طبيعة المرحلة الراهنة والمهام الآنية للحركة السياسية العراقية

فاخر جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 643 - 2003 / 11 / 5 - 05:16
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

طبيعة المرحلة

 هناك  شبه اتفاق ،حول طبيعة المرحلة، بين السياسيين والمفكرين العراقيين، باعتبارها مرحلة احتلال أجنبي للعراق. ومع ذلك  هناك اختلافاً حول طبيعة الاحتلال وشكله وما نتج عنه وأسلوب إنهائه. إن هذا الاختلاف يرجع إلى الملابسات السياسية التي سبقت الاحتلال وكذلك النتائج السياسية الهامة التي أدى إليها، حيث أسقطت  الدكتاتورية نتيجة الحرب التي شنتها قوات التحالف والتي أدت إلى عدم الاستقرار الأمني والسياسي وانهيار الدولة وما تبع ذلك من توقف مؤسسات الدولة ، وخاصة الخدمية منها عن القيام بمهامها المختلفة.
ونتيجة لكل هذه الملابسات والاشكاليات، فأن المرحلة الانتقالية، تتصف بمهام خاصة تختلف عن المهام السياسية للاحتلال بشكله التقليدي أهمها:
    ـ  تصفية آثار الدكتاتورية ومؤسساتها السياسية والاجتماعية والثقافية والحقوقية.
    ـ إعادة اعمار المؤسسات الاقتصادية والخدمية.   
    ـ مقاومة التدخل الإقليمي بشؤون العراق الداخلية.
    ـ إعادة تأهيل الحياة السياسية العراقية من خلال ضبط الصراعات بين القوى السياسية والقومية والطائفية، ومنع تحولها إلى العنف، لفرض مشاريعها الخاصة خلال هذه المرحلة.
  بشكل مكثف أنها مرحلة ذات طبيعة انتقالية متحركة يستمر النقاش حول مهامها الرئيسة( تصفية مظاهر الدكتاتورية والإعداد الدستوري ـ القانوني للمرحلة الديمقراطية وتهيئة مستلزمات إنهاء الاحتلال). 

  وبناءً على التحديد السابق لطبيعة المرحلة، تبرز أمام الحركة السياسية العديد من المهام أهمها: 

  1 ـ العمل على توجيه الصراعات السياسية الفكرية في المجتمع باتجاه سلمي ، يوفر مناخاً ديمقراطياً  يساعد المواطن على الاختيار الحر  لموقفه السياسي تبعاً لإرادته الحرة ، وبعيدا عن الضغط والاكراه الذي كان السمة السائدة في زمن الدكتاتورية الشمولية. إن هذا الأسلوب بالتعامل مع عقل المواطن العراقي يجعله يقترب من العمل السياسي والنشاط الاجتماعي العام.
 2ـ  الالتزام بالمنافسة الحرة عند الترويج للبرامج الفكرية والسياسية، مع الاهتمام بمبدأ  الحوار الحر والديمقراطي عند مناقشة البرامج والسياسية والفكرية للأحزاب والقوى السياسية. إن الالتزام  بهذا التوجه  من قبل الأحزاب والقوى الوطنية ، يشكل مساهمة بالغة الأهمية على نشر الوعي الديمقراطي بين المواطنين.
3 ـ الحذر من توجيه مشاعر وعواطف الناس باتجاهات متطرفة ، حيث تتوفر أرضية ـ اجتماعية وسياسية ـ للتطرف، تمت تغذيتها من قبل المؤسسة الثقافية والإعلامية للدكتاتورية البائدة، التي ترافقت مع غياب التفكير العقلاني عن الممارسة السياسية والثقافية والإدارية للطغمة الحاكمة. كما عن الظروف الراهنة التي تتميز بفراغ السلطة وانعدام الاستقرار الأمني وكثرة البطالة وتردي الخدمات العامة وبالتالي الحالة المعيشية للمواطن بشكل عام، تشكل تربة صالحة لنمو السلوك المتوتر.  
 4 ـ الاهتمام بتنمية التفكير الجمعي/ الوطني الذي غيب بشكل قسري، تحت تأثير سياسات النظام السابق ، عن الممارسة السلوكية للمواطن العراقي ، خاصة أثناء فترة الحصار الاقتصادي الجائر، حيث أضطر  إلى اللجوء إلى نمط التفكير الفردي والوسائل الفردية للدفاع عن الذات، بعد أن أضعف إرهاب السلطة وقمعها الدموي، أدوات الدفاع الاجتماعية، كالأحزاب والمنظمات الاجتماعية والمهنية التي أصبح أدوات لقهر منتسبيها بدلاً من الدفاع عن مصالحهم الاقتصادية والمهنية.
5 ـ التأكيد على إشاعة مفهوم المواطنة المتساوية لكل العراقيين ، بغض النظر عن الدين والجنس والقومية والمذهب والمعتقد السياسي. إن هذا المفهوم للمواطنة أداة مهمة لتشكيل الهوية الوطنية العراقية.
6 ـ تنشيط التعاون بين متنسبي الأحزاب الوطنية للقيام بمهام المحافظة على النظام العام وتقديم الخدمات للمواطنين  ومساعدتهم للعودة للحياة الطبيعية ، عبر تشكيل مختلف اللجان الشعبية في مختلف المدن.   
7ـ  إشاعة روح التسامح والألفة بين المواطنين والابتعاد عن الثأر الشخصي لمحاسبة المسؤولين السابقين عن الجرائم التي إرتكبوها وترك ذلك لسلطات القضاء والقوانين العادلة التي ستشرع لهذا الغرض.
  وأخيراً ما تزال المهمة الاولى لكل قوى شعبنا الوطنية البحث عن أفضل السبل لإنهاء الاحتلال بأسرع وقت ممكن وتهيئة البلاد لإجراء انتخابات حرة تنبثق عنها حكومة عراقية مستقلة تعيد السيادة الكاملة لوطننا. 
إن الالتزام بهذه المعايير، يشكل بداية سليمة لإعادة تأهيل الحركة السياسية العراقية ونقلها من حالة المعارضة إلى حالة الممارسة الايجابية للعمل السياسي الذي يهدف إلى بناء الدولة العراقية على أسس ديمقراطية.   

 

#فاخر_جاسم (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل