هل تسقط حكومة حماس ؟؟؟

عبد الرحمن قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2099 - 2007 / 11 / 14 - 10:50
المحور: القضية الفلسطينية
    

لم يتوقع أحد أن تقوم حماس بتحويل ضغط الحصار على الشعب المحاصر في غزة، ولا يمكن للناس أن يتحملوا موجة الأسعار الجنونية التي تفرضها حماس لكي توفر الرواتب " الشريفة ؟ " لجيشها وعناصرها، ذلك أن الشعب الفلسطيني في غزة يجب أن يستفتى في موضوعة الحصار وإذا ما كان يتقبل أن يتحمل نتائجه، لا أن يفرض عليه ذلك. حماس خرجت عن شعار التغيير والإصلاح خروجاً سافراً بينما تستخدم شعار المقاومة كالحبوب المنومة، فالشعب في غزة لا يريد تمزيق الاحتلال ولا يريد ترديد شعارات ملالي إيران عن سقوط أمريكا وإسرائيل. شعب غزة أيها المشائخ أصبح ينتظر من إسرائيل أو أي دولة أن تخلصه من حكمكم الظالم. لا يريد الشعب قتل اليهود، بل يريد الاتفاق معهم وعقد المصالحة لكي يعيش .. مجرد يعيش. الخطابات الثورية لا تغني ولا تسمن من جوع، أراد الشعب أن يسمع أن سعر الطحين قد عاد إلى سعره الأصلي أي 50 شيكل بدلاً من 140 شيكل. الشعب يريد أن يتخفض سعر المحروقات والسولار لكي يعود الليتر بـ 2.5 شيكل بدلاً من 5.5 شيكل. شعب غزة يا سادتي المشائخ يريد أن يعود سعر أنبوبة الغاز إلى 12 شيكل بدلاً من 55 شيكل. الشعب يريد أن تعود أسعار السجائر إلى 7 شيكل للعلبة بدلاً من 20 شيكل.

الخطب النارية لا تجدي ولا تنفع، ويبدو أن هجوم حماس على المواد الأساسية لتقاسم الناس لقمتهم وتسرقهم بالخاوة والعربدة، سيدفع بالنهاية إلى صدام حتمي مع الناس. طبعاً ستقول حماس أن ذلك مؤامرة فتحاوية لإسقاط الحكومة، أي أن حماس تكذب على الناس في وسائل الإعلام وكأنهم ليسوا السبب الرئيسي في الحصار، وكأنهم لا يسرقون الشعب من خلال رفع الأسعار. هل دخلت حماس الانتخابات لكي تفرض حصاراً ظالماً على الشعب الفلسطيني ؟ هل هزيمة إسرائيل ممكنة في هذه اللحظة التاريخية ؟ لماذا لا تتخلى حماس عن الحكم إذا كانت لا تريد الاعتراف بإسرائيل ؟ أين الدعم الإيراني إذا كانت حماس تنهب سعر الطحين والغاز والمحروقات ؟ كيف يعيش الشعب دون استيراد المواد التشغيلية ؟ دون قطع غيار السيارات ؟ دون أدوات الكهرباء ؟ دون الورق وحبر المطابع ؟ دون الإسمنت والحصمة ؟ دون حديد التسليح ؟ دون الألومنيوم للشبابيك ؟؟؟ إلى متى يمكن أن يتحمل الناس هذا الوضع الذي فاق كل تصور ؟! أي هلاك وأي جوع هذا ؟!

إذا كانت حماس " تدعي " أن كل ذلك هو ثمن الحصار المفروض عليها، فإنها من دون شك تتحمل وزر هذا الحصار، إذ لا يمكن في هذا الوضع المختل كلياً لصالح إسرائيل أن نتمكن من تحصيل حقوق جوهرية سوى الحق في الحياة، أما إذا كان المقصود هو مشروع موت جماعي فإن ذلك يجب أن يتم باختيار الناس وبمحض إرادتهم، فهل تدعي حماس أنها حريصة على حقوق الناس أكثر من حرصهم هم على أنفسهم ؟! أية وصاية ظالمة تلك التي تجبر الناس على دفع ثمن الحصار لصالح مشروع حماس الفاشل، ثم تخرج حماس لاستنكار اعتبارها حركة إرهابية، فما هو الإرهاب إذا لم يكن فرض الجوع على الناس دون مبرر ؟؟ لماذا لا تعترف حماس بفشل مشروعها المقاوم ؟ وهل استعدت حماس بالبنادق لقتل المحتجين على موجات الغلاء ؟ هل وسعت المعتقلات ؟ إن موجة الغلاء الجنونية التي تجتاح غزة ستقود حتماً إلى صدام فيكون هذا الشتاء ساخناً لترتكب حماس مزيد من جرائم القتل والإرهاب المنظم، لكن التاريخ يقود إلى استنتاج وحيد، وهو أن حماس آيلة للسقوط، غداً .. أو بعد غد، لكنها تستسقط.

#عبد_الرحمن_قاسم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات