أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجم عذوف - هناك بارض الرافدين اضرحة اخرى تنتظرنا














المزيد.....

هناك بارض الرافدين اضرحة اخرى تنتظرنا


نجم عذوف

الحوار المتمدن-العدد: 645 - 2003 / 11 / 7 - 00:36
المحور: الادب والفن
    


( هناك بارض الرافدين اضرحة اخرى تنتظرنا )

ان الخروج من سنوات احروب الى سنوات المنافي معادلات ترتكز جدلياتها على الافتراضات اللامنطقيه للوعي الخارج عن اللامألوف , فترتكزارة على هوامش الحطام الذي خلفته تلك المأساة وتارة تذهب الى افتراضية العقل الهارب الى حيث الخروج عن العقلانيه . وكما قال في مقدمة (( ضباب الاضرحه )) للشاعر (هـــــادي

الحسني ) الكاتب والمفكر العراقي الكبير ( عبد الامير الدراجي ) ( امتهن الموت والانكسار حتى ليكاد السلام بالنسبة له اشبه بعادة سريه تثير حفيظته الخجله ) .

فالموت بكل مفرداته موضوع يثير الدهشه .. اذ بني على اساس الامتلاكات الكونيه للمفرده الحيه النابضه التي تشكل المتناقضات في اجواء الرهبة اللاهوتيه , لعالم لم يستكمل بعد كل شروحاته .

هادي الحسيني واحد من هذه العوالم التي أرتأت ان تبني في اجواء التناقضات اشياء لمعارك المعرفه الحسيه للقصيده ....

وكانما القرن العشرين لايريد ان ينتهي دون سباتات زمنيه أو مطاردات منهجيه فكريه رسمنها حطامات الحروب في زمن وتلقفتها المنافي في زمن اخر .

ليس هروبا من الاجواء بل ذهابا الى العالم المتسامي , العالم الذي تخطه ابتهالات القديسين قي حضرة الالهه ورهبتها الكونيه , فاتت صهيل خيله قصائد تحمل رائحة الدم والبارود في موضع وتحمل بنفسجية وشذى وحب في جانب اخر .

ربما علاقاته بيوميات الشاعر الكبير عبد الوهاب البياتي اضفت اليه لمسات العزوف عن اسقاط الدموع واستبدالها بندى الورد في صباحات كانون .....

انك كالنخل الذي نحتته الشظايا

عيناك مخلوقة

من عطر البنفسج

تحملات بساتينك العامره

وفي اخر الليل

الظل يسقط باكمله

الجيل الذي ولد فيه ( هادي الحسيني ) لايجعلنا ننظر ان الدائرة ستفرغ من حبالها ... فكما اضفى الى هذه الدائره مبدعون وشعراء هم اشبه بالقديسين جاؤا يطهرون جسد القصيده بمباركة الالهة ... كما كان كمال سبتي وسعد جاسم ونصيف الناصـــــــري و

محمد تركي النصار والمبدعون كثر .. وهبوا كل تجلياتهم لذاكرة القصيدة التي اتعبها حطام الحروب وزحام الانكماش الفكري .

هادي الحسيني كان شاهدا على هذه الاضرحة التي خلعت جلبابها تحت الضباب وجففت دموعها بالقصائد ......

من بين اعمدة الضباب

تتوارى الاضرحه

يطل ليل الوداع فجأة

بلا حراكـــه

سوى الانين

مهمشا في الروح

يعلو على

هامش الالم

فلعل ل ( هادي الحسيني ) الترميزيه لبناء اعمدته على اضرحة ظلت شامخه .. حتى

البكاء دون ان تذرف الدمع , تلك الاضرحة التي انتقلت الى منافيه ليتسنى له ان يزورها متى يشاء وان يوقد الشموع ويقف عليها يرثيها داخل جسده المنفي ...

على مائدة الغربه

طبق من الحرب

واطباق من الالم

ثمة هضم

لايتم

فجأة تتقيء شعرا

هادي الحسيني طبع اصابعه في طين القصائد ووضع خطواته على طريقها ... اضء لنا شموع الاضرحه ونقل لنا صوت القنابل ورائحة البارود , جاء بها على طبق القصيده الافتراضيه .. كانت استراحتنا منفى بعد ان كنا اضرحه .. كان لجمالية ترهاصاته الفكريه في بناء القصيده عالم اثيري يذكرني بعالم الشاعر قيس لفته مراد

حينما يقول ... حملونا شوق الليالي واراحوا .. ليتهم مثلما استراحوا اراحوا

الحسيني وحده موضوعيه وعالم كوني يفرض اشياءه وابتكاراته للمفرده على القصيده فتاتي محاكاته اساطير وحكايا ... ترحال ... حروب ... اضرحه ... جثث ... منافي ... وأخرها عودة الى من حيث تنهض الروح.

فسلام على اضرحتك يا هادي ... وسلام على قصائدك الهلاميه ... وبيننا ضباب من

من جراء الحروب والويلات .... وهناك ... هناك .. بارض الرافدين اضرحة اخرى

تنتظرنا .


نجـــم عــذوف

النــــــــرويــج 
 



#نجم_عذوف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الظـــل
- الشعراء يستحمون بالقصائد - الى/ الشاعر المرحوم قيس لفته مراد
- الشعراء يستحمون بالقصائد - الى كمال سبتي
- رثـــــاء الصمـــــــــت


المزيد.....




- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجم عذوف - هناك بارض الرافدين اضرحة اخرى تنتظرنا