أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - صلاح عودة الله - وعد من لا يملك لمن لا يستحق















المزيد.....

وعد من لا يملك لمن لا يستحق


صلاح عودة الله

الحوار المتمدن-العدد: 2088 - 2007 / 11 / 3 - 11:27
المحور: القضية الفلسطينية
    


تصادف اليوم، الثاني من تشرين ثاني/ نوفمبر 2007 الذكرى التسعون لوعد "بلفور" المشؤوم الذي منحت بموجبه بريطانيا الحقق لليهود في إقامة وطن قومي لهم في فلسطين.
فبعد إتفاقية سايكس بيكو عام 1916 م و التي قسمت البلاد العربية والإسلامية, عمدت بريطانيا إلى بسط نفوذها على جزء مهم من هذة البلاد، وسعت في نفس الوقت إلى تلبية رغبة الصهيوني "حاييم وايزمن" والصهيونية العالمية بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين والتي اتخذت شكل "تصريح" والذي عرف باسم " وعد بلفور"
ففي الثاني من نوفمبر-تشرين الثاني- من عام 1917 وجه وزير خارجية بريطانيا" أرثر جيمس بلفور" إلى" اللورد روتشيلد" ،أحد زعماء الحركة الصهيونية في تلك الفترة، كتاباً هذا نصه:
عزيزي اللورد "روتشلد":
يسرني جدًّا أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة صاحب الجلالة التصريح التالي الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود والصهيونية، وقد عرض على الوزارة وأقرّته:
"إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يكون مفهومًا بشكل واضح أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى".
وسأكون ممتنًا إذا ما أحطتم اتحاد الهيئات الصهيونية علمًا بهذا التصريح.
المخلص.."آرثر بلفور"...!
وتعتبر هذه الرسالة أول خطوة يتخذها الغرب لإقامة كيان لليهود على تراب فلسطين، وقد قطعت فيها الحكومة البريطانية تعهدا بإقامة دولة لليهود في فلسطين.
ان هذا الوعد شكل بداية الالتزام الإمبريالي العملي لتحقيق أهداف الحركة الصهيونية باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من هذا النظام، ومحاولة من بريطانيا والعالم الغربي للتكفير عن جرائمهم ضد اليهود، ولإلحاق الكيان الجديد بالمنظومة الإمبريالية وأهدافها الاستعمارية ضد وطننا العربي والعالم. ومن هنا نستطيع أن نفهم طبيعة التحالف الأمريكي الصهيوني المحرك الرئيس لكل السياسات الأمريكية العدوانية في منطقتنا. ولا عجب، فإن المصالح الاستعمارية تتعزز أكثر فأكثر في ظل سيادة أفكار ومبادئ نظام عالمي جديد تحكمه أفكار الغطرسة والعربدة والعدوان، والتي تنادي بالقيم الأمريكية كقدر مفروض على البشرية بالقوة، وترويج لما يسمى بعالم حر ديمقراطي، وتلوّح باستخدام ترسانتها الحربية لكل من يقف موقفاً مناهضاً ومناوئاً لسياسة العدوان والبلطجة. ان العالم يعيش هذه الأيام ظروفاً استثنائية قل نظيرها في التاريخ حيث تنفرد دولة وقادتها في تحديد مصير البشرية وبالقوة، ودون مشاركة الحلفاء والمنظمة الدولية ومنظمات حقوق الإنسان. ويجري فيها القفز على كل الإنجازات التي حققتها البشرية، لمصلحة قيم وأفكار الغطرسة والصلف الأمريكي الصهيوني والاستهتار بالقيم الإنسانية، وكل الأعراف والمواثيق الدولية، وحرف العالم ومؤسساته عن أداء رسالتها في حفظ الأمن والاستقرار والسلم العالمي وممارسة شهية القتل والجرائم البشعة ضد الإنسان وحقوقه التي حفظتها وصانتها البشرية ومواثيقها ومبادئها، فجرائم قتل الأطفال والشيوخ والنساء وهدم البيوت على رؤوس ساكنيها ممارسات يومية أمريكية صهيونية ممنهجة ضد الشعب الفلسطيني وشعوب اخرى. ان شعب فلسطين الذي اكتوى بنيران المخططات والمؤامرات الاستعمارية منذ قرن يتصدى ببسالة وبصمود أسطوري لآلة الحرب الصهيونية وجرائمها اليومية الممنهجة والمدعومة أمريكياً والفالتة من عقالها بسبب عدم قدرة المجتمع الدولي في ظل هذا الواقع على ممارسة أية ضغوط عليها لوقف عدوانها الشرس على الشعب الفلسطيني، الذي سيواصل مقاومته وتصديه للهمجية والوحشية وهو يتطلع إلى مساندة كل الأحرار في العالم. فهذا التشبث بالأرض والحقوق في ظل غياب الإرادة الدولية وتجاهل مواقف وسياسات المنظمات الإنسانية والحقوقية سيهدد المنطقة بأكملها، وستلحق ردات الفعل على هذا العدوان البربري الفالت من عقاله ضرراً بمستقبل السلم والأمن، والعلاقات بين الدول والحكومات والشعوب.واستذكر هنا ما قاله المناضل الفلسطيني الراحل توفيق زياد:" يا شعبنا الحي تشبث..واضربي في القاع يا اصول"...! ان أمريكا وتحالفاتها وممارساتها ستكون مسؤولة عن المآل الذي ستصل إليه دوامة العنف التي ستواجهها البشرية. فالإصرار على مواصلة ارتكاب المجازر و عمليات الإبادة الجماعية وسيطرة النزعات الاقصائية والاستلابية للحلف الصهيوني الأمريكي ستنطوي عليها تداعيات مريبة على العلاقات الدولية. فهكذا سلوك سيسمم كل آفاق للحوار والتفاهم بين الشعوب والأمم وسيغلق الباب على حق الشعوب في اختيار مستقبلها ونظامها السياسي والاقتصادي بعيداً عن سياسة التدمير والعدوان التي تنتهجها إدارة بوش ـاولمرت والتي ستلقى معارضة متزايدة من كل شعوب الأرض لما تحمله للبشرية من مستقبل محفوف بالمخاطر والأهوال. تمر علينا هذه الذكرى الأليمة وقضيتنا تمر في اصعب وضع منذ انتصاب الكيان الصهيوني..حالة من التشرذم لا مثيل لها, فقد تحوات السلطة"المحمية" والتي لا سلطة لها تحت نير الاحتلال الى كانتونات على طريق تضييع ما تبقى من القضية. تأتي هذه الذكري المُرة في ظل تمزق فلسطيني لم يسبق له مثيل. ويخطئ جم الخطاً من يحاول ان يلقي المسؤولية كاملة علي طرف من الاطراف المتقاتلة وحدها. وهذا اصعب الامور في المواجهات الدموية علي الساحة الفلسطينية.
فتح تتحمل قسطاً وافراً من هذه المسؤولية. فمنذ انشاء السلطة الفلسطينية بعد اتفاق اوسلو اساءت فتح في المناطق اساءات بالغة الي الشعب الفلسطيني وقضيته ومهدت بصورة مباشرة او غير مباشرة الي هذا التصادم الكارثي في وقت يحتاج الفلسطينيون الي اوسع تحالف فلسطيني من اجل بناء استراتيجية وتصـــــور ورؤية متضامنة متماسكة للمستقبل الفلسطيني وآليات للتحديات الجمـــــة التي تقف في وجه الفلسطينيين. علي ان" ابو مازن" تحديداً يتحـــــمل قســــطاً كبيراً من المسؤولية في الانهيار الفلسطيني وعـــــدم تـــــفاديه ومن ثم عدم المحاولة الجــــدية الي اصلاحه مهرولاً بين الحين والاخر لملاقاة" اولمرت" و"رايـــــس" ومتمنعاً عن ملاقاة حماس والتحاور معها..!
علي ان حماس لم تكن نظيفة الوجه ولا اليدين وحاولت عبر اتهامها المشروع بالفساد المالي والاخلاقي والسياسي لفتح ان تاخذ ما راته حقاً لها في تنظيف السلطة الفلسطينية من هذا الفساد. بلطجة حماس قابلت بلطجة فتح والخاسر دائماً هو الشعب الفلسطيني.
علي ان اليسار الفلسطيني الذي لا يسمع له صوت مسؤول ايضاً. اين اختفي؟ اين جهوده؟ لا شك نحن ما زلنا منذ اوسلو وبالذات منذ بدأ الدم الفلسطيني يسكب علي يد الفلسطيني بشكل منهجي في اسوأ مراحل التاريخ الفلسطيني. ان السلام عبارة عن حالة انسانية بين الامم والشعوب, وتاريخيا لا يصنعه الضعفاء المغلوبين على أمرهم والمنتهكة حقوقهم وإنسانيتهم والمشردين في أوطانهم وخارجها ,بل يصنعه العقلاء الأقوياء اللذين يملكون القوة المادية والأخلاقية والتأثير في السياسة الدولية , المصيبة الكبرى أنهم وضمن معطياتهم الحالية لازالوا حائرين في المؤتمرات وأسرى السلام المفقود..!نحن نعيش في زمن يفتقر للعقلاء الاقوياء..زمن يأكل فيه القوي الضعيف..زمن نحتكم فيه لشريعة الغاب..لا فوالله الحيوانات لا تفعل بنفسها ما يفعل البشر ببعضهم البعض..! والمطلوب من القابعين في رام الله ورئيسهم القول وبصوت مرتفع جدا:لا لمؤتمر التشريد والتقسيم والتضييع..لا لمؤتمر"الشرطي العالمي" بوش ووزيرته" الشمطاء " كوندوليزا..نعم للعودة الى طاولة الحوار وتحكيم العقل واعادة اللحمة الوطنية الفلسطينية وهذا مطلب وطني ومن يرفضه فليس منا...! ان تجربتنا المرة بكل مراحلها في ساحتنا الوطنية تشير إلى أن الطريق إلى الحرية والاستقلال تعبدها تضحيات شعبنا وقدرته على حشد كل طاقاته وإمكانياته خدمة للمقاومة والانتفاضة المؤهلة لتحقيق الانتصار على فاشيي ومجرمي القرن الواحد والعشرين. فالجرائم والفظائع التي تمارسها عصابات الشر الصهيونية لن تتمكن من النيل من عضد شعبنا وتصميمه على مواصلة تشبثه بالأرض، والمقاومة، والانتفاضة وسيواصل شعبنا القيام بدوره الكفاحي مطالباً قيادته السياسية بضرورة الوفاء بتضحيات شعبها وإنجاز الأجندة الوطنية للإصلاح الشامل في كافة مناحي الحياة الوطنية تعزيزاً للصمود والمقاومة وتجديداً لروح الثورة ومبادئها وأهدافها المشروعة والتي ستمكننا من السير بمسيرتنا نحو آفاق المستقبل وضمان وصول شعبنا إلى تحقيق أهدافه في الحرية والاستقلال والعودة. وليتذكر الجميع قول من قال: نحن الذين روى التاريخ قصتهـــــم ** ونحن أعظم من في أرضنا ظهـرا/ أما ترى الشمس غارت من مكارمنا ** والبدر في نورنا العلوي قد سهرا..! الخزي والعار لهذا الوعد المشؤوم والنصر والحرية لشعب فلسطين.



#صلاح_عودة_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تهويد القدس ومسؤوليتنا في هذا التهويد
- واحد وخمسون عاما على مجزرة-كفر قاسم-..!
- الاعلام العربي:بين غياب الديموقراطية والتبعية الغربية
- في ذكرى رحيل -سنكارا-...-تشي جيفارا افريقيا-...!
- الوضع الفلسطيني الراهن:خلفية تاريخية..اسبابه..تداعياته..والح ...
- نزار قباني والوضع العربي...!
- -باب الحارة- وفلسطين..-حارتان بدون باب-..!


المزيد.....




- السعودية.. 28 شخصا بالعناية المركزة بعد تسمم غذائي والسلطات ...
- مصادر توضح لـCNN ما يبحثه الوفد المصري في إسرائيل بشأن وقف إ ...
- صحيفة: بلينكن يزور إسرائيل لمناقشة اتفاق الرهائن وهجوم رفح
- بخطوات بسيطة.. كيف تحسن صحة قلبك؟
- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - صلاح عودة الله - وعد من لا يملك لمن لا يستحق