أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرحمن قاسم - الدولة العلمانية الديمقراطية في شعر محمود درويش !!














المزيد.....

الدولة العلمانية الديمقراطية في شعر محمود درويش !!


عبدالرحمن قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2095 - 2007 / 11 / 10 - 11:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هذا المقال لن يجد من القراء المصوتين ما يتجاوز اليد الواحدة، ورغم ذلك فهو يطرح القضية الفلسطينية كما هي على أرض الواقع دون رتوش وماكياج المصطلحات. من يتحمل مسئولية ما وصل إليه الشعب الفلسطيني حتى بات يفترش الفقر ويلتحف ذل العوز ؟ فتح أجبرت الشعب الفلسطيني دون استفتاء على دخول تسوية العار في أوسلو، ونقول تسوية العار لأنها جعلت السلطة وأجهزتها تعمل ليلاً نهاراً لاعتقال المعارضين خدمة لأغراض الأمن الصهيوني مقابل الرواتب. هذا المشروع، أي تقديم خدمة الأمن لإسرائيل مقابل الامتيازات الشخصية والرواتب ما زال قائماً، وتطمح فتح إلى إعادة اللعب بنفس ورقة أوسلو: تخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني، مقابل الأمن الصهيوني. أما الإسلام السياسي المتمثل في حماس والجهاد فلا يملك أي أوراق سياسية عدا منع فتح من تهورها للتعامل الفاضح مع المشروع الصهيوني مع شطب حقوق الشعب الفلسطيني في الكرامة والسيادة والاستقلال.

عندما تفشل القيادة السياسية لأي شعب من الشعوب فإنها تحاسب بإقصائها وسجنها بل وإعدامها إن لزم الأمر، أما لدى الشعوب المسلمة، فهذا الأمر لا يحدث لأن الشعب مشغول بالعقيدة والجنة والأدعية والأذكار وعدم الإيمان بالحياة، فالبرغم من الخيانة الواضحة لحركة فتح، ما زالت الرواتب تشكل مصدر عيش الكثير من الفقراء التابعين لها لأجل لقمة العيش، وبالرغم من أن منظمة التحرير قد تحولت إلى جسم هش ينخره الفساد حتى العظم، إلا أن البعض ما زال يتحدث باسمها ويلغي حق العودة للاجئين. هذا البعض ماذا سيشتغل لو تبخرت منظمة التحرير ؟ لا شيء، سيجد نفسه عاطلاً عن العمل لا يستطيع إطعام نفسه، بينما يعيش الآن في بذخ ويعقد الاجتماعات مع الصهاينة في تل أبيب. ببساطة يشتغلون في التنازل عن الحقوق. يعتاشون من بيع الحقوق الوطنية مقابل امتيازاتهم الشخصية.

لو تأمل الباحث في نوعية الأشخاص القياديين في حركة فتح، سيجدهم من البلطجية والسفاحين. بعضهم كان يتاجر في المخدرات والسلاح ويعيث في الأرض فساداً، وبعضهم تنازل عن زوجته مقابل نجمة تعلق على كتفه. هؤلاء بعد اتفاق أوسلو، أنشأوا السجون والزنازين تحت الأرض لتعذيب من يحاولون الإخلال بالأمن الصهيوني، وهم بالمقابل يركبون السيارات الفارهة مثل أمراء الخليج، ثم يأتي أحدهم ويخبرك بأنهم قلقون على مصلحة الشعب الفلسطيني !!

حماس كنموذج للإسلام السياسي، طرحت شعار الإسلام هو الحل، ثم تبين لاحقاً بأن الإسلام هو المشكلة وليس الحل. أسعار المواد الغذائية والمحروقات والمواصلات وصلت حدوداً خيالية. الطريف في الأمر، أن حماس تعتبر " التدخين " من المحرمات، ولكنها تتاجر بالسجائر وتفرض عليها مكوساً " ربا ! " حتى بلغ سعر العلبة الواحدة سبعة دولارات. فتح فاشلة وحماس فاشلة ولكنهم يتربعون على صدر الشعب الفلسطيني بالغوغاء والإرهاب والبلطجة والكذب والتزوير والتضليل، فالواقع يكذبهم جميعاً، لأن انتفاضاتهم جعلت من خسائر الشعب الفلسطيني هباء منثوراً وأوصله إلى طريق مسدود، ولو كان الشعب الفلسطيني واعياً حقاً، لقام بمحاكمة قيادات فتح وحماس وتحميلهم المسئولية عن موت آلاف الناس وعن آلاف الأسرى وآلاف المعاقين والجرحى واليتامى والثكالى والأرامل.

الآن تقوم إسرائيل بترتيب آخر إجراءات الفصل العنصري، وهي لم تخف ذلك بل أعلنه شارون صراحة ضمن مشروع الفصل وفك الارتباط. إرجاءات الفصل العنصري تلك تحتاج إلى حراس للسجون العنصرية. هؤلاء الحراس يسمون ذلك " دولة " وإسرائيل لا يهمها التسمية. بيريز قال ساخراً: ليسمونها امبراطورية !! حماس استقلت بغزة وعملت على تطهيرها من بلطجية فتح، واستبلدتهم ببلطجية إسلاميون، يقومون بتهريب السجائر وفرض المكوس الباهظة عليها، رغم أن السجائر حرام والمكوس أيضاً حرام !!

ليس أمام الشعب الفلسطيني سوى إعادة إغناء الفكر السياسي إيقاف مهزلة المشروع " الخياني " للفصل العنصري وإيجاد بديل للرواتب التي تشكل مفصل الابتزاز الحقير للجماهير، وكذلك لوقف التدهور الأصولي الذي لا يحمل سوى الموت والجوع والدمار والإرهاب. لابد من ثقافة جديدة تؤسس للدولة العلمانية الديمقراطية، ففلسطين ليس لليهود وحدهم، وبعد شلالات الدماء التي سالت من الشعبين بفعل الأصوليين والمتطرفين، لابد للعقلانية أن تتصاعد، ولابد من بعث الفكر الإنساني ليجد مخرجاً إبداعياً لكل هذه الفوضى. يقول درويش موجهاً حديثه للإسرائيليين: السلام هو الاعتراف علانية بالحقيقية .. ماذا صنعتم بطيف القتيل .. السلام هو الانصراف إلى عمل في الحديقة .. ماذا سنزرع عما قليل. كما يقول: السلام هو رثاء فتىً ثقبت قلبه شامة امرأة .. لا رصاص ولا قنبلة .. السلام غناء حياة هنا في الحياة .. على وتر السنبلة.

ثم يواصل الشاعر العظيم استعراضه لمفهوم الدولة الواحدة والسلام المنشود قائلا:

السلام كلام المسافر في نفسهِ
للمسافر في الجهة الثانية

السلام حمام غريبين يقتسمان الهديلَ
الأخير، على حافة الهاوية
=============

السلام اعتذارَ القوي لمن هوَ
أضعف منه سلاحاً، وأقوى مدى

السلام انكسار السيوف أمام الجمالِ
الطبيعي، حيث يفلَّ الحديدَ الندى

==============

السلام حنين عدوَّين، كلٌّ على حدة
للتثاؤب فوق رصيف الضجر

السلام أنين محبين يغتسلان
بضوء القمر

=============

السلام نهارٌ أليفٌ، لطيفٌ، خفيفٌ
الخطى، لا يعادي أحد

السلام قطارٌ يوحّد سكانه العائدين
أو الذاهبين إلى نزهة في ضواحي الأبد

انتهى







ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- سوريا.. بيان من 10 دول عربية وتركيا يعدد 6 نقاط لدعم دمشق
- ما هو مخطط حكومة نتانياهو في سوريا ودور الدروز الإسرائيليين؟ ...
- رئيس الشاباك الأسبق يعلق لـCNN على ضربات إسرائيل بسوريا: دخل ...
- سوريا.. العشائر والقبائل العربية تشعل تفاعلا في السويداء.. م ...
- كارثة الطائرة الهندية: من هما الطيّاران اللذان كانا في قمرة ...
- لتحقيق الأمن المائي.. تونس تبحث عن حلول في الأرض والسماء
- دراسة لناسا: الحياة خارج الأرض دون ماء ممكنة
- ماكرون يدين -بأشد العبارات- القصف الإسرائيلي لكنيسة -العائلة ...
- القبور الوهمية.. مدافن إسرائيلية بلا موتى لطمس هوية القدس
- ابتكارات اضطرارية.. الغزيون يواجهون النقص بصناعة بدائلهم


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرحمن قاسم - الدولة العلمانية الديمقراطية في شعر محمود درويش !!