رفيق جبارين
الحوار المتمدن-العدد: 2079 - 2007 / 10 / 25 - 11:27
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
ألكاتب د. احمد سعد غني عن التعريف نحترمه ونجله ونعزه ونثني على مقالاته التي اثرت جريدة الاتحاد والمكتبة العربية ورغم هذا لنا رد متواضع على مقاله ولذا فالمعذرة للقائد السياسي وكاتبنا المشهور .
برأينا المقال يحمل في طياته عمقا وفلسفة وتجديدا واثراء ، ومع هذا فهناك امور ذكرت في المقال ولنا وجهة نظر تختلف .
يعدد الكاتب صحة مواقف الحزب الشيوعي والجبهة من الناحية السياسية والاقتصادية وعلى هذا لا نختلف، هناك اختلاف معه ليس على تقوية الحزب والجبهة وانما على السبل لتحقيق ذلك .
لا نرى ضرورة لتأجيل البت في تنظيم الجبهة كما يرى الكاتب ولا نعتقد ان هناك ضررا وغضاضة في تحويل الجبهة الى حزب سياسي بشرط ان يكون ذلك بالتوافق وليس بالحسم الدمقراطي والقطع الحاد وان تعذر ذلك فالتأجيل .
نوافق على تحويل المؤتمر السابع للجبهة الى تظاهرة ضد خطر الهجمة السلطوية والعنصرية والتمييز الصارخ ضد شعبنا من الداخل والذين حولتهم السلطة الى اكثر من غيرهم فقرا وبطالة .
لا نوافق بان جبهة دون بوصلتها الفكرية الشيوعية ليست جبهة، ذلك لان الجبهة قامت على اساس النقاط الثماني المعروفة والتي هي مواقف سياسية واقتصادية واجتماعية من اجل المساواة وضد التمييز على جميع اشكاله ولكن لم تقم الجبهة على الفكر الشيوعي ، كما ان اعضائها غير الشيوعيين هم اصحاب افكار وعقائد عديدة ومتنوعة ، وهذه بوصلتهم وليس الفكر الشيوعي ومع هذا انا أحترم هذا الفكر وليكن نبراسا نستضيء به .
لا نوافق على ان تحويل الجبهة الى حزب سياسي يغلق الابواب امام دخول قوى ومركبات جديدة الى عضويتها .
برأينا الذي يغلق ما هو موجود الآن داخل الجبهة وهي الفوضى العارمة والتسيب وعدم المحاسبة ذلك لعدم تنظيم الجبهة على شكل حزب سياسي يخضع الى دستور ونظام وقوانين معمول بها بالدولة تخضع الى القضاء .
لو كانت الجبهة حزبا لما حصل ما حصل عندما فاز النائب د. حنا سويد بترشيحه من قبل مجلس الجبهة كرقم ثان في قائمة الجبهة لانتخابات الكنيست الاخيرة وما حصل معروف للجميع ولا حاجة هنا للخوض بتفاصيله وانما للتذكير بأنه كاد يعصف بالجبهة الى الهاوية .
برأينا لو كانت الجبهة حزبا لما حصل الشرخ في جبهة ام الفحم المحلية والذي ينذر بالشؤم والضعف ان استمر الوضع على حاله .
برأينا لا حاجة للجبهة ان يكون لها فكر سياسي ان تحولت لحزب ذلك لان التجارب والواقع حالة تقول يوجد في مجتمعنا العربي احزاب عربية بدون فكر وعقيدة وما يجمع اعضاءها هو المواقف السياسية والاقتصادية والاجتماعية .
برأينا الخوف عند البعض ان يذوب الحزب الشيوعي داخل الجبهة ان تحولت لحزب هو تنظير خيالي وغير واقعي لان العضو المبدئي الذي مبادئه راسخة عنده وصلبة لا يهزه التحالف مع الغير .
برأينا تحويل الجبهة لحزب هو بمثابة تقوية لها فيه جذب للمثقفين والمتعلمين وغيرهم وخصوصا العرب منهم وبهذه الحالة فان الجبهة كحزب يضمن لهم حقوقهم الحزبية ويكون لهم البيت الدافئ وليس كما هي الحالة الفوضية والتسيبية الحاصلة والواقعة حاليا داخل الجبهة.
الكاتب يشترط ثلاثة لتقوية الجبهة وزيادة نفوذها الجماهيري وهي :
اولا : تقوية الحزب الشيوعي برفده بدماء جديدة ، وصقل آلياته التنظيمية والفكرية ابتداء من الفروع القاعدية وهذا يزيد من الارتباط بالجماهير وتجنيدها لتوسيع دائرة الجبهات المحلية ، هذا الشرط جيد وحسن ولكن بشرط تقوية الجبهة بنفس الطريقة وعلى قدر المساواة وليس حصر ذلك على الحزب الشيوعي وحده .
ثانيا : يطالب الكاتب الحزب والجبهة ببناء تصور والعمل على انجازه حول من هي القوى اليهودية والعربية التي من الممكن ان تكون داخل الجبهة السياسية .
هذا الشرط معقول ان استند فعلا وليس فقط قولا على العمل المشترك والمساواة بين الحزب والجبهة .
ثالثا : يطرح الكاتب قضية التحالفات القطرية والمحلية ويطالب بالتفتيش عن تحالفات يسارية تشمل حزب التجمع .
لا نعتقد بوجود قوى يسارية ترغب بالتحالف مع الحزب والجبهة ، لذا فالتفتيش هو مضيعة للوقت ، وبرأينا ان جميع الاحزاب اليسارية اليهودية هي صهيونية لا تقبل التحالف مع العرب الذين هم الاكثرية الساحقة في الحزب والجبهة والتجارب دليل على ذلك .
صحيح ان هناك بعض المجموعات يسارية ولكنها لم تصل درجة القوة ، وبرأينا هذه ضعيفة ولا رصيد جماهيري لها ولكن ومن الممكن لها ان تتحالف وأقصد حركة شرارة ومتصفين ولكن هؤلاء يميلون الى حزب التجمع او متحالفين معه والله اعلم .
بالنسبة للحركات اليسارية العربية مثل حزب التجمع فهذا يريد كسب كراسي للكنيست فقط لا غير وللجبهة والحزب تجارب مريرة معه وما زالت ، أما بالنسبة لابناء البلد فهؤلاء يقاطعون الانتخابات واما بالنسبة الى النائب د. احمد الطيبي والنائب السابق هاشم محاميد فهؤلاء يريدون كراسي مضمونة وليس تحالفا حقيقيا يستمر لوقت طويل كما انهما متحالفان حاليا مع الغير ولا أظنهما يتنازلان عن ذلك.
بالنهاية يطالب الكاتب بابراز الطابع السياسي للمؤتمر السابع للجبهة وتأجيل القضايا التنظيمية لمؤتمر آخر يعد له .
برأينا طلب الكاتب ليس منطقيا لانه يحوّل المؤتمر الى اجتماع شعبي خطابي ليس الا وليست هذه هي الغاية في انعقاد المؤتمر ، فلذا لا نوافق عليه ومرفوض .
واخيرا نأمل نجاح المؤتمر وندعو الى اتخاذ القرارات بالتوافق بقدر الامكان والمستطاع ذلك لاظهار وحدة الحزب والجبهة للتصدي والمواجهة للتحديات العنصرية الحاصلة والتمييزية على المستوى القومي والطبقي والديني ، ولمواجهة خطر الترانسفير ، وعلى الله الاتكال
(أم الفحم)
#رفيق_جبارين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟