أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجوى عبد البر - (الاجوبة لا تكشف الظلام وانما الاسئلة)..














المزيد.....

(الاجوبة لا تكشف الظلام وانما الاسئلة)..


نجوى عبد البر

الحوار المتمدن-العدد: 2089 - 2007 / 11 / 4 - 09:19
المحور: الادب والفن
    


(الاجوبة لا تكشف الظلام وانما الاسئلة)..مقولة قرأتها يوماً للكاتب ايجين لونسكو ، جعلتنى أفكر فى مضمونها ، ولمَ لا ؟ !
فنحن بالفعل بداخل كل منا بعض الكهوف المظلمة او لنقل ذكريات قلقة ، أوطان الغربة تكتظ بالضجيج الصامت يغلفها نسج العنكبوت ، عزلة انسانية حزينة وربما شاكية بلا دموع ، غير مرئية فى الظاهر لكنها فى الباطن واللاوعى بها ما لا تستطيع ان تبوح به ، انه برزخ خفى غير مرئى نهمشه قدر المستطاع الى ان يأتى من ينبش ويفتش فى هذه الامكنة الغير مرئية والغير مكتشفة فنصبح نفوس عارية امام الاخرين بما فى داخلنا من مقبول ولا مقبول مفروض ولا مفروض من عمق فى ظاهره القول وفى باطنه الفعل يختلف.

فى اعماقنا سرداب يتوسطنا، اشبه ما يكون بالقبو ، منفى للذكريات الحائرة يطويها قبر النسيان ، ننسى الامكنة والازمنة ومعها الامسيات المظلمة واقنعة الوجوه الباردة ، نتجرع الالم نخب ما نملك وما لا نملك ، نحترق من الداخل ومن الخارج الوجوه والملامح تضاريس وردية،،،،وندفن فى القبو مشاعرنا وآمالنا وآحلامنا كما يدفن النافق من الطير ، ومعه ندفن ضمائرنا ،لکن« یتبقى وخز الضمیر.

ولكن ما هى الاداة التى تعرينا هكذا ؟ ،،،،،، انه السؤال,,,,,, نعم انه سؤال وجواب وما بينهما يكمن النور والضياء.

قد يكون على منوال ،،،، ماذا تريد؟ من انت؟ ,,,, ما امنيتك لك ولغيرك؟ ،،،، احلامك ماذا عنها؟ ,,,, هل انت متغافل ام متسامح ؟ وعن من ولماذا؟ ،،،، الصدمات ماذا عنها وعن تعاملك معها فى حياتك؟ ,,,, كيف تتعامل مع كلمة الخيانة ؟وكيف تواجهها او تتعامل معها؟ ،،،، لماذا ترفض الناس احياناً؟ ,,,, المرآة ،، والمرأة او الرجل ،، فى حياتك هل ستصدق/ ين فى الكلام عنها؟ ,,,, تعمل /تعملين من اجل الظهور والتميز أم بحب نابع من داخلك لإفادة الاخرين؟ ،،،،علاقتك/ ى مع الله دون رتوش؟ ....ووو...والكثير الكثير من الاسئلة المضيئة لدهاليز النفس الباردة.

يكون السؤال و يكون الجواب و تحرك لبركان خامد قد حركه السؤال.

وهنا تكمن براعة السؤال ، مفتاح اللغز ،والسائل فى وضع السؤال فى الشكل الملائم والقدرة على رؤية وتحسس نقاط الضعف والغموض فى المتلقى وفى أيضا ً استخراج الاجابة ، فيكون كمن يستخرج الدر من البحر وهو كامن ، فاذا بحجر يحرك الراكد من الماء الاسن ، مفتاح اللغز .

وقد كان سقراط يعتمد فى ذلك فى حواره مع الاخر وطرح أسئلته عليه حتى يتمكن من الوصول الى اغوار واعماق محاوره وتفنيد معتقداته وافكاره وهو ما سمى بالسؤال السقراطى القائم على الفحص، ايضا نجد ان كانط كان يعتمد على النقد فى السؤال حتى يصل الى المعرفة الممكنة من المحاور ، وما سمى بالسؤال الكانطى القائم والمعتمد على النقد.

ولحرفة السؤال دور كبير فى إلقاء الضوء على القبو المظلم فى داخل كل منا فيكون بمثابة ابحار فى الظلمات ،،،،، قد يكون السؤال سطحى فلا يمس او يلمس اوتارنا الخفية ، ولا ينجب سوى الخوف من الغد او سجان فيزيد عدد الحراس المدججين على اعتاب اللاوعى فيجعلك من الامس نافرا ومن الغد هاربا ، سؤال ذابل يزيدك وحشة مع النفس.

وقد يكون من الاسئلة التى تتمتع وتزدان بل وتتدرج فى شدتها وعمق تأثيرها بمراتب القوة الحسية والخيالية والعقلية والفكرية والقدسية فيضىء بحروفه ما يقع عليه ويلمسه من وجدان او فكر او مشاعر وخلافه ، ويضعك فى برزخ الاحياء.

فيكون بمثابة ضوءا متعدد الموجات ينتج منه ما يشبه الاشعاع والذبذبات التى تنتشر بل وتتوغل فى وجداننا ، قد تكون هذه الذبذبات عمودية الاتجاه فتلمس اوتار معينة داخلنا ، قد اخفيناها عن الجميع ، وقد استقطبها السؤال ، قد نمتص فى اللاوعى عمق السؤال اى نمتص صدمة السؤال وقد نرتد به على السائل،وذلك يكون تبعا لعمق او ضغط السؤال المطروح .

قد يمنحنا السؤال نورا نهتدى به فى حياتنا ، قد يبدل افكارنا ، وقد يبدد الظلمات بالضياء والنفاق والخيبة والحيرة بالهداية،وقد يكون سراجا وهاجاً تنير الاجسام المعتمة بداخل كل منا ، فتنبت اشجار وعينا وتثمر ،وتفجر ينابيع الخير فى داخلنا ، فنكون من الفائزين وللسائل الاجر والثواب عند الله.

وهناك من يلقى عليه السؤال فيمتص نور السؤال ولا يرتد عليه منه شيئا فيظل على ضلاله ولايزيده السؤال الا ظلمة اشد مما هو عليه من ظلمة داخل النفس، وكأنهم (صم بكم عمى فهم لا يرجعون ) ،فيكون جزاؤه هذا المتشبث بظلمة النفس كشفه للناظرين.

فالرسالة الموجهة الينا من السؤال انما تكون لمحات تبين لنا سبيل الحق والخير من سبل الباطل والشر ، كمن يقول لنا امامك سكة السلامة وسكة الندامة ، وماعليك سوى الاختيار ، فما هو الا مبشرا وسراجا منيرا لعتمة او ذكرى موحشة او حزن والم يمتلكك ويتملكك، فما انت متمسك به قابع فيه ما هو الا وباء سيولِد بداخلك ما هو اكثر وباءاً وستظل اسير هذه الظلمات سواء كانت ظلمات من الجهل او الفكر او الضلال او الحيرة او الخيانة او التدليس او المكابرة او او او.......

فتلمس الخير والتغيير من نور السؤال الذى اتاك كمشكاة منها يشع النور الكثير ، ملاك منير ولا نور الا نور الله سبحانه وتعالى وهو يهدى لنوره من يشاء.

ولا تدع تأثيره ظاهرى ولكن دعه يتوغل فى داخلك ، فيعطيك البركة ويمنحك هوية جديدة تسافر بها عبر الباقى لك فى غابات الحياة المكتظة بنفط الافكار والمشاعر والضمائر..ووو... فلا تجعل من نفسك عودا ًمن الكبريت يعجل بتسطير نهاية العالم.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وحدى احلم
- التنافس والمتنافسون


المزيد.....




- اكتشاف أقدم مستوطنة بشرية على بحيرة أوروبية في ألبانيا
- الصيف في السينما.. عندما يصبح الحر بطلا خفيا في الأحداث
- الاكشن بوضوح .. فيلم روكي الغلابة بقصة جديدة لدنيا سمير غانم ...
- رحلة عبر التشظي والخراب.. هزاع البراري يروي مأساة الشرق الأو ...
- قبل أيام من انطلاقه.. حريق هائل يدمر المسرح الرئيسي لمهرجان ...
- معرض -حنين مطبوع- في الدوحة: 99 فنانا يستشعرون الذاكرة والهو ...
- الناقد ليث الرواجفة: كيف تعيد -شعرية النسق الدميم- تشكيل الج ...
- تقنيات المستقبل تغزو صناعات السيارات والسينما واللياقة البدن ...
- اتحاد الأدباء ووزارة الثقافة يحتفيان بالشاعر والمترجم الكبير ...
- كيف كانت رائحة روما القديمة؟ رحلة عبر تاريخ الحواس


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجوى عبد البر - (الاجوبة لا تكشف الظلام وانما الاسئلة)..