أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أميرة أسامة - صراع نفسي بين طفولتي وأنوثتي














المزيد.....

صراع نفسي بين طفولتي وأنوثتي


أميرة أسامة

الحوار المتمدن-العدد: 2083 - 2007 / 10 / 29 - 06:07
المحور: الادب والفن
    


يعتريني العديد والعديد من المشاعر التي يصعب علي ترجمتها،وذلك لأنني لم أختبر أي منها،هل سيتوقف بي قطار الزمن عند نقطة الانطلاق؟! تلك النقطة التي انتظر عندها منذ 15عاما منذ أن أجبرتموني على الخروج من عالمي الخاص الطفولي البريء،في هذا العالم المليء بالحب الإنساني والفطرة النقية الطاهرة أخذت أنمو حتي إكتمل تكويني الإنساني،وخرجت رغما عني لأواجه الواقع الأليم الموحش ،فوجدتني خصمة لدودة لعدو أجهله،يحاربني بشتى الأساليب المتاحة ولا أستطيع الدفاع عن نفسي،ولكنني بمرور الزمن اكتشفت أنني كلما أخفيت صفاتي الأنثوية كلما قلت الحروب،حاولت تقليد الرجال لكي يحترمني المجتمع ولكني فشلت،لم أستطع التخفي لأني شعرت بأنني أسيرة داخل جسدي،لن أكون شخصا أخر غيري هكذا أخذت تصرخ روحي السجينة داخلي ولكني أيضا فشلت، وأصابني إكتئاب شديد .. ما هذا العالم الذي أعيش فيه؟لماذا أخرجتموني من عالمي الطفولي الخيالي إلى عالم الواقع المخيف لأواجه مصيري الأليم الذي يصعب علي وضع نهاية سعيدة له؟ هذا الواقع لم أخطو خطواتي الأولى فيه،فكيف أمشي؟؟ولم تعتاد عيناي لون أشعة شمسه السوداء فكيف أبصر؟؟وقلبي وعقلي لم يتعلما نفاقه فكيف أعيش فيه؟؟أشعر في كثير من الأوقات أنني الوهم متجسدا في شكل بشري ولذلك لا يراني الناس ولا يشعرون بي نعم هذه هي الحقيقة،ليتني فهمت هذه الحقيقة منذ البداية كنت سأوفر على نفسي تحمل مشقة البحث عن أسباب لعدم فهم الناس لي،وعدم فهمي للناس وكيف سيفهمون شخصا غير موجود ولا يرى؟!ليتني لا أستطيع رؤيتكم أيضا.حاولت أن أكون أنا كما أرادني الله أن أكون من وجهة نظري،فلقد سعدت كثيرا بالتغيرات التي حدثت لي،ونقلتني من مرحلة الطفولة إلي مرحلة الأنوثة ، ولم أكن أعلم أن مصدر سعادتي سيكون سبب تعاستي وشقائي،فتوالت الأحداث القهرية التي بددت أدنى شعور بالسعادة،ففي البداية منعت من اللعب مع أصدقائي ،ومن الضحك بصوت عالي؟!وماذا أفعل أن أطلقت إحداهن نكته ولم أستطع منع نفسي من الضحك؟الحل يكون بأن أقطع علاقتي بمن أطلقت النكته فمن المؤكد أنها غير محترمة؟!!كما منعت من الجري الذي كنت أعشقه في طفولتي، يا لسذاجتي كنت أود أن أسابق الزمن اعتقادا مني أنني سأستطيع التعبير عن نفسي بحرية لأنني وأنا طفلة كلما أردت التعبير عن رأيي لا أحد يهتم فأنا ما زلت صغيرة؟!ولكني إكتشفت أن المجتمع يرى حرية الأنثى في حبس روحها داخل جسد أكبر مما كانت فيه في طفولتها ولم يدرك أن روحها غير محدوده وأفكارها تتضخم بحيث أن الكرة الأرضية قد لاتتسعها!!ومن أين له أن يعلم ذلك فالمرأة عنده هي عقل تافه صغير في جسد جميل شهواني فقط!!
ثم جاءت مصيبتي الكبرى عندما طلب مني أن أضع غطاءا لشعري وحينها اعترضت بشده كله إلا ده،فأنا من دونه لا أعرف نفسي فشعري هو كنزي ليس جميلا بالمعايير التقليدية ولكنه صديقي،أعبر به عن حالتي ،أرفعه إلى أعلى عندما أشعر بالفخر كلما تفوقت في دراستي ،وأسدله على كتفي عندما أطلق الحرية لعقلي في تأمل كل ما حولي،وتسوء حالته عندما أكون حزينة،كيف سيعرف الناس حالتي إذا حجبته عنهم؟!ولكني رضخت للأمر الواقع بل وأجبرت نفسي على الاقتناع به في فترة من حياتي حتى لا أشعر بالقهر ،ومنذ أن أخفيت شعري أخفيت معه أفكاري ومعتقداتي وقناعاتي يعني بالمختصر المفيد أخفيتني،وأصبح المكان الوحيد الذي أستطيع أن أطلق فيه سراحي هو غرفتي،فيها أصرخ وأضحك بصوت عال،أرقص وألعب،وأحزن على شعري الذي لم يحتمل إزدواجيتي فلم يعد قادرا سوى على التعبير عن الحزن داخلي،وبمجرد خروجي من غرفتي،أرتدي الشخصية التي صنعها المجتمع،وأختبئ داخل جسدي أرى الناس ولكنهم لا يرونني،فأصبحت أنا الوهم وهم الحقيقة.







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- وفاة الممثل جوناثان جوس عن عمر يناهز 59 عامًا إثر إطلاق نار ...
- مصر.. قرار للنيابة في فضيحة قصر ثقافة الأقصر
- المبادرة المصرية تطالب بإخلاء سبيل المخرج -عبد الرحمن الأنصا ...
- رحيل الكاتب الفلسطيني علي بدوان أحد أبرز مؤرخي الشتات في سور ...
- مخطط متنزه إسرائيلي يطرد سكان سبسطية من قريتهم التاريخية
- -إيروفلوت- الروسية تفوز بجائزة مرموقة في مجال التصميم والفن ...
- تكريم ليلى علوي في الدورة الـ 25 من مهرجان -روتردام للفيلم ا ...
- مصير حفلات مغني الراب السويدي ياسين لهذا الصيف مجهول
- روسيا.. افتتاح معرض لصور المراسلين الحربيين لوكالة -نوفوستي- ...
- -قلعة- بفاس.. سيرة مغربية في -أرض الحب والأيديولوجيا-


المزيد.....

- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أميرة أسامة - صراع نفسي بين طفولتي وأنوثتي