعتقد بشكل جاد أولا أن إيران قادرة على إنتاج صواريخ باليستية عابرة للقارات وثانيا توصيل هذه الصواريخ الى الأراضي الأميركية.فكلتا الفرضيتين تقعان في مجال الطب النفسي بشكل اكبر من وقوعهما في مجال التوقع العسكري أو السياسي.ويظهر ذلك بشكل واضح لروسيا أن منظومة الدفاع الصاروخي تستهدفها هي وليست إيران.وثمة إحساس متزايد بأن الصواريخ المقرر نصبها في أراضي بولندا لن تكون صواريخ اعتراضية منصوبة في الأرض بل صواريخ متوسطة المدى داخل مسافة قصيرة جدا من أهداف في الجزء الأوروبي من روسيا.
فضلا عن ذلك فان معاهدة 1987 بشأن الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى تحظر الصواريخ التي يتراوح مداها ما بين 500 الى 5.500 كم فقط بالنسبة لروسيا والولايات المتحدة.وهذه لا تقلق الولايات المتحدة بشكل كبير لأنها ليس لها أي أعداء في نصف الكرة الغربي.والوضع ليس بهذه البساطة بالنسبة لروسيا.حيث أن كثيرا من البلدان القريبة من الحدود الروسية لديها بالفعل أو تنتج صواريخ متوسطة وقصيرة المدى.ومن هذه البلدان إسرائيل وإيران والمملكة العربية السعودية وباكستان والهند والصين وكوريا الشمالية.ومن بين هذه الدول فان الهند وكوريا الشمالية هما الوحيدان غير المحتمل أن يكونوا أعداء لروسيا.
وهذا يعطي روسيا دافع كبير للتخلي عن معاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى.حيث تستطيع الصواريخ المتوسطة المدى المنشورة في منطقتي الاورال وسيبيريا أن تصل الى أي موقع في أوروبا واسيا لمضاهاة منظومة الدفاع الصاروخي الأميركية في شرق أوروبا وترسانات الصواريخ للبلدان الأسيوية السابق الإشارة إليها دون أن تقوم بنصب صواريخ باليستية عابرة القارات الأكثر قيمة والأكثر كلفة.
فيما يتعلق بمعاهدة القوات التقليدية في أوروبا فقد تم التوقيع عليها في وضع جغرافي - سياسي مختلف تماما وتعتبر غير ذات صلة بالوضع الحالي بشكل كبير. وهناك عدد من ا لأسباب في عدم رضا روسيا عن الوضع الحالي.يأتي في مقدمتها وجود "منطقة رمادية" في البلطيق(ليتوانيا ولاتفيا واستونيا ليسو أعضاء في معاهدة القوات التقليدية في أوروبا ويستطيعون من الناحية النظرية أن يكون لهم قوات مسلحة بأي قوة وقوات أجنبية بأي حجم على أراضيهم).بالإضافة الى أن هناك قيود واضحة : أولا لا تستطيع روسيا أن تنشر قوات على أراضيها وثانيا انه لا تزال القوات المسلحة البلغارية والرومانية تعتبران قوات "لحلف وارسو" على الرغم من أن البلدين انضما منذ وقت طويل لحلف شمال الأطلسي(الناتو).
لا يمكن لأحد أن يتسامح مع عجز دول الناتو عن التصديق على معاهدة القوات التقليدية في أوروبا المعدلة على الرغم من أن روسيا سحبت كل قواتها من جورجيا ولها قوة صغيرة جدا في مولدفيا والتي ليس لها أي تسليح ثقيل والتي مهمتها هي حماية مخازن الذخيرة الضخمة التي خلفها الجيش السوفيتي.وفي هذه الحالة فان القوات الروسية هي في الحقيقة تحمي أوروبا من انتشار غير مسيطر عليه لكميات كبيرة من الأسلحة والمتفجرات من هذه المخازن.
إن شكاوى روسيا بشأن معاهدة القوات التقليدية في أوروبا مبررة تماما غير أنها نظرية الى حد كبير.فمن حيث الواقع فان لا روسيا ولا أي بلد في الناتو يستخدم حصصه بأي من الدرجات الخمس من التسليح سواء كان ذلك في المعاهدة القديمة للقوات التقليدية في أوروبا أو معاهدة القوات التقليدية المعدلة في أوروبا. حيث أن جيوش دول البلطيق وسلوفانيا والذين هم ليسو أعضاء في معاهدة القوات التقليدية في أوروبا هي جيوش رمزية بشكل محض في الحجم ولا توجد هناك أية قوات أجنبية في أراضيهم(عدا أربع طائرات مقاتلة في مطار ليتواني تتناوب كل ستة أشهر).ومع عدم وجود أي من الدرجات الخمس من الأسلحة المحددة بموجب معاهدة القوات التقليدية في أوروبا فان المعاهدة تجعل الناتو متفوقا بنسبة 3 الى 1 على روسيا في الوقت الذي يبلغ فيه التفوق الاقتصادي للناتو على روسيا(حسب الناتج المحلي الإجمالي فقط)30 ضعفا.
ومن ثم فانه ليس من مصلحة روسيا تماما التخلي عن المعاهدة لان ذلك يمكن أن يعطي الناتو فرصة نظرية في استغلال تفوقه الاقتصادي في تفوق عسكري. والسؤال هو ما إذا كانت دول الناتو الأوروبية تريد أن تنجر الى سباق تسلح جديد من عدمه.
هذا بالإضافة الى انه إذا ما تم استئناف هذا السباق فان روسيا يمكن أن تنسحب بشكل محدد من معاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة الأجل لتعوض تخلفها في الأسلحة التقليدية.
ويجب أن يلاحظ أن استئناف إنتاج الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى الرائدة لن تكون مشكلة أساسية بالنسبة لروسيا لأنها مشابهة بشكل أساسي للصواريخ الباليستية عابرة القارات من طراز توبول التي تنتجها روسيا حاليا عدا أن لها مرحلتين وليس ثلاث مراحل.



#محمد_بوبوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دراسات في القانون الجنائي الدولي
- مبادرة الحكم الذاتي للصحراء
- هل حان الوقت لأمين عام أسيوي؟
- قضية الصحراء ومفهوم الاستقلا الذاتي


المزيد.....




- ?? مباشر: عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش ينتظر الضو ...
- أمريكا: إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ال ...
- الأردن ينتخب برلمانه الـ20 في سبتمبر.. وبرلماني سابق: الانتخ ...
- مسؤولة أميركية تكشف عن 3 أهداف أساسية في غزة
- تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ -غير الدستو ...
- ما هو -الدوكسنغ- ؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بالفيديو.. الشرطة الإسرائيلية تنقذ بن غفير من اعتداء جماهيري ...
- قلق دولي من خطر نووي.. روسيا تستخدم -الفيتو- ضد قرار أممي
- 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة
- لا ترمها في القمامة.. فوائد -خفية- لقشر البيض


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بوبوش - روسيا والغرب معارك قوية على.. لا شيء