أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كازيوه صالح - مجرم الساحل














المزيد.....

مجرم الساحل


كازيوه صالح

الحوار المتمدن-العدد: 640 - 2003 / 11 / 2 - 03:09
المحور: الادب والفن
    


 قصة : كازيوه صالح 
 ترجمة : عبداله قره?داغى
- هل قتلتيه أنت ؟
- لا أعرف !

يمكن أن يكون ، يمكن أن أكون أنا القاتل أو القتيل . لست اعرف ، المهم هو أنه يوجد الان حبل يربط القطبين معاَ . بين هذين القطبين تتمتع بالحرية في بعض المسائل الثانوية ، وفي هامش الحرية تلك ترى المحتال صالحاً، وغيره قاتلآ أو قتيلا .
ولكن لست افهم إن كان القاتل يتلذذ بعملية القتل أو القتيل .
رغم أنه لافرق لدي بين أن أكون قد قتلته بنفسي أو كنت أنا سبب مقتله ، رغم أنى لا أعتقد بأنه قد قُتل ، أو أني لا أريد أن اصدق ذلك ، لاْن فناءه صعب جداً بالنسبة لي ، لانني كنت أحبه كثيراً ، أكثر مما يتصور ، يمكن القول بأنه كان أثمن شىء في حياتى ، وكان بالفعل هكذا .  لقد كان أنسي وسلواي الوحيد في وحدتي وغربتى هذه .
من يصدق بأن أقتل أقرب كائن من نفسى !؟
مازاال شك عينيه الدامعتين الساحرتين شاخصا امام عيني في كل لحظة فحين كان يحتظر ، كان ينظر الي بوجوم . ربما كنت أحسده ، والآمر هو كذلك بالفعل . كنا ننوي القيام برحلة الي ساحل البحر تستغرق يومين ، حين تحركنا كانت الساعة تشير الى الثانية بعد منتصف الليل ، كان الظلام يحول دون رؤية الاشجار بوضوح . لم تغب عيناي عنه حتى الشفق . أما حين حَل النهار امتلاْت أقداح نظرات الجميع بنور الجمال . حين كانت خيوط النور تغمز الأشجار وترسل عبر اغصانها اشعاعاً فضياً كان يسلب الاوراق حركاتها ويحملها على تحريك رؤوسها في إيماءة ركوع . حتى لحظة غزو الضياء للفضاء كانت كتل الجليد تنثر دلال بياضها على الليل فأحالتها الضياء إلى قطرات منسكبة من الحليب . وحين مالت النجوم إلى الانطفاء شيئاً فشيئاً أصبح موقع القمر حرجا وقلقا تماما . وحينذاك: امتلكت أشعة النهار الفضية الطبيعة في عقد زواج أبدى . أنذاك عرفت بأن الفجر ضرة لا شفقة لها لليل ، وكما يسحب الليل بمجرد حلول الضياء ، كذلك فانه قد أوجد لي ضرة وكان ينبغى أن أنسحب .
أجل ، كان كذلك . حين استيقظت كانا قد اندمجا معاً  وهما ينظران إلى الاشعة الفضية من خلال زجاج السيارة بلهفة اكبر من لهفتنا في النظر .
لماذا أفكر في مقتله الى هذا الحد ؟ هل يمكن ان لا امتلك الحق في قتله ؟ وفيم ينبغي أن يكون لي ذلك الحق ؟ هل لاْنني أحبه اكثر من أي شئ أخر ، وكما يقال بحق فان الحب يقرب الانسان من القتل ؟
أه ، فان التفكير في شكل موته يصيب روحي بقشعريرة موت رهيب – لايمكنني اقناع نفسى بأنه قد مات.
ألا دهى هو ان احاييل ونزوات الـ ( مدام كلودين)، التظاهرية كانت قد سحبتني الى عالمها  ذلك العالم الذى لامحل فيه الا لغرض الذات والتحميل .. ان اسلوب مشيها وتمايلها الى الجانبين  ونظراتها المغرورة يصيبنى بالجنون ، اما ما جعلنى ابتسم فقد فقد كان بسبب الملابس التي كانت قد ارتدتها للشاطئ .. كانت ملابس احتفالية شرقيه تماماً : بنطال شارستون طويل وكنزة من الكتان ملتصقة بالجسم كاملآ ، مع صديرية من الشيفون الشفاف ، غير عادية وطويلة الى حد أنها كنت تلامس الجزء العلوي من احذيتها ذات الكعب العالي واٍلراْس الحاد كانت قد نثرت شعرها ، وكانت شلة من المراهقات حولها تتناوب في ملامسة خصلة من شعرها والانتقال من ذلك الي حليها  وتقدير قيمة ملابسها . كانت قد ربطت كلبها الصغير المشعر بحبل وهي تسير وراءه ، وتركض أحياناً وراءه ركضة ملؤها الدلال . كانت احدى المراهقات المتجمعات حولها تروي عن أمها : ( المدام كلودين من أحفاد ذلك الهندوسي الذي اختار قرية نائية للسكن مع زوجته . لم ينجب الزوجان طوال سنين عديدة وبعدها انجبا ثعبانا . و رغم ان اصدقاء العائلة ومعارفها نصحوهم كثيراً بضرورة قتل الثعبان وانقاذ أنفسهم ، الا أن الام بقيت تمتنع عن ذلك وتربيه بحب وحنان الامومة وتجوب الدنيا بحثاً عن زوجة له ، واخيراً وفقت) . وهاهي الحفيدة اليوم تتدل حتى على الارض .
كانت تتمشى هذة المرة على الشاطئ وقد ربطت كلبها بحبل ملون طويل ساحبة أياه وراءها . كان الكلب يحاول الافلا ت بتجاه ( طونى ). وأخيراً انسجم الاثنان الى حد انهما انسلا تحت الصخور القريبة من الشاطئ، والتي شكلت أفياءاً صغيرة . ولم تكن المدام كلودين منتبهة الى الغيرة التي داهمتنى ، كما لم تنتبة الى كلبها الذى استولى على انيسى الوحيد تماماً .
وأنى لها أن تنتبه والمدام قد استولت على الشاب الوسيم الوحيد على الشاطئ ، وبسبب وضعهما الخاص غاب انتباههما حتى عن مبعدة شبر  واحد عن موقعهما . وأنا أيضاً ، غاب انتباهي حتى عن شعورى كمداً على ما وجدته لدى الطرفين . وحين اقتربت منة ، كان ثمة صخرة ملقاة على رأسه كان كلب المدام يدور حوله  ويعوى عواء انتحاب .
ورغم أن قلبي كان يعنضر ، الا أنني لم أغير وضعي ولم أحاول انقاذه . انتهى  تحت وطأة الصخرة تماماً وأخرجوه . ورغم أن أختي قد أخبرتني بان ال ( ورام ) هى التي قد فعلت ذلك ، الا أنني ، وقبل أن افلح في السؤال منها : كيف ؟ ، ايتهمتني المدام كلودين قائلة :
أنت لا تدركين حتى ما تتفوهين به . كان طونى وكلبي يلثمان بعضهما فانطلقت أنت نحو الصخرة والقيتيها عليهما ، فحال القدر وحده دون اصابة كلبي .
انني لا اعرف حقاً .. يمكن أن يكون الامر كذلك ، لكني لا أعرف ماذا فعلت .
الشيء الوحيد الذي أعرفه هو أنني ساحتفظ بالحبل الذي كان مربوطاً بعنقه منذ اللحظة التي اخترت فيها الحياة على الشاطئ حتى الموت ، وسوف اسور به عنق آي كلب أخر لانه سوف لا يكون اكثر وفاءاً من ( طونى ) .

               دمشق 21/6/2001

السطور التي حددت بالخطوط المسحوبة تحتها ، تمت صياغتـُها بناءاً على مغزى أسطورة هندية .

 



#كازيوه_صالح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسائل لم تقرأ قبل الموت
- امرأة في نخب الماضي ..
- من أجهر بالقتل .. ؟!
- في حرب الحضارات هل تكون المراة ارملة الثقافة ؟ !
- زوجات الجنرال
- الكاتب والصحفي العراقي الكبيرعامر بدر حسون
- المرأءة الكوردية على اعتاب الالف الثالث والعصر العولمة
- من مسؤل عن حالة الاطفال العراق؟


المزيد.....




- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض
- الموت يفجع الفنانة اللبنانية كارول سماحة بوفاة زوجها
- وفاة المنتج المصري وليد مصطفى زوج الفنانة اللبنانية كارول سم ...
- الشاعرة ومغنية السوبرانوالرائعة :دسهيرادريس ضيفة صالون النجو ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كازيوه صالح - مجرم الساحل