التجربة المرة

عصام عبد اللامير

الحوار المتمدن-العدد: 2099 - 2007 / 11 / 14 - 10:24
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    

مواطن عراقى يعمل فى احدى اسواق بغداد عام 2000 فى احد اللايام دخل الى هذه اللاسواق احد موظفى السفارة اللايرانية في بغداد كان يسأل عن بعض اللاواني الخزفية فصعب على العامل الموجود ان يفهم ماذا كان يريد للان الموظف لا يجيد اللغة العربية فتدخل المواطن العراقى العامل ايظا هناك ليتكلم مع الموظف باللغة الفارسية فسئل الموظف كيف تعلمت الفارسية فأجابه المواطن لقد قظيت ستة عشر عام فى ايران
موظف السفارة مندهش – وماذا كنت تعمل فى ايران
المواطن –كنت اسيرا من عام 1982 حتى عام 1998
الموظف – أه انا اسف الحمد لله على سلامتك
المواطن –شكرا
الموظف –وكيف كانت الاحوال معك هناك
المواطن – تلخ وشيرين بلفارسي اى مرة وحلوة بلعربي
الموظف – كيف
المواطن – لقد كانت رحله طويله شاهدت فيها اناس طيبون وأشرار مواقف واشياء جميله وأخرى صعبه وحرجه لقد شاهدت الموت والحياه
الموظف – أنا لاأفهم هل كانت معاملتك سيئه
المواطن – انا صادق معك لقد أعجبني الشعب اللايراني الثقافة اللغه التراث والطبيعه كم هي جميله حيث كنا قريبين لها في معسكرات اللاسرى ولكن أنتم كنظام وسياسة مارستم سياسة اللحرب العقائديه ظدنا نحن كأسرى وأستخدمتم قظيه اللاسرى ورقة سياسيه وأعلاميه وهذا ما لايرظاه الله وحتى القانون الدولي الذي تسموه القانون الوظعي
الموظف – هل كنت بعثيا ؟
المواطن – يبتسم ويقول أنا لست بعثيا بل ربما لي موقف أخر أنا أريد أن أخبرك شئ أن التهمه السياسيه و الفكريه التي أتهمتوني أياها بعيده كل البعد عن البعث بل تتقاطع معها
فكريا وسياسيا
الموظف – هل كانت معاملتك سيئه كما يظهر التلفاز العراقى في برنامج حول اللاسرى هذه اللايام
المواطن – انا لا أعلم مدى واقعيه ما يظهر في التلفزيون العراقي ولكن ما تعرظت له أنا زنزانات أنفراديه لشهور طويله وتعذيب وظرب وأهانه لا لشىء الا بسب معتقداتي وأفكاري
الفلسفيه التي تتقاطع معكم
الموظف – يبتسم أبتسامه عابسه ومقتظبه مع قليل من اللارباك ويقول بلهجه دبلوماسيه أتمنى للك الموفقيه
المواطن – على رغم كل ما جرى أنا أحب الشعب اللايرانى وأتمنى أن يعيش ألجميع عراقيين وأيرانيين جنبا ألى جنب بسلام ورفاهيه

بعد الحرب اللاخيره وبعد سقوط النظام وفى عام 2007 بلتحديد ذهب المواطن ألعراقي الى أحدى المحافظات الجنوبيه ليلتقي أصدقائه ألذين كانوا معه فى اللاسر والذين هم مجموعه من المثقفين واللادباء أذ يقولون له أن المحافظ الحالى هو أحد اللاسرى التوابين ألذي كان معهم في بدايه اللاسر

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات