أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جورج جبور - رسالة مفتوحة إلى الأمين العام للأمم المتحدة















المزيد.....

رسالة مفتوحة إلى الأمين العام للأمم المتحدة


جورج جبور

الحوار المتمدن-العدد: 2089 - 2007 / 11 / 4 - 02:17
المحور: القضية الفلسطينية
    


أريد قاعة في مبنى الأمم المتحدة يوم 2/11/2007 لعقد ندوة تحت عنوان:
كشف حساب موضوعي لتسعين عاماً من وعد بلفور

السيد الأمين العام للأمم المتحدة المحترم
تحية طيبة وبعد:
بصفتي إنساناً من هذا العالم، مؤمناً بميثاق الأمم المتحدة وبالروح التي كانت في أساس صياغته، وبمناسبة اقتراب الذكرى الثانية والستين لدخول الميثاق حيز التنفيذ، وهي الذكرى التي تقرر اعتبارها يوم الأمم المتحدة، أتقدم إليكم وإلى كل إنسان في هذا العالم، بالتهنئة على معظم ما قامت به الأمم المتحدة خلال العقود الماضية، وأتقدم مع التهنئة بالتمني لكي يكون مستقبل الأمم المتحدة أفضل من ماضيها في الالتزام بالميثاق وبالروح التي كانت في أساس صياغته.
وبصفتي إنساناً من هذا العالم، وبغض النظر عن صفتين اثنتين أفخر بهما، أولاهما أنني عينت، منذ عام 2002 وما أزال، خبيراً مستقلاً لدى لجنة (والآن: مجلس) حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، عضواً في مجموعة العمل من الخبراء في شؤون المتحدرين من أصل أفريقي. وثانيتهما أنني انتُخبت في تموز 2004 وما أزال، رئيساً لمجلس إدارة الرابطة السورية للأمم المتحدة، بغض النظر عن هاتين الصفتين، أسألكم، ونحن نقترب من الذكرى التسعين لصدور وعد بلفور المشؤوم في 2/11/1917، أن تهتموا بهذه الذكرى التي تحل في 2/11/2007، والتي تُعيد إلى ذهن كل إنسان مسؤول في العالم، شريطاً من المآسي تعرض لها الشعب الفلسطيني على نحو خاص، ومعه العديد من اللبنانيين والسوريين والأردنيين والمصريين وغيرهم.
لن أضع أمامكم الظروف التاريخية التي أدت إلى صدور الوعد أثناء الحرب العالمية الأولى، والحسابات الانتهازية العسكرية – السياسية – الاقتصادية، التي رافقتها ، ففي تقديري أنكم تعرفونها، أو أنه ينبغي أن تكونوا من عارفيها. يكفيني القول أن التصريح الظالم الذي أصدره السيد ارثور بلفور، وزير خارجية بريطانيا آنذاك، والذي يوصف بحق أنه وهب أرضاً لا يملكها واهبها إلى من لا يستحقها، إنما أتى مخالفاً لمبدأ أساس قام عليه ميثاق الأمم المتحدة، وقام عليه عهد جمعية الأمم. هذا المبدأ هو حق الشعوب في تقرير مصيرها فوق أرضها. وهذا المبدأ هو الآن، ومنذ عام 1976، الأكثر إلزامية في الشرعة الدولية لحقوق الإنسان، بمقتضى المادة الأولى الموحدة في العهدين اللذين يمثلان قمة في صيانة الحقوق، وهما العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.
ثم لا بأس بأن أذكركم بنص المادة الأولى الموحّدة في العهدين:
المادة 1:
1- لكافة الشعوب الحق في تقرير المصير، ولها، استناداً لهذا الحق، أن تقرر بحرية كيانها السياسي وأن تواصل بحرية نموها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي.
2- ولجميع الشعوب تحقيقاً لغاياتها الخاصة، أن تتصرف بحرية في ثرواتها ومواردها الطبيعية دون إخلال بأي من الالتزامات الناشئة عن التعاون الاقتصادي الدولي، القائم على مبادئ المنفعة المشتركة. ولا يجوز بحال من الأحوال حرمان شعب ما من وسائله المعيشية الخاصة.
3- على جميع الدول الأطراف في العهد الحالي، بما فيها المسؤولة عن إدارة الأقاليم التي لا تحكم نفسها بنفسها أو موضوعة تحت الوصاية أن تعمل من أجل تحقيق حق تقرير المصير وأن تحترم ذلك الحق تمشياً مع نصوص ميثاق الأمم المتحدة.
السيد الأمين العام:
أتساءل أمامكم ونحن نقترب من يوم الأمم المتحدة ومن ذكرى وعد بلفور: ألا تشعرون بأن عليكم واجباً محدداً، بحكم منصبكم، إزاء مآسي الشعب الفلسطيني، وأن عليكم أيضاً واجباً محدداً إزاء تلك المآسي بصفتكم إنساناً من هذا العالم؟ ألا تشعرون أن المناسبتين القادمتين تهيبان بكم إلى العمل من أجل إحقاق ما ينبغي أن يتمتع به كل فلسطيني من حقوقه كإنسان، وما ينبغي أن يتمتع به الشعب الفلسطيني من حقوقه كشعب من شعوب هذا العالم؟
أتساءل أمامكم وأتوقع أن تكون إجابتكم بالإيجاب، لأنكم إنسان من هذا العالم ولأنكم فوق ذلك الشخص الأول في عالمنا المسؤول عن إحقاق الحقوق. وأتوقع أن تكون إجابتكم بالإيجاب ليس لأن يوم الأمم المتحدة يقترب، وليس لأن ذكرى الوعد المشؤوم تقترب، بل لأن العمل من أجل إحقاق الحقوق واجب عليكم في كل يوم من أيام عامنا هذا، بل وكل عام، بصفتكم إنساناً من هذا العالم ومسؤولاً أول فيه.
إذن: ما العمل؟ بل وبالتحديد: ماذا أرى أن عليكم أن تفعلوا؟
السيد الأمين العام:
اكتسب وعد بلفور سمعته السيئة من حقيقة أنه أنكر وجود الشعب الفلسطيني. أطلق الوعد على ذلك الشعب تعبيراً عجيباً هو "المجموعات غير اليهودية المقيمة في فلسطين". كانت نسبة هذه المجموعات في فلسطين تزيد عن 95% من مجموع السكان. كيف يمكن للأغلبية الساحقة جداً من سكان فلسطين أن تُحرَم هكذا – بجرّة قلم كما يقال – من حقها في تقرير مصيرها فوق أرض تقيم فيها، غير منازَعَةٍ عليها. وهي فلسطين؟
وعد بلفور، أيها السيد الأمين العام، هو بالمختصر المفيد، إبادة هولوكوستية معلنة لا تقبل الاجتهاد لشعب فلسطين. وما يزال التنفيذ مستمراً. ألا ترى إلى مليون ونصف المليون من هذا الشعب، في قطاع غزة المحتل، تهددهم قوة الاحتلال، تحت سمعكم وبصركم، بأن تقطع عنهم إمدادات الغذاء والماء والكهرباء؟
وعد بلفور انتهاك لحقوق الإنسان، لحقوق كل فلسطيني، ولحقوق كل الفلسطينيين. ولو لم يكن كذلك لما اعترف السيد جاك سترو، وزير خارجية بريطانيا، في تشرين ثاني عام 2002، بأنه "لم يكن مشرّفاً كثيراً".
سألتكم: ما العمل؟ ماذا أرى أن عليكم أن تفعلوا؟
والجواب سهل. عليكم أن تفعلوا الكثير لتصحيح خطأ تاريخي. بل ليس لتصحيح خطأ تاريخي فقط. بل لإنقاذ مستقبل المنطقة خاصة والعالم أيضاً.
وقائمة ما ينبغي أن تفعلوه طويلة لا تستوعبها هذه الرسالة ذات الهدف المحدد.
هدفها المحدد المبني على سابقة تاريخية، هو أن تخصصوا، يوم 2/11/2007، قاعة في مبنى الأمم المتحدة في نيويورك، تعقد فيها ندوة تحت عنوان: كشف حساب موضوعي لتسعين عاماً من وعد بلفور. يتم في تلك الندوة تدارس ماذا جرى منذ عام 1917 وإلى الآن. ويستفيد من هذه الندوة مندوبو الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وعديد منهم لا يعلم جذور القضية الفلسطينية. كذلك يستفيد منها خاصة الأمريكيون الذين بلغ دعمهم لانتهاك حقوق الفلسطينيين حدوداً لا تطاق. ويستفيد منها أيضاً البريطانيون الذين حكم بلفور عليهم بالجهل حيث أنكر وجود شعب فلسطيني – وها هو الشعب الفلسطيني شامخ راسخ مقاوم، يُهدد استمرارُ إنكارِ حقوقِه، يهدّد سِلم المنطقة وأمنِها، بل سِلم العالم كله وأمنه.
ولتخصيصكم قاعة من قاعات مبنى الأمم المتحدة يبثُّ من خلالها شعب فلسطين ظلامته، في الذكرى التسعين لصدور وعدٍ ظالم، ولتخصيصكم تلك القاعة سابقة تاريخية.
في 10/11/1985، يوم الذكرى العاشرة لصدور القرار /3379/ الذي بموجبه قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة أن الصهيونية شكل من أشكال العنصرية والتمييز العنصري، احتشد في إحدى قاعات المبنى جمع غفير كان هدفه النيل من هيبة الجمعية العامة بخاصة ومن هيبة الأمم المتحدة بعامّة. خصّص لهم القاعة أحد أسلافكم. إذن لا عذر لكم في رفض الطلب الذي أتقدم به إليكم.
فلتكن للسابقة رمزيتها. من المفيد، امعاناً في الرمزية أن تخصص للندوة عن وعد بلفور القاعة نفسها التي خصصت للندوة عن عنصرية الصهيونية.
ولنذهب خطوة أخرى. كما طُولب في ندوة عام 1985 بإلغاء القرار /3379/ فلنطالب في ندوتنا المنشودة بإلغاء وعد بلفور. وفي الحالتين ستبقى آثار الإلغاء نظريّة: العنصرية الصهيونية ما تزال مستمرة يتحدث بها في أيامنا هذه ، جيمي كارتر الرئيس الأمريكي الأسبق، وأبراهام بورغ الرئيس الأسبق للكنيست الإسرائيلي. وآثار وعد بلفور مستمرة تقتل الفسطينيين يومياً وتقتل معهم ومنذ تسعين عاماً، عدداً يتصاعد من اليهود، حتى ليصحُّ أن يوصف بلفور – لدى المؤمنين بالهولوكوست – بأنه القاتل الثاني لليهود بعد هتلر.
السيد الأمين العام :
لا ريب أنكم ستأخذون بعين الاعتبار هذه الرسالة التي تصدر عن شخص واحد، والتي أقدّر أن فكرتها تحظى بتأييد الملايين. وقد يتاح ضمن الظروف المعروفة للحراك غير الحكومي العربي، أن يصدر تأييد لها، على نحو مكتوب، من قبل هيئات المجتمع المدني العربية والإسلامية والعالمية.
إلا أنني أسألكم، في الختام، أمراً آخر. تُصدرون بياناً سنوياً بمناسبة يوم الأمم المتحدة في الرابع والعشرين من شهر تشرين الأول من كل عام. أود في بيانكم القادم بعد أيام أن تشيروا إلى أعظم إنجازين قامت بهما الأمم المتحدة في تاريخها لصالح الشعوب المُستضعفة. الإنجاز الأول دور الأمم المتحدة الكبير في القضاء على الاستعمار. أما الإنجاز الثاني فدور الأمم المتحدة القيادي في القضاء على الفصل العنصري (الأبارتايد). فليكن في بيانكم امتداح لما قامت به الأمم المتحدة في هذين الأمرين. وليكن فيه أيضاً استنكارٌ لما يراه العالم أجمع من عودة الاستعمار إلى فلسطين وسورية والعراق وأفغانستان، ومن عودة الفصل العنصري (الأبارتايد) إلى أرض فلسطين، تلك العودة التي يجسّدها على نحو باهر في وقاحته جدار الفصل الذي تقيمه إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والذي قررت الهيئة التي تترأسونها، الناطقة باسم شعوب العالم، أنه يجب أن يُهدم. ومن يمارس الاستعمار الآن؟ بل من يمارس العنصرية؟ إنه تلك الدولة العضو في الأمم المتحدة التي قامت الأمم المتحدة ذاتها، وقبلها جمعية الأمم، بالدور الأول في إنشائها. ولأن تلك الدولة قامت على أساس فاسد هو وعد بلفور، فإنها هي التي تُفسد كل الفلسفة التي أتى بها ميثاق الأمم المتحدة والشرعة الدولية لحقوق الإنسان. في الحكمة القانونية قول مأثور: ما بُني على الفاسد فاسد. وتضاف إلى الحكمة عبارة أخرى: ما بني على الفاسد ينشر الفساد والإفساد إنْ لم يُقمَع.
السيد الأمين العام:
يعلو الجدار ويزداد علواً في كل لحظة. وفي كل لحظة يعلو فيها ذاك الذي قررت الأمم المتحدة هدمه، تتقوّض جدران صرح المنظمة الدولية المؤتمن على الميثاق وعلى أحكام محكمة العدل الدولية، مُفسحاً المجال أمام العالم ليصبح ساحة حرب حدّثنا عنها توماس هوبس في كتابه المخيف الشهير، وعنوانه التنين (اللفياثان).
وأنتم حتماً لا تريدون ذلك، فأنتم إنسان من هذا العالم، بل أنتم أمين عام المنظمة الأبهى في كل تاريخ العالم.
ولكم سلفاً تهنئتي بيوم الأمم المتحدة وتقديري لما تقومون به من جهود.
دمشق في 10/10/2007
جورج جبور
[email protected]
هاتف جوال: 363464-944-00963
المنزل: هاتف وفاكس: 6118866-11-00963
المنزل: هاتف وجهاز إجابة: 6119966-11-00963
العنوان البريدي: ص. ب 9877 دمشق.




#جورج_جبور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- قُتل في طريقه للمنزل.. الشرطة الأمريكية تبحث عن مشتبه به في ...
- جدل بعد حديث أكاديمي إماراتي عن -انهيار بالخدمات- بسبب -منخف ...
- غالانت: نصف قادة حزب الله الميدانيين تمت تصفيتهم والفترة الق ...
- الدفاع الروسية في حصاد اليوم: تدمير قاذفة HIMARS وتحييد أكثر ...
- الكونغرس يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا بقيمة 95 مليار ...
- روغوف: كييف قد تستخدم قوات العمليات الخاصة للاستيلاء على محط ...
- لوكاشينكو ينتقد كل رؤساء أوكرانيا التي باتت ساحة يتم فيها تح ...
- ممثل حماس يلتقى السفير الروسي في لبنان: الاحتلال لم يحقق أيا ...
- هجوم حاد من وزير دفاع إسرائيلي سابق ضد مصر
- لماذا غاب المغرب وموريتانيا عن القمة المغاربية الثلاثية في ت ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جورج جبور - رسالة مفتوحة إلى الأمين العام للأمم المتحدة