أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - احمد ملا طلال - نسخة منه الى:















المزيد.....

نسخة منه الى:


احمد ملا طلال

الحوار المتمدن-العدد: 2097 - 2007 / 11 / 12 - 12:26
المحور: الصحافة والاعلام
    


وأخيراً ... وبعد طول صبر وعناء ، اعلن استسلامي ، رافعاً رايتي البيضاء وملوحا بها الى حفنة من رجالات الزمن الاحمق الذين يتحكمون اليوم بزمام ادارة شبكة الاعلام العراقي ، مثلي في ذلك مثل الخميني الراحل عندما تجرع سم الموافقة على وقف الحرب العراقية الايرانية .
نعم فاليوم اعلن استقالتي ومغادرتي قناة العراقية الفضائية نحو مجهول هو ارحم علي من واقع اعلامي مرير بات يؤرقني ، وينخر جسدي ويغتال حلمي في رؤية اعلام عراقي مهني حر استشرفته في الايام الاولى لسقطوط النظام السابق وكيف سيكون اعلاماً منافساً لما نراه اليوم في دول العالم المتحضر ، وأذا بالحلم يقتل وهو في المهد، وأذا بالأمل وقد أغتيل .
مثل الثامن من نيسان من العام 2005 خط الشروع لمسيرة الانحدار نحو الهاوية ، وهو تأريخ استلام الادارة الحالية رسميا ادارة الامور في شبكة الاعلام العراقي من الشركات الاجنبية التي قامت باعادة تأهيل ستوديو 800 وستوديو 600 وجهزتهما بأحدث ما موجود في السوق العالمية من تقنيات التصوير والاخراج والبث التلفزيوني ، موفرةً بذلك بنيةً تحتيةً تحسدنا عليها اليوم قنواتٌ فضائية عالمية ، في هذا الوقت كانت قناة ال بي سي اللبنانية قد أنهت للتو عقداً ألتزمت بموجبه بتدريب الكوادر العراقية في جميع التخصصات التلفزيونية ونجحت الى حد بعيد في تهيئة مجموعة خيرة من الشباب العراقي من اللذين اثبتوا مقدرة فائقة (كل في اختصاصه) في التعامل مع التقنيات الحديثة آنفة الذكر ، وبدى وكأن العراقية في طريقها خلال السنتين او الثلاث القادمة لتكون القناة الفضائية رقم واحد في الشرق الأوسط.
وطبعا لم يحصل شيء من هذا ، والعراقية الآن هي ليست الا تلك القناة البائسة التي يشاهدها بعض العراقيين لبعض الوقت ، وفقط لمعرفة ساعات حظر التجوال أو أخبار رواتب المتقاعدين .
ما الذي حصل أذن ؟
سؤال كبير والأجابة عليه تحتاج الى دراسة معمقة والى دخول في تفاصيل قيل وكتب وبث منها الكثير كان للحقيقة فيها ، حصة سمينة ، تفاصيل أقلها يدفع نحو الأحباط والاعتراف المبكر بالفشل الذريع للتجربة ، وحتى البحث عن مكان عمل آخر لولا ، صفة الامومة التي تتمتع بها العراقية كقناة دولة ، وطول الامل بأنصلاح الحال ، والرفقة الطيبة ، وخمسون ساعة ضوء سلطتها مؤسسة الذاكرة العراقية وأنارت بها عتمة العراقية ، فضلا عن متنفسي الأسبوعي المباشر الموسوم بملفات ساخنة الذي كنت أتعكز عليه كلما راودتني فكرة الاستسلام .
كل هذا ولم أكن أعرف أني أعيش العصر الذهبي لوجوي في العراقية بالقياس للأشهر الستة الاخيرة ، فقد كان الأمرُ فيما مضى يتعلق أما بفساد اداري ومالي داخل الشبكة ليس من واجبي العمل على اثباته ، او ممارسة الوظيفة في(( أجواء صدامية )) وهذا ايضا من الامور التي تحملتها على مضض وتكيفت معها بحكم الخبرة الطويلة ، رغم بعض الانتفاضات الشخصية البسيطة ، اما أن يصل الامر الى التدخل في كل صغيرة وكبيرة في ما يخص انتاج برنامجي السياسي الاسبوعي ملفات ساخنة فهذا ما لا أتقبله ابدا .
فقد ازدادت الخطوط الحمر ، وطالت قائمة الممنوعات ، وتضاعف بأضطراد عدد السياسيين واصحاب الرأي المحضور علي أستضافتهم حتى أمرت أخيراً بأيقاف برنامج ملفات ساخنة وأستبداله ببرنامج " بارد يتناسب والأرض الهشة التي يقف عليها المدير العام " وهذه العبارة نقلها لي بدقة وعلى شكل أمر واجب التطبيق ، حجي عزيز والي الأمير العام على البرامج السياسية وكأني عالم جيولوجي أعرف ماهية طبقات الارض أو مزارع أفنيت عمري في التعامل مع الترب الغرينية .
والغريب انهم يتحدثون دائما ( الامير العام وواليه على البرامج السياسية) على لسان الرئاسة والحكومة ومجلس النواب ويوحون ان الجميع يملي عليهم ، وهم بالتالي يفعلون مايؤمرون لتخرج علينا التعليمات بعد ذلك بصيغة الأمر واجب التنفيذ مع الـتأكيد على عبارة " أذا أنتقدنا الرئاسة والحكومة والنواب في سياستنا التحريرية فمن ذا الذي سيدافع عنا ويسندنا " !!!! .
مع أني وكذا باقي الزملاء تربطنا علاقات طيبة جدا بكبار الساسة والوزراء والنواب وتجمعنا بمعظمهم ثقة متبادلة تسمح لنا ولهم ان نتصارح لو لزم الامر ، ولكني وهذه شهادة للـتأريخ لم أرَ ، أو أسمع ، ولم تصلني اية اشارة ، أو أيحاءة بشكل مباشر أو غير مباشر تحمل اي معنى من معاني التدخل في السياسة الاعلامية لبرامجي من اي شخص مسؤول في الدولة العراقية بعد التاسع من نيسان 2003 ، على الاقل حتى كتابة هذه السطور !!!!!.
وعلى سبيل المثال لا الحصر اليكم هذه الحادثة التي حصلت قبل اشهر:
استضفت في احدى حلقات برنامج ملفات ساخنة النائب حسن السنيد والنائب حسين الفلوجي ، وتم في ذلك اليوم تسجيل البرنامج على ان يبث مساءأ عند الساعة العاشرة ، الا ان البرنامج لم يبث في ذلك اليوم ، فأتصلت ، وأنا في منزلي ، بمدير التنسيق لمعرفة السبب فأبلغني أن حجي عزيز والي الأمير العام على البرامج السياسية قد منع بث الحلقة فأتصلت بحضرة الوالي مستفهما ، فأذا به يقول " اثناء الفحص شفنا ان حسين الفلوجي حاجي على الحكومة " ، فقلت له : لم يتجاوز اي ضيف من ضيوفي هذا اليوم حدود اللياقة او ادب الحوار وان الاختلاف في الرأي بينهما اعطى مصداقية أكثر للبرنامج والقناة معا ، فأجابني بأنه اتخذ القرار المناسب وانه اتصل بالسيد حبيب وتلقى منه أمراً بعدم بث البرنامج وسيقوم بفحص الحلقة موضوعيا بنفسه يوم غد، "والسيد يكول اذا سألوه الضيوف عن سبب عدم بث البرنامج خلي يكللهم الحلقة بيها خلل فني ".
في هذه الاثناء اتصل بي النائب حسين الفلوجي مستفسرا عن سبب عدم عرض البرنامج فأخبرته بما جرى فأشتاط غضباً ، فتوسلت اليه ان لا يفعل شيء ًحتى نتبين ، وأتصلت بعدها بالنائب حسن السنيد لأخبره بما جرى فصُدم لما حصل وقال بالحرف الواحد " ذولة شبيهم ؟، من كل عقلهم؟ ، وأضاف الحوار كان رائعاً جدا والخلاف في الرأي لايفسد في الود قضية " ، وطالبني بالصبر واستسرني بان حبيب لن يبقى طويلا وان هناك هيئة امناء جديدة ستعين قريبا و ستقوم بعزله.
آسف على الاطالة ولكن الاهم حصل في اليوم التالي :
بعد ان شاهد الأمير العام الحلقة بمعية عضو هيئة الامناء في ذلك الوقت محمد جاسم خضير اتفقوا على ضرورة عدم بثها ، فأخبرتهم أن النائب حسين الفلوجي غير مقتنع بموضوع الخلل الفني ويعتقد ان الحلقة لم تعرض لأنها تستبطن نقدا للواقع السياسي وأنه سيفعل كذا وكذا . فما كان من الامير العام حبيب الصدر ألا ان أمر بتعمد أحداث خلل فني في مواقع متعددة من شريط الحلقة خوفا من أن تصل مطالبة النائب حسين الفلوجي الى فحص الشريط بنفسه ، وتم له ذلك ، وتم أعطاب الشريط في عدة اماكن .

ملاحظة :
(لدي وثيقة رسمية تثبت سلامة الشريط وجاهزيته للبث موقعة بتأريخ تسجيل الحلقة من قبل فريق الفحص الهندسي الذي عادة ما يقوم بفحص اي عمل حال الانتهاء من تسجيله وأتحدى حبيب الصدر أو عزيز ان يأتوني بشريط الحلقة سليما كما تؤكد وثيقة الفحص الهندسي ).
هذا فيض من غيض أجبرني على تقديم كتاب استقالتي ، علها تسهم في التذكير بمأساة شبكة الاعلام العراقي وقناة العراقية بالتحديد.
نسخة منه الى :
- السيد رئيس الجمهورية المحترم بأعتباره حاميا للدستور العراقي الذي يؤكد على حق العراقيين في التعبير عن آرائهم بالطرق السلمية.... مع التقدير
- السيد رئيس الوزراء المحترم برجاء تطبيق خطة فرض القانون التي جددت أمل العراقيين بالعراق الجديد على شبكة الاعلام العراقي علها تسهم في بناء ارضية لأعلام يليق بهذا العراق مع التقدير.
- السيد رئيس مجلس النواب المحترم برجاء التعجيل بتقديم القانون الجديد لهيئة الاعلام عله يحمل بين طياته علاجاً شافياً مع التقدير.
- السادة النواب المحترمون ، يا من ربت الكثير منكم على أكتافنا مرددين العبارة التالية " لاتحزنوا فأنتم الباقون وهم الماضون " ها نحن نمضي الواحد تلو الآخر وهم تتجذر أقدامهم أكثر فأكثر ، برجاء الحذر سادتي من بعض البنود الملغومة في القانون الجديد مع التقدير.
- السيد المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء برجاء بيان الموقف الرسمي لجنابكم حول ادعائات حبيب الصدر وعزيز رحيم أن هذه الاوامر كانت تصدر من قبلكم مع التقدير.
- النخب الاعلامية والثقافية العراقية المحترمة في الداخل والخارج لبيان الرأي مع التقدير.
- الفاضلات ، الأفاضل من متابعي برنامج ملفات ساخنة من على شاشة العراقية ، للعلم ، وتفهم أسباب تلكؤ عرض البرنامج في الفترة المنصرمة مع التقدير .



#احمد_ملا_طلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هيئة علماء الجزيرة وحوزة المنار الناطقة


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - احمد ملا طلال - نسخة منه الى: