أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ادوارد سعيد - المبادرة السعودية تكرار لسابقاتها














المزيد.....

المبادرة السعودية تكرار لسابقاتها


ادوارد سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 98 - 2002 / 3 / 22 - 08:45
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    




لا مجال للخطأ في تفسير الصور التي نراها عما يجري في فلسطين. هناك نوع من البطولة الفلسطينية تجعل من كل ذلك حدث هذا العصر. جيش بكامل عتاده، قوات بحرية وجوية تجهّزها الولايات المتحدة بسخاء ومن دون شروط، تنشر الدمار في الضفة الغربية وقطاع غزة بعد عشر سنوات أمضاها الفلسطينيون في إجراء المفاوضات مع إسرائيل والولايات المتحدة.
تدلل تصريحات شارون عن وجوب إلحاق أكبر قدر من الخسائر بالفلسطينيين على ضياع المنطق والحس النقدي من العالم منذ أيلول الماضي. نعم، حصل اعتداء إرهابي، لكن هناك ما هو أبعد من الرهبة في العالم، هناك السياسة، والصراع، والتاريخ، واللاعدالة، والمقاومة، ونعم، هناك إرهاب دولة أيضا. لقد استسلمنا جميعا، من دون أن يصدر أي اعتراض ذي قيمة من الأكاديميين أو من الانتلجنسيا الأميركية، الى الاستخدام المغلوط للغة والمعنى بشكل أصبح كل ما لا ينال إعجابنا رعبا، وما نفعله هو خير صاف. محاربة الرعب، لا يهم في ذلك كم من الأرواح والثروات ندمر. غابت كل مبادئ عصر التنوير التي نحاول أن ننقلها إلى طلابنا ومواطنينا، وقام بدلا عنها عربدة انتقامية وغضب محق بنفسه، يبدو ان الغني والقوي يستطيعان، وحدهما، التذرع بهما. لا عجب إذ ذاك ان يجد سفاح، مثل شارون، الأعذار لنفسه (عبر المحاكاة والاشتقاق) ليفعل ما يفعله. إذ يجري رمي القوانين والحقوق الدستورية والأحكام القضائية في سلة المهملات في أكبر ديموقراطية في العالم.
يقال للاسرائيليين والعرب والأميركيين إن حب الوطن هو الذي يستدعي هذا الإنفاق وهذا الدمار لأن هناك قضية عادلة في أساسهما. هراء. الأساس هو مصالح مادية تحفظ السلطة للحكام، والأرباح للشركات التي تجنيها، وشعبا في دولة إجماع مصطنع.
تشن إسرائيل اليوم حربا على مدنيين، رغم ان هذا الكلام لن يسمع أبدا في الولايات المتحدة. انها حرب عنصرية، وكولونيالية باستراتيجيتها وتكتيكها. يعذب الناس ويقتلون لأنهم غير يهود. أي سخرية. ورغم ذلك، لا تأتي ال((سي ان ان)) على ذكر كلمة ((الأراضي المحتلة)) (تتكلم عن العنف في إسرائيل كما لو كانت أرض المعركة هي صالات ومقاهي تل أبيب وليست مخيمات اللاجئين التي أحيطت حتى الآن بمئة وخمسين مستوطنة اسرائيلية غير شرعية).
لقد دست الولايات المتحدة خدعة كبيرة للعالم اسمها اتفاقات أوسلو، على مدى عشر سنوات، وهي مدركة بقوة ان ما يجري الحديث عنه هو 18 في المئة من الضفة و60 في المئة من غزة فقط. لا أحد يعرف الجغرافيا ومن الأفضل ان تبقى هذه الناحية مغمورة لأن الواقع على الأرض مذهل.
حاولنا بعضنا، سدى، في خلال تلك السنوات ان ينبه الى المسافة التي تفصل بين اللغة الأميركية الاسرائيلية عن السلام وبين الحقائق المروعة على الأرض. فقدت كلمات مثل ((عملية السلام)) و((الإرهاب)) أي إحالة على مدلول حقيقي. أصبح يحال الى الاستيلاء على الأراضي ب((مفاوضات ثنائية)) تتم بين دولة تعزز قبضتها على الأرض وبين فريق ضئيل من المفاوضين أخذتهم أربع سنوات ليتعودوا استخدام خريطة للأرض التي يفاوضون عليها.
والآن بعد أن احتلت مبادرة السلام السعودية مركز النقاش يجب أن توضع في مكانها الصحيح. ان هذه المبادرة ليست سوى إعادة صنع لخطة ريغان عام 1982 وخطة فهد لعام 1983 وخطة مدريد لعام 1991، الى آخره. إنني أرى ان النقطة الوحيدة القابلة للتفاوض هي موعد انسحاب إسرائيل من كل الأراضي المحتلة وليس على حجم الأرض التي ستنسحب منها.
 مقتطفات من نص طويل نشر في ((الأهرام ويكلي)) في 18 آذار 2002.
ترجمة: رولا الايوبي

...
©2002 جريدة السفير



#ادوارد_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطريق المسدود ... هل إسرائيل أكثر أمناً الآن؟


المزيد.....




- مسيرات احتفالية بعد إعلان القسام أسر جنود إسرائيليين بغزة
- الرئيس التونسي يقيل وزيرين في تعديل مفاجئ
- أول مريض خضع لزراعة شريحة ماسك الدماغية يتحدث عن تجربته
- فيديو.. النار تبتلع مدينة ملاهي بالهند وتقتل 24 شخصا
- نتيناهو يعلق على فيديو -الجندي المتمرد- ويحذر من العصيان
- حماس تنفي استئناف المفاوضات مع إسرائيل ولا تأكيد من الوسطاء ...
- إسرائيل: قرار محكمة العدل لا يحظر جميع الأعمال العسكرية
- قتلى وجرحى في ضربات روسية على خاركيف بأوكرانيا
- استئناف محتمل لمحادثات الهدنة في غزة لكن الحرب مستمرة 
- الجيش الإسرائيلي ينفي خطف أي من جنوده في غزة بعد بيان حماس


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ادوارد سعيد - المبادرة السعودية تكرار لسابقاتها