تيري كنو بطرس
الحوار المتمدن-العدد: 2100 - 2007 / 11 / 15 - 11:29
المحور:
حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير
بعد فضيحة كتاب ديوان رئاسة مجلس الوزراء العراقي، والتي وصف فيها المسيحيين العراقيين ب(الجالية) والمسيحيين العراقيين وكل مسيجيي منطقة الشرق الاوسط يعتبرون من الشعوب الاصيلة لهذه البقعة، وبعد التصريحات اللا مسؤولة للملا بختيار العضو القيادي في الاتحاد الوطني الكوردستاني، والتي قال فيها بان الكلدان السريان الاشوريين والتركمان لا يمتلكون ارضا في في العراق في محاولة لتجريدهم من وجودهم التاريخي والانساني.
اصدرت مجموعة من مثقفي شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، بيان تحت عنوان ليكن العراق الاول، لاجل التوقيع عليه من قبل كل المثقفين ممن يحملون لواء الحرية النظام الديمقراطي ولواء تمتع الانسان بحقوقه الطبيعية. ان البيان المذكور هو نداء للبرلمان العراقي لكي يقوم بواجبه ويشرع قانونا يفرض من خلاله على وزارة التربية في العراق وفي اقليم كوردستان اجراء تغييرات في المناهج الدراسية من اجل اعطاء شروح وافية لتاريخ الاشوريين والصابئة المندائيينوالازيدين والشبك، وتضمين هذه المناهج مشاركاتهم في بناء وطنهم سواء عبر التاريخ او في العصر الحالي كما يطالب بتضمين هذه المناهج ابداعات هذه الشعوب في مجالات الادب مترجمة الى اللغة العربية والكوردية. فاذا كان ديوان مجلس الوزراء العراقي يعتبر شعب العراق الاصيل جالية واذا كان قائدا سياسيا محنكا يجردهم من انتمائهم الوطني وشراطتهم فيه، فكيف سينظر المواطنيين الغير المتمتعين بتعليم عال او الاميين للعراقيين من غير العرب والكورد.
ان ما فعله ديوان رئاسة الوزراء والسياسي المحنك، كان سيقابل في اي دولة تدعي الديمقراطية بالاستقالة، لانه على الاقل اهانة لمشاعر ملايين الاشخاص من المواطنيين الذين قدموا خدمات جليلة لوطنهم وبقوا متشبثين بهذا الوطن رغم ما عانوه، ولا كننا نلاحظ ان الطرفين لم يكلفا نفسيهما ولو باعتذار لما بدر منهم، وهذه علامة لا تبعث على الخير.
ان محاولة تجاهل هذه الشعوب وما عانته عبر التاريخ القريب من المذابح والتشريد وما عانته من الاظطهادات المبرمجة في غالبها، يعني لدينا علامة استفهام واسعة، حول النظام الديمقراطي المنشود اقامته في العراق، فهل هي ديمقراطية الكبار فقط ام يجب ان تشمل هذه الديمقراطية الكل.
لقد تم وضع كل الاوزار على الارهابيين القتلة، في الكثير من الهجمات التي تعرض لها المسيحيين والصابئة المندائيين والازيدين، ولكن هذين التصريحين الا يدخلان في نفس الخانة، فما الفارق بين قتل افراد وتفجير كنائس وفرض الاسلمة بالقوة عن تجاهل ونكران شعب بكامله قام في هذه الارض منذ بدء التاريخ، فاذا كنا في مجال التفاخر بالاقدمية، فنحن الباقون على تراث اقدم سكان العراق لغة وافتخارا وعاداتوتقاليد، والاخرين قد اتوا بعدنا بالحرب وبالغزو.
لم يكن بناء الاوطان يوما بتجاهل المشاكل او تجاهل مكونات اساسية منه، ان ذلك يعني خراب البلدان، وهذا ما عشناه طيلة الفترات الماضية، الم يحن الوقت لكي نعيد النظر بمسلماتنا التي لم تعطينا الا القتل والسحل والتدمير لكل شئ في هذه البلدان واول ما تم تدميره هو انسانية الانسان. ان النظرات الفوقية التي يتم النظر اليها من قبل الاكثرية تجاه الاقليات الدينية والقومية، ولغة اشعارهم بان عليهم ان يقدموا الشكر ليل نهار للاكثرية لانها لم تمحي وجودهم في ارضهم الاصلية، يجب ان يتم التخلص منها الى الابد، ان سكان هذه البلدان الاصليون ورغم قلة عددهم الا ان هذه القلة لم تتأت من نقص الخصوبة او من تحولهم الذاتي الى العروبة او التكريد نتيجة لشعورهم برحابة الثقافة العربية الاسلامية كما يقال دوما، بل لتعرضهم لمذابح بشعة، يجب تسليط الضوء عليها لكي يدرك الجميع ماذا حصل في التاريخ الذي يحاول البعض عدم التطرق اليه. ان المثقفون الذين صاغوا هذا النداء، يوجهون دعتوتهم لكل من يريد ان تشاع ثقافة التسامح والتعددية الفكرية والحضارية وقيم الحرية في هذه المنطقة لكي يوقعوا هذا النداء وعلى الرابط التالي:
http://ankawa.com/petition/petitionir.php
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟