أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مسافر منهك - منافذ الحدود الدولة العربية والأفواه الفاسدة !















المزيد.....

منافذ الحدود الدولة العربية والأفواه الفاسدة !


مسافر منهك

الحوار المتمدن-العدد: 2085 - 2007 / 10 / 31 - 06:55
المحور: كتابات ساخرة
    


المنــافذ الحـدودية لأية دولـة فـي العالم سواء كانت المطارات أم الحـدود البـرية والمـوانئ البـحرية هـي انعكـاس مبـاشر للوجه الثقافي والإنساني والحضاري لتلك الدولة وطبيعة نظامها السياسي ، لابد لهذه المنافذ أن تكون تحت رقابة واهتمام الدولة المعنية بصورة استثنائية نظراً لاحتكاك تلك المنافذ بصورة مباشرة مع مواطني دول وشعوب أخرى تنتمي لحضارات أخرى في الوقت..؟.... نحن مواطني شعوب المنطقة العربية وأنظمتها السياسية نتباهى كثيراً وفي أحيان أخرى نبالغ في ايلاء الاهتمام والتمسك بالحضارة العربية القديمة ونصرخ عاليا بالقول بان الحضارة العربية هي أم الحضارات ، ومادامت تتمسك بروح الإسلام ستظل هي أهم الحضارات التي عرفتها البشرية وعلى إثرها تمدنت أوربا .
لكن السؤال المطروح ألان ، هل " الحضارة العربية " مازالت متمسكة بتلك القيم والمفاهيم إذا ما أسلمنا بان الحضارة هي عبارة عن مجموعة القيم والمفاهيم والتصورات والعقائد والقوانين والمبادئ والعادات التي تشكل سلوكاً معينا ومحددا عند الإنسان ، وتحدد له طريقة معينة في الحكم والعيش والحياة والتعامل مع الآخرين ؟
المغزى من هذه المقدمة هو التوقف عند مسألة تراود الكثيرين من المسافرين إلى دول المنطقة العربية بشقيها ، الشرق العربي والغرب العربي ، وتزيد هماً وألماً إضافيا لما نحمله من هموم الأنظمة العربية والتي آن الأوان بإطلاق تسمية " أنظمة فاسدة حتى النخاع " .
وأنا في طريـقي للسـفر إلى الوطـن العراقـي لابد من التـوقف فـي سـوريا لاجتيـاز الحـدود بـراً، كونها الدولة الشقيقة والجـارة الأقرب إلى العراق لأسباب عديدة لا ضرورة لذكرهـا.
حالما تصل إلى المطار الدولي في دمشق يتلقفك الموظفون وإدارة المطار , المدنيون منهم والعسكريون بمراتبهم المختلفة بابتسامة تحمل الخبث العربي في ثناياها ، بعد أن يقلب جواز سفرك باحثاً عن ثغرة تسهل عليه ابتزازك بمبلغ تافه يخجل الإنسان من ذكره ، وإذا تعذر عليه ذلك يترك جهة إصدار الجواز ويبحث عن الجنسية الأصلية لصاحبه ويتعامل معك وفقهـا ,
ومصدر الحصول على تأشيرة الدخول إلى سوريا , وحالما تبلغ ضابط الجوازات بان مصدره السفارة السورية في إحدى الدول الأوربية ، يبادرك إلى مبلغ الرسوم التأشيرة ، علما إن كل تلك المعلومات مثبتة في التأشيرة وختم السفارة السورية في البلد المعني ، وحين وصوله إلى طريق مسدود لاستحصال مبلغ معين منك يبادرك دون أدنى علامة للخجل بالقول ( شو ما داير بالك علينا خيوه ) !!! وعندما تنتهي من ضابط الجوازات بشق الأنفس يتلقفك عسكري أخر على بعد عدة أمتار ليتأكد من وجود ختم الدخول مثبت على جواز سفرك بعد أن يتفحص الجواز وكأنما يتعرف على الجواز الأوربي لأول مرة ، لكن العملية لا تعدو سوى ابتزاز آخر ضمن العملية ذاتها ، تذكرت في حينها كيف كان التعامل في مطار اربيل الدولي عندما حطت الطائرة التي استقليتها في العام الماضي ، لم تستغرق إجراءات المطار وجوازات السفر سوى بضعة دقائق بالإضافة إلى الابتسامة الصادقة من ضابط الجوازات وحسن التعامل والإجراءات الواجب إتباعها حين وصولك إلى المكان المعني للمسافر ! تساءلت مع ذاتي هل انا أمام ثقافتين مختلفتين ؟ .
الانتهاء من إجراءات المطار أشبه باجتيازك لحقل من الألغام البشرية ذوي الأفواه المفتوحة يمكن للدولار الواحد إن يحول العسكري يحمل على أكتافه رتب وعلامات معينة إلى أجير لربما لايمانع من حمل حقائب سفرك إلى البوابة الخارجية للمطار !!!.
قبل عامين سافرت زوجتي إلى العراق عبر سوريا وعلى متن الخطوط الجوية العربية السورية بخط مباشـر مـن إحدى الـدول الأوربية ، وحيـن وصـولها إلى مطـار دمشـق الدولـي ، فقدت الأثر لحقيبة سفرها التي تحمل فيها مجموعة من الأدوية ، وبعد الاتصالات المتكررة مع مطار تلك الدولة الأوربية ومطار دمشق الدولي تم العثور على الحقيبة بعد مرور أربعة أيام ولكن الحقيبة كانت ممزقة ونصف كمية الأدوية مع بعض الهدايا البسيطة كانت ومازالت ضمن المفقودات !! ؟ .
حملت حقائبي وانا اخطط لكيفية التخلص من هذه الأفواه الفاسدة لاسيما إمامي اجتياز الحدود البرية . استقليت سيارة باتجاه الحدود السورية العراقية وبعد مشقة الطريق الذي دام أكثر من تسع ساعات متواصلة وصلنا منفذ الربيعة الحدودي وتساءلت مع ذاتي ، لربما عملية الخروج أسهل كثيرا من الدخول إلى سوريا الشقيقة ! وخاب ظني منذ لحظة إمساك العسكري لجواز السفر وبدأ بتقليب صفحات تلك الوثيقة التي تحمل كافة المعلومات المتعلقة بحامله ابتدأ من الاسم والكنية وتأريخ الإصدار وصلاحية الجواز وتأشيرة الدخول وتوقيع السفارة السورية وختم المطار والى ماشابه من الرسومات الكاريكاتيرية لأختام وتواقيع وطوابع مطارات الدول العربية المتنوعة وإذا ما سافرت لعشر مرات إلى دول المنطقة العربية سوف تحتاج إلى استبدال جوازك الأوربي الذي يحمل صلاحية لعشر سنوات !! ، تمعن العسكري في صفحات الجواز وبدأ الحوار التالي :-
العسكري - من أين أتيت ؟ !
المسافر – من دمشق !
العسكري – أنت وصلت دمشق اليوم ! والى أين متجه !!
المسافر – نعم وصلت سوريا " الشقيقة " اليوم ومتجه نحو العراق وأظن نحن الآن في النقطة الحدودية السورية العراقية، أليس كذلك ؟
نظر إلي في دلالة على معرفته بذلك..... ولكن !!!
العسكري – كم دفعت لرسوم التأشيرة ( الفيزا ) السورية وأين ؟ !!
المسافر - !!!!!! ؟؟؟؟؟ ( علما إن تأشيرة الدخول إلى سوريا والمستحصلة من السفارة السورية في السويد مطبوعة باللغة العربية الواضحة ، بإمكان الإنسان الذي لا يجيد القراءة والكتابة من قراءتها !!! ) ، التأشيرة حصلتها من السفارة السورية في ستوكهولم / السويد ودفعت مبلغاً قدره 200 كرونة !

العسكري – كم يعادل بالدولار الأمريكي ؟
المسافر – ( وهنا أدركت بان مغزى تساؤلاته يصب في مجال أخر - وهنا لاينطبق المثل القائل " الدخول إلى الحمام ليس كالخروج منه " بل العكس ( تدخل إلى سوريا الشقيقة ! نظيفا وتخرج منها متسخاً برائحة الأفواه الفاسدة ) .
وبعد إن يأس العسكري من تساؤلاته بادر إلى القول قبل أن يختم الجواز السفر ( شو خيوه ما في اكراميه ؟ ) وكأنما المسافر قد نال جائزة " من يربح المليون لجورج القرد احي !! " عندما يختم جواز سفره.
لم ينته الأمر عند ضابط الجوازات رغم طباعة ختم الخروج في إحدى صفحات الوثيقة المسكينة ( الجواز السفر ) ، بل على بعد عدة أمتار يستقبلك عسكري أخر بابتسامة معروفة المغزى يتساءل عن محتويات حقائب السفر دون أن ينظر إليها وبعد أن يدقق في الجواز السفر ، وهنا يساهم سائق السيارة في تسهيل عملية سد الأفواه الفاسدة بالقول ( انطيه كم ليرة ومشي أمورك !! ) وكأنما احمل في حقيبتي السفر مفاعل إيران النووية !!!؟
وعنـدما تقول بـان فـي حقيبـة السـفر ليـس ما يسـتدعي دفـع حتى ولو ( ليـرة سـورية واحـدة !!!! ) ، يبدأ العسكري بالسؤال فيما إذا كان لديك هاتف المحمول ( موبايل ) ونحن نعيش مرحلة التقدم التكنولوجي وعصر العولمة وثورة الهواتف المحمولة وأجهزة الحاسوب والتمدن ودول المنطقة العربية مازالت تبحث عن ( ليرة سورية واحدة أو جنيه مصري أو درهم مغربي أو دينار جزائري و... و... والخ لسد الأفواه الفاسدة من على المنافذ الحدودية المختلفة للدولة العربية القومية الإسلامية وصاحبة أقدم حضارة في العالم !!!!!!!!! .
حال ما تجتاز الحدود إلى الجهة الثانية تشعر بالوطن العراقي ومن خلاله تشعر بالأمان وبعيدا عن الابتزاز المالي ، رغم الفاصل بين الدولتين الجارتين القوميتين العربيتين الذي لايتجاوز عدة أمتار ، وتتساءل في داخلك هل إن هذه الأمتار المعدودات تعكس لك ترجمة مختلفة للثقافة الواحدة وطالما تغنى بها كل الأنظمة العربية الفاسدة ويتسابقون في إطلاق الشعارات المتنوعة للثقافة العربية الإسلامية ، ثقافة أم الحضارات ؟؟!!! .
بما إن سفري كان سريعا والعودة أسرع ، لأجد نفسي بعد عدة أيام أمام ذات المنفذ الحدودي وبنفس الترتيبات السابقة ولكن بأساليب أخرى فيها الشيء من الإبداع العربي الخلاق !!! .
توقفت السيارة أمام العسكري الأول في الجانب السوري ليبادرك إلى السؤال حول تأشيرة الدخول والجهة المانحة ومقدار المستحصل لقيمة ( الفيزا ) ، لكن الجديد الذي طرأ هو لماذا لم تحصل على تأشيرة الدخول من على الحدود بدلا من السفارة السورية في ستوكهولم ( هذا التساؤل أوجهه إلى السفارة السورية في ستوكهولم لغرض الإجابة عليه ؟ وهل يحق لسفارة الجمهورية العربية السورية أن تتجاوز على حقوق العسكريين والمدنيين العاملين في المنافذ الحدودية للدولة العربية القومية ( ويقطعون رزقهم !!! ؟ ) .
بعد اجتياز الحاجز الأول وإذا بمدني يقترب من السيارة وبابتسامة خبيثة جداً ليقول بان الجهاز الذي يمتلكه ( طبعا المدني يمثل المخابرات السورية ) يؤشر بان لدي هاتف الجــوال !! وعند الإجابة بان هاتفه الجوال في الحقيبة ومغلق ، يبادرك إلى التأكيد بان الهاتف الجوال شغال ( خيوه الجهاز عم بأشر عندي ) ، تذكرت حينها أين كان ذاك المدني من سلك المخابرات السورية عندما شنت الطائرات العسكرية الإسرائيلية في 6 / 9 / 2007 غارة وقصفت احد المواقع السورية عند الموانئ !! وهل اشر جهاز ذلك المدني قبل وقوع الحدث ؟ سؤال أوجهه للمخابرات السورية ؟
عندما لم ينل مبتغاه أرسل ذاك المدني بعد عدة دقائق بعسكري أخر وكان يحمل على أكتافه ما يمثل المجد العربي الأصيل وبعد أن دقق في الجواز تساءل عن وجود هـاتف جـوال معي ؟ .
لم يكن الحال لدى ضابط الجوازات بأفضل من سابقاتها من الحواجز الحدودية ، ولكن الطريف في الأمر ونحن على بعد أكثر من 250 كم عن الحدود السورية وإذا بنقطة عسكرية مرابطة على الطريق ( يبدو لديها معرفة بالسيارات الداخلة إلى سوريا الشقيقة ! من الجوار العراقي ) ويتقدم العسكري بـعد أن يؤشـر للسيـارة بالتـوقف ويتسـاءل مـن السـائق ( كيف الحدود خيوه !! ) ؟؟؟؟. وقبل استقرار السيارة عند العسكري يدمدم السائق بالقول ( فم آخر مفتوح يجب إغلاقه بعدة ليرات سورية ) .
لا ابتغي الإساءة إلى أي مواطن عربي مدنيا كان أم عسكرياً والذي يعمل في هذه المنافذ الحدودية للدولة العربية بقدر ما أوجه أنظار أنظمة هذه الدول إلى هذه الظاهرة الخطيرة والتي تعكس الوجه الأخر للفساد الحكومي والإداري وبالتالي الفساد السياسي لطبيعة تلك الأنظمة ، كما أوجه أنظار السفارات العربية في دول العالم المختلفة في ضرورة الاقتداء والاستفادة من تجارب الدول المضيفة لها وعكس تلك الخبرة والتعامل الايجابي مع المواطن المسافر بغض النظر عن جنسه وقوميته ومذهبه ونقلها إلى حكومات بلدانها .



#مسافر_منهك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مسافر منهك - منافذ الحدود الدولة العربية والأفواه الفاسدة !