أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وديع سعادة - شوقي مسلماني ... قصيدة أفق نرسم نحن نجومه














المزيد.....

شوقي مسلماني ... قصيدة أفق نرسم نحن نجومه


وديع سعادة

الحوار المتمدن-العدد: 2081 - 2007 / 10 / 27 - 03:15
المحور: الادب والفن
    


صدرتْ في سيدني أخيراً مجموعة شعريّة جديدة للشاعر شوقي مسلماني تحت عنوان "مَنْ نزعَ وجه الوردة؟". هنا قراءة لشعر شوقي كما يراه وديع سعادة:

يجب أن نقرأ قصيدة شوقي مسلماني أكثر مِنْ مرّة، وفي كلّ مرّة نقرأها نكتبها نحن من جديد، ذلك أن قصيدة شوقي قصائد لا قصيدة واحدة. القصيدة الواحدة منفتحة على تأويلات عدّة، وكلّ تأويل قصيدة في داخل القصيدة. إنّه يطلق أفقاً ويدعنا نحن نرسم نجومه وكائناته، أو يضع كائناً في أفق ويدعنا نحن نحدّد وجهته. الشاعر يكتب القصيدة والقارئ يكتبها أيضاً.



إنّها القصيدة المنفتحة على آفاق عديدة، وكلّ قارئ يختار أفقه. هكذا تتّسع القصيدة أكثر، فلا تعود كائناً واحداً ذا ملمح واحد، ولا إملاءً من الشاعر على قارئه. هكذا تصير القصيدة عالماً تجوز فيه حريّة إختيار كائناته ومسالكها. تصير القصيدة رديفاً للحريّة، وتبطل أن تكون ديكتاتوريّة الصوت الواحد الذي هو صوت الشاعر.
إذن يمكن القول إن قصيدة شوقي مسلماني هي قصيدة الحريّة. الحريّة بمعنيين: الشكل الكتابي والمعنى المضموني. بالمعنى الأوّل أشرنا إلى آفاق الحريّة في قصيدته، وبالمعنى الثاني المضموني فإنّ قصيدة شوقي تحمل الكثير من قلق البحث عن الحريّة والتمرّد على العبوديّة ومِن طلب العدالة والتمرّد على الظلم ومِن رثاء غياب الحقّ وإدانة الباطل. وإن لمسنا عدميّة في هذه القصيدة فالعدميّة هنا ليست سوى توق إلى الوجود.


ويصحّ القول أيضاً إنّ قصيدة شوقي سياسيّة، ولكن في المستوى العالي للكلمة. فكلّ شعر هو سياسي بمعنى ما، تماماً مثلما أن حياتنا كلّها بمعنى ما تسير جنباً إلى جنب مع السياسة. فالسياسة بمفهومها العميق لا تعني تلك التي يمارسها السياسيّون. السياسة بمعناها العميق هي رؤيتنا للأشياء والحياة ومفهومنا لها وتعاملنا معها. السياسة هي مفاهيمنا النظريّة وممارساتنا الحياتيّة. وشوقي يجسّد في قصائده هذا المفهوم العميق للسياسة، فلا ينخفض إلى السياسة العاديّة، وإنّما السياسة ترتفع على يديه.
شعر شوقي مسلماني يحمل همّاً كبيراً. هو لا يكتب كي يدبّج قصيدة، بل يكتب مدفوعاً بالهمّ الكبير الذي هو همّ الإنسانيّة ومصيرها، الإنسانيّة حاضراً ومستقبلاً. ولأنّ هذه الإنسانيّة تتّشح بالسواد نرى عتمة في شعره. إنّه الصدق وليس تدبيج الشعر، فلا يكفي في الشعر أن تكون مدبِّجاً بل أن تكون صادقاً. ولا الصدق كذلك يكفي وحده في الشعر بل أن تتمرّد على المجحف في هذا الصدق الذي تراه. فالشعر همّ إنساني ووجودي وليس مجرّد كلمات منمّقة أو موسيقيّة ترنّ في فراغ، وشعر شوقي هو أبعد ما يكون عن التنميق وعن الرنين.
شعر شوقي لن يُرضي بالتأكيد الذائقة العامّة، وأظنّ أن قيمته تكمن في عدم إرضائها. الذائقة العامّة جماد، موت، والخروج عليها محاولة لبعث الحياة، وشعر شوقي هو هذه المحاولة لبعث الحياة من جديد والخروج على القبيلة النائمة في ظلمتها. وإذا كنّا سنرى ضوءاً في الظلام فلن يأتينا إلاّ من قنديل الخارجين على القبيلة والمتمرّدين على الذائقة العامّة، وشوقي واحد منهم.


في ما يأتي مختارات مِنْ مجموعته الجديدة:


1 ـ ظنون
تقف على ثغرة
فترميكَ ثغرة
تقول حسناً
فلا يردّ صدى


أهروبٌ، وعلامةٌ في المكوث؟
أمكوثٌ، وعلامةٌ في الهروب؟


تقف ولا تقف
ترمي ولا ترمي
تقول ولا تقول
إلاّ ظنّاً.


2 ـ النسِر
له كلُّ الفضاء
وعيناهُ على نقطة.


3 ـ أمثولة
مِنَ النمل تعلّمْ
قالَ
وضحكَ حتى نبتَ وكْرٌ
في رأسِه.


4 ـ طريق
تمتدّ في الظلام
عالقة بضوءٍ مُتعَب
وفي العمقِ يرفعُ التجويفُ عتمتَه الأخيرة


أزرعُ في الدروب خطايا
حرائقَ
وأتلفُ شجراً


ما يقعُ مِنْ يدي
ما يُضيء في عيني:
هو الطريق


أمشي على أهداب قمر شاحب
وفي العمق من الصورة يسقطُ غريبٌ
فحمة.


5 ـ ظلالنا
خلف كلّ شمس
مواكب أرواح.







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- عمر حرقوص يكتب: فضل شاكر.. التقاء الخطَّين المتوازيين
- فريق بايدن استعان بخبرات سينمائية لإخفاء زلاته.. وسبيلبرغ شا ...
- معرض الدوحة الدولي للكتاب يختتم دورته الـ34 بمشاركة واسعة
- منح المخرج الروسي كيريل سيريبرينيكوف وسام جوقة الشرف الفرنسي ...
- بعد 14 عاما...أنجلينا جولي تعود -شقراء- إلى مهرجان كان السين ...
- اكتشاف سر نشأة اللغة لدى أسلاف البشر
- مهرجان عامل.. محاولة لاستعادة الحياة في كفررمان جنوب لبنان
- مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة... فضاء للتجديد الروحي ...
- زوجات الفنانين العرب يفرضن حضورهن في عالم الموضة
- صور عن جمال الحياة البرية ستذهلك


المزيد.....

- اقنعة / خيرالله قاسم المالكي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وديع سعادة - شوقي مسلماني ... قصيدة أفق نرسم نحن نجومه