أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - عبد الستار جبر - التآمر على القضاء العراقي














المزيد.....

التآمر على القضاء العراقي


عبد الستار جبر

الحوار المتمدن-العدد: 2075 - 2007 / 10 / 21 - 09:02
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


كيف لنا ان نحافظ على استقلالية القضاء ونحن نوقف تنفيذ احكامه؟!
كيف يتبنى الدعوة الى حيادية القضاء وضرورة بناء دولة القانون من يسعى الى تعطيل الاحكام والتجاوز على الصلاحيات؟!
مازال على ما يبدو ان الكثير من سياسيينا ممن تولوا مناصب سيادية يرون انفسهم فوق القانون؟ وان بامكانهم ان يوافقوا على حكم قضائي ما او يرفضوا حكما آخر، وكأنهم هم من يقرر العدالة ويحدد اتجاهاتها، لتتحول على يديه الى هبة او بركة او مكرمة يمنحها لمن يشاء ويقطعها عمن يشاء.
ما الذي تغير اذن؟ من نظام وصف بالدكتاتورية لانه استبد بنظام الحكم، وكان يزاول السلطة على هواه، ويتعامل مع القانون بجرة قلم، الى نظام يوصف بالديمقراطية يدعي انه يحترم الفصل بين السلطات ويقدس حرية واستقلالية القضاء ويريد ان يبني دولته على اساس احترام القانون وتنفيذ العدالة؟!... اذا كان السلوك واحدا، والعقلية التي تدير النظام السياسي للدولة لم تختلف. انها اذن تمثل ازمة في البناء الفكري للشخصية السياسية العراقية وربما العربية ايضا. فما نحن بحاجة اليه اذن ليس تغيير النظام السياسي فقط بل العقلية السياسية ايضا. فليس كافيا ان تستبدل الدكتاتورية بالديمقراطية ان لم يكن لديك سياسيون يتصفون بالديمقراطية، وليسوا ورثة فكر سياسي قروسطي هو الذي انتج الدكتاتورية وهو الذي سيعطل لنا النظام الديمقراطي، وسيشل عملية بناء مؤسسات دولة قائمة على الفصل بين السلطات، واذا ما استهدفت عجلة القضاء اولا لايقافها عن الدوران باتجاه تحقيق العدالة، فإن مصير الديمقراطية سيؤول الى انهيار سريع، ولن يبقى من النظام الذي يدعي انه ديمقراطي سوى مظهر او هيكل شكلي او بالاحرى ورقي، يحوز او يمتلك صفة الديمقراطية دستوريا لكنه لا يطبقها على ارض الواقع العملي. وبذا سيعود بنا الى الوراء الى دكتاتورية جديدة، دكتاتورية مقنَّعة، توهم شعبها والاخرين بانها ديمقراطية لان ذلك مكتوب في الدستور (يا للسخرية، وكأن هذا كاف؟! او ان الدستور اصبح نصا مقدسا ليس من اجل تطبيق بنوده بل لكونه مصدرا لشرعية مُستغَلة)، ولأن ثمة فصل بين السلطات لكن مع وقف التنفيذ طبعا.
ما يجدر حقا بالشعب الذي منح فرصة لتغيير نظامه السياسي نحو الافضل، من الدكتاتورية الى الديمقراطية، ان يدافع عن مكتسباته الجديدة، ان يحافظ على النظام الذي يمنحه التمثيل الافضل له، من خلال رفضه القاطع لاي تدخل او تجاوز لاية سلطة كانت على القضاء، وبذا يعزز استقلالية القضاء، ويكرس احترام تطبيق القانون، ويضمن تحقيق العدالة، وترسيخ دعائم الدولة على اسس سليمة..
ولاشك ان الاجدر ان تبادر منظمات المجتمع المدني والاحزاب، على اختلاف توجهاتها، الى تنظيم مظاهرات وعمليات احتجاج واذا اقتضت الحاجة الى اعتصامات، من اجل رفع يد من يظن انه فوق القانون، وانه يملك سلطة ايقافه او تنفيذه، الى تنبيهه الى ان ثمة سلطة اعلى منه، هي سلطة الشعب الذي منحه صوته وفوضه تمثيله وحمله مسؤولية التشريع والتنفيذ وتحقيق العدالة لصالحه، وان هذه المسؤولية الثلاثية لن تتحقق اذا ما عطل او اسيء استخدام احد اطرافها، وبالتالي ستختل عملية التمثيل المقدس للشعب، وتؤشر لخيانة عظمى بحقه.



#عبد_الستار_جبر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراقيون وتراخيص القتل


المزيد.....




- سوريا.. اعتقال طبيب متهم بتحويل مشفى عسكري إلى -مسلخ بشري-
- عراقجي يطالب بريطانيا باحترام حقوق المواطنين الإيرانيين الم ...
- عائلات فلسطينية تغادر قسرا مخيم نور شمس للاجئين قبيل هدم إسر ...
- الأمم المتحدة تدعو الهند وباكستان إلى التحلي بأقصى درجات ضبط ...
- إعلام أمريكي: واشنطن تطالب كييف بقبول المهاجرين غير الشرعيين ...
- رواندا تبدأ محادثات مع الولايات المتحدة لاستقبال المهاجرين ا ...
- تونس: سعيّد يستقبل المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة ويد ...
- إسرائيل تُعيد اعتقال تسعة فلسطينيين أُفرج عنهم ضمن صفقة التب ...
- الضفة الغربية: نزوح جماعي وهدم واسع للبيوت في مخيمي نور شمس ...
- تبادل مئات الأسرى العسكريين بين روسيا وأوكرانيا


المزيد.....

- الوضع الصحي والبيئي لعاملات معامل الطابوق في العراق / رابطة المرأة العراقية
- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - عبد الستار جبر - التآمر على القضاء العراقي