|
و تنتصر في النهاية روما
نافع سلامه
الحوار المتمدن-العدد: 2089 - 2007 / 11 / 4 - 09:08
المحور:
الادب والفن
إبليسُ يكسبُ دائما ً أريد ُ أن أصافح ُ إبليس ْ عشت ُ عمرا ً ملائكي في ثوبِ هذا القديس ْ فما جنيت ُ من وراء ِ الملائكية ِ إلا َّ إنهزاما ً و تدنيس ْ مللت ُ روائح َ الطيبين الساذجين مللت ُ الحورَ المطهرين مللت ُ هذا الثوبُ السندسي و هذا الأملُ النفيس ْ أريد ُ أن أدخل عالم الشيطنة ِ و أعرفُ كيفْ ينتصرْ في معارك ِ الحياة ِ إخوانُ إبليس ْ أريدُ أن أأخذ من هذة الدنُيا نصيبي كاملا ً مكملا ً دون إنتقاص ٍ لحقي و أكون عليه ِ ألفُ حريص ْ أُو ليس لي فيها من الكرامة ِ و لو حتي بصيصْ أريدُ أن أعرف لماذا أنا المستخلفُ في الأرض ِ أُباع و أشتري ِ و ليس لي حتي ثمن ٌ رخيص ْ لماذا أصونُ العهد َ و أدانَ بأنني الخائنُ الخسيس ْ لماذا أرتدي الزي َ الأبيض َ و أنا المُنهزم ُ التعيس ْ لماذا أرفع ُ رآية السلام و يطعنني بخنجر الكفر مائة طعنة عدوي و ألفٌ بخنجر ِ القديس ْ لماذا مات الخليفه ُ و صار في وطني أشباه ُ الرئيس ْ مادام سيفُ العدل ِ أصبح عجزاً و مكسورا ً في يد المشايخ ِ و الدراويش ِ المتاعيس ْ و اللُحا صارت مجرد َ هيئة ً فوق المنابر ِ كلماتُها لا تيقظ نعيس ْ أريدُ أن ألبس الثوب َ الأسود َ و بسيف ِ الظلم ِ أنتصر و أتوجُ نفسي ملكا ً علي عرش ِ سليمان ْ بالقهر ِ و الطغيان ْ فتأتي صاغرة ً إلي ّ بلقيس ْ قل ْ لي أيهُا الراهب ْ قل ْ لي أيهُا الطاهر ْ يا أيهُا القسيس ْ لماذا أوطانُنا يعلو مآذنُها النداء ْ و تدق ْ أجراس َ الكنيس ْ و يذكر ُ فيها أسمُ الله ِ الواحد ِ و يمجدُ الرب ُ و بعد ذلك تسجدُ و تنحني تحت أقدام َ إبليس ْ قلْ لي يا سيدي هذا البيتُ الذي أرسي قواعده ُ إبرآهيم ْ و هذة الحدائقُ المعلقة ُ و الأهرامُ الشامخة ُ فوق أكتاف ِ الزمن ِ و الأديم ْ شيدت ْ ولم يكن لمدائن ِ الدنُيا وجود ٍ و برغم هذا الجذرُ و التأسيس ْ تنتصرْ في النهاية ِ رُوما و يرتـفع فوق صوت َ المآذن ِ و أجراس َ كنائس ِ الشرق ِ صوت ُ أمركا و لندن و باريس ْ يا سيدي هناك إخلال ٌ بالتاريخ ِ فلنعد صياغته ُ من جديد ٍ و لنعد كتابة القواميس ْ يذكر ُ أننّا ملكنا الأرض َ و سُدناهَا إخترعنا العلوم ثم علوُمَنا وهبناهَا إرتقيانَا و كيفْ الرقيُ علمناهَا سبقناهَا و فقناهَا في فنون ِ الرسم ِ و الطب ِ و الفلك ِ و العمارة ِ و التدريس ْ فلماذا نحنُ اليوم َ أجهل ُ الأمم ِ و أحقرُهَا و أدناهَا و أسمُنا المطهرُ ملوث ٌ و أطهرُ منه ُ رمة ُ التيس ْ هل أخذ حظَنا من المجد ِ و النصر ِ الأباء ُ و الأجداد ُ فدارتْ علينا نيرانُ الوطيس ْ أعطني يا سيدي كوبْ ماء ٍ و تأكد أنه ُ من المر ِ كي أغيرُ به ِ الطعم َ الأمر َ لأقوي علي إكمال ِ هذا الحديث ْ و أشعلْ لي سجارة ً لعلي علي بخورِها يأتينني إبليسْ فأعرفُ منهُ كيفْ أنشئ ُ مملكة ً لسفك ِ الدماء ِ لا تعرف َ الأحاسيس ْ و كيف ْ أكون ُ جبارا ً في الأرض ِ أقتل ُ داخلي كل المشاعرَ و العواطف َ أعاهدُ و مبدئ التحنيس ْ أريدُ أن أعرفُ كيفْ أذلُ نيرون ْ و بوش ْ و دقلديانوس ْ أريد ُ أن أقبل َ يد ْ إبليس ْ و أقول له : كيف تقتلَ الأطفال َ و تغتصب النساء َ و تسفك دمَ الرجالِ ثم تخرجْ علي الناس ِ كأنك َ الطاووس ْ أريدُ أن أكونْ ذئبا ً قد سئمتُ كوني من الخراف ِ و الأبل ِ و الجاموس ْ أريدُ أن أكون ْ الظالمُ الباغي و الحاكمُ الطاغي أكونْ السايس ُ مرة ً و ليس المسوس ْ قلْ لي يا إبليس ْ كيفْ ترتكب َ الجرائم َ و تعلمْ الدنُيا أنهَا رسالة ٌ لتحرير ِ النفوس ْ أريد ُ أن أقبلَ رأسَ إبليسْ و قبحَ وجهه ِ و أسأله ُ كيفْ يخرجْ علي الملاء ِ بجمال ِ يوسفْ و رفعة ِ إدريس ْ أريدُ أن أعطي رقيبَ أجازة ً أبدية ْ و أن أجعلَ عتيد َ يملَ من ذنوبي و تمتلئ بها الصحفُ و الكراريس ْ أودُ أن أقرأ َ قرآن ْ إبليس ْ أحفظه ُ عن ظهر ِ قلب ٍ فأعرفُ ما يحيك ُ لي خلف َ الكواليس ْ أعرفُ كيفْ يلعبَ بالنار ِ فيحرقني و لا يحترق ْ كيف يوهمَ الناسَ بأنهُ القوي ُ و كيفْ يؤسسَ جيشا ً لا يفترق ْ وهو أضعفُ من ضعيف ٍ و كيف ْ يجذبَ إليه ِ الفكرَ و العقل َ و داخلَ القلوب ِ يخترق ْ و كيفْ ينزلَ بينا فنكرمهُ كضيف ٍ و هو جاسوسٌ دسيس ْ أريدُ أن أسال العمم و اللُحا و الطرابيش َ و أصحاب العهود ْ هل بعنا الحياة َ فلا تحدثونُنا إلا عن فرائض ِ و سنن ِ الوضوء ِ أريدُ أن أرفع جبهتي لله ِ و أقول ْ : أعذرني يا الله ْ لن أركع ْ حتي أكون جديرا بلقب ( أننا علي باقي الأمم شهود ) فيركعَ لي و يقرَ بأنكَ فضلتني عليه ِ هذا الملعونُ المطرود ْ و ذاك الخنيسْ أريدُ أن أرفعَ جبهتي لله ِ و أقولْ : أعذرني يا الله ْ لن أسجد ُ حتي أكون أهلا ً للسجود ْ و أحني رأس هذا الموعود الرمسيس ْ أريدُ أن أسال هل يجوزْ الحجُ و القدسُ يقتل فيه كل يوم ٍ ألفَ مولودْ وهل الدموع ُُ التي تغرقُ الحجرَ الأسْود ْ و تنهمرُ علي باب ِ قبرِ الرسولْ كالأمطار ِ و الأصواتُ كأنها الرعود ْ تجوز و العراقُ بأيدينا موؤد ْ أريدُ أن أسأل هذا الأبلهُ كيف يحدثني عن الحور ِ و الكواعب ِ الأترابا و اللؤلؤ ِ المنثور ِ و قد صهرنا الشيطان و آمنا أنه يحقق الوعود ْ دعوني أقيمُ عامَ الحزن ِ من جديد ٍ علي الوطن ِالعربي ِ المفقودْ
شاعر مصري مغترب
#نافع_سلامه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي
...
-
بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي
...
-
رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم
...
-
إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا
...
-
أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202
...
-
الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا
...
-
متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا
...
-
فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد
...
-
رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر
...
-
تقرير يبرز هيمنة -الورقي-و-العربية-وتراجع -الفرنسية- في المغ
...
المزيد.....
-
أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية
/ رضا الظاهر
-
السلام على محمود درويش " شعر"
/ محمود شاهين
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
المزيد.....
|